ثعلب الصحراء
22-01-11, 05:20 am
http://www.hihi2.com/contents/authpic/1.jpg
تيم هاورد أسماه "دوري مجنون"، وهو لم يكن يمزح حينها. أسبوع يشهد تعادلات في اللحظات الأخيرة، عنف جماهيري، نهايات درامية للهجمات، تزاحم في القمة، و أمور لا يمكن التنبؤ بها، يضعنا أمام موسم جدير بالملاحظة، موسم ربما لن نرى له مثيلا لسنوات عديدة.
"لن تعرف مطلقا ما يمكن أن يحدث خلال هذه السنة"، صرح حارس مرمى فريق إيفرتون والمنتخب الأمريكي في برنامج سوبر صانداي بلاس الذي تبثه قناة فوكس سبورت.و أضاف قائلا "هناك الكثير من الأمور التي تحدث، ولا يمكنك معرفة ما هو متوقع"،.
الآن، وفي خضم الدراما التي شهدها هذا الأحد حيث أقيمت ثلاث ديربيات مثيرة، تواجدت "الحماقة" الحقيقية. فالبطاقة الحمراء التي أشهرها الحكم في وجه لاعب مانشستر يونايتد رفاييل داسيلفا كانت بمثابة القرار التحكيمي والحادثة التي تبعث موجات من القشعريرة في جسد كل من يكترثون لكرة القدم باعتبارها استعراضا رياضيا حافلا.
وفي حال أنك لم تتمكن من رؤيتها، إليك ما حصل:
لاعب اليونايتد البرازيلي الشاب كان يجري نحو الخلف ليعود لمركزه في الدفاع بينما كان لاعب توتنهام إيكوتو يجري نحو المرمى. رفاييل حينها حاول الإبطاء من سرعته حتى يتفادى إيكوتو، لكن عقبه لامسه بطريقة غير مقصودة.
العميد، وبدون أي تردد، وضع يده في جيبه وأخرج بطاقته الصفراء، وأمر رفاييل بمغادرة أرضية الملعب بما أنه تحصل على بطاقة مماثلة في وقت سابق من المباراة.
إذا كان القرار بشكل بسيط سيئا، فالأمور على ما يرام، لأن كرة القدم مجرد لعبة والحكام بشر ويمكن أن يرتكبوا الأخطاء. ولكن الشيء المقلق هنا هو أن القرار يدل على عقلية أكثر من أن يدل على زلة.
العميد كان في مركز ممتاز، وتابع جميع الخطى بشكل كبير، ويمكنك رؤية عينيه في إعادة للقطة، فلا مجال للشك أنه رأى كل شيء بوضوح في هذه الحالة، لكنه رغم ذلك أخرج البطاقة.
إشهار البطاقات في حالات خفيفة من الالتحامات البدنية يشكل سابقة خطيرة، ولا يساعد البتة في الجانب الاستعراضي للعبة. يجب أن يسمح لأفضل اللاعبين اللعب بشكل قوي ولكن بدون وحشية، ولا يجب أيضا أن يتم التعامل معهم بتساهل يفوق الحدود.
عدد قليل فقط من متتبعي الدوري الإنجليزي الممتاز سيذرفون الدموع من أجل مانشستر يونايتد، وهم محقون في ذلك. السير أليكس فيرغيسون كان المستفيد من القرارات السيئة التي لا تحصى في ما مضى. كما أن طرد رفاييل لم يكن له تأثير على اليونايتد حيث انتهت المباراة في الوايت هارت لين بالتعادل السلبي.
القضية ليس لها أي علاقة بالنادي أو اللاعب، أو حتى هذه الحالة. إنها تتعلق بالحاجة إلى نظر أولئك الذين يحملون مصير الدوري الإنجليزي في صافراتهم وبين أيديهم إلى الأمور من زاوية ومنظور مختلفين.
هذا العمود كان دائما يوفر الحماية الخاصة للاعبين الموهوبين. اللعب بسخرية وخطورة وعدوانية يجب أن يقذف بعيدا. وكرة القدم تبدو دائما أجمل حينما يتم حماية نجومها المتألقة من الأذى الجسدي لمدة طويلة تكفيهم لنثر سحرهم الكروي.
لكن، هناك خطر جوهري إذا ما استمرت الأمور في التطور. فقرار العميد يعطي دلالات على أن حكام الدرجة الأولى أصبحوا مهووسين وفرحين بإطلاق الصافرات وسماع صوتها. على غرار الدوريات الأوربية بجملتها، الدوري الإنجليزي على وجه الخصوص بنا سمعته على الجانب البدني للعبة. وستكون مأساة كبرى لو حدث وضاعت مثل هذه القيمة.
هذا الموسم هو الأكثر إثارة في الدوري الإنجليزي الممتاز في الذاكرة الحديثة ، فالصراع في آخر جدول الترتيب على البقاء يهم فرقا متعددة ولا أحد يبدو أنه قد سلم من هذه العملية.
المستوى العام للعب يدل على أنه مازال يعترف بالقوة، والأحداث المثيرة للجدل لا زالت متوفرة. وحتى أن أحداث العنف كالتي شهدتها مباراة سندرلاند أمام نيوكاسل تبقى ضئيلة وقليلة ولله الحمد.
لقد حان الوقت أن يقوم الحكام بدورهم، ويدركوا أنه في بعض الأحيان، القليل يعني الكثير.
مقالة بقلم : مارتن روجيرز
صحفي رياضي مقيم بلوس انجلوس الأمريكية
تيم هاورد أسماه "دوري مجنون"، وهو لم يكن يمزح حينها. أسبوع يشهد تعادلات في اللحظات الأخيرة، عنف جماهيري، نهايات درامية للهجمات، تزاحم في القمة، و أمور لا يمكن التنبؤ بها، يضعنا أمام موسم جدير بالملاحظة، موسم ربما لن نرى له مثيلا لسنوات عديدة.
"لن تعرف مطلقا ما يمكن أن يحدث خلال هذه السنة"، صرح حارس مرمى فريق إيفرتون والمنتخب الأمريكي في برنامج سوبر صانداي بلاس الذي تبثه قناة فوكس سبورت.و أضاف قائلا "هناك الكثير من الأمور التي تحدث، ولا يمكنك معرفة ما هو متوقع"،.
الآن، وفي خضم الدراما التي شهدها هذا الأحد حيث أقيمت ثلاث ديربيات مثيرة، تواجدت "الحماقة" الحقيقية. فالبطاقة الحمراء التي أشهرها الحكم في وجه لاعب مانشستر يونايتد رفاييل داسيلفا كانت بمثابة القرار التحكيمي والحادثة التي تبعث موجات من القشعريرة في جسد كل من يكترثون لكرة القدم باعتبارها استعراضا رياضيا حافلا.
وفي حال أنك لم تتمكن من رؤيتها، إليك ما حصل:
لاعب اليونايتد البرازيلي الشاب كان يجري نحو الخلف ليعود لمركزه في الدفاع بينما كان لاعب توتنهام إيكوتو يجري نحو المرمى. رفاييل حينها حاول الإبطاء من سرعته حتى يتفادى إيكوتو، لكن عقبه لامسه بطريقة غير مقصودة.
العميد، وبدون أي تردد، وضع يده في جيبه وأخرج بطاقته الصفراء، وأمر رفاييل بمغادرة أرضية الملعب بما أنه تحصل على بطاقة مماثلة في وقت سابق من المباراة.
إذا كان القرار بشكل بسيط سيئا، فالأمور على ما يرام، لأن كرة القدم مجرد لعبة والحكام بشر ويمكن أن يرتكبوا الأخطاء. ولكن الشيء المقلق هنا هو أن القرار يدل على عقلية أكثر من أن يدل على زلة.
العميد كان في مركز ممتاز، وتابع جميع الخطى بشكل كبير، ويمكنك رؤية عينيه في إعادة للقطة، فلا مجال للشك أنه رأى كل شيء بوضوح في هذه الحالة، لكنه رغم ذلك أخرج البطاقة.
إشهار البطاقات في حالات خفيفة من الالتحامات البدنية يشكل سابقة خطيرة، ولا يساعد البتة في الجانب الاستعراضي للعبة. يجب أن يسمح لأفضل اللاعبين اللعب بشكل قوي ولكن بدون وحشية، ولا يجب أيضا أن يتم التعامل معهم بتساهل يفوق الحدود.
عدد قليل فقط من متتبعي الدوري الإنجليزي الممتاز سيذرفون الدموع من أجل مانشستر يونايتد، وهم محقون في ذلك. السير أليكس فيرغيسون كان المستفيد من القرارات السيئة التي لا تحصى في ما مضى. كما أن طرد رفاييل لم يكن له تأثير على اليونايتد حيث انتهت المباراة في الوايت هارت لين بالتعادل السلبي.
القضية ليس لها أي علاقة بالنادي أو اللاعب، أو حتى هذه الحالة. إنها تتعلق بالحاجة إلى نظر أولئك الذين يحملون مصير الدوري الإنجليزي في صافراتهم وبين أيديهم إلى الأمور من زاوية ومنظور مختلفين.
هذا العمود كان دائما يوفر الحماية الخاصة للاعبين الموهوبين. اللعب بسخرية وخطورة وعدوانية يجب أن يقذف بعيدا. وكرة القدم تبدو دائما أجمل حينما يتم حماية نجومها المتألقة من الأذى الجسدي لمدة طويلة تكفيهم لنثر سحرهم الكروي.
لكن، هناك خطر جوهري إذا ما استمرت الأمور في التطور. فقرار العميد يعطي دلالات على أن حكام الدرجة الأولى أصبحوا مهووسين وفرحين بإطلاق الصافرات وسماع صوتها. على غرار الدوريات الأوربية بجملتها، الدوري الإنجليزي على وجه الخصوص بنا سمعته على الجانب البدني للعبة. وستكون مأساة كبرى لو حدث وضاعت مثل هذه القيمة.
هذا الموسم هو الأكثر إثارة في الدوري الإنجليزي الممتاز في الذاكرة الحديثة ، فالصراع في آخر جدول الترتيب على البقاء يهم فرقا متعددة ولا أحد يبدو أنه قد سلم من هذه العملية.
المستوى العام للعب يدل على أنه مازال يعترف بالقوة، والأحداث المثيرة للجدل لا زالت متوفرة. وحتى أن أحداث العنف كالتي شهدتها مباراة سندرلاند أمام نيوكاسل تبقى ضئيلة وقليلة ولله الحمد.
لقد حان الوقت أن يقوم الحكام بدورهم، ويدركوا أنه في بعض الأحيان، القليل يعني الكثير.
مقالة بقلم : مارتن روجيرز
صحفي رياضي مقيم بلوس انجلوس الأمريكية