مبعد التفكير
18-12-10, 06:10 pm
لله ثم للتاريـــخ ثم للركيـــــان
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة تعيين الدكتور/ عبدالله بن إبراهيم الركيان مديراً عاماً للتربية والتعليم بمنطقة القصيم ( للبنين والبنات ) .. عندي بعض النصائح و"الفضائح" والتوجيهات بصفتي معلم "سابق" في إحدى مدارس مدينة بريدة .. أنا تجربتي التي سأتكلم عنها هي تجربة ابتدأت في 1428 هـ وانتهت في 1430 هـ كمعلم للمرحلة الثانوية في إحدى مدراس بريدة. هاأنذا بعد أكثر من سنة من تركي لوظيفتي السابقة بعد حصولي على المستوى السحري "الخامس" وتخليّ عن صفة "مربي الأجيال" أجدني مضطرا للبوح بشيء كان يجول في خاطري أيام الوظيفة وحتى بعد تركي الوظيفة فأقول للدكتور عبدالله الركيان, هاك:
1- انظر للأمانة الجديدة التي أوكلت إليك بنظرة مختلفة عن نظرة البيروقراطيين لها. ليست الأمانة هي التوقيع في دفتر الحضور اليومي الساعة السابعة أو السابعة والربع ولكن الأمانة هي ما يلمس على أرض الواقع من إنجاز. لا أزال أذكر جيدا مديري السابق وهو واقف عند الدفتر أو عند باب المدرسة مكفر الوجه وقد حمل "هم" مفتعل وهو هم أن يحضر جميع المعلمين قبل ابتداء الطابور جميعا بلا تخلف وأن يشارك جميعهم في الطابور الصباحي التقليدي البغيض وأن يحاولوا "ضبط الطلاب" بمعنى آخر, ومقولته الشهيرة: "لايفوّضون الطلاب"!! ولم يكلف نفسه يتحسين أداء المعلم داخل فصله (لمدة سنة كاملة لم يتم إنجاز قاعة المصادر رغم وجود بعض التجيهزات اللازمة التي بها كان من الممكن ابتداء قاعة المصادر). جدير بالذكر أن بداية خلافي وسبب انخفاض تقييمي السنوي هي بسبب تأخر عن حصتي الأولى بنحو خمس إلى عشر دقائق مرة أو مرتين في الشهر على الأكثر, أو تأخري فقط عن الطابور وحضوري في الدقائق الأخيرة, وليس بسبب آخر؛ كنت مقبولا من جميع الطلاب. للمعلومية: المعلم مطلوب منه الحضور في بداية الدوام تقريبا الساعة السابعة ويُلزم بحضور الطابور الصباحي حتى لو لم يكن عنده الحصة الأولى أو الثانية, وحدهم المدراءالبيروقراطيين هم من يطبقون مثل هذه الأنظمة ويؤمنون بها وهم أعجز مايكونون عن تحقيق الهدف العام المنشود من المدرسة وهو تخريج طلاب يبنون المستقبل الذي لا يتم إلا بهدم شيءٍ من الماضي.
2- اعلم أن معظم ضحايا الأسهم والمساهمات والإسمنت والحديد هم من المعلمين, لا أزال أذكر أحدهم في الطابور الصباحي ماسكا جواله ويكلم شخصا آخر بحثا عن تحليلات الأسهم اليومية الكاذبة (جدير بالذكر أن هذا المعلم يحضر شاحن جواله إلى الفصل ويقوم بشبكه بجواله ولربما تلقى مكالمة أو اثنتين داخل الفصل, وكل هذا لم يخبرني به أحد إنما أنا من شاهده!!). المعلمين الذي تعيينوا بعد عام 1415هـ وحتى عام 1429هـ هم من أكلوها ولم يأكلها غيرهم فتجد أن بعضهم يتحدث وما أكثر ماكنت أسمعهم يتناقشون عن تحسين المستويات وأمانيهم حتى أدمنت منتديات المعلمين. زاملت بعضهم وقد خصم من رابته 1000 أو 1200 وقد تصل إلى 2000 أو أكثر. زميلنا صاحب الجوال لم يكتف بهذا بل ذهب إلى أبعد من ذلك فقام بحساب ما حرم منه طوال السنين العشر الماضية في التعليم, فأظن المبلغ الذي يطلبه من الوزارة كما أخبرنا أكثر من مرة في الفسحة على الفطور قد وصل إلى نحو 250,000 ريال!! نعم هذه حقيقة وأنا أقول : ردد يا ليل ...!!! أقول المعلم لايمنح أي بدل إطلاقا, ليس هناك بدل للوكيل ولا بدل إشراف امتحانات ولا بدل تصحيح ورصد ولا دورات!! فقط راتبك الذي عادة يكون مخصوم منه مبلغ لابأس به بسبب ظلم المستويات. الجدير بالذكر أن المدرسة التي درّست فيها وعدد المعلمين فيها يربو على 30 معلما, لم يكن فيها من هو على المستوى المستحق ويستلم راتبه كاملا بلا نقصان غير ثلاثة!!! وهم: المدير, والوكيل الأول, والمرشد الطلابي فقط. أما البقية فيا معلم لك الله. وهذا ماسبب التفاوت الشاسع في الحماس والإخلاص في العمل.. كيف؟؟ المدير والاثنان الأخران لايشكون وبالتالي لا بد أن يعملوا وهم في الحقيقة كانوا يؤدون مجهودا مساويا أو أقل مما يقدمه المعلمون, بقية المعلمين يستغلون الحصص الفارغة للحديث عن الظلم الواقع عليهم بسبب عدم وضعهم في الدرجة المستحقة وبالتالي انتظر منهم الإخلاص في العمل!! أذكر قصة أحدهم وهو زميل من أهالي المنطقة الجنوبية قد أفلس في آخر الشهر وهو معلم!!
3- اعلم أن المعلمين في كثير من مدارس بريدة نصفهم فقط أو أقل هم من بريدة والبقية هم كالتالي: من المدن المجاورة والقرى النائية والمناطق المجاورة والمناطق النائية؛ فهناك من هو من جيزان وهناك من الجوف وهناك من هو من مكة وهناك من هو من الدمام. ولذلك توقع تنوع الثقافات واختلاف العادات الذي معهما قد توجد ولا بد أن توجد عادات سيئة كالتدخين والسباب والشتم. الجدير بالذكر أن عددا لا بأس به من المعلمين هم مدخنين ولن يتورع, وقد رأيت بعضهم, أن يدخل على طلابه ورائحة "بخوره" تفوح في أرجاء الفصل. من أغرب ما شاهدت أحد الوكلاء يضرب من يقبض عليه من الطلاب يدخن خفية في دورات المياه, من المفارقات أن الوكيل نفسه يدخن "لكن خارج دورات المياه". أنا كيف أأتمن على ابني شخص لم يتحمل أمانة هذا الجسم ويحرقه ليل نهار بالسيجار. الجدير بالذكر أن أحد طلابي شرع ذات مرة يعدد أسماء المعلمين المدخنين في المدرسة فلم يكن معرفة من يدخن من علم الغيب وأحدهم ذكر أن رأى يوم أمس أحد المعلمين في أحد مقاهي الشيسشة ويحمل صفة"مربي أجيال"!! لم أحب هذه الصفة فلم تكن تطنبق إلا على نزر يسير!! أذكر أحدهم وهو من أهالي المنطقة الغربية أخذ يتجاذب الحديث معي في إحدى حصص الفراغ, واستطرد متحدثا عن سفرته الأخيرة إلى البحرين وعن المتعة و"الوناسة" التي وجدها هناك وكيف أن القيود المفروضة عليه هنا تغيب تماما هناك, من المحزن ذكره أنه في نهاية المحادثة وجدت نفسي مدعوا للسفر إلى مصر وتناول الشراب الروحي!!. هل أنا فكرت يوما أن حديثا كهذا سيحصل معي في حياتي فضلا عن في مدرستي!!
4- أفضل حسنة ستقدمها للتعليم هي _لو قدّر لك أن تفعل_ أن يكون لكل معلم مكتب خاص أو غرفة خاصة ويمنح جهاز حاسب آلي وطابعة, يلتقي فيها بطلابه, يقوم بتحضير درسه القادم, يحضر, يشرب الشاي أو القهوة, ولربما احتاج إلى راحة لبضع دقائق وأغمض عينيه فقد أثبتت الدراسات أن غفوة لمدة 25 دقيقة أثناء العمل تعود بالنشاط والحيوية مرة أخرى للموظف. أو على الأقل توفير غرف مخصصة يجتمع فيها معلمو كل تخصص جميعا دون مشاركة غيرهم. الجدير بالذكر أنه في جميع المدارس يحصل جميع المعلمين على غرفة واحدة كبيرة فيها عدد من الطاولات, وقدلا توسع الغرفة فلربما اشتركت أنت ومعلم آخر وأحيانا ثالث على طاولة واحدة. المصائب والقلاقل تبتدئ من هذه الجمعة الغير مباركة؛ 25 معلم أو أكثر وبعض الكتاب ويعض الإداريين من شتى الاهتمامات وشتى التوجهات، ملتحي وحليق، تاجر أسهم ومدرس حلقة, بدوي وحضري, مفتون بالكرة وربما عضو شرف في نادي و مشرف على دار تحفيظ قرآن. ستسمع أنواع الشتائم والسباب, سترى ألوانا من الحقد والكراهية والعنصرية, ستسمع ألفاظا لا تسمعها إلا على الأرصفة أو في المقاهي. غالبا يسيطر على الجلسة أقلهم علما وحكمة وأكثرهم ثرثرة, ومن ثم أقلهم أدبًا ولباقة وأقذرهم لسانا. تذكر أني لا أتكلم عن غرفة تبديل ملابس اللاعبين بل عن غرفة المعلمين. تسيطر مواضيع الكرة, السفريات, تحسين المستويات, النميمة, الغيبة و "!!!!!" معظم "جدول أعمال" غرفة المعلمين ومن يقول غير ذلك فهو يقول غير الحقيقة. أيضا من سلبيات أن يجتمع المعلمون بشتى "طوائفهم" هو أن بعضهم لا يعرف الحاسب ولا الابتوب إلا في الأسهم أو سداد الفواتير على أحسن الأحوال, أحضرت لابتوبي مرة لغرفة المدرسين وانبهروا من "مستوى التقدم والتحضر" الذي وصلت إليه ولم "أخالهم وصلوا إليه". هناك معلمون نشطون وحريصيون وكانوا أصلا طلابا مجتهدين يوم كانوا طلابا, وهناك وهم الأكثر من هم معلمون كسولون ومحبطون لأنهم كانوا في الأصل كذلك عندما كانوا طلابا لكن "جاء التعليم _بسبب الشح في العدد المعلمين_ وضفهم ضفا ثم حشرهم حشرا" فنشروا فشلهم وحجموا دور المعلم الناجح. غرفة المعلمين هي مشكلة, وحلها سهل ومتوفر. هناك اجتهادات شخصية ومحاولات فردية اتخذها عدد من المعلمين _في مدارس غير مدرستي _الذين لم يرق لهم الاجتماع الشامل, فحولوا بعض الغرف إلى مكاتب يجتمعون فيها, فلن يتدخل أحد فيما تفعله, فقد تقرأ وقد تكتب وقد تحضر حاسبك ولن "ينبهر" أحد.
5- اعلم أن الوزارة والإدارة والمدراء والمعلمون والموظفون والمراسلون والمدارس إنما وضعوا من أجل (الطالب). لايهم تطبيق نظام بالي قد سنّه شخص هو في الثمانين من عمره الآن أو فارق الحياة. جدير بالذكر أن التعليم يزخر بقوانين وأنظمة لا أجد لها تفسيرا أنا ومن هم في سني إلا تفسير (البيروقراطية) المقيتة. المعلم يتعين بشق الأنفس ويمر بإجراءات قد دخلت أنا شخصيا في صدام مع أحد المسؤولين في الأحوال المدنية.. كيف؟؟ عند التعيين يجب على المعلم أن يذهب بنفسه إلى الأحوال المدنية يحمل ورقة من إدارة التعليم من أجل "تغيير المسمى الوظيفي" من طالب إلى معلم, ولكني نسيت أن أختم الورقة والإدارة مشكورون هم بدورهم نسوا أن يخبروا المعلم الجديد أن عليه ختم الورقة وما يترتب عليه من "كوارث" في حال لم يختمها ولم يكلفوا أنفسهم أن ينسقوا مع الأحوال المدنية بحيث يخف على المعلم إجراء ممل روتيني ممكن يقوم به موظف. تطبيق الأنظمة بحذافيرها في الظاهر وأمام الجمهور وتجاوزها في الخفاء هو مصيبة, لا أحصي أمثلة مرت علي في المدرسة اسمع كثيرا فيها مقولة " علشان مايقولون" أو "عشان مايشغلوننا" عندما نريد عمل ما أو تجاوز نظام. هذه دلالات على عدم الاقتناع بالأنظمة, معظمها, وأيضا عدم القدرة على إحداث التغيير في الوقت نفسه ممايترتب عليه لعنات بعضها فوق بعض. دفتر التحضيير, حضور مشرف المادة من الإدارة, الطابور الصباحي, الحضور للطابور الصباحي لمن عنده الحصة الأولى ومن ليس عنده, التوقيع, الإشراف في الفسحة, مراقبة الطلاب, الإشراف في الصلاة على الطلاب وعدم إعطاؤهم الثقة التي يستحقونها كمسلمين عند الصلاة.. إلخ كلها أشياء مؤذية ورتيبة ومملة تناسب أصحاب الخمسينات والأربعينات. الطالب مسكين وسيظل كذلك مادام الكل استيقظ باكرا من أجل الراتب. الطالب مظلوم والقائمون على التعليم لايصلحون للعمل إلافي الورش فالكل جاء للراتب ولايمكسون عليك شيء.
ختاما,, أسأل الله لي ولك التوفيق,,
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة تعيين الدكتور/ عبدالله بن إبراهيم الركيان مديراً عاماً للتربية والتعليم بمنطقة القصيم ( للبنين والبنات ) .. عندي بعض النصائح و"الفضائح" والتوجيهات بصفتي معلم "سابق" في إحدى مدارس مدينة بريدة .. أنا تجربتي التي سأتكلم عنها هي تجربة ابتدأت في 1428 هـ وانتهت في 1430 هـ كمعلم للمرحلة الثانوية في إحدى مدراس بريدة. هاأنذا بعد أكثر من سنة من تركي لوظيفتي السابقة بعد حصولي على المستوى السحري "الخامس" وتخليّ عن صفة "مربي الأجيال" أجدني مضطرا للبوح بشيء كان يجول في خاطري أيام الوظيفة وحتى بعد تركي الوظيفة فأقول للدكتور عبدالله الركيان, هاك:
1- انظر للأمانة الجديدة التي أوكلت إليك بنظرة مختلفة عن نظرة البيروقراطيين لها. ليست الأمانة هي التوقيع في دفتر الحضور اليومي الساعة السابعة أو السابعة والربع ولكن الأمانة هي ما يلمس على أرض الواقع من إنجاز. لا أزال أذكر جيدا مديري السابق وهو واقف عند الدفتر أو عند باب المدرسة مكفر الوجه وقد حمل "هم" مفتعل وهو هم أن يحضر جميع المعلمين قبل ابتداء الطابور جميعا بلا تخلف وأن يشارك جميعهم في الطابور الصباحي التقليدي البغيض وأن يحاولوا "ضبط الطلاب" بمعنى آخر, ومقولته الشهيرة: "لايفوّضون الطلاب"!! ولم يكلف نفسه يتحسين أداء المعلم داخل فصله (لمدة سنة كاملة لم يتم إنجاز قاعة المصادر رغم وجود بعض التجيهزات اللازمة التي بها كان من الممكن ابتداء قاعة المصادر). جدير بالذكر أن بداية خلافي وسبب انخفاض تقييمي السنوي هي بسبب تأخر عن حصتي الأولى بنحو خمس إلى عشر دقائق مرة أو مرتين في الشهر على الأكثر, أو تأخري فقط عن الطابور وحضوري في الدقائق الأخيرة, وليس بسبب آخر؛ كنت مقبولا من جميع الطلاب. للمعلومية: المعلم مطلوب منه الحضور في بداية الدوام تقريبا الساعة السابعة ويُلزم بحضور الطابور الصباحي حتى لو لم يكن عنده الحصة الأولى أو الثانية, وحدهم المدراءالبيروقراطيين هم من يطبقون مثل هذه الأنظمة ويؤمنون بها وهم أعجز مايكونون عن تحقيق الهدف العام المنشود من المدرسة وهو تخريج طلاب يبنون المستقبل الذي لا يتم إلا بهدم شيءٍ من الماضي.
2- اعلم أن معظم ضحايا الأسهم والمساهمات والإسمنت والحديد هم من المعلمين, لا أزال أذكر أحدهم في الطابور الصباحي ماسكا جواله ويكلم شخصا آخر بحثا عن تحليلات الأسهم اليومية الكاذبة (جدير بالذكر أن هذا المعلم يحضر شاحن جواله إلى الفصل ويقوم بشبكه بجواله ولربما تلقى مكالمة أو اثنتين داخل الفصل, وكل هذا لم يخبرني به أحد إنما أنا من شاهده!!). المعلمين الذي تعيينوا بعد عام 1415هـ وحتى عام 1429هـ هم من أكلوها ولم يأكلها غيرهم فتجد أن بعضهم يتحدث وما أكثر ماكنت أسمعهم يتناقشون عن تحسين المستويات وأمانيهم حتى أدمنت منتديات المعلمين. زاملت بعضهم وقد خصم من رابته 1000 أو 1200 وقد تصل إلى 2000 أو أكثر. زميلنا صاحب الجوال لم يكتف بهذا بل ذهب إلى أبعد من ذلك فقام بحساب ما حرم منه طوال السنين العشر الماضية في التعليم, فأظن المبلغ الذي يطلبه من الوزارة كما أخبرنا أكثر من مرة في الفسحة على الفطور قد وصل إلى نحو 250,000 ريال!! نعم هذه حقيقة وأنا أقول : ردد يا ليل ...!!! أقول المعلم لايمنح أي بدل إطلاقا, ليس هناك بدل للوكيل ولا بدل إشراف امتحانات ولا بدل تصحيح ورصد ولا دورات!! فقط راتبك الذي عادة يكون مخصوم منه مبلغ لابأس به بسبب ظلم المستويات. الجدير بالذكر أن المدرسة التي درّست فيها وعدد المعلمين فيها يربو على 30 معلما, لم يكن فيها من هو على المستوى المستحق ويستلم راتبه كاملا بلا نقصان غير ثلاثة!!! وهم: المدير, والوكيل الأول, والمرشد الطلابي فقط. أما البقية فيا معلم لك الله. وهذا ماسبب التفاوت الشاسع في الحماس والإخلاص في العمل.. كيف؟؟ المدير والاثنان الأخران لايشكون وبالتالي لا بد أن يعملوا وهم في الحقيقة كانوا يؤدون مجهودا مساويا أو أقل مما يقدمه المعلمون, بقية المعلمين يستغلون الحصص الفارغة للحديث عن الظلم الواقع عليهم بسبب عدم وضعهم في الدرجة المستحقة وبالتالي انتظر منهم الإخلاص في العمل!! أذكر قصة أحدهم وهو زميل من أهالي المنطقة الجنوبية قد أفلس في آخر الشهر وهو معلم!!
3- اعلم أن المعلمين في كثير من مدارس بريدة نصفهم فقط أو أقل هم من بريدة والبقية هم كالتالي: من المدن المجاورة والقرى النائية والمناطق المجاورة والمناطق النائية؛ فهناك من هو من جيزان وهناك من الجوف وهناك من هو من مكة وهناك من هو من الدمام. ولذلك توقع تنوع الثقافات واختلاف العادات الذي معهما قد توجد ولا بد أن توجد عادات سيئة كالتدخين والسباب والشتم. الجدير بالذكر أن عددا لا بأس به من المعلمين هم مدخنين ولن يتورع, وقد رأيت بعضهم, أن يدخل على طلابه ورائحة "بخوره" تفوح في أرجاء الفصل. من أغرب ما شاهدت أحد الوكلاء يضرب من يقبض عليه من الطلاب يدخن خفية في دورات المياه, من المفارقات أن الوكيل نفسه يدخن "لكن خارج دورات المياه". أنا كيف أأتمن على ابني شخص لم يتحمل أمانة هذا الجسم ويحرقه ليل نهار بالسيجار. الجدير بالذكر أن أحد طلابي شرع ذات مرة يعدد أسماء المعلمين المدخنين في المدرسة فلم يكن معرفة من يدخن من علم الغيب وأحدهم ذكر أن رأى يوم أمس أحد المعلمين في أحد مقاهي الشيسشة ويحمل صفة"مربي أجيال"!! لم أحب هذه الصفة فلم تكن تطنبق إلا على نزر يسير!! أذكر أحدهم وهو من أهالي المنطقة الغربية أخذ يتجاذب الحديث معي في إحدى حصص الفراغ, واستطرد متحدثا عن سفرته الأخيرة إلى البحرين وعن المتعة و"الوناسة" التي وجدها هناك وكيف أن القيود المفروضة عليه هنا تغيب تماما هناك, من المحزن ذكره أنه في نهاية المحادثة وجدت نفسي مدعوا للسفر إلى مصر وتناول الشراب الروحي!!. هل أنا فكرت يوما أن حديثا كهذا سيحصل معي في حياتي فضلا عن في مدرستي!!
4- أفضل حسنة ستقدمها للتعليم هي _لو قدّر لك أن تفعل_ أن يكون لكل معلم مكتب خاص أو غرفة خاصة ويمنح جهاز حاسب آلي وطابعة, يلتقي فيها بطلابه, يقوم بتحضير درسه القادم, يحضر, يشرب الشاي أو القهوة, ولربما احتاج إلى راحة لبضع دقائق وأغمض عينيه فقد أثبتت الدراسات أن غفوة لمدة 25 دقيقة أثناء العمل تعود بالنشاط والحيوية مرة أخرى للموظف. أو على الأقل توفير غرف مخصصة يجتمع فيها معلمو كل تخصص جميعا دون مشاركة غيرهم. الجدير بالذكر أنه في جميع المدارس يحصل جميع المعلمين على غرفة واحدة كبيرة فيها عدد من الطاولات, وقدلا توسع الغرفة فلربما اشتركت أنت ومعلم آخر وأحيانا ثالث على طاولة واحدة. المصائب والقلاقل تبتدئ من هذه الجمعة الغير مباركة؛ 25 معلم أو أكثر وبعض الكتاب ويعض الإداريين من شتى الاهتمامات وشتى التوجهات، ملتحي وحليق، تاجر أسهم ومدرس حلقة, بدوي وحضري, مفتون بالكرة وربما عضو شرف في نادي و مشرف على دار تحفيظ قرآن. ستسمع أنواع الشتائم والسباب, سترى ألوانا من الحقد والكراهية والعنصرية, ستسمع ألفاظا لا تسمعها إلا على الأرصفة أو في المقاهي. غالبا يسيطر على الجلسة أقلهم علما وحكمة وأكثرهم ثرثرة, ومن ثم أقلهم أدبًا ولباقة وأقذرهم لسانا. تذكر أني لا أتكلم عن غرفة تبديل ملابس اللاعبين بل عن غرفة المعلمين. تسيطر مواضيع الكرة, السفريات, تحسين المستويات, النميمة, الغيبة و "!!!!!" معظم "جدول أعمال" غرفة المعلمين ومن يقول غير ذلك فهو يقول غير الحقيقة. أيضا من سلبيات أن يجتمع المعلمون بشتى "طوائفهم" هو أن بعضهم لا يعرف الحاسب ولا الابتوب إلا في الأسهم أو سداد الفواتير على أحسن الأحوال, أحضرت لابتوبي مرة لغرفة المدرسين وانبهروا من "مستوى التقدم والتحضر" الذي وصلت إليه ولم "أخالهم وصلوا إليه". هناك معلمون نشطون وحريصيون وكانوا أصلا طلابا مجتهدين يوم كانوا طلابا, وهناك وهم الأكثر من هم معلمون كسولون ومحبطون لأنهم كانوا في الأصل كذلك عندما كانوا طلابا لكن "جاء التعليم _بسبب الشح في العدد المعلمين_ وضفهم ضفا ثم حشرهم حشرا" فنشروا فشلهم وحجموا دور المعلم الناجح. غرفة المعلمين هي مشكلة, وحلها سهل ومتوفر. هناك اجتهادات شخصية ومحاولات فردية اتخذها عدد من المعلمين _في مدارس غير مدرستي _الذين لم يرق لهم الاجتماع الشامل, فحولوا بعض الغرف إلى مكاتب يجتمعون فيها, فلن يتدخل أحد فيما تفعله, فقد تقرأ وقد تكتب وقد تحضر حاسبك ولن "ينبهر" أحد.
5- اعلم أن الوزارة والإدارة والمدراء والمعلمون والموظفون والمراسلون والمدارس إنما وضعوا من أجل (الطالب). لايهم تطبيق نظام بالي قد سنّه شخص هو في الثمانين من عمره الآن أو فارق الحياة. جدير بالذكر أن التعليم يزخر بقوانين وأنظمة لا أجد لها تفسيرا أنا ومن هم في سني إلا تفسير (البيروقراطية) المقيتة. المعلم يتعين بشق الأنفس ويمر بإجراءات قد دخلت أنا شخصيا في صدام مع أحد المسؤولين في الأحوال المدنية.. كيف؟؟ عند التعيين يجب على المعلم أن يذهب بنفسه إلى الأحوال المدنية يحمل ورقة من إدارة التعليم من أجل "تغيير المسمى الوظيفي" من طالب إلى معلم, ولكني نسيت أن أختم الورقة والإدارة مشكورون هم بدورهم نسوا أن يخبروا المعلم الجديد أن عليه ختم الورقة وما يترتب عليه من "كوارث" في حال لم يختمها ولم يكلفوا أنفسهم أن ينسقوا مع الأحوال المدنية بحيث يخف على المعلم إجراء ممل روتيني ممكن يقوم به موظف. تطبيق الأنظمة بحذافيرها في الظاهر وأمام الجمهور وتجاوزها في الخفاء هو مصيبة, لا أحصي أمثلة مرت علي في المدرسة اسمع كثيرا فيها مقولة " علشان مايقولون" أو "عشان مايشغلوننا" عندما نريد عمل ما أو تجاوز نظام. هذه دلالات على عدم الاقتناع بالأنظمة, معظمها, وأيضا عدم القدرة على إحداث التغيير في الوقت نفسه ممايترتب عليه لعنات بعضها فوق بعض. دفتر التحضيير, حضور مشرف المادة من الإدارة, الطابور الصباحي, الحضور للطابور الصباحي لمن عنده الحصة الأولى ومن ليس عنده, التوقيع, الإشراف في الفسحة, مراقبة الطلاب, الإشراف في الصلاة على الطلاب وعدم إعطاؤهم الثقة التي يستحقونها كمسلمين عند الصلاة.. إلخ كلها أشياء مؤذية ورتيبة ومملة تناسب أصحاب الخمسينات والأربعينات. الطالب مسكين وسيظل كذلك مادام الكل استيقظ باكرا من أجل الراتب. الطالب مظلوم والقائمون على التعليم لايصلحون للعمل إلافي الورش فالكل جاء للراتب ولايمكسون عليك شيء.
ختاما,, أسأل الله لي ولك التوفيق,,