تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اجلدوا ذواتكم وذوات من حولكم


محبة الجنان
26-11-10, 01:07 pm
( سأمنا من جلدت الذات ) كلمة وقفت عندها كثير
لا أعرف هل من نطقها ذات يوم وأسرف في تكرارها
يعي معناها أو ( كمن يحمل أسفارا دون معرفه ما هو المحمول معه )
يداه لم تفتأ تصافح رياح الغرب وتحتضن أفرازاتهم بقوة
هؤلاء يحاولون أقناع ذواتهم وذوات من حولهم أن الحياة
كل ما فيها مباح فإن صحا ضمير أحدهم يوما سرعان
ما يخدره بقوله ( سأمنا من جلد الذات )
دعونا نجلد ذواتنا وبشده وحتى ذوات من حولنا
جلد مبرحا لا شفقة فيه ولا رحمة
أجلدوا ذواتكم كلما ههمتم بفعل ذنب أو معصية
كلما قصرتم في حق الله أو حق عباده
ألا تريدون أن تكون نفوسكم وذواتكم مثل تلك النفس
التي عظُمَ شأنها وذكرها في كتاب ربها
فأقسم بها رب العزة والجلال ( فلا أقسم بالنفس اللوامة )
النفس اللوامة : ( هي قوة داخلية في باطن الإنسان تعمل على ضبط الميول والغرائز ) هي النفس التي تلوم صاحبها
عند فعل القبيح
فمن شاء منكم أن يجعل نفسه لوامة فليذكرها بالأخرة
ومن أراد أن تكون نفسه خائفة ومستعدة لقاء الله فليبقيها ( نفس لوامة )
استبصروا ذواتكم بجميع جوانبها السلبية والإيجابية
واجعلوها تحثكم على الخير وتقصر عن الشر
ولا يهمكم من قال أن لوم الذات وتأنيب الضمير هو نوع من الإكتئاب
من يؤمن بذالك فأعلموا أن ضمائرهم ماتت قبل ذواتهم
وأنهم يحيون أجساد فارغة بلا أرواح
اجلدوا ذواتكم باستمرار لتسعدوا بعد ذلك في الآخرة



استوعتكم الله الذي لا تضيع ودائعة

اذكر الله ياخفوقي
26-11-10, 01:20 pm
الله يجزاك خير ويجعله في موازين حسناتك ..

محبة الجنان
26-11-10, 03:49 pm
الله يجزاك خير ويجعله في موازين حسناتك ..
لك بالمثل أختي الفاضلة
شكرا على المرور والإطلاع

ماهي من البشر
26-11-10, 03:55 pm
اللهم أرنى الحق حقا وارزقنا إتباعه, وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه
بارك الله فيك محبة الجنان

مـ ــ ط ــ ـر
26-11-10, 04:56 pm
وفقك الله أختي محبة الجنان..

(جلد الذات) ماهو إلا مصطلح غربي أو فلنقل كفري تشربناه كما تشربنا غيره من أفكار ضالة مضللة
نرددها ونحاول العمل بها دون التفكير في حقيقتها..
نسأل الله الهداية والسلامة والعافية

نـور
26-11-10, 05:00 pm
جزك الله خير

وجعلة في ميزان اعمالك

تحيتي

محبة الجنان
26-11-10, 05:35 pm
اللهم أرنى الحق حقا وارزقنا إتباعه, وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه
بارك الله فيك محبة الجنان
اللهم آمين
شكرا على مرورك العذب أختي ماهي من البشر

محبة الجنان
26-11-10, 05:38 pm
وفقك الله أختي محبة الجنان..

(جلد الذات) ماهو إلا مصطلح غربي أو فلنقل كفري تشربناه كما تشربنا غيره من أفكار ضالة مضللة
نرددها ونحاول العمل بها دون التفكير في حقيقتها..
نسأل الله الهداية والسلامة والعافية

صدقتي أختي مطر
بارك الله فيك

محبة الجنان
26-11-10, 05:41 pm
جزك الله خير

وجعلة في ميزان اعمالك

تحيتي
جزاك الله بالمثل أختي نور

αяşẽņαĺĭ
26-11-10, 07:40 pm
الله يعطيك العافية

زفرات سنين
26-11-10, 07:45 pm
:

أنا من الناس التي تجلد ذاتها وقت خطأئها حتى اشعر بعدها

ب الراحه بعد عِقابها

لان بني آدم خطائون وتكفير لخطأئي أجلد ذاتي حتى يكون درس من قبلي ... لذاتي

,

التنين الصيني
26-11-10, 08:01 pm
جزاك الله خيرا ....

جلد الذات ...شعور سلبي يتنامى دائماً في أوقات الهزائم و الإحباطات بسبب مناخ الهزيمة عندما يخيم على الأجواء بحيث

تتوارى النجاحات ( و التي غالبا ما تكون قليلة أو باهتة ) و يتصدر الفشل واجهة الصدارة . " جووجل "

يعني ان نلقي باللوم على بعضنا في التأخر العلمي ... كأن نلقي باللوم على الحكومة

والحكومة تلقي اللوم على الشعب وعلى طرق اختيارة ....

ونسير في حلقة مفرغة واسقاط الأخطاء على بعضنا دون تصويب لتلك الأخطاء ....

اما ما ذكرتيه .... فهو معنى جديد وموفق باذن الله .....


سي يو ...

محارهـ
27-11-10, 02:45 pm
(جلد الذات) ماهو إلا مصطلح غربي أو فلنقل كفري تشربناه كما تشربنا غيره من أفكار ضالة مضللة
نرددها ونحاول العمل بها دون التفكير في حقيقتها..
نسأل الله الهداية والسلامة والعافية


مرحبا مطر

كيف أصبح جلد الذات مصطلح غربي أو كفري ؟
أريد أن أفهم اذا سمحتي بــ شرح أكثر


ودمت بــ بخير

عازفة ألحان الليل
28-11-10, 04:38 am
لن أجلد ذاتي ولكني سوف ألومها كما في الآية ..

ولاعلم لي بذاوات الآخرين و الله اعلم بذواتهم فليس لي الحق بجلدها!

معــآني
28-11-10, 12:26 pm
جلد الذات في شؤون المرء الدينية يأتي بمعنى محاسبة النفس ..و جلد ذوات الآخرين قد يأتي بمعنى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ..
النفس القلقة بشأن دينها في الدنيا مردها الراحة الأبدية في الآخرة ..!
شكرا لكِ ..:)

محارهـ
28-11-10, 12:44 pm
لكل مفهومه عن جلد الذات كما هو واضح من خلال الردود
ولكن مايحرني
ماهي العلاقه بين جلد الذات وفي كونها مصطلح كفري
ممكن أحد يشرح لي أريد أن أستفيد

محبة الجنان
28-11-10, 07:27 pm
الله يعطيك العافية

عافاك الله ورعاك أخي الفاضل

محبة الجنان
28-11-10, 07:30 pm
:

أنا من الناس التي تجلد ذاتها وقت خطأئها حتى اشعر بعدها

ب الراحه بعد عِقابها

لان بني آدم خطائون وتكفير لخطأئي أجلد ذاتي حتى يكون درس من قبلي ... لذاتي

,

حياك الله أختي زفرات السنين جميل أن يملك الإنسان هذه الروح
النفس اللوامة فهى لك وقاية بعد الله من تكرار الذنب والمعصية
اسأل الله لك ولي الثبات
وبوركت في حضورك

محبة الجنان
28-11-10, 07:42 pm
جزاك الله خيرا ....


جلد الذات ...شعور سلبي يتنامى دائماً في أوقات الهزائم و الإحباطات بسبب مناخ الهزيمة عندما يخيم على الأجواء بحيث

تتوارى النجاحات ( و التي غالبا ما تكون قليلة أو باهتة ) و يتصدر الفشل واجهة الصدارة . " جووجل "

يعني ان نلقي باللوم على بعضنا في التأخر العلمي ... كأن نلقي باللوم على الحكومة

والحكومة تلقي اللوم على الشعب وعلى طرق اختيارة ....

ونسير في حلقة مفرغة واسقاط الأخطاء على بعضنا دون تصويب لتلك الأخطاء ....


اما ما ذكرتيه .... فهو معنى جديد وموفق باذن الله .....


سي يو ...

حياك الله أخي الفاضل
ما ذهبت إليه وفقك الله هو المعني الذي ذهب له علماء النفس
الغربيون في تعريفه - وهو فارغ كفراغ عقولهم من الوازع ديني
ولو كانوا يعلمون بالاسلام لم يعرفوه إلا بما جاء تعريفه بالقرآن الكريم

ولكن إلقاء اللوم على الغير لا اعتقد أنه جلد للذات
جلد الذات هو محاسبتها ولومها بشدة عند التقصير في أمر
وليس هناك أعظم من التقصير في حق الله تعالى
شكرا أخي على الحضور

نجداوي
28-11-10, 07:50 pm
جلد الذات يبي له ايمان صحيح :)

لان الايمان هو الاستقامه بالذات

بورك فيك محبه الجنان

محبة الجنان
28-11-10, 08:12 pm
مرحبا مطر


كيف أصبح جلد الذات مصطلح غربي أو كفري ؟
أريد أن أفهم اذا سمحتي بــ شرح أكثر



ودمت بــ بخير

حياك أختي أمونة
نعم تعريف المصطلح لجلد الذات الذي للأسف تشربناه منذ الصغر هو معني غربي بحت
كما عرفه أخي التنين الصيني
ويبقى أن هناك من علماء النفس من ركز على جلد الذات ( معاقبتها والإسراف في محاسبتها ) بإنه من أنواع الأمراض النفسية
وهو إنهزام للشخصية
وبحكم فصل الحياة عن الدين في الغرب
فليس هناك منهج يردعها عن فعل القبيح وإن أحسوا بتأنيب الضمير قالوا ( جلد الذات طريق للجنون )
والصواب في جلد الذات هو محاسبتها عند التقصير سواء في حق لله أو الناس وهو ما عنيته في مقالي السابق
ولو أردنا التعمق في مصطلح جلد الذات لو جدنا حوله الآلآف من المصطلحات
والخلط بينها وبين نقد الذات
أخر ما قرآت مقال عن جلد الذات للدكتور ( سيار الجميل ) وهذا مقتطفات من مقاله للفائدة

متى ولد مصطلح " جلد الذات " عربيا ؟

ان مصطلح " جلد الذات " ولد عربيا في غفلة من الزمن التعيس قبل أربعين سنة ، ولا يعرف إلى حد الآن من الذي أطلقه ضد كل من ينتقد الواقع العربي كونه لا يريد الاعتراف بالهزيمة !! لقد كانت الهزيمة التي مني بها العرب عام 1967 أمام إسرائيل ، قد سحقت الأمنيات العربية ، وأوقفت الإرادة الثورية التي تغنى بها العرب ردحا من السنين ، كما تراجع المشروع القومي العربي عن حضوره .. وكانت الصدمة تقتضي رد فعل تاريخي قوي تتمثل برفض كل ما كان عليه الواقع المهووس بالشعارات والأكاذيب .. بدل النكوص أو الهروب أو الخروج بمفهوم صيغ خصيصا من اجل إجهاض أي بديل واقعي وعقلاني ! وبدأت الثقافة العربية مرحلة جديدة فيها كل التراخي والضعف حتى بدأ الاستلاب يأخذ مداه بتراجع المد القومي وبروز التيارات الدينية التي أخذت تساهم إيديولوجيا لملئ الفراغات ، ليس في تغيير الواقع ، بل الإبقاء عليه والبناء فوقه .
لقد تكّرس مفهوم " جلد الذات " ، وأخذ صفة قبيحة جدا ، بحيث أوقف كل النقاد عن ممارسة أدوارهم في تعرية التناقضات ، وكشف الموبقات ، وتشخيص الداء .. والمطالبة بالتغيير الجذري بعد معالجة كل الأدران والقضاء على كل الأمراض .

معنى " جلد الذات " في الثقافات الاخرى
إن " جلد الذات " لم يزل مصطلحا يستخدم في ثقافات أخرى ، ومنها في الانكليزية ، إذ نجده في معظم القواميس والمعاجم والانسكلوبيديات هو ( Self-flagellation ) ، ولكنه يستخدم لا كما يستخدم في الثقافة العربية .. انه يعني بدقة : عقاب الإنسان لنفسه ضمن أشكال مختلفة منها : الضرب أو الحزن أو الإفراط في البكاء ، أو اللطم ، أو إيذاء الجسم باستنزاف دم .. الخ تعبيرا عن تكفير أو غفران أو تعويض أو ندم أو اعتراف أو تطهير أو توبة أو قصاص أو وخز ضمير ، أو تأنيب وجدان ، أو تورع ذاتي


فلو رأينا أن مفهوم جلد الذات في الثقافات غير العربية
هو أقرب للنفس اللوامه التى تحدث عنها لكن النفس اللوامة تعدل السلوك دون إذاء للجسد

اتمنى أن وضحت لك الصورة أختى أموله
وأعتذر للجميع عن الإطالة

محبة الجنان
28-11-10, 08:16 pm
لن أجلد ذاتي ولكني سوف ألومها كما في الآية ..

ولاعلم لي بذاوات الآخرين و الله اعلم بذواتهم فليس لي الحق بجلدها!
حياك الله أختي
قصدت بمن حولك من لك سلطة عليهم كالأبناء والمعارف
وليس المقصود الجلد بذاته وإنما حثهم ومحاولة تقويم المعوج إذن تيسر

محارهـ
28-11-10, 08:21 pm
وضحت أختي محبة الجنان
وشكراً جزيلاً
ولكن لا مشكله من أستخدام المصطلح
بعد أسلمته !

محبة الجنان
28-11-10, 08:23 pm
جلد الذات يبي له ايمان صحيح :)


لان الايمان هو الاستقامه بالذات


بورك فيك محبه الجنان


الإيمان موجود بفضل الله لكنه يحتاج لعزيمة وإرادة
ولا نغفل عن محاسبة النفس
( حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبوا )
وعدم ترك النفس تفعل ما تشاء
فالأهواء واتباع الشهوات طريق للإنحدار بلاشك
شكرا لمرورك مشرفنا القدير

عازفة ألحان الليل
30-11-10, 12:52 am
حياك الله أختي
قصدت بمن حولك من لك سلطة عليهم كالأبناء والمعارف
وليس المقصود الجلد بذاته وإنما حثهم ومحاولة تقويم المعوج إذن تيسر

ومن قال لك اني لم افهم معنى جلد الذات

ولكني حبيت ان امتثل للآية وهي النفس اللوامة ولا حبيت مصطلح جلد الذات

وهناك فرق شاسع بين المصطلحين

مـ ــ ط ــ ـر
30-11-10, 03:26 am
مرحبا مطر

كيف أصبح جلد الذات مصطلح غربي أو كفري ؟
أريد أن أفهم اذا سمحتي بــ شرح أكثر


ودمت بــ بخير


أعني أن مصطلح (جلد الذات) لم نكن نعرفه نحن المسلمين
إلا من الغرب.. لأنهم يعتبرون كثرة لوم النفس وانتقادها يدمر الإنسان
ويجعل الشخص يتراجع ويتقهقر..
بينما نحن ديننا الإسلامي يأمرنا بمحاسبة النفس دائما

المدرب/خالد المشوح
04-12-10, 10:43 am
بسم الله الرحمن الرحمن

الحمد لله الذي تتم به الصالحات وأشهد أن لا إله إلا الله وان محمد عبده ورسوله بلغ الرسالة وأداء الأمانة ونصح الأمة ...وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .......أما بعد :

فتعليقي على الموضوع بعد بحث وتدقيق وأتمنى ان تكون فيه الفائدة وان يوفقني الله للصواب ويجنبني الخطأ .......

أما بالنسبة ((للجلد الذات )) هنا نقول ...؟؟
معنى " جلد الذات " في الثقافات الاخرى
إن " جلد الذات " لم يزل مصطلحا يستخدم في ثقافات أخرى ، ومنها في الانكليزية ، إذ نجده في معظم القواميس والمعاجم والانسكلوبيديات هو ( Self-flagellation ) ، ولكنه يستخدم لا كما يستخدم في الثقافة العربية .. انه يعني بدقة : عقاب الإنسان لنفسه ضمن أشكال مختلفة منها : الضرب أو الحزن أو الإفراط في البكاء ، أو اللطم ، أو إيذاء الجسم باستنزاف دم .. الخ تعبيرا عن تكفير أو غفران أو تعويض أو ندم أو اعتراف أو تطهير أو توبة أو قصاص أو وخز ضمير ، أو تأنيب وجدان ، أو تورع ذاتي ( ( self- castigation .. الخ ، فثمة تجارب لإيذاء النفس لدى شعوب مختلفة سواء في تايوان والصين والهند والباكستان وإيران والعراق ولبنان وبعض مجتمعات أوروبا .. الخ وقد تصل الصور والأفلام والمناظر الحقيقية عن أناس تمارس جلدا وتعذيبا لذواتها إلى درجة مقززة من المشاعر المؤذية .. بحيث تصل درجة القسوة إلى تربية الأطفال الصغار على مثل هذه الممارسات الدموية .. وأتمنى أن يراجع القراء الكرام كل المعاجم والقواميس الأجنبية لثقافات أخرى ، كي يجدوا المعنى الحقيقي لمصطلح " جلد الذات " ، فهو تفسير معنوي للإنسان في إيذاء نفسه وجسمه .. ولا يأخذ المصطلح أي مفهوم فكري أو فلسفي أو دعائي .. كما أصبح يجري في الثقافة العربية منذ أكثر من أربعين سنة ، أي منذ العام 1967 وحتى يومنا هذا .


وهنا تعليق وكلام للاستشاري النفسي الدكتور مروان المطوع : يقول

أكد الاستشاري النفسي الدكتور مروان المطوع ان مجتمعاتنا العربية تحتل المقدمة في «جلد الذات»، ورأى أن %80 من ابناء الشعوب العربية يسعون بل يتلذذون بجلد ذواتهم لدرجة تصل احياناً الى اختلاق أخطاء لم ترتكب فعليا حتى يبكوا على أنفسهم ويبكي عليهم الآخرون.. وأضاف د. المطوع في حديثه لملف الاسبوع: لنتفق بداية انه لا وجود لمصطلح في علم النفس يسمى: «بجلد الذات» وانما هو مصطلح «اجتماعي درامي» من الدرجة الأولى اما بالنسبة لعلم النفس فيسمي هذا المصطلح – في احد جوانبه - «بالمازوخية» وهو الشخص الذي يستمتع او يتلذذ بتعذيب او جلد ذاته، ويستدرج الاخرين لكي يوجهوا له اهانات متنوعة فتراه «يستفز» من حوله – ان جاز التعبير – ويلح عليهم بالكلام بطريقة، تؤدي الى فقد الجانب الاخر اعصابه فيهينه فيستمتع «المازوخي» بتلك الاهانة ليس هذا فقط بل ويستمتع وهو يرى نظرة الحزن والألم في عيون الآخرين جراء تصرفهم السلبي معه ما يعطي الشعور بالراحة والاحساس بالعزاء!.
ويكمل د.مروان المطوع: للعلم هذه النوعية من محبي جلد الذات السلبي المازوخي لا تستمتع عاطفيا ولا حميميا الا بعد توجيه الاهانة لهم من زوجاتهم ايا كانت صورة تلك الاهانة او التقليل والتصغير من الشأن.. علما بأن هذا لا يعني بالضرورة ضعفا في شخصية هؤلاء الذين قد يمثل احدهم منصبا مرموقا وقد يكون صاحب شخصية عنيفة وحازمة في عمله الا انه ينقلب الى شخصية مريضة مازوخية في حياته الخاصة للدرجة التي قد تصل بالبعض من هؤلاء الى طلب الاهانة من الزوجة بشكل واضح وصريح.

محكمة الأخلاق العليا

ويتابع: اما الشق الآخر من «جلد الذات» فهو الايجابي الذي يقوم به العديد منا داخل ذاته وهو يقيم في علم النفس بانه عملية تصحيحية لبناء الضمير.
< البعض يعتبر جلد الذات ضروريا لإحياء الضمير فهل هذا الاعتقاد صحيح وهل جلد الذات هو الضمير؟
- لا.. الضمير هو ما نطلق عليه كعلماء نفس «محكمة الاخلاق العليا» وهو ارقى درجة في الشخصية النفسية الانسانية لانه ما يحد الصواب والخطأ والحلال والحرام ويقيم اي الضمير الامور من الناحيتين النفسية والاخلاقية.
ويضيف: اما ما يتعلق بجلد الذات الايجابي فهو احد الوسائل التي يلجأ اليها الانسان في حياته الواقعية اليومية ليتصالح بواسطتها مع ذاته، فكلنا يخطئ ولكن بنسب متفاوتة وفي كل خطأ يقوم به الانسان ولابد وان تصحبه عملية تصحيح لهذا الخطأ يقوم بها الجهاز النفسي لدى هذا الشخص، حيث يقوم هذا الجهاز غير المرئي بفلترة وتصفية وتقييم هذه الاخطاء، ويرفعها الى الضمير او لنقل «محكمة الضمير» التي تصدر احكامها على الانسان والتي بناء عليها – اي هذه الاحكام – يقوم الانسان بجلد ذاته وعقابها بطريقة قد تكون احيانا لا شعورية تهدف في النهاية الى تصحيح خطئه او التكفير عنه.
ويضيف: هناك طرق اخرى قد يلجأ اليها الانسان هربا من آلام جلد الذات اذ نراه بدلا من مواجهة الخطأ والسعي الى تصحيحه يسعى الى نسيانه فيلجأ مثلا لإدمان الخمور او تعاطي المخدرات في محاولة لتناسي افعاله وفي احيان اخرى يلجأ الى تغيير المكان الذي ارتكب فيه الخطأ وكأنه بذلك سيمحو هذا الخطأ ان لم ير مكان ارتكابه وهي محاولة للتحايل على نفسه قد تستمر احيانا لدرجة السفر وهجرة البلاد وهذا ما يفسر كثرة اسفار البعض الى الخارج بسبب وبدون سبب والكلام لايزال على لسانه.
اضافة الى ان المرء قد يصاب ايضا بالشراهة في الاكل في محاولة من العقل الباطن للهروب من آلام جلد الذات فيتوجه الانسان للاكثار من الطعام عليه يسبب لنفسه السعادة وينسى ما ارتكبه من اخطاء تستحق وقفة مع ذاته قد يجلدها فيها.
وزاد كثرة العمل احيانا قد تكون احدى وسائل هروب الانسان من جلد ذاته فهناك درجات متعددة لجلد الذات تختلف حسب طبيعة كل انسان وشخصيته وعمله ودرجة تعليمه.

عملية ميكانيكية سيكولوجية

< البعض يلقي باللوم على عصرنا المادي او عصر العولمة الذي نعيشه بما فيه من سرعة ايقاع ولهث وراء العيش الكريم فهل هذا الامر احد اسباب جلدنا لذواتنا احيانا ام ان جلد الذات مرض نفسي في المقام الاول لا شأن للحياة وايقاعاتها به؟
- جلد الذات حالة مرضية في المقام الاول الا انها لا تغير مرضا حادا وانما هي امر صحي لتصحيح اخطائنا لانه يولد لدينا الشعور بالذنب ما يترتب عليه كثرة الاستغفار والتوبة عن الخطأ.
ويكمل: جلد الذات يعتبر عملية ميكانيكية سيكولوجية تصحيحية لتوجيه العمل والسلوك الى الوجهة الصحيحة المقبولة اجتماعيا وثقافيا ودينيا.

نقد وجلد

< هل سلطت لنا الضوء على الفرق بين جلد الذات ونقد الذات؟
- لنتفق أولاً على ان نقد الذات هو مسألة صحية جدا وتعتبر ارقى عملية عقلية يقوم بها العقل البشري وهي احدى الوظائف العقلية التي يقوم بها الانسان تؤدي به الى الارتقاء بعمله وحياته بصفة عامة.
وتضيف: نقد الذات نوعان الاول ايجابي والآخر سلبي، وللاسف فمن واقع تجربتي في تدريس الطلاب في مجال علم النفس اكتشفت الفهم الخاطئ لعملية نقد الذات التي تحمل طابعا سلبيا لدى الكثيرين في اغلب الاحيان خاصة اذ كان النقد موجها للغير.. وعموما نقد الذات يقود الى جلدها في حال اكتشف الانسان وهو ينتقد ذاته ارتكابه لخطأ ما يستدعي العقاب عليه.. اي ان «نقد» الذات و«جلدها» يرتبطان ببعضهما البعض ويمكن اعتبارهما خطوتين اولى وثانية تبدأ الانسان بتقييم ادائه سلبا وايجابا ليقود السلبي الى جلد ذاته ويقوده الايجابي الى السعادة والافتخار بها.
ويضيف: هناك نوع من الشخصيات الباحثة عن المثالية واصحابها لا يقبلون ارتكاب الخطأ ايا كان تافها او صغيرا ويعتبرون وقوعهم في الخطأ كارثة لا تغتفر ايا كان حجم هذا الخطأ فيلجأون الى جلد ذواتهم بقسوة متناسين ايجابيات هذه الذات التي تكون كثيرة في اغلب الاحيان ليورثون انفسهم بتصرفهم هذا العديد من الامراض النفسية التي قد تصل في احيان كثيرة الى الاكتئاب.

تحقير الذات

< ما الاثار النفسية المترتبة على جلد الذات بقسوة؟
- اتفقنا على ان جلد الذات السلبي قد يتخذ شكلا «مازوخيا» يكمن في رغبة الانسان في تحقير الآخرين له الذي قد يكون نتاج عقد نفسية قديمة او تصرفات شائنة ارتكبها هذا الانسان في صغره وظلت مكبوتة داخله فنراه كوسيلة داخلية تدرك اهمية العقاب على الفعل الخاطئ يلجأ بناءً على ذلك لاستدراج الآخرين لاهانته اعتقادا منه انه بذلك يكفر عن اعمال خاطئة كان قد ارتكبها في السابق.
واضاف: اما ان يحقر الانسان ذاته تحقيراً داخليا ويقلل من شأن هذه الذات ومن خبراته الشخصية والعملية والعلمية فإنه بمثل هذا التصرف سيبدأ بلا جدال في فقد ثقته في نفسه بعد فترة جراء هذه التصرفات ويبدأ يصدق فعلياً ما يقوله من امور واشياء سيئة عن نفسه فتنهار حياته ليصل الى حالة من الاكتئاب السوداوي في المرحلة التالية ويبدأ يتساءل عن سبب وجوده في الحياة وما الفائدة من هذه الحياة، ويبدأ بالتالي في تمني الموت وفي اهمال حياته بكل مناحيها وتوجهاتها الى ان يصاب بالامراض دائما قد تكون خطيرة في احيان كثيرة.
ويتابع: هذا ما يجعلني افترض في المازوخي انه اكثر ذكاء من جالد ذاته «في كل الامور البسيطة»..نعم كلاهما مريض نفسيا الا ان المازوخي يكتفي باهانة الآخر له واحساسه «بالشماتة» عندما يرى الحزن في عيون هذا الآخر لما وجهه له من اهانة، في حين ان الشخص الذي يحقر ذاته يجعلها هي عدوه الاول، وللعلم فان عداوة النفس اقسى انواع العداوة لانها تصبح مميتة في كثير من الاحيان.

نقيضان

< هناك نقيضان نفسيان في عالمنا إما جلد الذات.. او الافراط في الاعجاب بها.. فيما تعليقك؟
- تكلمنا عن الافراط في «جلد الذات» بانواعه، اما الافراط في الاعجاب بها منها ما نطلق عليه او ما اصطلح على تسميته في علم النفس «بالنرجسية» وتعتبر نقيضاً «لجلد الذات».
ويضيف: «النرجسي» عكس «جالد ذاته».
فالنرجسي: ينظر بدوينة الى الآخرين ويحتقرهم في كثير من الاحيان، ويكون لكل مرحلة من حياته اصدقاء خاصين بهذه المرحلة يقدمون له خدمات تتوافق مع مصالحه الشخصية في هذه المرحلة ثم ينساهم وينقطع عنهم بمجرد استيفاء حاجته منهم.
ويتابع: ما اقصده ان النرجسي شخص بلا ولاء لأحد الا ذاته فهو دائم التفاخر والتباهي بها، وهذه النوعية من البشر تحب التفاف الاشخاص المنافقين والمتخلفين حولها والباحثين عن نيل المراكز والمناصب المرموقة لمجرد درع اصحاب هذه الشخصية وعادة يكون النرجسي شخص مضطرب عقليا فحتى عاطفته تجاه ابنائه تنحى عن الجانب الفطري الطبيعي لتتوجه الى جانب مادي بحت مفاده انهم يعتبرون امتدادا طبيعيا لشخصه هو فينظر اليهم ويعاملهم كجزء من املاكه وممتلكاته اي يملكهم ولا يحبهم ذلك لانه لا يعرف من الاساس المعنى الحقيقي للحب وبالتالي كيف له ان يدرك معنى الابوة؟! فحتى زوجته يحبها لقيامها بواجباتها الزوجية من رعايته ورعاية اسرته الى الاهتمام بشؤون المنزل والاسرة وحتى ما مرضت هذه الزوجة لاي سبب من الاسباب كان هو اول من يتخلى عنها لانتفاء اسباب حرصه عليها ولفقدها القدرة على السعادة هو شخص سيئ جدا صاحب الشخصية النرجسية مريض بكل معنى الكلمة.

تنقية الذات

< ما كيفية الخلاص من جلد الذات للحصول على مميزات اصلاح هذه الذات؟
- الذات لابد ان تكون واقعية ايجابية بحيث تتعامل مع الواقع عما هو وليس كما ينبغي ان يكون.
ويضيف على الانسان ان يحسن التعليم من تجاربه سلبية وايجابية ليحقق التطور لذاته ودون مبالغات لا من جلد ذاته ولا تحقير الاخرين بنرجسية فالمطلوب ان نثق في ذواتنا بلا جنون لا النرجسية ولا جلد الذات المبالغ فيه واقول والكلام لايزال له لنجلد ذواتنا من اجل تصحيحها وتهذيبها وتشذيبها وتأديبها فهذا نوع من انواع التفكير العقلي النقدي البناء لسلوكياتنا اليومية على ان نأخذ في اعتبارنا اننا كما نجلد ذواتنا لابد من ان نمدحها ونثني عليها ونكافئها باعتدال في حال احسنت التصرف.. واقول.. لنتقي الله في انفسنا سلباً وايجاباً.

شخصية سوية

< يفهم من كلامه ان «جلد الذات» مطلوب لبناء شخصية سوية يفقد الانسان انسانيته بدونها؟
- نعم وليملك الانسان هذه الميزة اقدم للقراء روشتة نفسية تساعدهم على هذا الأمر بأن يضع كل انسان ورقتين امامه يومياً ويسجل في احداهما سلبيات يومه وفي الاخرى ايجابيات يومه ويقرر من خلالهما الكيفية التي سيتصرف بها مع ذاته في هذا اليوم واهم شيء دون مبالغات سواء سلبية او ايجابية كما سبقت الاشارة.
وبهذه الطريقة سيملك الانسان القدرة على التخلي عن سلبياته او حتى تعديلها في حين سيركز على الايجابيات وينميها.
وختاماً يقول : للأسف.. نحن شعوب «هستيرية» في الحزن و«هستيرية» في الفرح و«الوسطية» منعدمة لدينا، ولذلك نهوى جلد الذات.. بلا فائدة.


==============


تجربة شخصية للدكتور عن سؤاله :

هل لديك تجربة ما شخصية أو مهنية جلدت بها ذاتك؟ اجاب د.مروان المطوع: نعم: وبقدر ما يؤلمني الحديث عنها الا انني اضعها بين يدي القراء كلها تحمل في طياتها عبرة أو عظة لهم.
ففي احدى المرات التي كنت استقبل فيها المرضى في عيادتي النفسية فترة ما بعد الظهر جاءني مريض من ذوي الحالات النفسية الاكثر حرجا من غيرها وصادف ان «العيادة» في هذا اليوم كان بها غيره من المرضى وعلى الرغم من ذلك كان يمكنني استقباله وتقديم العلاج النفسي المطلوب له الا انني رفضت استقباله متذرعا لنفسي بأني ان استقبلته فلن اغادر العيادة قبل منتصف الليل في حين كانت عقارب الساعة وقتها تشير الى العاشرة مساء.
ويكمل: كان من نتيجة عدم استقبالي له ان اقدم هذا الشخص على الانتحار الا انه نجا ولله الحمد وقد ظللت فترة بعد هذا الحادث اجلد ذاتي وأؤنبها على فعلتي حتى انني امتنعت عن الذهاب للعيادة لمدة 3 اشهر بعد هذا الحادث ومن ثم قمت بعدها بنقل العيادة الى منطقة اخرى وقد استمر معي الاحساس بتأنيب الضمير وجلد الذات فترة طويلة الى ان استطعت القيام بعملية تصحيحية كان اول بنودها وضع الحالات الحرجة من المرضى النفسيين في المقام الاول وان تكون لهم الاولوية حتى في وجود مرضى يسبقونهم في الدور.

============


أمراضهم خطيرة.. وأعمارهم قصيرة!

اكد د.المطوع ان محبي جلد ذواتهم اعمارهم قصيرة، مشيرا الى ان حقيقة علمية ثابتة وفقا للدراسات النفسية تقول ان من يسعون لجلد الذات الى درجة تحقيرها هم الاكثر عرضة للاصابة بأمراض السرطان بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم.
ويكمل: ما يحدث لهؤلاء هو عقاب «الذات» لهم، فالنفس امانة في اعناقنا علينا حمايتها حتى من انفسنا فلا نهينها ولا نحقرها فقد كرمها الله سبحانه وتعالى… نعم لعقابها العقاب المناسب بلا مبالغة، اما تحقيرها فيؤدي الى استنفارها للدفاع عن نفسها ضد ما نفعله لها فتتعب اجهزتنا العصبية لتفقد مناعة اجسادنا ونصاب بالامراض الخطيرة بعد ذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

أما بالنسبة للنفس اللومة فقبل ذلك هناك اختلاف كثير كم النفس وانواعها منها اللومة والامارة والمطمئنة ولكن هناك كلام لابن القيم يقول فيه ......؟؟؟


ابن القيم رحمه الله في كتاب (الروح)، وإليك خلاصة ما ذكره على هذه المسألة:

قال: هل النفس واحدة أم ثلاث؟ فقد وقع في كلام كثير من الناس أن لابن آدم ثلاث أنفس: نفس مطمئنة، ونفس لوامة، ونفس أمارة، وأن منهم من تغلب عليه هذه، ومنهم من تغلب عليه الأخرى، ويحتجون على ذلك بقوله تعالى: {يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (1)، وبقوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} (2)، وبقوله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} (3).

والتحقيق: أنها نفس واحدة، ولكن لها صفات متعددة، فتسمى باعتبار كل صفة باسم، فتسمى مطمئنة باعتبار طمأنينتها إلى ربها؛ بعبوديته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه والرضا به، والسكون إليه.

فالطمأنينة إلى الله سبحانه حقيقة، ترد منه سبحانه على قلب عبده تجمعه عليه، وترد قلبه الشارد إليه، حتى كأنه جالس بين يديه؛ فتسري تلك الطمأنينة في نفسه، وقلبه ومفاصله وقواه الظاهرة والباطنة، ولا يمكن حصول الطمأنينة الحقيقية إلا بالله وبذكره: {الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (4).

وأما النفس اللوامة، وهي التي أقسم بها سبحانه في قوله: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} فاختلف فيها، فقالت طائفة: هي التي لا تثبت على حال واحدة؛ أخذوا اللفظة من التلوم، وهو التردد، فهي كثيرة التقلب والتلون، وهي من أعظم آيات الله، فإنها مخلوق من مخلوقاته تتقلب، وتتلون في الساعة الواحدة -فضلاً عن اليوم والشهر والعام والعمر- ألوانًا عديدة؛ فتذكر وتغفل، وتقبل وتعرض، وتلطف وتكثف، وتنيب وتجفو، وتحب وتبغض، وتفرح وتحزن، وترضى وتغضب، وتطيع وتعصي، وتتقي وتفجر، إلى أضعاف أضعاف ذلك من حالاتها وتلونها، فهي تتلون كل وقت ألوانًا كثيرة، فهذا قولٌ.
وقالت طائفة: اللفظة مأخوذة من اللوم.
قال الحسن البصري: إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه دائمًا، يقول: ما أردت بهذا؟ لم فعلت هذا؟ كان غير هذا أولى، أو نحو هذا من الكلام.
وقال غيره: هي نفس المؤمن توقعه في الذنب، ثم تلومه عليه، فهذا اللوم من الإيمان، بخلاف الشقي، فإنه لا يلوم نفسه على ذنب، بل يلومها وتلومه على فواته.
وقالت طائفة: بل هذا اللوم للنوعين، فإن كل واحد يلوم نفسه، بَرًّا كان أو فاجرًا، فالسعيد يلومها على ارتكاب معصية الله وترك طاعته، والشقي لا يلومها إلا على فوات حظها وهواها.
وقالت فرقة أخرى: هذا اللوم يوم القيامة، فإن كل واحد يلوم نفسه، إن كان مسيئًا على إساءته، وإن كان محسنًا على تقصيره.
وهذه الأقوال كلها حق ولا تنافي بينها، فإن النفس موصوفة بهذا كله، وباعتباره سميت لوامة.

لكن النفس نوعان:
- لوامة ملومة: وهي النفس الجاهلة الظالمة، التي يلومها الله وملائكته.
- ولوامة غير ملومة: وهي التي لا تزال تلوم صاحبها على تقصيره في طاعة الله مع بذله جهده، فهذه غير ملومة.

وأما النفس الأمارة: فهي المذمومة، فإنها التي تأمر بكل سوء، وهذا من طبيعتها، إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها، فما تخلص أحد من شر نفسه إلا بتوفيق الله له، كما قال تعالى حاكيًا عن امرأة العزيز: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ َلأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (5)، وقد امتحن الله سبحانه الإنسان بهاتين النفسين: الأمارة، واللوامة كما أكرمه بالمطمئنة، فهي نفس واحدة تكون أمارة ثم لوامة ثم مطمئنة، وهي غاية كمالها وصلاحها، وأعان المطمئنة بجنود عديدة، فجعل الملك قرينها وصاحبها الذي يليها ويسددها، ويرغبها فيه.

والمقصود: أن الملَك قرين النفس المطمئنة، والشيطان قرين الأمارة، وقد روى أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله وليحمد الله، ومن وجد الآخر فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، ثم قرأ: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ} (6).

وقد رواه عمرو عن عطاء بن السائب. زاد فيه عمرو: قال: سمعنا في هذا الحديث أنه كان يقال: "إذا أحس أحدكم من لمة الملك شيئًا فليحمد الله، وليسأله من فضله، وإذا أحس من لمة الشيطان شيئًا فليستغفر الله، وليتعوذ من الشيطان". انتهى ملخصًا.


وهنا تعليق أخر يخص النفس اللومة ....

إن من نعم الله-عز وجل- على العبد أن يكون له واعظ من نفسه يزجره،إذا قصر في طاعة الله-عز وجل-أو تجاوز حده بمعصيته، إن النفس اللوامة التي تلوم صاحبها على تقصيره لهي من نعم الله - تبارك وتعالى – على العبد..
النفس اللوامة المتيقظة التقية الخائفة المتوجسة التي تحاسب نفسها، وتتلفت حولها، وتتبين حقيقة هواها، وتحذر خداع ذاتها لهي النفس الكريمة على الله، حتى ليذكرها مع يوم القيامة (لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللومة)

1)) ثم هي الصورة المقابلة للنفس الفاجرة.
2)) قال ابن كثير: وأما النفس اللوامة فقال قرة بن خالد عن الحسن البصري في هذه الآية: إن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه. ما أردت بكلمتي، ما أردت بأكلتي، ما أردت بحديث نفسي، وإن الفاجر يمضي قدماً قدماً ما يعاتب نفسه.
وقال جويبر: بلغنا عن الحسن أنه قال في قوله تعالى: (ولا أقسم بالنفس اللوامة) قال: ليس أحد من أهل السماوات والأرضين إلا يلوم نفسه يوم القيامة، وعن عكرمة قال: يلوم على الخير والشر لو فعلت كذا وكذا.
وقال ابن عباس: هي النفس اللؤوم وقال أيضاً: اللوامة المذمومة، وقال قتادة: اللوامة: الفاجرة. قال ابن كثير: قال ابن جرير: وكل هذه الأقوال متقاربة بالمعنى والأشبه بظاهر التنزيل أنها التي تلوم صاحبها على الخير والشر وتندم على ما فات
.3 )) وقال القرطبي: ومعنى النفس اللوامة: أي بنفس المؤمن الذي لا تراه إلا يلوم نفسه يقول: ما أردت بكذا؟ فلا تراه إلا وهو يعاتب نفسه. وقال مقاتل: هي نفس الكافر يلوم نفسه ويتحسر في الآخرة على ما فرط في جنب الله. وقال الفراء: ليس من نفس محسنة أو مسيئة إلا وهي تلوم نفسها؛ فالمحسن يلوم نفسه أن لو كان ازداد إحساناً، والمسيء يلوم نفسه ألا يكون ارعوى عن إساءته.
4)) وقال الثعالبي في تفسيره: وكل نفس متوسطة ليست بالمطمئنة ولا بالأمارة بالسوء فإنها لوامة في الطرفين، مرة تلوم على ترك الطاعة، ومرة تلوم على فوات ما تشتهي، فإذا اطمأنت خلصت وصفت.
5)) أيها الأحبة: إن النفس اللوامة: هي التي تنورت بنور القلب، قدر ما تنبهت به عن سِنَة الغفلة، وكلما صدرت عنها سيئة بحكم جبلتها أخذت تلوم نفسها
.6)) وقال الغزالي وهو يصف ما ينبغي أن تكون عليه النفس بعد أداء العمل، قال: محاسبتها - أي لومها- على طاعة قصرت فيها من حق الله –عز وجل- فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي، وحق الله - تعالى- في الطاعة ستة أمور وهي: الإخلاص في العمل، والنصيحة لله فيه، ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم – فيه، وحصول المراقبة فيه،وشهود منة الله عليه، وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله، فيحاسب نفسه ويلومها: هل وفى هذه المقامات حقها، وهل أتى بها في هذه الطاعة، وكذلك محاسبة نفسه ولومها: على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.
وكذلك عليه أن يحاسب نفسه ويلومها:على أمر مباح، أو معتاد: لِمَ فعله؟ وهل أراد به الله والدار والآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها، فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.
7)) وهذا نموذج رائع جداً للوم النفس وعتابها من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حنظلة الأسيدي - رضي الله عنه – وكان من كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،قال: لقيني أبوبكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة. قال:سبحان الله ما تقول؟ قال: قلت نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً.. قال أبوبكر: فو الله، إنا لنلقى مثل هذا؛ فانطلقت أنا وأبوبكر حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله نكون عندك. تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيراً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات)
8)). فحنظله حاسب نفسه ولامها حتى قال عن نفسه (نافق حنظلة).
والنفس قد تكون لوامة أو أمارة أو مطمئنة كما ذكر ذلك ابن القيم حيث قال: والنفس قد تكون تارة أمارة، وتارة لوامة، وتارة مطمئنة، بل في اليوم الواحد والساعة الواحدة يحصل منها هذا وهذا وهذا، والحكم للغالب عليها من أحوالها، وكونها مطمئنة وصف مدح لها. وكونها أمارة بالسوء وصف ذم لها. وكونها لوامة ينقسم إلى المدح والذم، بحسب ما تلوم عليه.
وكان الأحنف بن قيس يجيء إلى المصباح، فيضع أصبعه فيه، ثم يقول: حِس يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟
وقال مالك بن دينار: رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ذمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله - عز وجل – فكان لها قائداً..
وقال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه. ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك.
اللهم اجعلنا ممن يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا، ويزنون أعمالهم قبل أن توزن عليهم، واجعلنا من المتقين المصطفين الأخيار.
والحمد لله رب العالمين،،،




## وهنا في الاخير يكمن الفرق بين جلد الذات والنفس اللومة فجلد الذات هو مصطلح بشري وكل مجتمع له تفسيراته ومعناه ومايقوم به الشخص مع نفسه ..

اما النفس اللومة فهي من الله وبيّنها الله في كتابه ووضحها لنا رسوله وفسرها لنا العلماء وهي النفس التي تلوم صاحبها عند التقصير وارتكاب المعاصي والآثام لأن النفس من الأساس أن تكون مطيعة لربها متبعة لرسوله إلا من كتب الله عليه الشقاء في الدارين


أتمنى ان تكون الصورة وضحت بين جلد الذات والنفس اللومة