المتأمل
19-11-10, 05:46 pm
أخي:
لا شكّ أن وداع تلك المعالم الطاهرة شديد على النفس، وخاصة تلك النفوس التي أخلصت لمولاها تعالى وهي تؤدي مناسك الحج ..
ثم أخي الحاج:
تذكر وأنت تودع البيت المعظم أنك كنت في أيام طاعات ومواسم قربات وما اسعدها من لحظات ..
ولكن أخي: هل تنقطع الطاعات إذا رحلت إلى أوطانك؟ وأنت تذكر مثولك بين يدي مولاك سبحانه وتعالى عند بيته المعظم وتذكر يوم عرفة وهيبته وأيام منى وعظمتها.
و كيف يسوغ لك إذاً أن تتبدل أحوالك بغيرها، فداوم على الطاعات، وافتح صفحة جديدة في حياتك، لتنال صفات أهل الحج المبرور،
ثم أعلم أخي:
دوامك على الطاعات هو مفتاح فلاحك يوم العرض الأكبر وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يُسأل: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «أدومه وإن قلّ» [رواه مسلم].
ولا تكن من أولئك الذين لا يتذكرون الطاعات إلا في مواسم معينة، فإن انصرفت هذه المواسم عادوا إلى حالهم الأول
•••••••••••••
أخي الحاج:
لابدّ لك من الصبر على الطاعات وأنت تواصل مشوار حياتك الجديدة واصبر أيضاً عن المعاصي فإن الصبر على الطاعات وعن المعاصي من أرفع درجات الصبر ..
وإن عاقبة الصابرين هي الجنة: {وَالَّذيِنَ صبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيةً وَيدْرَءُونَ بالحسَنَةِ السَّيئةَ أوُلَئِك لَهُمْ عُقْبَى الدَّار (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدخُلُونَهَا
وَمَنَ صَلَحَ منْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجهمْ وَذُرّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيْهِم مّن كُلِ بَابٍ (23) سَلاَمِّ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَّنِعْمَ عُقْبَى الدَّارَ}
[الرعد:22-24].
والنفس بطبعها تحب الكسل والراحة، فلا تعطها مناها حتى لا يجد الشيطان إليك سبيلاً، قال الحسن البصري: "إذا نظر إليك الشيطان فرآك
مداوماً في طاعة الله فبغاك وبغاك فرآك مداوماً ملّك ورفضك وإذا كنت مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك".
•••••••••••••
أخي الحاج:
وأنت قادم من حجك فإنك مازلت قريباً عهدك بالطاعات فإذا واصلت في ذلك المشوار رُجى لك الخير، فبادر أخي نشاطك قبل أن يدخل الفتور والكسل،
وإن أنت أخي ركنت إلى الكسل تمكنت منك النفس الأمارة بالسوء وسيطر عليك شيطانك فيذهب حجك أدراج الرياح،
عن الحريث بن قيس قال: "إذا أردت أمراً من الخير فلا تؤخره للغد وإذا كنت في أمر الدنيا فتوخ وإذا كنت في الصلاة فقال لك الشيطان أنك ترائى، فزدها طولاً".
فالمبادرة المبادرة ولا تقولن سوف أو سأفعل وهذا ثمامة بن بجاد السلمي أوصى قومه فقال: "أي قوم أنذرتكم سوف أعمل سوف أصلي سوف أصوم".
و هنالك أمر مهم أحب أن أذكرك إياه وأنت تعود إلى أوطانك، وهو: إياك أخي أن تنظر إلى نفسك نظرة أهل الغرور، الذين إذا عملوا القليل من الطاعات،
رأوا أنفسهم كأنهم أفضل أهل الأرض. ولكن أخي: انظر إلى نفسك دائماً بعين التقصير، فإنك مهما عملت من الصالحات فلن تؤدي شكر الله تعالى
في أقل نعمه عليك ..
•••••••••••••
أيها الحاج :
أدلك على علاج عجيب للكسل عن مواظبة الطاعات فإنك إن أخذته كان له الأثر العجيب، أتدري ما هو هذا العلاج؟!
إنه الموت، فتذكر أخي أنك راحل عن هذه الدنيا إلى دار يُجزى فيها المحسنون والمسيئون، فإن أردت أن تدوم لك بركة حجك، فذكّر نفسك بالموت،
فإنها حينئذ تبادر إلى الطاعات وتنشط للعبادات، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم ابن عمر رضي الله عنهما هذا العلاج العجيب
فيأخذ صلى الله عليه وسلم بمنكبه وهو يقول له: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل». وكان ابن عمر يقول:
"إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك". [رواه البخاري].
ختامــاً :
لقد نثرت لك ما في مكنون قلبي، وأهديتك هذه التحف، فتأمل فيها، ثم إني أسأل الله تعالى أن يثبتني وإياك على دينه الحق
ويرزقني وإياك السعادة في الدارين.
المصدر :
دار ابن خزيمة
•••••••••••••
أختكمـ :
سمـــوت بالــــدين ..
فريق جوال الخير
معاً على طريق الخير
0558118112
jawalk4@hotmail.com
ويمكنكم زيارة مقرنا في مكتب الدعوة بحي الروضة بالرياض
هاتف وفاكس:
012401132
لا شكّ أن وداع تلك المعالم الطاهرة شديد على النفس، وخاصة تلك النفوس التي أخلصت لمولاها تعالى وهي تؤدي مناسك الحج ..
ثم أخي الحاج:
تذكر وأنت تودع البيت المعظم أنك كنت في أيام طاعات ومواسم قربات وما اسعدها من لحظات ..
ولكن أخي: هل تنقطع الطاعات إذا رحلت إلى أوطانك؟ وأنت تذكر مثولك بين يدي مولاك سبحانه وتعالى عند بيته المعظم وتذكر يوم عرفة وهيبته وأيام منى وعظمتها.
و كيف يسوغ لك إذاً أن تتبدل أحوالك بغيرها، فداوم على الطاعات، وافتح صفحة جديدة في حياتك، لتنال صفات أهل الحج المبرور،
ثم أعلم أخي:
دوامك على الطاعات هو مفتاح فلاحك يوم العرض الأكبر وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يُسأل: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «أدومه وإن قلّ» [رواه مسلم].
ولا تكن من أولئك الذين لا يتذكرون الطاعات إلا في مواسم معينة، فإن انصرفت هذه المواسم عادوا إلى حالهم الأول
•••••••••••••
أخي الحاج:
لابدّ لك من الصبر على الطاعات وأنت تواصل مشوار حياتك الجديدة واصبر أيضاً عن المعاصي فإن الصبر على الطاعات وعن المعاصي من أرفع درجات الصبر ..
وإن عاقبة الصابرين هي الجنة: {وَالَّذيِنَ صبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيةً وَيدْرَءُونَ بالحسَنَةِ السَّيئةَ أوُلَئِك لَهُمْ عُقْبَى الدَّار (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدخُلُونَهَا
وَمَنَ صَلَحَ منْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجهمْ وَذُرّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيْهِم مّن كُلِ بَابٍ (23) سَلاَمِّ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَّنِعْمَ عُقْبَى الدَّارَ}
[الرعد:22-24].
والنفس بطبعها تحب الكسل والراحة، فلا تعطها مناها حتى لا يجد الشيطان إليك سبيلاً، قال الحسن البصري: "إذا نظر إليك الشيطان فرآك
مداوماً في طاعة الله فبغاك وبغاك فرآك مداوماً ملّك ورفضك وإذا كنت مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك".
•••••••••••••
أخي الحاج:
وأنت قادم من حجك فإنك مازلت قريباً عهدك بالطاعات فإذا واصلت في ذلك المشوار رُجى لك الخير، فبادر أخي نشاطك قبل أن يدخل الفتور والكسل،
وإن أنت أخي ركنت إلى الكسل تمكنت منك النفس الأمارة بالسوء وسيطر عليك شيطانك فيذهب حجك أدراج الرياح،
عن الحريث بن قيس قال: "إذا أردت أمراً من الخير فلا تؤخره للغد وإذا كنت في أمر الدنيا فتوخ وإذا كنت في الصلاة فقال لك الشيطان أنك ترائى، فزدها طولاً".
فالمبادرة المبادرة ولا تقولن سوف أو سأفعل وهذا ثمامة بن بجاد السلمي أوصى قومه فقال: "أي قوم أنذرتكم سوف أعمل سوف أصلي سوف أصوم".
و هنالك أمر مهم أحب أن أذكرك إياه وأنت تعود إلى أوطانك، وهو: إياك أخي أن تنظر إلى نفسك نظرة أهل الغرور، الذين إذا عملوا القليل من الطاعات،
رأوا أنفسهم كأنهم أفضل أهل الأرض. ولكن أخي: انظر إلى نفسك دائماً بعين التقصير، فإنك مهما عملت من الصالحات فلن تؤدي شكر الله تعالى
في أقل نعمه عليك ..
•••••••••••••
أيها الحاج :
أدلك على علاج عجيب للكسل عن مواظبة الطاعات فإنك إن أخذته كان له الأثر العجيب، أتدري ما هو هذا العلاج؟!
إنه الموت، فتذكر أخي أنك راحل عن هذه الدنيا إلى دار يُجزى فيها المحسنون والمسيئون، فإن أردت أن تدوم لك بركة حجك، فذكّر نفسك بالموت،
فإنها حينئذ تبادر إلى الطاعات وتنشط للعبادات، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم ابن عمر رضي الله عنهما هذا العلاج العجيب
فيأخذ صلى الله عليه وسلم بمنكبه وهو يقول له: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل». وكان ابن عمر يقول:
"إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك". [رواه البخاري].
ختامــاً :
لقد نثرت لك ما في مكنون قلبي، وأهديتك هذه التحف، فتأمل فيها، ثم إني أسأل الله تعالى أن يثبتني وإياك على دينه الحق
ويرزقني وإياك السعادة في الدارين.
المصدر :
دار ابن خزيمة
•••••••••••••
أختكمـ :
سمـــوت بالــــدين ..
فريق جوال الخير
معاً على طريق الخير
0558118112
jawalk4@hotmail.com
ويمكنكم زيارة مقرنا في مكتب الدعوة بحي الروضة بالرياض
هاتف وفاكس:
012401132