المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (ادْعُـواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)


آبو بتال
17-11-10, 11:04 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



( ادْعُـواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ،


وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُـوهُ خَوْفاً


وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) .




الدعاء يدخل فيــه دعـــاء المسألة ، ودعاء العبادة ،


فأمــــر بدعائه ( تَضَرُّعًا ) أي: إلحاحا في المسألة ،


ودُءُوبا في العبادة،( وَخُفْيَةً ) أي: لا جهرا وعلانية


يخاف منه الرياء ، بل خفية وإخلاصا للّه تعالى .



( إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) أي : المتجاوزين للحد فــي


كل الأمور ، ومـــن الاعتداء كــــون العبد يسأل اللّه



مسائل لا تصلح له، أو يتنطع في السؤال ، أو يبالغ


في رفع صوته بالدعاء، فكل هذا داخل في الاعتداء


المنهي عنه .



( وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ ) بعمــــل المعاصي ( بَعْـــدَ


إِصْلاَحِهَا ) بالطاعات ، فإن المعاصي تفسد الأخلاق


والأعمال والأرزاق ، كمــا قـال تعالى ( ظَهَرَ الْفَسَادُ



فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) كمـــــا أن


الطاعات تصلح بها الأخلاق والأعمال والأرزاق


وأحوال الدنيا والآخرة .




( وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَــــعـــاً ) أي : خوفا من عقابه ،


وطمعا في ثوابه، طمعا في قبولها، وخوفا من ردها،


لا دعاء عبد مدل على ربه قد أعجبته نفسه ، ونزل


نفسه فوق منزلته، أو دعاء من هو غافل لاهٍ .




وحاصل مـا ذكـر اللّه مــــن آداب الدعاء : الإخلاص


فيه للّه وحــده ، لأن ذلك يتضمنه الخفية ، وإخفاؤه


وإسراره ، وأن يكــون القلــب خائفا طامعا لا غافلا



ولا آمنا ولا غير مبال بالإجابة ، وهـــذا من إحسان


الدعاء، فإن الإحسان في كل عبادة بذل الجهد فيها،


وأداؤها كاملة لا نقص فيها بوجــه مـــن الوجوه ،



ولهذا قــال ( إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ )


في عبادة اللّه ، المحسنين إلى عباد اللّه ، فكلمـــا



كان العبد أكثر إحسانا، كان أقرب إلى رحمة ربه،


وكان ربه قريبا منه برحمته، وفي هذا من الحث


على الإحسان ما لا يخفى .



الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص 291)


للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي رحمه الله تعالى



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالمجيد الخضير
17-11-10, 01:43 pm
جزاك الله خير

>ريانه<
17-11-10, 03:38 pm
جزاك الله الف خير

آبو بتال
18-11-10, 03:48 pm
جزاك الله خير
آمين
آسعدني مرورك

آبو بتال
18-11-10, 03:48 pm
جزاك الله الف خير
ألف شكر لك على مرورك ومشاركتك الرائعة