طائر في الهواء
01-11-10, 12:18 am
"المرعى أخضر ولكن العنزمريضة"
مقال للدكتور القرني ....
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f524975%5fAIoIw0MAAHqaTMP%2fbgr%2b DnJ2SJU&pid=2&fid=Inbox&inline=1
أبدع الشيخ الدكتور عائض القرني وكان منصفاً في مقالته التي نشرتها صحيفة 'الشرق الأوسط' في شباط ( فبراير ) 2008
تحت عنوان
(نحن العرب قساة جفاة)
وأتركها لكم للقراءة والتأمل . لا أقول إلا ، بارك الله بك يا شيخ عائض فقد كنت صريحاً ومباشراً وعادلاً وهذا ما نحتاج إليه فنقد الذات والمكاشفة الواضحة طريق لاكتشاف الخلل .
د . عائض القرني
أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين ، وأخشى أن أتهم بميلي
إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف . والله إن غبار حذاء محمد
بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين .
ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء
من أهل الكتاب أمة قائمة » .
وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم ، فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر . أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة .
أما نحن العرب ، فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة .
وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ،
ولولا أن الوحي هذّب أتباعه ، لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى .
ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر .
نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ،
فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ،
الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس ،
من الأزواج
زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء ،
من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ،
من المسئولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء ،
حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ،
وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه .
الشرطي صاحب عبارات مؤذية ،
الأستاذ جافٍ مع طلابه ،
فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق
وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسئولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع ،
وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس ،
وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية .
المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة
لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا .
في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ، ترهقها قترة ،
من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ،
لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة
وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ،
وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ،
وكلما قلت: ما السبب ؟
قالوا:
الحضارة ترقق الطباع . نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا ، فيوقف سيارته ويخرج الخارطة ، وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك .
نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا ، فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا .
نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى ، فيؤثرونك مع كلمة التأسف .
أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ،
احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل .
بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا ، وشتموا وأقذعوا وأفحشوا
أين منهج القرآن:
« وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن »
، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ،
« فاصفح الصفح الجميل » ،
« ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير » .
وفي الحديث: «
الراحمون يرحمهم الرحمن » ،
و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » ،
و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا »
عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف ،
يقول عالم هندي: ( المرعى أخضر ولكن العنز مريضة ) .
مقال للدكتور القرني ....
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f524975%5fAIoIw0MAAHqaTMP%2fbgr%2b DnJ2SJU&pid=2&fid=Inbox&inline=1
أبدع الشيخ الدكتور عائض القرني وكان منصفاً في مقالته التي نشرتها صحيفة 'الشرق الأوسط' في شباط ( فبراير ) 2008
تحت عنوان
(نحن العرب قساة جفاة)
وأتركها لكم للقراءة والتأمل . لا أقول إلا ، بارك الله بك يا شيخ عائض فقد كنت صريحاً ومباشراً وعادلاً وهذا ما نحتاج إليه فنقد الذات والمكاشفة الواضحة طريق لاكتشاف الخلل .
د . عائض القرني
أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين ، وأخشى أن أتهم بميلي
إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف . والله إن غبار حذاء محمد
بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين .
ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء
من أهل الكتاب أمة قائمة » .
وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم ، فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر . أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة .
أما نحن العرب ، فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة .
وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ،
ولولا أن الوحي هذّب أتباعه ، لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى .
ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر .
نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ،
فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ،
الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس ،
من الأزواج
زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء ،
من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ،
من المسئولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء ،
حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ،
وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه .
الشرطي صاحب عبارات مؤذية ،
الأستاذ جافٍ مع طلابه ،
فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق
وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسئولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع ،
وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس ،
وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية .
المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة
لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا .
في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ، ترهقها قترة ،
من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ،
لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة
وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ،
وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ،
وكلما قلت: ما السبب ؟
قالوا:
الحضارة ترقق الطباع . نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا ، فيوقف سيارته ويخرج الخارطة ، وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك .
نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا ، فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا .
نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى ، فيؤثرونك مع كلمة التأسف .
أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ،
احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل .
بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا ، وشتموا وأقذعوا وأفحشوا
أين منهج القرآن:
« وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن »
، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ،
« فاصفح الصفح الجميل » ،
« ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير » .
وفي الحديث: «
الراحمون يرحمهم الرحمن » ،
و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » ،
و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا »
عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف ،
يقول عالم هندي: ( المرعى أخضر ولكن العنز مريضة ) .