أ.د/محمد زكى حسن على
31-10-10, 02:54 am
الوجبات السريعة ومشروبات الطاقة
تدمر الصحة وتسبب الوفاة
أ.د/محمد زكى حسن على
تعتبر زيادة الوزن المفرط أو السمنة مرض من الأمراض الخطيرة التى تحتاج الى وقاية وعلاج مستمر. فجميع الدراسات الطبية الحديثة اثبتت أن أصحاب الأوزان العالية يقل عمرهم الإفتراضى بنسبة متوازية مع كل كيلوجرام زيادة فى الوزن عن المعدل الطبيعى.
ومريض السمنة هو الأكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية وإرتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وسكر الدم ونزيف المخ وتأكل مفاصل العظام ، وأثبتت الكثير من الدراسات أنه الأكثر إصابة بالعديد من أمراض السرطان.
وفى آخر إحصاء بأمريكا كان حوالى 40% من طلبة المدارس يعانون من زيادة الوزن وحوالى 15% من السمنة المفرطة. وبدراسة نوعية غذاء هؤلاء الطلبة وجد أن من أكبر أسباب السمنة هى الوجبات السريعة وإستهلاك قدر كبير من المأكولات غير الصحية ، وكان ترتيبها حسب نوع الطعام كالتالى: مياه غازية مع الأكل ثم قطعة شيكولاته ومثيلاتها من الحلوى ، ثم الشيبسى ، هامبورجر ، بيتزا ، وغيره.
وتحتوى كل هذه المأكولات السريعة ليس على كمية عالية من السعرات الحرارية ولكن على نسبة عالية من الدهون الحيوانية المسببة لإرتفاع كوليسترول الدم المسبب لتصلب الشرايين التاجية وجلطة القلب وايضا الإصابة بإرتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. ونلاحظ ايضا أن جميع أنواع المياه الغازية ومنها ما له طعم الفاكهة كالبرتقال والتفاح ليست عصير فاكهة مضافا اليها غازات وذلك كما يظن الكثيرون ولكنها مادة صناعية ملونة لها لون و نكهة الفاكهة ، وزجاجة المياه الغازية ليست الا كم من السكر ولون وطعم صناعى وغازات.
ولعدم اهتمام الكثيرون بأكل الخضروات الطازجة والفاكهة والوجبات المتوازنة من ناحية كم النشويات والدهون والبروتينات فإننا أصبحنا نرى الكثير من المرضى يعانون بشدة من امراض سوء التغذية مع أن أوزانهم تزيد كثيرا عن المعدل الطبيعى.
ولكن كيف تسبب السمنه الإصابة بالمرض وتعجل بالوفاة فتصور أنك إذا كنت تعانى من زيادة الوزن فأنت من الناحية العملية كمن يرتدى ثوبا أو طبقة من الدهن تشابه رداء الغواصين وسمكها يتراوح من سنتيمتر على وجهك ورقبتك ويزيد سمك هذا الرداء الى خمس أو عشرة سنتيمترات على بطنك وأردافك ليقل سمكه كلما تقدمنا الى أصابع أرجلك ، وهذا الرداء يتراوح وزنه من ثلاثين الى خمسين كيلوجرام. والمخيف أن المصاب بداء السمنة يقضى كل حياته مع هذا الرداء فكل هذا الوزن من الدهون الزائدة تصاحبه وهو نائما أو اثناء العمل أو صعود الدرج أو اثناء أى نشاط يومى. أنه ليس رداء من الصوف أو القطن ولكنه رداء حى يحتاج الى جهد كبير من القلب والكبد والبنكرياس ليبقى منتعشا وهو يحتاج ايضا لزيادة حجم الدم فى الجسم بحوالى ثلاثة لترات ليتمكن هذا الرداء من أن يحافظ على حياته ويزداد سمكا مع كل وجبة كبيرة من الطعام.
وفى مارس الماضى كانت من قائمة أعمال الكونجرس الأمريكى هى مناقشة وباء زيادة الوزن فى الشعب الأمريكى ، وكانت من بين التوصيات هى إقتراح إصدار قانون يجبر جميع المطاعم على كتابة عدد السعرات الحرارية ونسبة الدهون فى جميع الأطباق والوجبات وخاصة ما يباع منها كوجبات سريعة. فسنرى فى القريب العاجل ملصق على كيس هامبورجر كتب عليه "هذا السندويتش يحتوى على 800 سعر حرارى و30 جم دهون حيوانية وتزيد الى 40 جم إذا كان يحتوى على شريحة من الجبنة السايحه" .
والمتابع لأى قانون يمس الصحة العامة يجد أن تطوره يماثل ما كان يحدث فى الستينات للسجائر والتدخين ، وكان أول ملصق على علبة سجائر أنها لا تفضل لصغار السن وتطورت فى الوقت الحالى إلى إنذار مخيف "احترس التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة". وأصبح الكثير من الأطباء على قناعة أن السمنة تساوى وإن لم تكن أكثر خطرا على الصحة العامة من التدخين ،
ولكن هل ستظهر فى القريب العاجل ملصقات على أكياس "الهامبورجر" وعلب البيتزا وأكياس الشيبس وعلب الشيكولاته تحذر من أنها "تدمر الصحة وتسبب الوفاة". وهل ستقسم قائمة الطعام فى أى مطعم الى اطباق عليها علامة تحذير حمراء بأنها عالية السعرات الحرارية والدهون وأخرى كما يطلق عليها فى أمريكا "زيرو- كالورى".
لاشك أن فى الأعوام القليلة القادمة سيكون الإهتمام الطبى الأكبر موجها بدرجة عالية الى منع وعلاج زيادة الوزن ، فأحترس من الأن و وأوزن نفسك يوميا وفكر فى مكونات كل ما تمضغه أسنانك وتعود على الشعور بالجوع ، وتذكر دائما وبدون أى مبالغة أن السمنة تدمر الصحة وتسبب الوفاة.
البدانة التي تعتبر أول عرض لتناول الوجبات السريعة في طريقها بالفعل لأن تصبح السبب الأول للوفاة في بريطانيا، محتلة مكان التدخين، ويرى خبراء الصحة هناك أن الحكومة البريطانية -شأنها شأن سائر الحكومات الأوروبية- تشعر بالخوف من وضع حلول لهذه المشكلة التي أوجدتها مؤسسات وشركات إنتاج الوجبات السريعة والجاهزة؛ وذلك بسبب المصالح الضخمة لهذه الشركات. فرءوس الأموال المستثمرة في مطاعم الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ضخمة للغاية، وبسبب هذه "المصالح" يموت 30 ألف شخص بريطاني بدين في كل عام.
يؤكد العلماء البريطانيون في دراسة حديثة أن الجيل الحالي من الأطفال في بريطانيا أكثر عرضة للأمراض الخطيرة؛ حيث إن 10% من الأطفال مصابون بالسمنة، و20% من الأطفال يعانون الوزن الزائد. وقد كشف الدكتور إيريك شلوسر خبير الأغذية الأمريكي في كتابه "أمة الأغذية السريعة" عن زيادة حالات الوفيات بين الأطفال من عمر 6 إلى 10 سنوات؛ بسبب البدانة المفرطة بعد تضاعف عدد مطاعم الوجبات السريعة في بريطانيا. وفي الولايات المتحدة تؤدي السمنة إلى وفاة 300 ألف شخص سنويًّا، وتأتي بعد التدخين الذي يتسبب في وفاة 400 ألف شخص.
ونظرًا لانتشار مطاعم الوجبات السريعة والجاهزة في مجتمعاتنا العربية؛ فقد زادت نسبة البدانة في تلك المجتمعات وأرجعت هذا لتناول الوجبات السريعة والجاهزة، والأكل بين الوجبات، وإهمال الخضراوات والفاكهة.
واعتمادًا على أبحاث تؤكد وجود علاقة قوية بين السمنة المبكرة والانتشار السريع لأمراض السكر وضغط الدم والقلب وأمراض العمود الفقري وارتفاع نسبة الكولسترول والربو وبعض أنواع السرطان، ومن ناحية أخرى الأمراض النفسية والخجل والإحباط.. فقد حثّت جهود الجمعية الطبية الأسترالية الحكومة على فرض "ضريبة بدانة" على الوجبات السريعة الدسمة والمشروبات الغازية، وذلك في إطار "إستراتيجية لجعل الناس أكثر وعيًا بمكونات الطعام الذي يشترونه".
أن معظم هذه الوجبات والمأكولات تتسم بالتعقيد والدسامة وعدم التوازن، وتمتلئ بالدهون ومكسبات الطعم، وتكون محشوة عادة بالتوابل الحارة بكميات كبيرة، وهذا الأمر يؤدي لتهيج الأغشية الداخلية للجهاز الهضمي، ويحدث أخطارًا كبيرة ومتعددة عند الإفراط في تناولها. أن المدنية والتطور أبعدا الإنسان عن فطرته وتلقائيته في المأكل والمشرب؛ الأمر الذي أخل بصحة الإنسان، وجعله عرضة للإصابة بأمراض متعددة، على رأسها البدانة.
أن المجتمعات الغربية المتقدمة قد تنبهت في السنوات الأخيرة إلى خطورة الوجبات الغذائية المنتشرة بها، وخصوصًا وجبات التيك أواي الجاهزة.
لقد ارتدت كثير من هذه المجتمعات، وقد ظهرت بها نـزعات ودعوات إلى البدائية في الأكل؛ أي الحرص على البساطة وعدم التكلف، والتركيز على الأطعمة الطازجة والألياف والخضراوات، والاهتمام بالحبوب غير المقشّرة، والإقلال من اللحوم الحمراء والدهون، وفوق ذلك كله الاقتناع بأن القيمة الغذائية للطعام أكثر أهمية من القيمة المادية التي يساويها هذا الطعام
ومن المخاطر الصحية الأخرى للوجبات السريعة والجاهزة -كما أكد باحثون أسكتلنديون مؤخرًا- أن الوجبات السريعة وشبه المجهزة تسهم بدرجة كبيرة في إصابة الأطفال بالربو؛ لخلوها من الخضراوات الطازجة والفيتامينات والمعادن، كما أن خلو هذه الأطعمة من الألياف
الضرورية لانتظام الحركة الطبيعية للأمعاء يخل بوظيفتها، ويؤدي إلى اضطرابات في عملية الامتصاص. موضحين أن حياة الريف أفضل لصحة الأطفال من العيش في المدن التي تنتشر بها الوجبات السريعة أو بالأصح "المخلفات الغذائية".
تحذير قد تجده قريبًا على علب الوجبات السريعة.. بعدما اشتهرت به علب السجائر.. فـ قطع الهامبورجر والدجاج + البطاطس المفعمة بالدهون ومكسبات الطعم + كوب المياه الغازية.. أصبحت تتصدر قائمة الاتهام التي أعلنها خبراء التغذية والصحة في مختلف دول العالم.. فهل تصل أخطار علب الوجبات الجاهزة إلى درجة أضرار علب السجائر؟!
على الرغم من التحذيرات العالمية المتتالية للشباب من علماء التغذية من خطورة تناول الوجبات السريعة، والتي تتسبب في العديد من المشاكل الصحية للشباب من الجنسين.. إلا أن الإقبال من جانب الشباب في تزايد مستمر.
ويرى المتخصصون في مجال التغذية أن الوجبات السريعة ظاهرة ليست بجديدة على الحياة اليومية ، ولكن الجديد فيها هو نوعية هذه الوجبات، التي أصبحت دخيلة ومستوردة من مجتمعات وثقافات مختلفة لا تتناسب معنا، فتلك المجتمعات ونمطها الاستهلاكي تختلف تمامًا مع طبيعة بيئتنا، ودرجة الحرارة عندنا، كذلك الأنشطة اليومية المبذولة والحالة الصحية لأفراد المجتمع
والمشكلة الكبرى تكمن في نوعية هذه الوجبات وما بها من إضافات كيمائية كمُكْسبات أو نكهة، أو شكل إغرائي، أو مواد حافظة أو محليات، ولكن أيضًا لما تحتويه بدرجة كبيرة جدًا من المواد الدهنية أو المواد النشوية والسكرية مما يتسبب في حدوث البدانة الشديدة، التي أصبحت تتفشى بين الشباب بنسب مرتفعة جدًا.
والكثير من هذه الوجبات السريعة وخصوصًا التي تعتمد على البروتين الحيواني- عند إعدادها مثل (البيف بيرجر أو الشاورما) تعتمد على إضافة مركبات كيميائية؛ بغرض إما الحفظ الغذائي كمادة النترات التي تتحد مع بعض الأحماض الأمينية الموجودة بداخل هذه اللحوم وتكوّنه مركبات شديدة الضرر بالصحة العامة.
وأوضحت الكثير من الدراسات تكاثر العديد من الميكروبات سواء كانت بكتيريا أو فطريات أو طفيليات تتواجد في تلك اللحوم أو هذه الوجبات السريعة، وينتج عنها كثير من الآثار بالغة الضرر على الصحة العامة.
وأيضًا بالنظر إلى طبيعة الوجبات السريعة التي يقبل عليها الكثير من الشباب نجد أنها فقيرة للغاية في المغذيات الدقيقة وهي ما نسميها مغذيات الوقاية أو مجموعة الفيتامينات والمعادن والألياف النباتية.
الوجبات السريعة مضرة بالحامل
أظهرت دراسات طبية جديدة أن السيدات اللاتي يكثرن من تناول الأغذية الدسمة والغنية بالدهون في أثناء الحمل، يعرّضن أطفالهن للإصابة بمشكلات قلبية ووعائية في حياتهم اللاحقة.
واستند الباحثون في اكتشافاتهم التي نشرتها مؤسسة القلب البريطانية، على إطعام عدد من إناث الفئران الغذاء العادي أو غذاء دسم غني بالدهون الحيوانية، قبل فترة الحمل وخلالها، ثم إطعام صغارها غذاء صحيًا عاديًا، ومراقبة حدوث أية تغيرات في ضغط الدم أو نبضات القلب لديهم.
ووجد هؤلاء أن الأجيال الجديدة من الفئران، إناثًا كانوا أم ذكورًا، أظهروا علامات لوجود إصابة أو تلف في الأوعية الدموية عند وصولهم إلى منتصف العمر، مع وجود مستويات غي ر طبيعية من الدهون في دمائهم، وارتفاع ضغط الدم عند أجيال الإناث فقط.
تدمر الصحة وتسبب الوفاة
أ.د/محمد زكى حسن على
تعتبر زيادة الوزن المفرط أو السمنة مرض من الأمراض الخطيرة التى تحتاج الى وقاية وعلاج مستمر. فجميع الدراسات الطبية الحديثة اثبتت أن أصحاب الأوزان العالية يقل عمرهم الإفتراضى بنسبة متوازية مع كل كيلوجرام زيادة فى الوزن عن المعدل الطبيعى.
ومريض السمنة هو الأكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية وإرتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وسكر الدم ونزيف المخ وتأكل مفاصل العظام ، وأثبتت الكثير من الدراسات أنه الأكثر إصابة بالعديد من أمراض السرطان.
وفى آخر إحصاء بأمريكا كان حوالى 40% من طلبة المدارس يعانون من زيادة الوزن وحوالى 15% من السمنة المفرطة. وبدراسة نوعية غذاء هؤلاء الطلبة وجد أن من أكبر أسباب السمنة هى الوجبات السريعة وإستهلاك قدر كبير من المأكولات غير الصحية ، وكان ترتيبها حسب نوع الطعام كالتالى: مياه غازية مع الأكل ثم قطعة شيكولاته ومثيلاتها من الحلوى ، ثم الشيبسى ، هامبورجر ، بيتزا ، وغيره.
وتحتوى كل هذه المأكولات السريعة ليس على كمية عالية من السعرات الحرارية ولكن على نسبة عالية من الدهون الحيوانية المسببة لإرتفاع كوليسترول الدم المسبب لتصلب الشرايين التاجية وجلطة القلب وايضا الإصابة بإرتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. ونلاحظ ايضا أن جميع أنواع المياه الغازية ومنها ما له طعم الفاكهة كالبرتقال والتفاح ليست عصير فاكهة مضافا اليها غازات وذلك كما يظن الكثيرون ولكنها مادة صناعية ملونة لها لون و نكهة الفاكهة ، وزجاجة المياه الغازية ليست الا كم من السكر ولون وطعم صناعى وغازات.
ولعدم اهتمام الكثيرون بأكل الخضروات الطازجة والفاكهة والوجبات المتوازنة من ناحية كم النشويات والدهون والبروتينات فإننا أصبحنا نرى الكثير من المرضى يعانون بشدة من امراض سوء التغذية مع أن أوزانهم تزيد كثيرا عن المعدل الطبيعى.
ولكن كيف تسبب السمنه الإصابة بالمرض وتعجل بالوفاة فتصور أنك إذا كنت تعانى من زيادة الوزن فأنت من الناحية العملية كمن يرتدى ثوبا أو طبقة من الدهن تشابه رداء الغواصين وسمكها يتراوح من سنتيمتر على وجهك ورقبتك ويزيد سمك هذا الرداء الى خمس أو عشرة سنتيمترات على بطنك وأردافك ليقل سمكه كلما تقدمنا الى أصابع أرجلك ، وهذا الرداء يتراوح وزنه من ثلاثين الى خمسين كيلوجرام. والمخيف أن المصاب بداء السمنة يقضى كل حياته مع هذا الرداء فكل هذا الوزن من الدهون الزائدة تصاحبه وهو نائما أو اثناء العمل أو صعود الدرج أو اثناء أى نشاط يومى. أنه ليس رداء من الصوف أو القطن ولكنه رداء حى يحتاج الى جهد كبير من القلب والكبد والبنكرياس ليبقى منتعشا وهو يحتاج ايضا لزيادة حجم الدم فى الجسم بحوالى ثلاثة لترات ليتمكن هذا الرداء من أن يحافظ على حياته ويزداد سمكا مع كل وجبة كبيرة من الطعام.
وفى مارس الماضى كانت من قائمة أعمال الكونجرس الأمريكى هى مناقشة وباء زيادة الوزن فى الشعب الأمريكى ، وكانت من بين التوصيات هى إقتراح إصدار قانون يجبر جميع المطاعم على كتابة عدد السعرات الحرارية ونسبة الدهون فى جميع الأطباق والوجبات وخاصة ما يباع منها كوجبات سريعة. فسنرى فى القريب العاجل ملصق على كيس هامبورجر كتب عليه "هذا السندويتش يحتوى على 800 سعر حرارى و30 جم دهون حيوانية وتزيد الى 40 جم إذا كان يحتوى على شريحة من الجبنة السايحه" .
والمتابع لأى قانون يمس الصحة العامة يجد أن تطوره يماثل ما كان يحدث فى الستينات للسجائر والتدخين ، وكان أول ملصق على علبة سجائر أنها لا تفضل لصغار السن وتطورت فى الوقت الحالى إلى إنذار مخيف "احترس التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة". وأصبح الكثير من الأطباء على قناعة أن السمنة تساوى وإن لم تكن أكثر خطرا على الصحة العامة من التدخين ،
ولكن هل ستظهر فى القريب العاجل ملصقات على أكياس "الهامبورجر" وعلب البيتزا وأكياس الشيبس وعلب الشيكولاته تحذر من أنها "تدمر الصحة وتسبب الوفاة". وهل ستقسم قائمة الطعام فى أى مطعم الى اطباق عليها علامة تحذير حمراء بأنها عالية السعرات الحرارية والدهون وأخرى كما يطلق عليها فى أمريكا "زيرو- كالورى".
لاشك أن فى الأعوام القليلة القادمة سيكون الإهتمام الطبى الأكبر موجها بدرجة عالية الى منع وعلاج زيادة الوزن ، فأحترس من الأن و وأوزن نفسك يوميا وفكر فى مكونات كل ما تمضغه أسنانك وتعود على الشعور بالجوع ، وتذكر دائما وبدون أى مبالغة أن السمنة تدمر الصحة وتسبب الوفاة.
البدانة التي تعتبر أول عرض لتناول الوجبات السريعة في طريقها بالفعل لأن تصبح السبب الأول للوفاة في بريطانيا، محتلة مكان التدخين، ويرى خبراء الصحة هناك أن الحكومة البريطانية -شأنها شأن سائر الحكومات الأوروبية- تشعر بالخوف من وضع حلول لهذه المشكلة التي أوجدتها مؤسسات وشركات إنتاج الوجبات السريعة والجاهزة؛ وذلك بسبب المصالح الضخمة لهذه الشركات. فرءوس الأموال المستثمرة في مطاعم الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ضخمة للغاية، وبسبب هذه "المصالح" يموت 30 ألف شخص بريطاني بدين في كل عام.
يؤكد العلماء البريطانيون في دراسة حديثة أن الجيل الحالي من الأطفال في بريطانيا أكثر عرضة للأمراض الخطيرة؛ حيث إن 10% من الأطفال مصابون بالسمنة، و20% من الأطفال يعانون الوزن الزائد. وقد كشف الدكتور إيريك شلوسر خبير الأغذية الأمريكي في كتابه "أمة الأغذية السريعة" عن زيادة حالات الوفيات بين الأطفال من عمر 6 إلى 10 سنوات؛ بسبب البدانة المفرطة بعد تضاعف عدد مطاعم الوجبات السريعة في بريطانيا. وفي الولايات المتحدة تؤدي السمنة إلى وفاة 300 ألف شخص سنويًّا، وتأتي بعد التدخين الذي يتسبب في وفاة 400 ألف شخص.
ونظرًا لانتشار مطاعم الوجبات السريعة والجاهزة في مجتمعاتنا العربية؛ فقد زادت نسبة البدانة في تلك المجتمعات وأرجعت هذا لتناول الوجبات السريعة والجاهزة، والأكل بين الوجبات، وإهمال الخضراوات والفاكهة.
واعتمادًا على أبحاث تؤكد وجود علاقة قوية بين السمنة المبكرة والانتشار السريع لأمراض السكر وضغط الدم والقلب وأمراض العمود الفقري وارتفاع نسبة الكولسترول والربو وبعض أنواع السرطان، ومن ناحية أخرى الأمراض النفسية والخجل والإحباط.. فقد حثّت جهود الجمعية الطبية الأسترالية الحكومة على فرض "ضريبة بدانة" على الوجبات السريعة الدسمة والمشروبات الغازية، وذلك في إطار "إستراتيجية لجعل الناس أكثر وعيًا بمكونات الطعام الذي يشترونه".
أن معظم هذه الوجبات والمأكولات تتسم بالتعقيد والدسامة وعدم التوازن، وتمتلئ بالدهون ومكسبات الطعم، وتكون محشوة عادة بالتوابل الحارة بكميات كبيرة، وهذا الأمر يؤدي لتهيج الأغشية الداخلية للجهاز الهضمي، ويحدث أخطارًا كبيرة ومتعددة عند الإفراط في تناولها. أن المدنية والتطور أبعدا الإنسان عن فطرته وتلقائيته في المأكل والمشرب؛ الأمر الذي أخل بصحة الإنسان، وجعله عرضة للإصابة بأمراض متعددة، على رأسها البدانة.
أن المجتمعات الغربية المتقدمة قد تنبهت في السنوات الأخيرة إلى خطورة الوجبات الغذائية المنتشرة بها، وخصوصًا وجبات التيك أواي الجاهزة.
لقد ارتدت كثير من هذه المجتمعات، وقد ظهرت بها نـزعات ودعوات إلى البدائية في الأكل؛ أي الحرص على البساطة وعدم التكلف، والتركيز على الأطعمة الطازجة والألياف والخضراوات، والاهتمام بالحبوب غير المقشّرة، والإقلال من اللحوم الحمراء والدهون، وفوق ذلك كله الاقتناع بأن القيمة الغذائية للطعام أكثر أهمية من القيمة المادية التي يساويها هذا الطعام
ومن المخاطر الصحية الأخرى للوجبات السريعة والجاهزة -كما أكد باحثون أسكتلنديون مؤخرًا- أن الوجبات السريعة وشبه المجهزة تسهم بدرجة كبيرة في إصابة الأطفال بالربو؛ لخلوها من الخضراوات الطازجة والفيتامينات والمعادن، كما أن خلو هذه الأطعمة من الألياف
الضرورية لانتظام الحركة الطبيعية للأمعاء يخل بوظيفتها، ويؤدي إلى اضطرابات في عملية الامتصاص. موضحين أن حياة الريف أفضل لصحة الأطفال من العيش في المدن التي تنتشر بها الوجبات السريعة أو بالأصح "المخلفات الغذائية".
تحذير قد تجده قريبًا على علب الوجبات السريعة.. بعدما اشتهرت به علب السجائر.. فـ قطع الهامبورجر والدجاج + البطاطس المفعمة بالدهون ومكسبات الطعم + كوب المياه الغازية.. أصبحت تتصدر قائمة الاتهام التي أعلنها خبراء التغذية والصحة في مختلف دول العالم.. فهل تصل أخطار علب الوجبات الجاهزة إلى درجة أضرار علب السجائر؟!
على الرغم من التحذيرات العالمية المتتالية للشباب من علماء التغذية من خطورة تناول الوجبات السريعة، والتي تتسبب في العديد من المشاكل الصحية للشباب من الجنسين.. إلا أن الإقبال من جانب الشباب في تزايد مستمر.
ويرى المتخصصون في مجال التغذية أن الوجبات السريعة ظاهرة ليست بجديدة على الحياة اليومية ، ولكن الجديد فيها هو نوعية هذه الوجبات، التي أصبحت دخيلة ومستوردة من مجتمعات وثقافات مختلفة لا تتناسب معنا، فتلك المجتمعات ونمطها الاستهلاكي تختلف تمامًا مع طبيعة بيئتنا، ودرجة الحرارة عندنا، كذلك الأنشطة اليومية المبذولة والحالة الصحية لأفراد المجتمع
والمشكلة الكبرى تكمن في نوعية هذه الوجبات وما بها من إضافات كيمائية كمُكْسبات أو نكهة، أو شكل إغرائي، أو مواد حافظة أو محليات، ولكن أيضًا لما تحتويه بدرجة كبيرة جدًا من المواد الدهنية أو المواد النشوية والسكرية مما يتسبب في حدوث البدانة الشديدة، التي أصبحت تتفشى بين الشباب بنسب مرتفعة جدًا.
والكثير من هذه الوجبات السريعة وخصوصًا التي تعتمد على البروتين الحيواني- عند إعدادها مثل (البيف بيرجر أو الشاورما) تعتمد على إضافة مركبات كيميائية؛ بغرض إما الحفظ الغذائي كمادة النترات التي تتحد مع بعض الأحماض الأمينية الموجودة بداخل هذه اللحوم وتكوّنه مركبات شديدة الضرر بالصحة العامة.
وأوضحت الكثير من الدراسات تكاثر العديد من الميكروبات سواء كانت بكتيريا أو فطريات أو طفيليات تتواجد في تلك اللحوم أو هذه الوجبات السريعة، وينتج عنها كثير من الآثار بالغة الضرر على الصحة العامة.
وأيضًا بالنظر إلى طبيعة الوجبات السريعة التي يقبل عليها الكثير من الشباب نجد أنها فقيرة للغاية في المغذيات الدقيقة وهي ما نسميها مغذيات الوقاية أو مجموعة الفيتامينات والمعادن والألياف النباتية.
الوجبات السريعة مضرة بالحامل
أظهرت دراسات طبية جديدة أن السيدات اللاتي يكثرن من تناول الأغذية الدسمة والغنية بالدهون في أثناء الحمل، يعرّضن أطفالهن للإصابة بمشكلات قلبية ووعائية في حياتهم اللاحقة.
واستند الباحثون في اكتشافاتهم التي نشرتها مؤسسة القلب البريطانية، على إطعام عدد من إناث الفئران الغذاء العادي أو غذاء دسم غني بالدهون الحيوانية، قبل فترة الحمل وخلالها، ثم إطعام صغارها غذاء صحيًا عاديًا، ومراقبة حدوث أية تغيرات في ضغط الدم أو نبضات القلب لديهم.
ووجد هؤلاء أن الأجيال الجديدة من الفئران، إناثًا كانوا أم ذكورًا، أظهروا علامات لوجود إصابة أو تلف في الأوعية الدموية عند وصولهم إلى منتصف العمر، مع وجود مستويات غي ر طبيعية من الدهون في دمائهم، وارتفاع ضغط الدم عند أجيال الإناث فقط.