هنري
21-09-10, 01:01 pm
أقرأ ولاتتعب بالنظر السريع فتتبع الكلمات كفيل بالوصول لنقطة النهاية.
المطار بنظري المتواضع عنوان للبلد من كافة النواحي.
دينياً وإجتماعياً وسياسياً وإقتصادياً.
وبما أنني من عشاق المطارات ليس لحب السفر ولكن لإنني أستطيع إستنباط الكثير من المطار نفسه فأنا أشقى من ركوب الطائرة (وذلك سرٌ بيننا) :)
قبل شهرين كنت في مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الأنيقة الرياض وكانت الساعة تقارب الواحدة
المطار مكتظ بالزوار التائهين, شلل الحركة يكاد يعم المكان , بالكاد وبعد عدة أخطاء تنسيقية وصلت لإدخال عفشي .
بعد ذلك نزلت لبهو المطار الذي كانت لافتات " لا للتدخين تزين جنباته" وما زاد المنظر جمالاً هو معانقة تلك اللوحات الإرشادية للداخن المتطاير من تلك الأفواه اللبقة.
عند إقترابي من بنك الراجحي والذي يقدم خدماته هناك, قال صديقي أريد أن أشحن هاتفي الخاص.
فضحكت بشراهه!
لإنني تذكرت حادثةً حصلت لي قبل سنتين في هذا المطار الأنيق حيث جلت في جنباته ساعتين محاولاً بشق النفس أن أجد منفذاً يعمل!
والأدهى والأمر حتى وإن وجدت منفذاً كهربائياً يعمل فكل المخارج (أميريكية) فقط أي أنها لاتطابق "الأفياش" الخاصة بنا بما أننا نستخدم المنفذ (الأوربي). وهنا نقطة تساؤول. ألا يعلم المراقب بهذا عند تسليم المطار!!؟
حللتها بالقفز على أحد كابينات محلات التأجير المغبرة كالسارق رغبةً بأن أحرر شاشة جوالي من ظلامها الدامس كما هو بهو هذا المطار المظلم بنمط آخر.
عدت للحظة الحالية وقلت لصديقي خطتي السابقة واتجهنا لتلك الكبائن التي لازالت على حلتها الجميلة.
كل هذا (كوم والجاي كوم ثاني)
توقفت هناك أنتظر صديقي وهو "يتنطط" كالسارق محاولاً أن يحصل على الطاقة في بلد الطاقة.
وبينما هو في سجال سمعت صوتاً يناديني بلغة إنجليزية حائرة.
يقول: هل تعرف اللغة الإنجليزية.
إلتفت لأرى ذلك الوجه الشرق آسيوي " االحزين" بعيونه الضيقة المتسائلة : هل من معين؟
قلت لها : ماذا تريدين؟
قالت: أنا لا أجيد العربية وللتو وصلت من الفلبين وأنتظر أحداً ليقلني لسكني المقصود عند المستشفى حيث أنني أعمل ممرضة والشخص الذي أنتظره قمت بالتنسيق مسبقاً مع مسؤول في المكان الذي أعمل فيه وقال إنه سوف يأتي في الساعة الثانية صباحاً.
وحينها كانت الساعة تقارب الثانية والنصف.
كان الضجيج يملاً المكان بعديد من الوافيدن الذي يتحدثون ويتكلمون ونغمات الجوالات تهدر والعالم في جلبة عجيبة بدون أدنى مراعاة لثقافة الهدوء.
وكنت حينها أتسائل في ذهني وأنا أنظر شاخصاً لإمكاناتنا الكبيرة.
أين مركز المساعدة الذي من المفترض أن يكون ظاهراً, information, help, أي شيء , حتى رمز التعجب ! لم أجده أو علامة إستفهام "؟".
قلت لها: مالمطلوب مني.
قالت: هذا هو السائق حادثته مراراً وتكراراً ولكنه لايفهمني ولا أفهمه.
قلت: ناوليني إياه.
تحدثت معه وبصراحة وأنا وهو عرب وسعوديون من لكنته ولكنتي لم أفهم شيئاً معيناً فلقد كان الإنسان جاهلاً على مايبدو, وكبيراً في السن من صوته.
قلت له : أين أنت؟ فبدأ يقول لي أرقاماً ودقائق فلكية ... 400 كيلو وخمس دقائق ووو إلخ!
لم أفهم منه شيئاً إلا تلك الكلمات التي تزلزل القلب
فقال لي بلغتة الغريبة : هي عندك.
قلت: من؟
قال: "المره".
قلت: نعم.
فقال: أهي جميلة بالعامية( حلوة ولا ماأجي) أوصف لي شكلها بشوف وش اسوي
قلت له: ألا تستحي ياسافل!! أحسست أنه مجنون أو ناقص أو به عله
كنت غاضباً ولقد تصرفت بشكل هستيري .
حيث كان يقول كلاماً بذيئاً عنها وعن من سبق وأخذ يهذي بكلام غير مفهوم عن من أقلهم من المطار تبعاً لذاك المستشفى.
نظرت إليها وأنا غاضب وحزين .... لإن مثل هؤولاء يأتون بطمأنينة ينشدون الأمان كما نحن عندما نسافر فيتفاجأ بأناس طامعين ليس للمال فالأمر هين ولكن لأشياء أعظم يعتل عند ذكرها الصحيح.
قلت لها بسرعة: هل لي بأي أوراق تدلني على المكان لنأخذ لكي أجرة المطار.
فأعطتني أوراق أحد المستشفيات الأهلية الكبيرة ولكنه كان عقد عمل لم يوضح فيه مكان السكن. وأشرت عليها بالذهاب للمستشفى وأعطيتها الإسم باللغة العربية وذهبت ولا أعلم ماجرى لها ولكنني لم أخبرها بأطماع ذلك الخبيث.
كانت رحلتي في الساعة الرابعة وكان أمامي جمارك وبعض التعقديات الكلاسيكية ولذلك لم أنتظر لأرى ذلك الإنسان المسخ!
تخيلت إحدى أخواتي أو قريباتي أي فتاة إضطرت لتسافر خارج الديار لدراسة أو علة أ ماشابه وحكمت الظروف أن تكون وحيدة فيقابلها هكذا أمر جلل!
ذلك كان عنوان مطارنا العزيز بكامل جوانبة وأعلم أن الإيجاب يغلب في نواحي كثيرة ولكن حسبي مارأيت.
أصلح الله الجميع.
المطار بنظري المتواضع عنوان للبلد من كافة النواحي.
دينياً وإجتماعياً وسياسياً وإقتصادياً.
وبما أنني من عشاق المطارات ليس لحب السفر ولكن لإنني أستطيع إستنباط الكثير من المطار نفسه فأنا أشقى من ركوب الطائرة (وذلك سرٌ بيننا) :)
قبل شهرين كنت في مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الأنيقة الرياض وكانت الساعة تقارب الواحدة
المطار مكتظ بالزوار التائهين, شلل الحركة يكاد يعم المكان , بالكاد وبعد عدة أخطاء تنسيقية وصلت لإدخال عفشي .
بعد ذلك نزلت لبهو المطار الذي كانت لافتات " لا للتدخين تزين جنباته" وما زاد المنظر جمالاً هو معانقة تلك اللوحات الإرشادية للداخن المتطاير من تلك الأفواه اللبقة.
عند إقترابي من بنك الراجحي والذي يقدم خدماته هناك, قال صديقي أريد أن أشحن هاتفي الخاص.
فضحكت بشراهه!
لإنني تذكرت حادثةً حصلت لي قبل سنتين في هذا المطار الأنيق حيث جلت في جنباته ساعتين محاولاً بشق النفس أن أجد منفذاً يعمل!
والأدهى والأمر حتى وإن وجدت منفذاً كهربائياً يعمل فكل المخارج (أميريكية) فقط أي أنها لاتطابق "الأفياش" الخاصة بنا بما أننا نستخدم المنفذ (الأوربي). وهنا نقطة تساؤول. ألا يعلم المراقب بهذا عند تسليم المطار!!؟
حللتها بالقفز على أحد كابينات محلات التأجير المغبرة كالسارق رغبةً بأن أحرر شاشة جوالي من ظلامها الدامس كما هو بهو هذا المطار المظلم بنمط آخر.
عدت للحظة الحالية وقلت لصديقي خطتي السابقة واتجهنا لتلك الكبائن التي لازالت على حلتها الجميلة.
كل هذا (كوم والجاي كوم ثاني)
توقفت هناك أنتظر صديقي وهو "يتنطط" كالسارق محاولاً أن يحصل على الطاقة في بلد الطاقة.
وبينما هو في سجال سمعت صوتاً يناديني بلغة إنجليزية حائرة.
يقول: هل تعرف اللغة الإنجليزية.
إلتفت لأرى ذلك الوجه الشرق آسيوي " االحزين" بعيونه الضيقة المتسائلة : هل من معين؟
قلت لها : ماذا تريدين؟
قالت: أنا لا أجيد العربية وللتو وصلت من الفلبين وأنتظر أحداً ليقلني لسكني المقصود عند المستشفى حيث أنني أعمل ممرضة والشخص الذي أنتظره قمت بالتنسيق مسبقاً مع مسؤول في المكان الذي أعمل فيه وقال إنه سوف يأتي في الساعة الثانية صباحاً.
وحينها كانت الساعة تقارب الثانية والنصف.
كان الضجيج يملاً المكان بعديد من الوافيدن الذي يتحدثون ويتكلمون ونغمات الجوالات تهدر والعالم في جلبة عجيبة بدون أدنى مراعاة لثقافة الهدوء.
وكنت حينها أتسائل في ذهني وأنا أنظر شاخصاً لإمكاناتنا الكبيرة.
أين مركز المساعدة الذي من المفترض أن يكون ظاهراً, information, help, أي شيء , حتى رمز التعجب ! لم أجده أو علامة إستفهام "؟".
قلت لها: مالمطلوب مني.
قالت: هذا هو السائق حادثته مراراً وتكراراً ولكنه لايفهمني ولا أفهمه.
قلت: ناوليني إياه.
تحدثت معه وبصراحة وأنا وهو عرب وسعوديون من لكنته ولكنتي لم أفهم شيئاً معيناً فلقد كان الإنسان جاهلاً على مايبدو, وكبيراً في السن من صوته.
قلت له : أين أنت؟ فبدأ يقول لي أرقاماً ودقائق فلكية ... 400 كيلو وخمس دقائق ووو إلخ!
لم أفهم منه شيئاً إلا تلك الكلمات التي تزلزل القلب
فقال لي بلغتة الغريبة : هي عندك.
قلت: من؟
قال: "المره".
قلت: نعم.
فقال: أهي جميلة بالعامية( حلوة ولا ماأجي) أوصف لي شكلها بشوف وش اسوي
قلت له: ألا تستحي ياسافل!! أحسست أنه مجنون أو ناقص أو به عله
كنت غاضباً ولقد تصرفت بشكل هستيري .
حيث كان يقول كلاماً بذيئاً عنها وعن من سبق وأخذ يهذي بكلام غير مفهوم عن من أقلهم من المطار تبعاً لذاك المستشفى.
نظرت إليها وأنا غاضب وحزين .... لإن مثل هؤولاء يأتون بطمأنينة ينشدون الأمان كما نحن عندما نسافر فيتفاجأ بأناس طامعين ليس للمال فالأمر هين ولكن لأشياء أعظم يعتل عند ذكرها الصحيح.
قلت لها بسرعة: هل لي بأي أوراق تدلني على المكان لنأخذ لكي أجرة المطار.
فأعطتني أوراق أحد المستشفيات الأهلية الكبيرة ولكنه كان عقد عمل لم يوضح فيه مكان السكن. وأشرت عليها بالذهاب للمستشفى وأعطيتها الإسم باللغة العربية وذهبت ولا أعلم ماجرى لها ولكنني لم أخبرها بأطماع ذلك الخبيث.
كانت رحلتي في الساعة الرابعة وكان أمامي جمارك وبعض التعقديات الكلاسيكية ولذلك لم أنتظر لأرى ذلك الإنسان المسخ!
تخيلت إحدى أخواتي أو قريباتي أي فتاة إضطرت لتسافر خارج الديار لدراسة أو علة أ ماشابه وحكمت الظروف أن تكون وحيدة فيقابلها هكذا أمر جلل!
ذلك كان عنوان مطارنا العزيز بكامل جوانبة وأعلم أن الإيجاب يغلب في نواحي كثيرة ولكن حسبي مارأيت.
أصلح الله الجميع.