ابو محمد السليمي
15-09-10, 08:29 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين قال في كتابه العزيز (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
والصلاة والسلام على من قال للشباب (يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) فاللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد :-
إخوة الإيمان : إن المتأمل في واقع المجتمعات الإسلامية اليوم يرى مخالفات شرعية يجب التنبيه عليها .
فإن الشريعة الإسلامية جاءت بما يضمن للناس حياة سعيدة بأذن الله .
قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ).
عباد الله : إن الشريعة قد أمرت بإصلاح ذات البين فقال الله تعالى : (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما ) وقال تعالى : (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) وقال تعالى : (أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير) قال الله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما )
قال ابن كثير في تفسيره : اتقوا الله في أموركم وأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا ولا تخاصموا ولا تشاجروا فما آتاكم الله من الهدى والعلم خير مما تختصمون بسببه .
من خلال هذه الآيات نخاطب أصحاب العقول النيرة والضمائر الحية بالنظر في تكاليف الأفراح التي أثقلت كاهل المتزوجين بالديون ،
وأنتم تعلمون أن إشغال الذمم في الديون سبب من أسباب الانهيار الاقتصادي .
وأن الدين مذموم إلا لحاجة ماسة تُلم بالإنسان .
أما ما يصرف على حفلات الزواج من الإسراف في المأكولات والمشروبات و الملبوسات و جلب المغنين و المغنيات ، وحجز قصور الافراح في مبالغ طائلة فإن هذا لا ينبغي .
ولو فرضنا أن عندنا 70 شاباً سيتزوج ستون منهم بالدين فكل واحد منهم استدان 40 ألف فكم يكون ناتج الدين سيساوي اثنان مليون واربعمائة ألف . فما بالكم إذا كان العدد يصل إلى مئات الشباب فلو قلنا أن خمسمائة شاب استدان كل واحد منهم سبعون ألف فكم الناتج (35000000)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل رأيتم كيف تفعل الديون من أجل المباهاة و مجارات القادرين . وأضف إلى ذلك الإسراف و السهر إلى ساعات متأخرة من الليل .
عباد الله : إن السنة المستحبة إذا كان الآتيان بها يجلب ضرر فإن تركها أولى .
فإذا كانت عادة الحفلات تجلب ضرر للمجتمع فتركها من باب أولى . للقواعد الفقهية الكبرى (الضرر يزال) . و (المشقة تجلب التيسير) . و(درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) .
وجاء الحديث عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى ] متفق عليه.
وإن تسهيل أمور الزواج وتخفيف التكاليف تسهل على الشباب الأقدام على الزواج وتقلل من العنوسة في المجتمع.
عباد الله : فإن من العلاج لهذه الظاهرة :
أولاً : أن تتظافر الجهود على تخفيف تكاليف الزواج . والعدول عن قصور الأفراح والفنادق .
ثانياً : حث الجميع على إقامة الزواجات الجماعية .
ثالثاً : الاختصار بالدعوة على أقارب الزوجين فقط .
رابعاً : أن ينشر بين الشباب و الفتيات أن هذه الحفلات بهذا الشكل لست بواجبة ولا حتى مستحبه وأن المقصود من حفلة الزواج الدعاء للعروسين بالبركة .
خامساً : أن وليمة العرس كل ما كانت يسيرة وبدون تكاليف ادعاء للبركة .
سادساً : أن الدعوة جميع الأقارب والأصدقاء ليس واجبة وإنما يكتفى بالأعمام و الجيران و بدون شطط على من لم يكن القريب .
سابعاً : إن التكلف الزاد بالدعوة الناس والاستدانة من أجل ذلك فيه نظر . و لها عواقب وآثار على الحياة الزوجية إذا كانت مبنية على الدين .
ثامناً : أن الواجب دفعه المهر المسمى فقط في عقد النكاح و ما عدا ذلك مبني على اليسر و الإحسان .
كتبه / غازي بن محمد السليمي
الحمد لله رب العالمين قال في كتابه العزيز (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
والصلاة والسلام على من قال للشباب (يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) فاللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد :-
إخوة الإيمان : إن المتأمل في واقع المجتمعات الإسلامية اليوم يرى مخالفات شرعية يجب التنبيه عليها .
فإن الشريعة الإسلامية جاءت بما يضمن للناس حياة سعيدة بأذن الله .
قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ).
عباد الله : إن الشريعة قد أمرت بإصلاح ذات البين فقال الله تعالى : (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما ) وقال تعالى : (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) وقال تعالى : (أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير) قال الله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما )
قال ابن كثير في تفسيره : اتقوا الله في أموركم وأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا ولا تخاصموا ولا تشاجروا فما آتاكم الله من الهدى والعلم خير مما تختصمون بسببه .
من خلال هذه الآيات نخاطب أصحاب العقول النيرة والضمائر الحية بالنظر في تكاليف الأفراح التي أثقلت كاهل المتزوجين بالديون ،
وأنتم تعلمون أن إشغال الذمم في الديون سبب من أسباب الانهيار الاقتصادي .
وأن الدين مذموم إلا لحاجة ماسة تُلم بالإنسان .
أما ما يصرف على حفلات الزواج من الإسراف في المأكولات والمشروبات و الملبوسات و جلب المغنين و المغنيات ، وحجز قصور الافراح في مبالغ طائلة فإن هذا لا ينبغي .
ولو فرضنا أن عندنا 70 شاباً سيتزوج ستون منهم بالدين فكل واحد منهم استدان 40 ألف فكم يكون ناتج الدين سيساوي اثنان مليون واربعمائة ألف . فما بالكم إذا كان العدد يصل إلى مئات الشباب فلو قلنا أن خمسمائة شاب استدان كل واحد منهم سبعون ألف فكم الناتج (35000000)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل رأيتم كيف تفعل الديون من أجل المباهاة و مجارات القادرين . وأضف إلى ذلك الإسراف و السهر إلى ساعات متأخرة من الليل .
عباد الله : إن السنة المستحبة إذا كان الآتيان بها يجلب ضرر فإن تركها أولى .
فإذا كانت عادة الحفلات تجلب ضرر للمجتمع فتركها من باب أولى . للقواعد الفقهية الكبرى (الضرر يزال) . و (المشقة تجلب التيسير) . و(درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) .
وجاء الحديث عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى ] متفق عليه.
وإن تسهيل أمور الزواج وتخفيف التكاليف تسهل على الشباب الأقدام على الزواج وتقلل من العنوسة في المجتمع.
عباد الله : فإن من العلاج لهذه الظاهرة :
أولاً : أن تتظافر الجهود على تخفيف تكاليف الزواج . والعدول عن قصور الأفراح والفنادق .
ثانياً : حث الجميع على إقامة الزواجات الجماعية .
ثالثاً : الاختصار بالدعوة على أقارب الزوجين فقط .
رابعاً : أن ينشر بين الشباب و الفتيات أن هذه الحفلات بهذا الشكل لست بواجبة ولا حتى مستحبه وأن المقصود من حفلة الزواج الدعاء للعروسين بالبركة .
خامساً : أن وليمة العرس كل ما كانت يسيرة وبدون تكاليف ادعاء للبركة .
سادساً : أن الدعوة جميع الأقارب والأصدقاء ليس واجبة وإنما يكتفى بالأعمام و الجيران و بدون شطط على من لم يكن القريب .
سابعاً : إن التكلف الزاد بالدعوة الناس والاستدانة من أجل ذلك فيه نظر . و لها عواقب وآثار على الحياة الزوجية إذا كانت مبنية على الدين .
ثامناً : أن الواجب دفعه المهر المسمى فقط في عقد النكاح و ما عدا ذلك مبني على اليسر و الإحسان .
كتبه / غازي بن محمد السليمي