المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أتسقط دمعة يتيم\


بنت عز وما تنهز
16-08-10, 12:36 am
"أتسقط دمعة يتيم؟!"

على قارعة طريق
تحت جدار عتيق
طفل غريق..
يده الصغيرة ترجف
والأخرى تنزف
ورجفة قهر
وزخّات المطر
بل...
دموع تنهمر
ألم تفجّر
أمل تكسّر
تبعثر
تبخّر
تبخّر

نبضات منهكة
قلبٌ شريد
ودماء تأبى السكون
تكاد أن تقطّع حبل الوريد
غابت الشمس شاحبة
بين أحضان الجبال
تحمل ألف سؤال
اسودّت السماء
رحل الضياء
هز صمتها هزيم الرعد
تساقط الورد
تناثر العقد
وشهيق عميق
كالجزر والمد
وأنفاس تتنهّد..

خَطّ َعلى الرمال
خطوطاً مهزوزة
ودموعه... شلال
تحجب عن عينيه بصيص النور..
كتب..
"رحل"...بحجم كبير..كـ حزنه
رسم..
" ألم"... بحجم ما يعانيه..
بحر هائج وسفينة بلا ربان
تكاد تختفي بين أمواج الزمان
ورياح الأمس
تهذي بهمس
حروف قصة الغريق

وبشغف .. دنوت منه
أنظر إلى لوحته..
لم تكتمل
رغم بقايا الأمل
وأصابعه الصغيرة تنثر حبات الرمل
لتذروها الرياح.. كغيرها..
فتعيد له أمنيته اليتيمة
ويتذكّر..
كالملح
ينكأ الجرح
فلا يندمل..

جلست أمامه..
مسكت يده..
ويدي الأخرى على رأسه..
أسأله
صغيري.. مابك؟
من سرق براءة طفولتك..؟
وشوّه جمال ابتسامتك؟

فجاءني صوته مرتجفاً
ممزوجاً بشهيق أنفاسه
وسيل دموعه
قال لي..
قلبي غض طريّ
يشتهي عيش هنيّ
كغيري من الأطفال
اشتقتُ لحضنٍ دافئ..
لذلك الذي شد الرِحال..
قلبه الحاني..
ويده التي تزيل الآلام..
أمنيتي يتيمة كأنا..
ليس لدي الكثير من الآمال
أما سمعت قصتي..
إنه الحنون أبي..
رحل
هجر
وما سأل

مصابك جلل يا قرة المقل
أبوك لِما رحل؟!

إليك قصتي
فتحت عيني يوماً
وجدته يشكي سقماً..
مسكت يده.. ولم يمسكها..
سقطَت على سريرة الأبيض..
انقطع صوت أنفاسه..
فزعت
هرعت
إلى حضن أمي
سألتها..
لما بارد جسد أبي؟!
أخبرتني أنه برأ من سقمه
وارتاح من ألمه
قلت.. ولكنه لا يجيب عليَ
ولا يمسك يديّ
أمي
أرحل أبي؟!
أتاني الجواب سريعاً
دموع انهمرت.. من عينيّ أمي..
صرت كالغرقى
أبحث عن رمق الحياة بين أكفان الموتى..
رحل..
أبي ذاك الحنون..
رحل وتركني
فيا ليته .. أخذني..

وعشتُ بعد أبي شريد
لم أعد ذاك الوليد
صرت يتيم
أتدري ما اليتيم؟
إنه ورقة بلا غصن
مسافر بلا وطن
جرحُ ألم..
قصة عنوانها أين أبي..
ورواية بطلها يظهر ويختفي..
بل كـ ليل سرمدي
ليس بعده صبح لينجلي
إنه قلب دون نبض
يحنو لضمة تعيد له الحياة..
وتسكن الحنين
وقبلة حنان على الجبين
إنه كنزف دماء الجرحى
وعزف أنفاس العطشى
بل كدموع ذوي القتلى
وأقسى

لم أدرِ ما أقول
خرجت حروفي متخبطة
لمّا رأيت في عينيه الذبول

صغيري .. يكفي
فقد أوجعتَ قلبي..

أمِن أحد يكفل اليتيم؟
ويحضن قلبه السقيم
فربما يسكن النهيم
صوت السماء فوقنا
ووصية الرسول لنا
تنادي كافلاً كأننا
موتى قلوب.. صرنا
أتسقط دمعة يتيم ها هنا؟!
من يضم قلب الصبي
ويلملم شتاته
وينتشله من هناك..
من بين أمواج دموعه..

هناك..
تحت جدار عتيق
على قارعة الطريق
يتيم غريق..

عادل الحبيتر
17-08-10, 01:07 am
كلمات مؤثره جدا
وأعجبتني الكلمات
الف شكر لك

نــف نــف
17-08-10, 04:12 am
جميلــه تلــك آلخــآطره ,’

صح ذوقــك ,’