اللورد حمود
09-08-10, 12:42 pm
عندما تحاول ان تكتب شئ و انت تنوي ان ترفق مع كتابتك مقالا لكاتب عملاق سيصبح مقالك بالضبط كشخصين صديقين دخلا مكانا عاما و احدهما شخص مشهور فماذا تظن ان يحدث ..!!
ستهتم الجموع بالشخص المشهور وتلتف حوله إلى ان تفرق بينه و بين صاحبه الذي دخل معه بالبداية متماسكي الايدي ( وهذا هو المقصود هنا )
،،،
لست بذلك الرجل الكبير لكي احكي لكم عن رمضان زمان و لكن ذهبت بمخيليتي لذلك الزمان الذي لا يعرف تلفازا و لا اي فون ولا دوري زين و لا بلاك بيري ( الله يعين على عزازيل).،
ذلك الزمان الذي لم تصدر فيه فتاوي جديدة ( اذا احسست بالعطش الشديد يجوز لك ان تفطر ) لانه وبكل بساطة كانت منهم تنبع الشدة الجميلة و المفقودة في زماننا الذي لفه الضعف و الهوان .،
لكم ان تتخيلوا لحظة الافطار في ذلك الزمان بعد الجهد و التعب و طعم لحظة الافطار في ايامنا هذه فتجد الشخص هنا يفطر بعد الاذان بعشر دقائق لانه كان نائما طوال النهار .،
هي دعوة لفتح المخيلة لرمضان زمان وكيف كان و كيف اليوم اصبح .....
،،،
أما صاحبي المشهور الذي اشرت اليه في بداية الموضوع فهو مقال لغازي القصيبي شفاه الله " مقال جدا جميل " قرائته بالصدفة عندما كنت انتظر دوري قبل عدة شهور في احد عيادات الاسنان و بحثت عنه في النت حتى وجدت نسخه منه فوجدتها فرصه مناسبة في هذا التوقيت لقرب رمضان :
رمضان .. وداعاً !
غريبٌ أن تودّع ضيفاً قبل وصوله. إلا أن هذا الضيف الغالي "رمضان" رحل عنا منذ زمن أحسبه يعود إلى فترة الطفرة الأولى، وحل محله رمضان آخر بملامح نعرف أقلّها وننكر معظمها.
رمضان القديم لم يكن "أولمبياد" طعام يتضاعف فيه استهلاك المواد الغذائية عدة أضعاف. ولم يكن موسم تلفزيون يجمد أمامه - كالخُشب المسندة - النساء والرجال والكبار والصغار. ولم يكن يأتي وفي صحبته مسلسلات لها أول وليس لها آخر، وليس في واحد منها شيء عن تزكية النفس أو تنقية الروح. لم يكن مسابقة في الفتوى بين المفتين، ولا في الجمال بين المذيعات، ولا في الذكاء بين المحللين السياسيين. لم يكن مدرسة للعادات السيئة يتعلم فيها الصغار الطعام المتصل، والعبث المتصل، والسهر المتصل.
في رمضان القديم كان الطلاب يذهبون إلى مدارسهم كالمعتاد. وكان الموظفون يمارسون عملهم كالمعتاد.
أما في رمضان الجديد فقد أصبحت دراسة الأطفال عقوبة جسدية ومعنوية قاسية لا مبرر لها، أما دوام الموظفين فقد تحول إلى "وصلة" نوم وخمول استجماماً من سهر الليلة السابقة واستعداداً "لملاحم" الليلة القادمة.
أي هدف من أهداف الصيام الربانية يتحقق في رمضان الجديد؟ أي "تقوى" يمكن أن يحس بها شخص يلهث متلمظاً من حسناء في مسلسل إلى حسناء في مسلسل؟ أي شعور بمعاناة الفقير يحس بها صائم يأكل في ليلة واحدة ما يكفي قريةً أفريقية بأكملها؟ أي صحة يمكن أن تجيء من التهام واثب لأطعمة تقود إلى مختلف أنواع المرض؟
أي روحانية يمكن أن يحس بها الصائم في شهر يجسد المادية الطاغية بدءاً بالإعلانات وانتهاء بجوائز المسابقات؟
الحق أقول لكم، أنا، ولا أدري عنكم، أحن إلى رمضاني القديم.. كثيراً.. كثيراً..
ستهتم الجموع بالشخص المشهور وتلتف حوله إلى ان تفرق بينه و بين صاحبه الذي دخل معه بالبداية متماسكي الايدي ( وهذا هو المقصود هنا )
،،،
لست بذلك الرجل الكبير لكي احكي لكم عن رمضان زمان و لكن ذهبت بمخيليتي لذلك الزمان الذي لا يعرف تلفازا و لا اي فون ولا دوري زين و لا بلاك بيري ( الله يعين على عزازيل).،
ذلك الزمان الذي لم تصدر فيه فتاوي جديدة ( اذا احسست بالعطش الشديد يجوز لك ان تفطر ) لانه وبكل بساطة كانت منهم تنبع الشدة الجميلة و المفقودة في زماننا الذي لفه الضعف و الهوان .،
لكم ان تتخيلوا لحظة الافطار في ذلك الزمان بعد الجهد و التعب و طعم لحظة الافطار في ايامنا هذه فتجد الشخص هنا يفطر بعد الاذان بعشر دقائق لانه كان نائما طوال النهار .،
هي دعوة لفتح المخيلة لرمضان زمان وكيف كان و كيف اليوم اصبح .....
،،،
أما صاحبي المشهور الذي اشرت اليه في بداية الموضوع فهو مقال لغازي القصيبي شفاه الله " مقال جدا جميل " قرائته بالصدفة عندما كنت انتظر دوري قبل عدة شهور في احد عيادات الاسنان و بحثت عنه في النت حتى وجدت نسخه منه فوجدتها فرصه مناسبة في هذا التوقيت لقرب رمضان :
رمضان .. وداعاً !
غريبٌ أن تودّع ضيفاً قبل وصوله. إلا أن هذا الضيف الغالي "رمضان" رحل عنا منذ زمن أحسبه يعود إلى فترة الطفرة الأولى، وحل محله رمضان آخر بملامح نعرف أقلّها وننكر معظمها.
رمضان القديم لم يكن "أولمبياد" طعام يتضاعف فيه استهلاك المواد الغذائية عدة أضعاف. ولم يكن موسم تلفزيون يجمد أمامه - كالخُشب المسندة - النساء والرجال والكبار والصغار. ولم يكن يأتي وفي صحبته مسلسلات لها أول وليس لها آخر، وليس في واحد منها شيء عن تزكية النفس أو تنقية الروح. لم يكن مسابقة في الفتوى بين المفتين، ولا في الجمال بين المذيعات، ولا في الذكاء بين المحللين السياسيين. لم يكن مدرسة للعادات السيئة يتعلم فيها الصغار الطعام المتصل، والعبث المتصل، والسهر المتصل.
في رمضان القديم كان الطلاب يذهبون إلى مدارسهم كالمعتاد. وكان الموظفون يمارسون عملهم كالمعتاد.
أما في رمضان الجديد فقد أصبحت دراسة الأطفال عقوبة جسدية ومعنوية قاسية لا مبرر لها، أما دوام الموظفين فقد تحول إلى "وصلة" نوم وخمول استجماماً من سهر الليلة السابقة واستعداداً "لملاحم" الليلة القادمة.
أي هدف من أهداف الصيام الربانية يتحقق في رمضان الجديد؟ أي "تقوى" يمكن أن يحس بها شخص يلهث متلمظاً من حسناء في مسلسل إلى حسناء في مسلسل؟ أي شعور بمعاناة الفقير يحس بها صائم يأكل في ليلة واحدة ما يكفي قريةً أفريقية بأكملها؟ أي صحة يمكن أن تجيء من التهام واثب لأطعمة تقود إلى مختلف أنواع المرض؟
أي روحانية يمكن أن يحس بها الصائم في شهر يجسد المادية الطاغية بدءاً بالإعلانات وانتهاء بجوائز المسابقات؟
الحق أقول لكم، أنا، ولا أدري عنكم، أحن إلى رمضاني القديم.. كثيراً.. كثيراً..