مشاهدة النسخة كاملة : الأغنية السودانية، قصصٌ وأحاسيس
ابو زينـب
29-07-10, 12:45 am
أشعرُ بإنحيازٍ عميقٍ للغناء السوداني،أنحازُ للمفردات الخاصة التي يزخرُ بها الغناء السوداني الأصيل، وكذلك للألحان الرائعة التي تُعبِّر عني وجدانياً وثقافياً كسوداني أحملُ هويةً هيَّ الأكثرُ تميزاً وتفردا.
هنا، سأحاولُ أخذكم في رحلةٍ ما بعضِ الأغنياتِ التي أخذت مكانها في وجداني وربما في وجدان طائفة كبيرة من أبناء السودان، سأتطرقُ لبعض القصص التي صاحبت كتابة وتلحين تلك الأغاني- مما أختزنته الذاكرة- وسأحكي كذلك عن أحاسيسي التي تتفجر ساعة استماعي لهذه الأغاني، فأرجو أن تجدوا في هذا وذاكَ متعةً وفائدة وجمالا.
ودي لكم جميعا
ابو زينـب
29-07-10, 12:47 am
أحمد الجابري، صوتٌ مملؤٌ بالشجنِ والحنين، وحنجرةٌ قال عنها الروائي السوداني الكبير محمود محمد مدني " حنجرة الجابري زي البسطونة " وهي عصا الخيزران التي تكون مرنة وقوية، ولعمري أنَّه تشبيه بليغ، فكذلك كان صوت الجابري، قوياً ومَرِناً ومسكوناً بالشجن. لقاءهُ مع الشاعر الضخم سيف الدين الدسوقي أهدى الغناء السوداني واحدة من أجملِ وأرَّق الأغنيات هيَّ أغنية:
رسالة
ويستهلُّها الجابري ، بعد المقدمة الموسيقية الرائعة بسؤالٍ استنكاري نجح الدسوقي في رَّصِ عباراته " مافي حتى رسالة واحدة؟ " ثمَّ ينسكب الشجنَ والحبَّ والوجد في أغنيةٍ جعلت - ولا زالت - دموع الكثيرين تجري . ولعلَّ كل مَن استمع لهذه الأغنية غالب دموعه حينما تبكي الكمنجات ويبكي معها صوت الجابري:
لمَّا آخر مرَّة شفتك قبلِ ما أودع وأسافر ..
كنت حاسس إني خايف وإني متردد وحاير
داير اتصبر أمامك داير أضحك وماني قادر !!!!
يا إلهي!!! كيفَ هوَ الحالُ عندما نحاولُ الضحكَ في لحظاتِ البكاء ؟!!
ستبقى هذه الأغنية حيَّة في وجدان عشاق الأغاني السودانية، لأنَّها مترابطة الأجزاء، كلمة ولحن وأداء. رحم الله أحمد الجابري فقد كانَ فناناً عظيماً وإنساناً نقياً،بقلبٍ كقلوب الأطفال وأطال الله عمر شاعرنا سيف الدين الدسوقي.
مافى حتى رسالة واحدة؟ بيها أتصبَّر شوية ؟؟
والوعد بيناتنا انك كل يوم تكتب إلىَّ
هل يجوز والغربة حارة بالخطاب تبخل علىّ؟
لما آخر مرة شفتك قبل ما أودع وأغادر
كنت حاسس أنى خائف إنى متردد وحاير
داير أتصبر أمامك داير أضحك ومانى قادر
بس دموعك لما فاضت ضيعت صبرى الشوية
وصحت موعدنا الرسايل..
وين رسايلك وين كتاباتك الىّ
وصرت بعدك يا حبيبى ذرة فى بحر الزمن
بعت للآلام مواهبى بعتها بأبخس تمن
وحشة ما بتعرف رسايل..
وغربة عن أرض الوطن
بس أمل واحد بعيشه لو رسالة تصل إلىَّ
بيها أطمن عليكم..
مُش حرام تبخل عليَّ؟؟
ابو زينـب
29-07-10, 12:48 am
في محاضرة ألقاها الأستاذ عوض بابكر بجامعة أم درمان الأهلية حكى هذه القصة عن الشاعر الضخم ورائد الحقيبة ود الرضي :
تقول الرواية ، أنَّ ود الرضي عندما كتبَ أغنية أنا في التمني، اتهمه بعض خصومه بالفسوق، أو الصعلكة، وذلك في قوله:
أقيس الفم بودعة وألقى الودع واسع
وقد سأله الناس أين رأى فم تلك البنت؟؟ فقد كانت البنات في ذلك الوقت تتبلَّم أو تغطي وجوهها بما يشبه النقاب، فردَّ عليهم ود الرضي قائلاً :
( أنا ما شفت خشمها والله، لكن لامن قامت ترقص في السباتة، أنا شفت أثر كرعينها في الرملة، وقِديمها متبور ( يعني صغير ومقعر للداخل ) والقَدَم المتبور بتلزمو " يحتاج " لي ساق ملانة، والساق الملانة، بيلزما أرداف ملانة، والأرداف الملانة بيلزما ضهر طويل، والضهر الطويل بتلزمو رقبة طويلة، والرقبة الطويلة بيلزما شعر طويل، والشعر الطويل بيشد النخرة ويصغِّر الخشم)!!!!!!!!
فعجبتُ له من شاعر، ومِن جرَّاح!!
كتب ود الرضي أجمل الأغاني التي تنتمي لمرحلة الحقيبة، لعل أشهرها أحرموني ولاتحرموني، من الأسكلا وحلّا، ست البيت،الاهلية كملت وغيرها الكثير من الأغنيات الجميلة، وفي أغنية أنا في التمني التي يؤديها المرحوم خلق الله حمد، أبدع ودالرضي في الوصف والتصوير ويتجلى ذلك في قوله:
أعاين فيهو وأضحـك .. وأجـري وأجيهـو راجـع
أقيـس الليل بي شعـرو .. ألقـى الفـرق شـاسـع
أقيـس الفـم بودعـة .. الـقـى الــودع واســع
ده مـا بيلقـاهـو زولاً .. زي الصـيـدة نـاجـع
رحم الله ودالرضي وخلف الله حمد بقدر ما قدما للوطن من جمال
عناية بالبشرة
29-07-10, 04:04 am
أهلا بك أخي ابو زينب ..و حياك اللـه في منتداك الجديد
أحببت تنبيهك أخي فقط عن توجهات المنتدى ...
قوانين المنتدى لا تسمح بمثل هذه الاطروحات .
تقديري العميق لك ولمجهودك عزيزي ابو زينب.
ابو زينب
30-07-10, 11:21 pm
اه رجعتنا زمان ياسودان والله يردنا اليها سالمين
vBulletin® v3.8.8 Alpha 1, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba