المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نماذج من المسرح ( همام والبستاني


alfarenci
22-01-03, 04:08 pm
المنظر العام : بستان اشجار في عمق المسرح حوض وردة بدا عليها انها حديثة النمو
يدخل العم خليل البستاني وبيده دلو السقاية …..

العم خليل : قاتل الله الساقي …. كم مرة يجب ان اخبره بأن يبكر في احضار الماء …. الماء نور الحياة ولاقوامة لحياة .. ( بتمعن ) لا لا لاقوامة (يتفكير) لا قوامة لبيت نعم لاقوامة لبيت ولكن ….بيت!! تحجيم اكثر من الازم … هي لاقوامة لدنيا ..افضل ..ولكن الدنيا.. "بالعامية السوداني "( هي زاته الحياة ياخي ) ….نرجع لاولى افضل … ولا قوامة لحياة بدون الماء ….
( بخطاب الشعراء ) الماء يرفع بيتاً لا عماد له … و العطش يهدم بيت العز والشرف
( بسخرية ) قاتل الله الشعراء يعرفون كل شئ ولا يملكون أي شئ …

يدخل همام الساقي : رجل يحمل قربة على ظهره …..وينادي بأهازيج السقاة

الساقي : بالهجة المصريةوبألحان متناسقة
( الميه بتروي العطشان …. وتوسع خلق الزعلان ) السلام عليكم
العم خليل : " بغضب متصنع " لا سلام ولاكلام ياهمام يبن ام همام ……..
الساقي : بالهجة المصرية " ليه كفى الله الشر " ماذا عملت لك ايه الرجل الطيب ؟
العم خليل : اين كنت ؟؟؟ … الاشجار شارفت على الهلاك
همام : سبحان من يغير ولا يتغير …
العم خليل : ماذا تقصد ؟
الساقي : انت من يقول هذا الكلام ؟؟ الم تكن تمنع عنها لماء في السابق ؟.. مالذي غير رأيك وبدأت تناضل من اجل قطرات الماء هذه
العم خليل : اوه ياهمام .. بالعامية ( الدنيا تبي ولاخرة تبي ) …. ثم ان الانسان يخطئ و اعتقد انه سمي انسان لكثرة اخطائه
الساقي : لم افهم ماقلت ..
العم خليل : ومنذ متى و انت تفهم مايقال لك …. رقع القرب و المطارات تفعل في هذا الرأس الافاعيل .. وتتقدم لكل بادرة فطنة فيك فتعالجها بالسمن البلدي الذي تعالج فيه قربك فتزحلقها غير مأسوف عليها ……..بالعامية ( ايامن الصلاح العاجل ) كدت تنسيني سقي وردتي الحبيبة …. اسكب لي قليلا من الماء ..
يسكب الساقي بعض الماء الاصفر
العم خليل : ( مستاء ) لماذا هذا الماء اصفر ؟؟ ..( يتذوقه ) اعوذ بالله حتى الملح لن يكون بملوحة هذا الماء ..
الساقي : بالهجة المصرية ( نق يخويا على اكل عيشك …..على رأْي المثل .. فتحوله باب الدار ام دخل بالحمار …لما خلوه شيخ الغفر ام طرد العمدة )
العم خليل : همام … ماهذا الهراء …. بدأت تهذي كعادتك
الساقي : اهذي ؟‍ بالمصرية ( ميحكومشي ) انا الساقي همام الطنان الرنان سيد الساقين في البلد … سي همام على سن ورمح ..اهذي؟؟‍ ‍انسيت من الذي احظر لك الماء حينما كدت تهلك انت واشباحك التي تسميها اشجاراً ..من علمك ابجديات الشرب ..نسيت ‍؟؟ من و من ومن …
العم خليل (خلال كلام همام ): همام … ياهمام .. لا.. لم انس … (يصرخ) همام
الساقي : بالمصرية ( ايه..! عاوز ايه .. دنا همام و الاجر على الله ).. اتريد ان تتجاهل مساهماتنا في بستانك بهذه البساطة ؟
العم خليل : لا اكاد افتح موضوع هذا لماء الاصفر حتى تفتح لي مولك هذا … يا اخي اعلم انك اول من احظر لي الماء في بستاني واعلم انك اول من سقانيه … وبأن اشباحي التي اسميها اشجاراً هي كذلك ممنونة لك بعد الله في حياتها …خلاص .. اعوذ بالله منك …. انا اذهب لسقي اشجاري افضل من ان اتجادل معك في موضوع صار لك مثل انفاسك التى لا تستغني عنها لكي تستمر حياتك …
يتجه الى الوردة ..ويجثوا عندها
العم خليل : اشربي ياوردة حياتي .. اشربي يانصفي الاخر … ارتوي . لاتقفي عن الشرب حتى ترتوين .. حالكي لايعجبني .. الماء سيساعدك لتكبرين ببراعة … قد اكون منعته عنك في السابق .. لكني اسقيه لك الان … هيا اريد ان ارى هذه لاشواك اوراقاً كالسابق .. حينما كنتي تضلين الجميع ويأتون اليكي يشتمون عطرك من اقاصي الارض … هيا يابنت بغداد .. هيا يابنت اشبيليا وسفوح القوقاز .. ارتوي .. مالك .. احس الوانك لم تعد تشع مثل السابق … اريد من تلك الالوان ان تظهر من جديد .. اين تلك الرائحة التي شممتها يوماً ما . اهو الزمن و اختلافته … ام لعله لماء .. نعم الماء هو السبب قاتلك الله من ساقي فهذا اشبه بالشاهي
اهه ياوردتي .. اهه ياعزيزتي ……..
الساقي : لا علاقة بالماء في كل هذا ……. الماء جزء صغير في عملية النمو والتربية

اظلام واصوات رعود
العم خليل : من اطفاء الانوار … ما هذا الصوت الغريب .. وردتي الحبيبة سأحميك من كل الشرور وستكبرين على عيني .. لن ادع لاحد فرصة بأن يغير من رائحتك النفاذة ….. ارتوي ياوردتي الغالية ….
يسقط ارضاً وتضاء الانوار من جديد
الساقي واقف ومعه جرار الماء ولكنه بشكل مختلف .. نصف شنب كبير وملابس نصف سوداء والنصف الاخر بيضاء
العم خليل : مالذي حصل ؟؟ اين انا .. وردتي اين وردتي
الساقي : بالهجة الشامية ( سلامات يابو الخل )
العم خليل : ابو الخل ؟؟ من انت .. ماذا تريد
الساقي : ( شو ماعرفتني ؟‍؟‍) هل احتاج لاعلمك من الذي سقاك لماء ومن الذي...
العم خليل : كف كف عرفتك من موالك .. ولكنك بوجه غير الذي لقيتني به في السابق
الساقي : الدنيا تبي و الاخره تبي يبو الشباب
العم خليل : لم يكن هذا منطقك في السابق … اصبحت تشبهني الى حداً كبير .. وتتكلم بلساني .." بالمصرية" ( منطق الجنينة لبق عليك اوي )
الساقي : يفجر ضحكة مدوية …. وقد اصبحت تتكلم بلساني ياخوخه
العم خليل : خوخه .. العم خليل يصبح خوخة بهذه البساطة
الساقي : الم تقل ان منطق الفلاحين اخذا مني مأخذه ….أيه زعلان؟؟ عشان خوخه يعني؟ .. خلاص ولا تزعل ياعم .. بطيخه وعلى السكين كمان
العم خليل : كف .. كل شي فيك تغير.. الا منطق الهذرولوجيا … انت تهذي في جميع الاحوال ..
الساقي ( يقفز على العم خليل بغضب ) كم اكره هذه الكلمة … ان نطقت بها مرة اخرى سأسحقك ايه البستاني الحقير ..السقاة لا يهذون .. السقاة يفكرون السقاة يخططون .. السقاة اعلم منك بشؤون حياتك … تنس دائماً اننا اول من سقاك الماء وعلمك ابجديات الشرب ونحن من ابعدنا يديك القذرتين عن تلك الوردة المسكينة حينما ارت قطفها في زهرة شبابها ولان استمريت على هذه الكلمة لاسقينك السم بدل الماء
يظهر صوت من الكواليس ( ARE YOU CREZY ) تريد ان تفتك بكل شي وتنسف ما خططنا له بهذه البساطة
الساقي متظاهراً بأنه هو الوحيد الذي يسمع هذا الكلام
الساقي : لقد اثار حنقي
الصوت من جديد : انت بنسبة له ساقي .. معمر .. مصلح .. وبلفة حماقة تريد ان تقتلب الى قاتل مفسد .؟؟
الساقي ( مقتنعاً ) استغفر الله العظيم ..
الهم خليل : بالعامية السورية ( شو بدك تقتلني يازلمه )
الساقي : العفو ياعم خليل ….. لقد اثرت حنقي عليك …. انا اريد ان امد يد العون اليك و انت تقطعها في كل مرة
العم خليل : يد العون ؟؟
الساقي ( متظاهراً بالامبالاة )نعم خير تعمل شر تلقى ( ثم مهب اول مرة ) انسيت من علمك ابج..
العم خليل : اعلم و الله اعلم .. ارجوك اعلم .. اتوسل اليك اعلم
الساقي : حسناً حسناً على كل حال انا راحل (ويحمل اغراضه )
العم خليل : ترحل ؟؟
الساقي : نعم … فقد عرضت عليك المساعدة لكي ارجع تلك الوردة الى سابق عهدها … لكنك رفضت .. اذن ارحل
العم خليل ( متذكراً ) : وردتي … حبيبتي … ارجوك هل تعرف السر ؟
الساقي : هل اعيد عليك ذلك الموال ؟؟ هل اذكرك بأنا اول
يمسك العم خليل بفمه ولكن الساقي يستمر في تحريك يديه بمعنا الكلام المقصود
العم خليل : فقط اعلمني ارجوك ماهو السر بأن ترجع وردتي لسابق عهدها ؟
ويستمر ناسيأ بن يده على فم الساقي
العم خليل : هي اخبرني ارجوك … اتوسل اليك
الساقي مشيراً الى يده
العم خليل : اوه اسف … يبعد يده .. هي تكلم
الساقي : ملتقطاً انفاسه .. كنت اريد ان انقلها من هذا الجو التقليدي الى البستان الكبير .. الى حيث التجديد و التحديث .. الماء الزلال و المزروعات لاخرى تعيش دون تفريق ..
العم خليل : ولكنك نسيت بأننا اعطينا عهداً بأ ن تتربا على اعيننا
الساقي : اذن .. انت لا تريد مصلحتها … عيب عليك يارجل .. الا ترى الفساد يحيق بها ويفتك بها كل يوم ..الروتين و الماء الاصفر يكاد يسقط اوراقها ..بالمصرية ( دى حتى يبق حرام يااخي )..
العم خليل ( مقتنعاً ) لعلها تغفر لي حينما تعلم سبب هذا التغيير ..
الساقي : وهي ماتشوف الجاده
العم خليل : حسناً … انت ابوها وسمها
يلتفت الساقي الى الجمهور ويسمع نفس الصوت السابق ( الرعود و الظلام )

اضاءة على نفس الوحة السابقة في بستان الزهور

" يدخل الساقي و العم خليل متعلق في من الخلف تعلق المتوسل "
الساقي : لا اشك في لحظة من الحظات انك رجل مجنون
العم خليل : افتقدها ياهمام
الساقي : هي في احسن الاحوال
العم خليل : اكاد افتقد رائحتها و هي مختلطة بين النباتات الاخر ى .. بصل ثوم .. ربما كراث كذلك .. تخيل ان يفتقد الذهب جوهره .. سيظل معدناً ولكنه ليس ذهباً بكل تأكيد ..
الساقي ( بلطف ) ياعم تركتها تشرب ماء زلالاً لا يمت لصفار بصلة
العم خليل (غير مقتنعاً ) قلتها بنفسك في احد المرات .. الماء ليس الا جزء من عملية النمو .. و اكاد اجزم لك انه ليس الجزء المهم
الساقي : سأمت منك ايه الاخرق ( اعملك ايه غاوي فقر .. وشك وش فقر )
العم خليل : كل شئ خلق في الحياة ليكون ذاته .. ليكون هو بنفسه وبموميزاته… وان حاول ان يكون شئ اخر سيختفى ولن يكون ذلك الشئ الاخر بطبيعة الحال ….
الساقي : لفترة قصيرة ثم نرجعها الى منبتها ياعم …( اشبع بيها )
العم خليل : قلتها بنفسك …ا لارض منابت .. اتظن انه ستشرب من هذه لارض دونما تأثر … اقسم لك انها ستفتقدها كما تفتقد الام رضيعها … وفي اقل الاحوال سينتج لنا مسوخ بأشكال الورود ورائحة البصل والثوم …على كل حال انا اخطأت وسأصحح الخطأ ….. (يحاول الانطلاق فيمسك به الساقي)
الساقي : الكلام لاينفع معك … الى الين تظنك منطلقاً بهذه السرعة
العم خليل : لتصحيح امور يجب ان تصحح .. سأردها الى منبتها ..
الساقي : ماذا قلت !! ( هو دخول الحمام زي خروجه )
العم خليل يحاول ابعد الساقي فيمسكه بتلابيبه
الساقي : من تظن نفسك ايه لاحمق
العم خليل : اظهر على حقيقتك يامخادع
الساقي : انبس بكلمة وسأقتلك قبل ان تكملها
يظهر الصوت الذي سمعناه في السابق من الكواليس
الصوت : تقتله ؟؟ اتريد ان تسقط مخططاتنا يا احمق
الساقي ( للصوت ) اسكت انت والا الحقتك به
الصوت : سم س س س سم
العم خليل : " الذي لم يستمع الى الصوت " : ماذا سيقول من اودعني ايها وردة جميلة .. ليجدها الان مسخاً ..
الساقي : لن اسمح لك بأن تضر ب مخططت له لسنوات … لكم حستك على هذه الوردة … هي نبتة بين نبتاتك ولكنها نبتة بمضمون اخر … بشكل اخر .. بنظرة اخرى .. اضفة على تشكيلة بستاني تافة جمالاً و رونقاً كان الساقي اولا به منه
العم خليل : ذهبت بعيداً .. ذهبت تشغل تفكيرك وذكائك وموهبتك في امور اكملت لنا بنواميس وسنن اجازها من هو اعلم بنا منا .. اهتممت بالشكل لنظرتك القصيرة وما عرفت يامسكين ان جمال الاشياء ينبع من داخلها … ما اقبح الفاتن المجنون حينما يمرغ نفسه بالطين .. و ما اجمل مبتور اليد حينما يداريها بملابسه …. سأنقذك ياوردتي الجميلة مهما كلفني الامر
الساقي : (ليه هي وكاله من غير بواب )
يتقدم العم خليل ويعالجه الساقي بطعنة من الخلف … بأضاءه مناسبه يختم المشهد بحديث
" كلكم راع وكلاً مسؤول عن رعيته " ….












همام و البستاني










تأليف الكاتب المسرحي : عبد الله الزيد