القبطان سلفر
30-06-10, 02:43 pm
المقالة تعليقا على رد وصلني من احد الأعضاء على مشاركة سابقة لي بعنوان ( أغرك مني إن حبك قاتلي)
ومضمون رده وباختصار شديد يشير إلى وجوب امتلاك ثقافة تأسيسية قبل الانطلاق في أي مشروع قرائي أو معرفي و في الحالة العامة يمكن أن تكون هذه الثقافة التأسيسية " إسلامية سنية سلفية " قبل ولوج باب الفكر العام والبحث المعرفي الجاد وهذا اقتباس من الرد أحب أن تطلعوا عليه قبل أن تقرءون ما كتبته
( ولأن الرد والرد على الرد يتعلق بالقراءة والبحث اجتهدت أن أضعه في مكانه الأنسب وهو المكتبة إن شاء الله )
لستُ ضد الانتهال من نمير العلوم على تعدد اختلاف توجهها ,
لكن ....وضع خطًا تحت لكن ...
لابد أن يسبق ذلك تحصيٌن قويّ للروح والذهن ,
و تأسيسهما على بنيانٍ راسخٍ معدّ للصمود في وجه أقسى الرياح و اعتاها ,
حتى لا يزيغ البصر , وتتلاعب الشكوك بالمعتقد , وتتقاذف الكلمات بقارئها ذات اليمين وذات الشمال !
هذا باختصار ما نٌصحنا به , ونحن نتوجه بالشكر الجزيل لصاحب هذا الرد ولكنا مع شديد الاعتزاز بما سطره لنا من نصح وإرشاد نستأذنه أن يتفضل علينا ويقرأ رأينا في ما قال أعلاه .
القراءة الوثنية
( رأي في القراءة التبريرية أو القراءة المسبقة التشريع للسائد النسقي العام )
أفهم أن نؤمن بان القرآن كله حق انطلاقا من مبدأ ديني ولكني لا افهم إطلاقا كيف تصير " المعرفة " السنية مثلا كلها حق و ( المعرفة ) المعتزلية مثلا كلها أو جلها مستلبه من الحقيقة غارقة في الباطل , أظن أن من ينافح عن مثل هذه الممارسات لابد أن يكون بعيد عن الوعي الثقافي الناضج , لأنها ركائز تأسيسية لمعرفة إيديولوجيا محضة , إذا أصحاب مثل هذا الرأي في ظني ( مع شديد اعتزازنا بأخوتهم ) لا ينطلقون من أسس ابستمولوجية صحيحة , والخطأ الكبير في رأينا ليس في مطالعة كتب تدلل على صحة نظرية التطور أو مقالات في علم النفس خطها فرويد بل هو في تحول الدين من تجربة روحية ذاتية مستلهمه شرعيتها الوجودية من الوحي إلى إيديولوجيا صرفه , إن مهمة القراءة ( في مفهومها البحثي العام ) هي المعرفة أو هي البحث عن هذه المعرفة إن التمسنا طريق الدقة , ولكن عندما تتحول هذه الوسيلة المعرفية الشريفة ( نعني القراءة ) إلى طاقة إرتكاسية تدفع إلى المزيد من التكريس للخطاب الايديولوجي النسقي التاريخاني العام , عندها فقط تفقد القراءة صلاحيتها الفاعلة كـ آلية معرفية , وتصبح صراطا مستقيما ممهدا للجهل الايديولوجي المركب نسأل الله السلامة والعافية
إن الخطاب الداعي إلى ضرورة خلق ما يسمونه أصحاب هذا الخطاب ( الأرضية الصلبة ) المستمدة من الشرعية التاريخية التراثية قبل الانطلاق في أي أبحاث معرفية جادة يشير في جملته إلى :-
إن العلم كله قائم في كتب الأولين وما عليك( أيها الإنسان إلى مطالعته لتظفر بذرات منه ( أنت و استعدادك العقلي ) وليس لك دور ( أيها الإنسان ) إلى تقليب صفحاته المباركة وحفظه ولتذهب بعد ذلك ذاتيتك إلى الجحيم , فتتحول هنا القراءة كتجربة معرفية (ذات أثر طيب ومبارك) من طريق البحث والمراجعة واختيار إلى وسيلة رجعية لتسويغ السائد الراهن ( الفلسفي , الشعري , الاقتصادي , الذاتي , إلخ .. )
إذا لتتحول من مفكر جاد إلى رجل دعاية لهذا التراث , هل أنا في حاجة لأشرح ما لهذا الخطاب الذي يوجه به شبابنا الباحث عن المعرفة الجادة من ( قتل ) لكل حس إبداعي لديهم ..؟
أحب ان أشير بعد هذا الذي قلته إلى ما يمكن تسميته ( النموذج النقيض ) لهذا الخطاب و لهذه الممارسات , وهو ما يمكن وصفه بالقارئ الباحث عن " مسوغ معرفي ما " لإدانة كل ما يتعلق بالتراث المعرفي للأمة , يمكن تسمية هذه الممارسة بالهدم المعرفي والأولى بالقتل المعرفي , وكلاها بعيدة عن الروح الثقافية المسؤولة .
فصاحبنا الثاني مشغول معرفيا بغاية واحدة هي هدم التقليد والمحاكاة على كل وجه فالهاجس المعرفي الثقافي عنده محكوم بفكرة التجاوز , تجاوز كل شيء , هنا أيضا ( كما في النموذج الأول ) ممارسة ثقافية لا واعية ولا مسؤولة , فهي حداثة مرتبكة لا تقوم على أسس ثقافية منضبطة مع ضرورة الإشارة إلى أن نسبة هؤلاء في أمتنا السعودية لا تكاد تذكر قياسا بالنموذج الأول الذي يشكل الأكثرية بل الذي يشكل تيارا ايديولوجيا جارفا , عموما كلاهما على صراط معوجا واحد فالأول في رأسه والأخر في أسفله , وكلاهما وجهان لعملة واحدة , الذي أحب أن أوضحه هنا للجميع , هو أني أكفر بسلفية الأصول المعرفية لا الدينية , التي لا أحب أن تثار في هذه الأطروحة لأنها " إن شاء الله " ليست محل خلاف بيننا .
سلفر
ومضمون رده وباختصار شديد يشير إلى وجوب امتلاك ثقافة تأسيسية قبل الانطلاق في أي مشروع قرائي أو معرفي و في الحالة العامة يمكن أن تكون هذه الثقافة التأسيسية " إسلامية سنية سلفية " قبل ولوج باب الفكر العام والبحث المعرفي الجاد وهذا اقتباس من الرد أحب أن تطلعوا عليه قبل أن تقرءون ما كتبته
( ولأن الرد والرد على الرد يتعلق بالقراءة والبحث اجتهدت أن أضعه في مكانه الأنسب وهو المكتبة إن شاء الله )
لستُ ضد الانتهال من نمير العلوم على تعدد اختلاف توجهها ,
لكن ....وضع خطًا تحت لكن ...
لابد أن يسبق ذلك تحصيٌن قويّ للروح والذهن ,
و تأسيسهما على بنيانٍ راسخٍ معدّ للصمود في وجه أقسى الرياح و اعتاها ,
حتى لا يزيغ البصر , وتتلاعب الشكوك بالمعتقد , وتتقاذف الكلمات بقارئها ذات اليمين وذات الشمال !
هذا باختصار ما نٌصحنا به , ونحن نتوجه بالشكر الجزيل لصاحب هذا الرد ولكنا مع شديد الاعتزاز بما سطره لنا من نصح وإرشاد نستأذنه أن يتفضل علينا ويقرأ رأينا في ما قال أعلاه .
القراءة الوثنية
( رأي في القراءة التبريرية أو القراءة المسبقة التشريع للسائد النسقي العام )
أفهم أن نؤمن بان القرآن كله حق انطلاقا من مبدأ ديني ولكني لا افهم إطلاقا كيف تصير " المعرفة " السنية مثلا كلها حق و ( المعرفة ) المعتزلية مثلا كلها أو جلها مستلبه من الحقيقة غارقة في الباطل , أظن أن من ينافح عن مثل هذه الممارسات لابد أن يكون بعيد عن الوعي الثقافي الناضج , لأنها ركائز تأسيسية لمعرفة إيديولوجيا محضة , إذا أصحاب مثل هذا الرأي في ظني ( مع شديد اعتزازنا بأخوتهم ) لا ينطلقون من أسس ابستمولوجية صحيحة , والخطأ الكبير في رأينا ليس في مطالعة كتب تدلل على صحة نظرية التطور أو مقالات في علم النفس خطها فرويد بل هو في تحول الدين من تجربة روحية ذاتية مستلهمه شرعيتها الوجودية من الوحي إلى إيديولوجيا صرفه , إن مهمة القراءة ( في مفهومها البحثي العام ) هي المعرفة أو هي البحث عن هذه المعرفة إن التمسنا طريق الدقة , ولكن عندما تتحول هذه الوسيلة المعرفية الشريفة ( نعني القراءة ) إلى طاقة إرتكاسية تدفع إلى المزيد من التكريس للخطاب الايديولوجي النسقي التاريخاني العام , عندها فقط تفقد القراءة صلاحيتها الفاعلة كـ آلية معرفية , وتصبح صراطا مستقيما ممهدا للجهل الايديولوجي المركب نسأل الله السلامة والعافية
إن الخطاب الداعي إلى ضرورة خلق ما يسمونه أصحاب هذا الخطاب ( الأرضية الصلبة ) المستمدة من الشرعية التاريخية التراثية قبل الانطلاق في أي أبحاث معرفية جادة يشير في جملته إلى :-
إن العلم كله قائم في كتب الأولين وما عليك( أيها الإنسان إلى مطالعته لتظفر بذرات منه ( أنت و استعدادك العقلي ) وليس لك دور ( أيها الإنسان ) إلى تقليب صفحاته المباركة وحفظه ولتذهب بعد ذلك ذاتيتك إلى الجحيم , فتتحول هنا القراءة كتجربة معرفية (ذات أثر طيب ومبارك) من طريق البحث والمراجعة واختيار إلى وسيلة رجعية لتسويغ السائد الراهن ( الفلسفي , الشعري , الاقتصادي , الذاتي , إلخ .. )
إذا لتتحول من مفكر جاد إلى رجل دعاية لهذا التراث , هل أنا في حاجة لأشرح ما لهذا الخطاب الذي يوجه به شبابنا الباحث عن المعرفة الجادة من ( قتل ) لكل حس إبداعي لديهم ..؟
أحب ان أشير بعد هذا الذي قلته إلى ما يمكن تسميته ( النموذج النقيض ) لهذا الخطاب و لهذه الممارسات , وهو ما يمكن وصفه بالقارئ الباحث عن " مسوغ معرفي ما " لإدانة كل ما يتعلق بالتراث المعرفي للأمة , يمكن تسمية هذه الممارسة بالهدم المعرفي والأولى بالقتل المعرفي , وكلاها بعيدة عن الروح الثقافية المسؤولة .
فصاحبنا الثاني مشغول معرفيا بغاية واحدة هي هدم التقليد والمحاكاة على كل وجه فالهاجس المعرفي الثقافي عنده محكوم بفكرة التجاوز , تجاوز كل شيء , هنا أيضا ( كما في النموذج الأول ) ممارسة ثقافية لا واعية ولا مسؤولة , فهي حداثة مرتبكة لا تقوم على أسس ثقافية منضبطة مع ضرورة الإشارة إلى أن نسبة هؤلاء في أمتنا السعودية لا تكاد تذكر قياسا بالنموذج الأول الذي يشكل الأكثرية بل الذي يشكل تيارا ايديولوجيا جارفا , عموما كلاهما على صراط معوجا واحد فالأول في رأسه والأخر في أسفله , وكلاهما وجهان لعملة واحدة , الذي أحب أن أوضحه هنا للجميع , هو أني أكفر بسلفية الأصول المعرفية لا الدينية , التي لا أحب أن تثار في هذه الأطروحة لأنها " إن شاء الله " ليست محل خلاف بيننا .
سلفر