الافق
14-06-10, 11:25 am
" أرخصوها بالاستغناء "
إن حماية المســلم من نفسه وضبط سلوكه الاستهلاكي هي المقصد الذي سعت إليه الأحكام الفقهية في الإسلام في تعاملها مع قضية المستهلك،ولعل في قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "أوَ كلما اشتهيتم اشتريتم" لجابر بن عبد الله، حينما رأى في يديه درهما سيشتري به لحما، يعكس مدى الرغبة في أن تكون حماية المسلم ذاتية. ولعل أيضا الرسالة الحقيقية التي أراد عمر رضي الله عنه توجيهها إلى جابر تبدو حينما أتبع كلامه مخاطباه إياه".. ما يريد أحدكم أن يطوي بطنه لابن عمِّه وجاره! أين تذهب عنكم هذه الآية:﴿أذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا﴾.
ولما ارتفعت أسعار السلع على الناس واشتكوا لعمر رضي الله عنه فرد عليهم قائلا «أرخصوها بالاستغناء» وبذلك فقد وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاعدتين ذهبيتين في هذا المقام هما: «أوكلما اشتهيت اشتريت»، «أرخصوها بالاستغناء»، ولو طبقهما الناس ما وقعوا تحت سلطان التجار الذين يستغلون حاجة الناس وشغفهم بالشراء لزيادة السلع أضعافا مضاعفة، وتفيد هذه القواعد كذلك عدم الإسراف و التبذير الذي يؤدي إلى إضاعة المال وتبديد الثروة، فكم من ثروة عظيمة وأموال طائلة بددها التبذير وأهلكها الإسراف، وأفناها سوء التدبير.. فليت شعري أنسي هؤلاء المسرفون أم تناسوا أن من الناس أمماً يموتون جوعاً، لا يجدون ما يسدون به حرارة جوعهم ولظى عطشهم أم نسي هؤلاء قول الله تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾
فهناك من الناس للأسف من يجتمع على مائدته من ألوان الطعام وصنوف الشراب ما يكفي الجماعة من الناس، ومع ذلك لا يأكل إلا القليل من هذا وذاك ثم يلقي باقيه في الفضلات والنفايات . بإسراف لآبعد الحدود ولا خوف من الله.
تحياتي
إن حماية المســلم من نفسه وضبط سلوكه الاستهلاكي هي المقصد الذي سعت إليه الأحكام الفقهية في الإسلام في تعاملها مع قضية المستهلك،ولعل في قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "أوَ كلما اشتهيتم اشتريتم" لجابر بن عبد الله، حينما رأى في يديه درهما سيشتري به لحما، يعكس مدى الرغبة في أن تكون حماية المسلم ذاتية. ولعل أيضا الرسالة الحقيقية التي أراد عمر رضي الله عنه توجيهها إلى جابر تبدو حينما أتبع كلامه مخاطباه إياه".. ما يريد أحدكم أن يطوي بطنه لابن عمِّه وجاره! أين تذهب عنكم هذه الآية:﴿أذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا﴾.
ولما ارتفعت أسعار السلع على الناس واشتكوا لعمر رضي الله عنه فرد عليهم قائلا «أرخصوها بالاستغناء» وبذلك فقد وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاعدتين ذهبيتين في هذا المقام هما: «أوكلما اشتهيت اشتريت»، «أرخصوها بالاستغناء»، ولو طبقهما الناس ما وقعوا تحت سلطان التجار الذين يستغلون حاجة الناس وشغفهم بالشراء لزيادة السلع أضعافا مضاعفة، وتفيد هذه القواعد كذلك عدم الإسراف و التبذير الذي يؤدي إلى إضاعة المال وتبديد الثروة، فكم من ثروة عظيمة وأموال طائلة بددها التبذير وأهلكها الإسراف، وأفناها سوء التدبير.. فليت شعري أنسي هؤلاء المسرفون أم تناسوا أن من الناس أمماً يموتون جوعاً، لا يجدون ما يسدون به حرارة جوعهم ولظى عطشهم أم نسي هؤلاء قول الله تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾
فهناك من الناس للأسف من يجتمع على مائدته من ألوان الطعام وصنوف الشراب ما يكفي الجماعة من الناس، ومع ذلك لا يأكل إلا القليل من هذا وذاك ثم يلقي باقيه في الفضلات والنفايات . بإسراف لآبعد الحدود ولا خوف من الله.
تحياتي