هذام
25-05-10, 12:51 am
رَاح فِيْهَا سَوَّاق الْبَاص
هُنَاك سَائِق بَاص صَغِيْر يَعْمَل بِجِد و اجْتِهَاد كُل يَوْم لِلحُصُوْل عَلَى الْمَال .
قَالَت زَوْجَتُه: نُرِيْد رِحْلَة اسْتِجْمَام الْنَّاس كُلُّهَا تَذْهَب لِلْاسْتِجْمام و الْرَّاحَة والتَّغَيُّر ... الْخ.
قَال لَهَا : لَا أَسْتَطِيْع فَأَنَا مَشْغُوْل لِلْبَحْث عَن لُقْمَة الْعَيْش لَك و لِلأَوْلادِك .
قَالَت : لَدَي فِكْرَة أَذْهَب بِنَا بِرِحْلَة وُضِع سِتَارَة تَفْصِل بَيْنْنَا و بَيْن الْمَقْعَدَيْن الأَمامِّيِّين فَتَكُوْن قَد ذَهَبَت بِنَا بِرِحْلَة وَإِذَا وَجَدْت رُكَاب تَرُكَبِهُم فَنَحْصُل عَلَى الرِّحْلَة و أَنْت تُحْمَل رُكَّابَا فِي طَرِيْقِك إِذَا وَجَدْتّهُم ( حَج وَقَضَى حَاجَة) ... فَوُفِّق الْزَّوْج
وَفِي طَرِيْق الرِّحْلَة وَجَد الْسَّائِق رَجُلا جَمِيْل الْمَظْهَر حَسَن الْهَيْئَة فَتَوَقَّف عِنْدَه
و قَال الْسَّائِق لَه: مَن أَنْت؟
قَال: أَنَا الْمَال.
فَفَرِح الْأَوْلاد و الْزَّوْجَة
فَقَالُوَا لَه: أَرْكَبَه.
فَرَكِب الْمَال ثُم تَابَع الْمَسِيْر وَفِي طَرِيْقِه وَجَد رَجُلا آَخَر أَفْضَل مِن الْأَوَّل فِي الْمَظْهَر و الْهَيْئَة
فَقَال الْسَّائِق لَه: مَن أَنْت؟
قَال: أَنَا .
قَال الْسَّائِق: نَعَم .
قَال: أَنَا الْجَاه و الْمَنْصِب و الْشُهْرَة.
فَقَالُوَا : يَا سَلَام ( مَال - جَاه – مَنْصِب – شُهْرَة ) أَرْكَبَه يَا أَبِي.
وَفِي الْطَّرِيْق وَجَد رَجُلا ثَالِث بَسِيْط الْمَظْهَر و الْهَيْئَة لَا تَرَى عَلَيْه زِيْنَة الْدُّنْيَا فَوَقَف عِنْدَه
وَسَأَلَه الْسَّائِق قَائلَاً : مَن أَنْت؟
فَقَال: أَنَا .
قَال الْسَّائِق: نَعَم .
قَال: أَنَا الْدِّيْن .
فَقَال الْأَوْلاد الْزَّوْجَة: تَأَخَّرْنَا وَلَا يُوْجَد مَكَان .
فَأَعْتَذِر مِنْه .
وَقَال الْسَّائِق :أَسَف لَا يُوْجَد مَكَان .
فَقَال لَه : لَا مُشْكِلَة ، إِذَا أَرَدْتَنِي أَرْجِع إِلَي .
سَار فِي الْطَّرِيْق فَوَجَد شَبَح كَبِيْر يَسُد عَلَيْه الْطَّرِيْق فَتَوَقَّف
سَائِلَا :مَن أَنْت ؟
قَال: أَنَا أَنَا أَنَا مَلَك الْمَوْت.
فَقَال الْسَّائِق لَه: مَاذَا تُرِيْد ؟ تُرِيْد الْمَال.
قَال: لَا.
قَال الْسَّائِق: تَرِيد الْمَنْصِب و الْجَاه وَالشُّهْرَة.
قَال: لَا.
قَال الْسَّائِق: تُرِيْد الْأَوْلَاد.
قَال: لَا.
قَال الْسَّائِق: تُرِيْد الْزَّوْجَة.
قَال: لَا.
قَال الْسَّائِق:فَمَن تُرِيْد إِذَا .
فَال: أُرِيْدُك أَنْت.
فَلْتَفَت عَلَى الْمَال
قَائِلا لَه : عِنْدَك حَل ؟
فَقَال لَه المال: أَوْلَادِك و زَوْجَتُك أَتَوَزَّع بَيْنَهُم أَمَّا الْمَوْت فَلَيْس لَدَي حَل .
فَسَأَل الْمَنْصِب و الْجَاه و الْشَّهْرة
قَائِلا لَه : عِنْدَك حَل ؟
فَقَال لَه : لَا.
فَلْتَفَت عَلَى الْزَّوْجَة و الْأَوْلَاد
فَقَال لَهُم الْسَّائِق : عِنْدَكُم حَل؟
فَقَالَت الْزَّوْجَة أَنْت بَارِك الْلَّه فِيْك بَذَلَت الْجُهَد و الْوَقْت وَأُحْضِرَت لَنَا الْمَال وَالْجَاه وَالْمُنَصَّب و الْشُهْرَة فَجَزَاك الْلَّه كُل خَيْر أَذْهَب مَعَه وَلَا تَخَف عَلَيْنَا نَجِد غَيْرَك .
قصة أبن أدام بهالدنيا
والسعيد من وعض بغيره و استعد لما بعد الموت
عَن أَبِي يَعْلَى شَدَّاد بْن أَوْس رَضِي الْلَّه عَنْه عَن الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم قَال : الْكَيِّس مَن دَان نَفْسَه وَعَمِل لِمَا بَعْد الْمَوْت وَالْعَاجِز مَن أَتْبَع نَفْسَه هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى الْلَّه الْأَمَانِي رَوَاه الْتِّرْمِذِي وَقَال حَدِيْث حَسَن قَال الْتِّرْمِذِي وَغَيْرُه مِن الْعُلَمَاء : مَعْنَى دَان نَفْسَه حَاسَبَهَا
قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم : "إِذَا مَات الْإِنْسَان انْقَطَع عَمَلُه إِلَا مِن ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة أَو عِلْم يُنْتَفَع بِه أَو وَلَد صَالِح يَدْعُو لَه . " ( صَحِيْح ) حَدِيْث رَقِم : 793 فِي صَحِيْح الْجَامِع .
هُنَاك سَائِق بَاص صَغِيْر يَعْمَل بِجِد و اجْتِهَاد كُل يَوْم لِلحُصُوْل عَلَى الْمَال .
قَالَت زَوْجَتُه: نُرِيْد رِحْلَة اسْتِجْمَام الْنَّاس كُلُّهَا تَذْهَب لِلْاسْتِجْمام و الْرَّاحَة والتَّغَيُّر ... الْخ.
قَال لَهَا : لَا أَسْتَطِيْع فَأَنَا مَشْغُوْل لِلْبَحْث عَن لُقْمَة الْعَيْش لَك و لِلأَوْلادِك .
قَالَت : لَدَي فِكْرَة أَذْهَب بِنَا بِرِحْلَة وُضِع سِتَارَة تَفْصِل بَيْنْنَا و بَيْن الْمَقْعَدَيْن الأَمامِّيِّين فَتَكُوْن قَد ذَهَبَت بِنَا بِرِحْلَة وَإِذَا وَجَدْت رُكَاب تَرُكَبِهُم فَنَحْصُل عَلَى الرِّحْلَة و أَنْت تُحْمَل رُكَّابَا فِي طَرِيْقِك إِذَا وَجَدْتّهُم ( حَج وَقَضَى حَاجَة) ... فَوُفِّق الْزَّوْج
وَفِي طَرِيْق الرِّحْلَة وَجَد الْسَّائِق رَجُلا جَمِيْل الْمَظْهَر حَسَن الْهَيْئَة فَتَوَقَّف عِنْدَه
و قَال الْسَّائِق لَه: مَن أَنْت؟
قَال: أَنَا الْمَال.
فَفَرِح الْأَوْلاد و الْزَّوْجَة
فَقَالُوَا لَه: أَرْكَبَه.
فَرَكِب الْمَال ثُم تَابَع الْمَسِيْر وَفِي طَرِيْقِه وَجَد رَجُلا آَخَر أَفْضَل مِن الْأَوَّل فِي الْمَظْهَر و الْهَيْئَة
فَقَال الْسَّائِق لَه: مَن أَنْت؟
قَال: أَنَا .
قَال الْسَّائِق: نَعَم .
قَال: أَنَا الْجَاه و الْمَنْصِب و الْشُهْرَة.
فَقَالُوَا : يَا سَلَام ( مَال - جَاه – مَنْصِب – شُهْرَة ) أَرْكَبَه يَا أَبِي.
وَفِي الْطَّرِيْق وَجَد رَجُلا ثَالِث بَسِيْط الْمَظْهَر و الْهَيْئَة لَا تَرَى عَلَيْه زِيْنَة الْدُّنْيَا فَوَقَف عِنْدَه
وَسَأَلَه الْسَّائِق قَائلَاً : مَن أَنْت؟
فَقَال: أَنَا .
قَال الْسَّائِق: نَعَم .
قَال: أَنَا الْدِّيْن .
فَقَال الْأَوْلاد الْزَّوْجَة: تَأَخَّرْنَا وَلَا يُوْجَد مَكَان .
فَأَعْتَذِر مِنْه .
وَقَال الْسَّائِق :أَسَف لَا يُوْجَد مَكَان .
فَقَال لَه : لَا مُشْكِلَة ، إِذَا أَرَدْتَنِي أَرْجِع إِلَي .
سَار فِي الْطَّرِيْق فَوَجَد شَبَح كَبِيْر يَسُد عَلَيْه الْطَّرِيْق فَتَوَقَّف
سَائِلَا :مَن أَنْت ؟
قَال: أَنَا أَنَا أَنَا مَلَك الْمَوْت.
فَقَال الْسَّائِق لَه: مَاذَا تُرِيْد ؟ تُرِيْد الْمَال.
قَال: لَا.
قَال الْسَّائِق: تَرِيد الْمَنْصِب و الْجَاه وَالشُّهْرَة.
قَال: لَا.
قَال الْسَّائِق: تُرِيْد الْأَوْلَاد.
قَال: لَا.
قَال الْسَّائِق: تُرِيْد الْزَّوْجَة.
قَال: لَا.
قَال الْسَّائِق:فَمَن تُرِيْد إِذَا .
فَال: أُرِيْدُك أَنْت.
فَلْتَفَت عَلَى الْمَال
قَائِلا لَه : عِنْدَك حَل ؟
فَقَال لَه المال: أَوْلَادِك و زَوْجَتُك أَتَوَزَّع بَيْنَهُم أَمَّا الْمَوْت فَلَيْس لَدَي حَل .
فَسَأَل الْمَنْصِب و الْجَاه و الْشَّهْرة
قَائِلا لَه : عِنْدَك حَل ؟
فَقَال لَه : لَا.
فَلْتَفَت عَلَى الْزَّوْجَة و الْأَوْلَاد
فَقَال لَهُم الْسَّائِق : عِنْدَكُم حَل؟
فَقَالَت الْزَّوْجَة أَنْت بَارِك الْلَّه فِيْك بَذَلَت الْجُهَد و الْوَقْت وَأُحْضِرَت لَنَا الْمَال وَالْجَاه وَالْمُنَصَّب و الْشُهْرَة فَجَزَاك الْلَّه كُل خَيْر أَذْهَب مَعَه وَلَا تَخَف عَلَيْنَا نَجِد غَيْرَك .
قصة أبن أدام بهالدنيا
والسعيد من وعض بغيره و استعد لما بعد الموت
عَن أَبِي يَعْلَى شَدَّاد بْن أَوْس رَضِي الْلَّه عَنْه عَن الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم قَال : الْكَيِّس مَن دَان نَفْسَه وَعَمِل لِمَا بَعْد الْمَوْت وَالْعَاجِز مَن أَتْبَع نَفْسَه هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى الْلَّه الْأَمَانِي رَوَاه الْتِّرْمِذِي وَقَال حَدِيْث حَسَن قَال الْتِّرْمِذِي وَغَيْرُه مِن الْعُلَمَاء : مَعْنَى دَان نَفْسَه حَاسَبَهَا
قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم : "إِذَا مَات الْإِنْسَان انْقَطَع عَمَلُه إِلَا مِن ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة أَو عِلْم يُنْتَفَع بِه أَو وَلَد صَالِح يَدْعُو لَه . " ( صَحِيْح ) حَدِيْث رَقِم : 793 فِي صَحِيْح الْجَامِع .