مشاهدة النسخة كاملة : يُوسـف ,, ( قميصك أعاد البصر )
بنت البدائع
16-05-10, 11:20 pm
:x11:
سورة يوسف
تلك السورة العظيمه
سورة تتجلى فيها الكثير من المعاني
مليئة بالأحداث التي تهفو إليها ألباب المؤمنين
مليئة بالمواعظ والحكم واِلعبر
التي لابد لنا أن نعيها ونتدبرها ونعمل بها
هي من القصص العظيمة المؤثرة
التي تدعو للتفكر والإ نطلاق إلى ماهو أفضل
حقيقة لا أتخلى عن إستماع هذه السورة في كل حين
حيث أنها لهاوقعها الخاص على النفس البشرية
فمن يستمع إليها يُعاود الكّره وكأنه لم يسمعها من قبل !!
خاصة وإن كانت بصوت شجي
كـ صوت القارئ (ناصر القطامي ) حفظه الله و زاده من فضله !!
لست بـ مُفسرة,,فالتفسير لأهل الإختصاص
ولست ممن ينكبون على قراءة التفاسير
لكن آيات الذكر الحكيم تخترق القلوب والعقول
جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن
العاملين به والحافظين له !!
:دعوني أتوقف على بعض الدروس الكبيره التي وردت في هذه السورة
(لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين) يوسف<7>
( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين )يوسف <8>
كما جاء في رواية الأحاديث
تظاهر يعقوب عليه السلام بمحبة يوسف لما يتصف به من صفات عظيمة على اخوانه ,, ولكونة الإبن الأصغر بينهم
وما دعى اخوان يوسف لفعلتهم النكراء تجاه أخيهم إلا لإعتقادهم أن أبيهم يفرق بينهم
وأن ليوسف الحق الأكبرمن الرعايةوالإهتمام على الرغم من كثرتهم
فهموا به وبأبيهم غدراً وكيداً ,,
هنا (رسالة) للآباء والأمهات بعدم التفرقة بين الأبناء
لا بعطاء زائد ولا بمعاملة خاصة لصفات متوافرة
في ابن على الآخر
و وجوب المساواة فيما بينهم ,,
بغض النظر كون أحدهم يتفضل بمميزات على اخوانه
لما للتفرقة من أضرار وخيمة كـ تنشئة الحسد والضغينة بين قلوبهم
والحسد قد يؤدي إلى الجريمة .. كما تجلى هذا المعنى في تلك الآية الكريمه
(فالعدل العدل بين الأبناء)
***
(وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) يوسف <18>
من الدروس الأخرى المليئة بالمواعظ ( الصبر العظيم عند نزول الرزايا والمحن )
هنا الصبر الجميل الذي عمل به سيدنا يعقوب عليه السلام حينما غدر به أقرب الناس اليه(أبناؤه) وحالوا بينه وبين ابنه يوسف
صبر واحتسب على هذه المحنه ., ونال نتيجة صبره ولم يخيبه ربه سبحانه وتعالى
(قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )
هنا الصبر الآخر لسيدنا يوسف
وما ناله من نصر وتمكين من ربه ,,
وتبيان عاقبة التقوى والصبر والله لايضيع أجر من أحسن عملاً
***
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ) يوسف <84>
(قَالُواْ تَاللَّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) يوسف<85>
( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )يوسف<86>
هنا توجه يعقوب عليه السلام
إلى ربه وحده دون غيره رغم شدة ماأصاب قلبه من هم وحزن
أيها الأحبة لكم ان تنظروا إلى حالنا حينما تحاوطنا الهموم والغموم من كل جانب
غالباً مانلجأ إلى من نراه أنيساً لنا من المقربين لنحاكيه ببعض ما نواجه من تلك الهموم والآلام
وننسى من بيده تفريج المصائب والكربات
ومن هوأرحم بنا من سائرمخلوقاتة أجمع
تأملوا هذه الآية العظيمة والتي أعطت أقوى درس في التوكل على الله والإعتماد عليه وحده عند حلول المصائب والمحن !!
(اللهم إجعلنا ممن يلجئون إليك وحدك )..
***
( قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ )يوسف<97>
(قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )يوسف <98>
هنا تتجلى لنا فضيلة التسامح والصفح رغم كبر الخطيئه
حيث أن العفو والصفح غالباً لايكون بالأمر الهين على أنفس البشر
وما هذه الفضيلة إلا شعاراً للأنفس النبيلة العظيمة
ليس لأحد منا إلا وقد مر بمواقف عدة مع الظلم وهضم الحقوق
فأين نحن من هذه الصفة الجليلة ؟
أين من يستهويهم حب الإنتقام والإنتصار للنفس على حب التسامح والعفو الصفح ؟
هذه قطافي المتواضعه
وبقي من تلك القطاف اليانعة الكثير الكثـيرأنتظرها منكم هنا :)
~~~
روابط ذات صلة :
آيات سورة يوسف (http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=12)
تلاوة السورة بصوت خاشع (http://www.tvquran.com/Al-Qahtani.htm)
خوي الليل
16-05-10, 11:31 pm
الله أكبر
ما أكثر شبابانا بأشباه يوسف وبأخلاقه الله لايغير علينا
فقدان العدل يولد ثوره ومصائب أقوى وأشد من حروب الدول
وكل سيئه بمحيطنا تتفاعل وتزيد بعكس ايجابيتها
روح لايسعهآ جسـد
16-05-10, 11:38 pm
الصبر غصب علينا نبي نصبر لو جزعنا ماراح يتغير بحياتنا شيء
والشكوى لغير الله مذله ان لقينا من يسمع لنا اليوم ماراح نلقاهـ بكرا
لكن التسامح
صعب
صعب
صعب
صحيح ما افكر بالانتقام او اني اتجراء وادعي على الشخص اللي جرحني
لكن مستحيل اسامحه من قلبي او انسى اللي سواهـ فيني
بالاخير اهم شيء ان يكون الصبر جميل ..يعني صبر بدون تشكى وتضجر
ومن حيث التسامح لو ماقدرنا عليه اقل شيء مانفكر بالانتقام
بنت البدائع الف الف الف شكرا ..موضوعك زرع في قلبي التفاؤل
مع ان يوسف راح عمره بالسجن وعوضه الله بعد مافات من عمرة الشيء الكثير.
والحمد لله على كل حال
سَـاكنة القـلب
17-05-10, 12:50 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/W5h77701.gif
في أشد مراحل حياتي وجعًا ؛ أشارت علي إحدى الأخوات الفاضلات بحضور دورة ( كيف تتغلب على أحزانك ؟ ) عند دكتورة معينة !
بصراحة .. أكره الدورات وكل ما يعنى بها !
ولم أعتقد في يوم أنها تفيد .. مجرد فلسفة تلقى ويخرج الجميع بعدها ناسين كل شيء عدا البسملة !
لكني ذهبت بعد إلحاح ، وبالفعل كان يومًا لا ينسى .. ربما لأن الدكتورة القديرة جمعت بين العلم و الدين !
المهم ، كان غالب حديثها حول سورة يوسف !
وكانت تقول هي سورة التسلية ويجب على كل حزين أن يقرأها ، ومؤكد سينجلي غمه !
وبالفعل .. أصبح هذا ديدني كلما اشتد وجع قلبي .. !
وفي كلام الله – بصفة عامة – خير سلوى ..
حديثك الجميل الشامل ذكر فوائدًا جمة .. قرأتها الكرة تلو الأخرى ..
وعني ، أجد هذه السورة مثالًا للنجاح الفائق أمام أخطر شهوات النفس !
* شهوة النساء ..
التي خاض يوسف –عليه السلام – فيها أقسى أنواع الامتحانات ، ونجح !
كان غريبًا ، ملائكي الجمال ، خادمًا ، ودعته امرأة ذات ( منصب ) و ( جمال ) !
وصبر !
بينما يترك البعض من رجالنا الحرام ليس لله ، وإنما خوف عار القبيلة !
وتترك البعض من نسائنا الحرام ليس لله ، وإنما لأنها قبيحة !
ولا أقصد بالحرام الزنا ، وإنما كل ما يدخل في هذا المسمى شرعًا !
* شهوة الانتقام ..
ومن يملك نفسه عندها ؟!
لكن يوسف – عليه السلام – ألقي في البئر وتعرض للموت ، ثم للظلم ، ثم للسجن ، وكل ذلك بسبب إخوته !
وعندما قابلهم وهم في أذل حاجتهم ، وهو في أوج ملكه .. أكرمهم !
بل من بالغ أدبه قال في معرض حديثه عن ربه –سبحانه- .. ( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ) !
لم يقل أخرجني من البئر لئلا يذكر إخوته بغدرهم – إكرامًا لهم- !
ولم يضع السبب عليهم في ذلك الغدر .. بل بقمة الخلق .. وضعه على الشيطان !
أما في قوله ( وجاء بكم من البدو ) فغاية في النبل ، لأنه لم يذكرهم بأن سبب قدومهم هو الفقر والحاجة !!!
يــــــا الله !
أقسم ، أعجز عن التعبير .. !
لا عجب والله ، أن تكون عاقبة صبره وحلمه ؛ نجاح الدنيا والآخرة
و ملكه لمصر !
بنت البدائع ..
لا أنكر أنني أذكر عبارات مجازية أثناء إطرائي على بعض المواضيع ..
لكن والله ..
هنا أشكرك – حقيقة- !
موضوعك غاية في التكامل وفي الجمال وفي ( الأهمية ) !
وكل حرف أوافقك عليه ، غير أني أستمع للشيخ الشاطري ..
رزقتِ الجنان ومن تحبين يا جميلة !
الورده النديّه
17-05-10, 01:19 am
جآري التحميل 0000000000000
رائعة انتي يابنت البدائع
فقد سلطتي الضوء على قصة نبي عظيم كيوسف عليه السلام
يكفي اننا عند تلاوتها او سماعها تزيل الهم وتشرح الصدر
ناهيك عن مافيها من عبر وحكم وصبر على المصائب
سبحان الله اتت مفسِّره لنفسها تلك السوره العظيمه
فلاتحتاج لتفسير او بيان 00
بل سمعت عنها انها عكس قصص من سبقه من الانبياء عليهم السلام
هم عاشوا برخاء ثم توالت عليهم المحن والمصائب من اقوامهم
لكن هو عاش المصائب جلها والمحن بأنواعها ورأى الظلم والقسوه ومع ذلك صبر وتحمل ,.،.:
ثم بعد سنوات طوال جاء الفرج من عنده سبحانه
أعاننا الله على الاقتداء بهم 0
بنت البدائع
18-05-10, 04:33 am
الله أكبر
ما أكثر شبابانا بأشباه يوسف وبأخلاقه الله لايغير علينا
فقدان العدل يولد ثوره ومصائب أقوى وأشد من حروب الدول
وكل سيئه بمحيطنا تتفاعل وتزيد بعكس ايجابيتها
هنيئاً لمن حمل خصلة أخلاقية واحده من نبينا يوسف "عليه السلام"
نعم ,, العدل أساس الإستقرار
أساس السلامة
بل أساس الحياة بـ أكملها
وإن ضاع العدل ماذا سيبقى !
شكراً للحضور خوي الليل ,,
http://www.u06p.com/up/upfiles/a9L77701.gif
( الر تلك آيات الكتاب المبين ( 1 ) إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( 2 ) نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين )
حينما يقول الله جل جلاله عن هذه القصة إنها أحسن القصصص فهي حتما ستكون كتابا مفتوحا يعجز المفسرون أن يدركوا كل أطرافها ومعادلاتها وجمالياتها
ويظل الزمن يرسمها في وجوه القراء معجزة خالدة
هذه السورة التي تُبكي كل من يقرؤها ولا يكاد يستصعب منها أي جزء أو كلمة تأتي متماسكة في بنيتها في شخصياتها في طريقة تناولها
وتظل لحنا خالدا يعود له الإنسان ليس فقط من الناحية التعبدية بل من الناحية الجمالية والفتنة المبهرة فيها ..
( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)
إذًا من هنا بدأت القصة بلا مقدمات تحضيرية عن شخصية الأبطال عن الأب الذي سيظل مصدرا للتعاطف هو الآخر
والرؤيا هنا هي ( فلاش ) إيحائي يدركه القارئ في نهاية القصة عن الخاتمة التي ستنتهي لها هذا القصة
وما بين الرؤيا هنا والتفسير في آخر السورة ( هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ) تمر الأحداث بطريقة دراماتيكية مخيفة
1/ يوسف
الصغير الوسيم الذكي يلقي بهذه الرؤيا على والده المحب العطوف فيدرك هذا لأب / النبي هول هذه الصدمة ليجيب صغيره ( يابني لاتقصص رؤوياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا )
كان يدرك بفطرة أبوّته ومدارك نبوته أن هذه الرؤيا بداية لألم قادم يحاول أن يتحشاه بالنداء الخاشع ( يابني لاتقصص رؤياك ) ثم يسند المآل السيء للشيطان ( إن الشيطان للإنسان عدو مبين )
يتوقف السرد هنا بعد آيتين ليوضح أن الإبتلاء والامتحان هي مسلك نبوته القادمة ( وكذلك يجتبيك ربك ..)
ثم تبدأ مرحلة الأحداث الرهيبة في حياة هذا الصغير المجتبى
يؤخذ من أبيه يبتعد مع الغنم والمؤامرة تحاك ضده يلقى في الجب يستوحش ظلمته يبتهل لله أسأل نفسي ( ظلام وجب ) كيف كان يحدث نفسه وهو يسمع أصوات إخوته تبتعد رويدا رويدا
تدخل عليه مرحلة الرق بعبور هذه القافلة يباع في سوق النخاسة يدخل لبيت العزيز , يمتحن بالمرأة اللعوب الجميلة يرفض ثم تقلب الطاولة عليه ويتهم في عرضه ، يدخل السجن ويغيب هناك ، تتدخل الرؤيا بمشيئة الله مرة أخرى وتخرجه من السجن ثم بعد ذلك تتفتح الحجب له وتبدأ مرحلة التمكين
وبفطرته الملتاعة كان يدرك أن أباه لم ينسه لذا كان يعرف أن الرائحة المعتقة في قلب هذا الشيخ المحزون وحدها كفيلة بإثبات أنه يوسف في عيني أبيه البيضاوان فألقى القميص لإخوته كدليل
2/ يعقوب
الأب الرقيق الخاشع المحب ينادي دائما صغيره بـ ( يابني ) وينادي أبناءه ( يابني ) فبرغم المرارة التي أصيب بها والفجيعة إلا أنه في كل مراحل القصة لايتخلى عن أبوته وحنانه عليهم
شخصية يعقوب الأب في هذه القصة حاضرة بنوازعها الإنسانية الفطرية
ولعل أميز صفة هنا في هذه القصة التصقت بشخصية الأب يعقوب عليه السلام هي صفة ( الخوف )
لذا خاف من أن يقصص يوسف رؤياه على إخوته وخاف أن يأكله الذئب وخاف على أخيه حينما طلبه العزيز ( يوسف ) وخاف على بنيه ( لاتدخلوا من باب واحد )
إنها نزعة الأبوة في كل عنفوانها وفي كل مرة يخاف أن يفقد ما يذيب حشاشته
ونلاحظ هنا أن كل توجيهات الأب تصب في هذا الاتجاه فهو الباقي في حزنه ينتظر شيئا
والأبرز في شخصية يعقوب والدرس المستفاد منها هي أن الخطأ يجب ألا يجعلك تفقد الثقة فيمن ارتكبه حتى لو كان الخطأ مقصودا
وهذا ماجعل يعقوب يأخذ العهود والمواثيق عليهم ويغامر بإرسال ابنه الآخر ومع ذلك يلتجئ إلى الله ( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين )
وقد يكون بفطرته خالجه شك أن هذا الطالب هو يوسف ابنه الغائب منذ زمن ( عسى الله أن يأتيني بهم جميعا )
تأمل هذه اللمحة الفطرية لأب فقد ابنه المحبوب الأول ونفس من ارتكبوا الجريمة يطلبون ابنه المحبوب الآخر ومع ذلك يتعامل مع الموقف بثلاث نقاط مهمة
1/ الامتناع إلا في حالة أن يعطوا له عهودهم ومواثيقهم وألا يفعلوا به مافعلوا بيوسف
2 / توكيل الأمر لله بعد ذلك
3 / قوله لهم ( لتأتنني به إلا أن يحاط بكم ) في هذه الحالة العصيبة على يعقوب وهو في مواجهة قرار صعب ومع ذلك يعطي استثناءً لأولاده بمعنى آخر أنه لم يقل في نفسه أخاف أن أفتح لهم بابا بهذا الاستثناء
لذا أوجد المبرر للذين غدروا به أولا
وهذا درس لنا في العهود والمواثيق وعدم فقدان الثقة بالآخرين لأبسط الأشياء
3 / إخوة يوسف
ويرد ذكرهم في السورة بعد الرؤيا في قول يعقوب ( لاتقصص رؤياك على إخوتك) وفي هذه الآية تتضح معالم سابقة في وجدان الأب أن هؤلاء الإخوة ليسوا على مايرام مع أخيهم الصغير
لذا يبدأ الحديث على لسانهم في قوله تعالى ( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة ..) ( اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا ..) السياق هنا ابتدأ بما يضمرونه تجاه يوسف الصغير
لا لذنب يوسف بل لأن أباهم يختص يوسف بنظرهم لذا يجب أن تكون الحضوة لهم بالتخلص من هذا الصغير
وهنا تأتي مسألة السياق في القصة حيث يفاجئك بالأحداث سريعة ومهولة وهي بطبيعتها قد تكون أكبر من التمهيد وأكبر من لماذا اختص يوسف وأخاه دون إخوته
وبالتالي لايجعلك السياق في هذه المرحلة تتعاطف مع هؤلاء الإخوة حيث إنهم ارتكبوا الجريمة في حق صغير لا ذنب له هو والجريمة هي ( جب وظلام ورق وغياب )
لكن يخفت هذا التحامل ضد إخوة يوسف في قلب القارئ مع تستلسل الأحداث خاصة فجيعة أخذ العزيز لإخيهم الصغير الآخر ويدور الحديث هناك ماذا سيقولون لأبيهم ( قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل مافرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين) ارجعوا إلى أبيكم ...)
في هذا السياق الوجداني رغم مرارة فعلهم ورغم أن القارئ يجد في قلبه الحمل الثقيل تجاههم إلا أن هذا الحمل لايمكن أن يتوازى مابين بداية السورة ( اقتلوا يوسف أو اطرحوه ) وبين ( يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه ) وبين أيضا توبتهم ونوبتهم عند يوسف وأبيهم
4/ الأحداث
المناداة / الرعي / الجب / الرق / الفتنة / السجن / التأويل / الملك / الضياع / الغياب / الغربة
كل واحدة من تلك كفيلة بأن تفرد لها مجلدات
أتساءل دوما وأنا منهمك في رواية ما لأحد الكتاب كالبؤساء مثلا لديسيوفسكي أو الحرب والسلام أو غيرها من المجلدات الخالدات
وهم يتناولون قضية معينة في رواياتهم بينما هذه السورة العظيمة تتحدث بكل هذه الأحداث بدقة متناهية وعالية وترابط مذهل في 13 صفحة فقط
هذه هي معجزة القرآن
نتأمل تداخل الأحداث بشكل عجيب جدا لاتكاد تشعر بها فمرة تدمعك منادة الصغير لأبيه ( يا أبتِ ) ومرة الرعي ( يرتع ويلعب ) ومرة الجب ( ألقوه في غيبت الجب ) ومرة الرق ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ..) ومرة مع الفتنة ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه ..) ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) ومرة مع السجن ( ودخل معه السجن )
هذه السورة بكل تفاصيلها لايمكن أن تكون سلوة فقط للمحزون أو المجروح
بل يقرؤها الملتاع بالفقد والمتوجع بالرق والمفتون باستعراض الأنثى والمبتلى في السجن والفرح بالملك والمضمر للكذب والباحث عن مزية الصبر .. الخ
شكرا أختي بنت البدائع على هذه الصفحة الوجدانية
كم تمنيت أن يكون الحضور في هذا الموضوع لائقا من قِبَل الأعضاء
لكن حظ هذا الموضوع أنه ليس سخيفا على شاكلة ( ليه ركب السعوديات سوداء )
لعل لي عودة بإذن الله تعالى للحديث عن هذه السورة
بنت البدائع
20-05-10, 04:45 am
الصبر غصب علينا نبي نصبر لو جزعنا ماراح يتغير بحياتنا شيء
والشكوى لغير الله مذله ان لقينا من يسمع لنا اليوم ماراح نلقاهـ بكرا
لكن التسامح
صعب
صعب
صعب
صحيح ما افكر بالانتقام او اني اتجراء وادعي على الشخص اللي جرحني
لكن مستحيل اسامحه من قلبي او انسى اللي سواهـ فيني
بالاخير اهم شيء ان يكون الصبر جميل ..يعني صبر بدون تشكى وتضجر
ومن حيث التسامح لو ماقدرنا عليه اقل شيء مانفكر بالانتقام
بنت البدائع الف الف الف شكرا ..موضوعك زرع في قلبي التفاؤل
مع ان يوسف راح عمره بالسجن وعوضه الله بعد مافات من عمرة الشيء الكثير.
والحمد لله على كل حال
( واصبر وماصبرك إلا بالله )
الظلم له وقع ثقيل على النفس ,, لا أحد منا يستطيع تحمله
صحيح المسامحة أفضل لكن الظلم يكون صعب :(
وإن ماعملنا بشيء
يبقى أملنا الوحيد برب العالمين العـادل الذي لا يظلم
ولنا في قصة يوسف أعظم درس وأقوى حكمة
اللهم طهر قلوبنا و قلوب المؤمنين
ورزقنا الله وإياكم الصبر الجميل ,,
وزادك الله تفاؤل وأسعد قلبك
حيّاك روح لايسعها جسد ..
آشغلتموها
21-05-10, 04:07 am
جزاك الله خيراً
ولكن حبذا لو قمت بطرح هذا الموضوع على شكل سلسلة من الفوائد ، حتى يتحمس القارئ لقرائتها ...
عموما ً الموضوع جدا ً رائع وممتع ، وصدق الله القائل : (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ)
جلوي العتيبي
21-05-10, 05:10 pm
قرأت الموضوع قبل ايام فكان في غاية الجمال بطريقته وفكرته وهدفه .
وعدت هذا اليوم فوجدته إزداد جمالاً بهذه المشاركات المثريه والمتميزه .
شكراص لك اختي بنت البدائع على هذا الطرح الراقي الذي نحتاجه كثيرا
عازفة ألحان الليل
21-05-10, 08:06 pm
سورة يوسف
تلك السورة العظيمه
كل السور عظيمة وليست فقط سورة يوسف
وماذا عن سورة مريم الم تكن عظيمة ؟
سؤال لماذا ذكر في القرآن الكريم سورة النساء وليس سورة الرجال ؟
بنت البدائع
22-05-10, 03:55 am
http://www.u06p.com/up/upfiles/w5h77701.gif
في أشد مراحل حياتي وجعًا ؛ أشارت علي إحدى الأخوات الفاضلات بحضور دورة ( كيف تتغلب على أحزانك ؟ ) عند دكتورة معينة !
بصراحة .. أكره الدورات وكل ما يعنى بها !
ولم أعتقد في يوم أنها تفيد .. مجرد فلسفة تلقى ويخرج الجميع بعدها ناسين كل شيء عدا البسملة !
لكني ذهبت بعد إلحاح ، وبالفعل كان يومًا لا ينسى .. ربما لأن الدكتورة القديرة جمعت بين العلم و الدين !
المهم ، كان غالب حديثها حول سورة يوسف !
وكانت تقول هي سورة التسلية ويجب على كل حزين أن يقرأها ، ومؤكد سينجلي غمه !
وبالفعل .. أصبح هذا ديدني كلما اشتد وجع قلبي .. !
وفي كلام الله – بصفة عامة – خير سلوى ..
حديثك الجميل الشامل ذكر فوائدًا جمة .. قرأتها الكرة تلو الأخرى ..
وعني ، أجد هذه السورة مثالًا للنجاح الفائق أمام أخطر شهوات النفس !
* شهوة النساء ..
التي خاض يوسف –عليه السلام – فيها أقسى أنواع الامتحانات ، ونجح !
كان غريبًا ، ملائكي الجمال ، خادمًا ، ودعته امرأة ذات ( منصب ) و ( جمال ) !
وصبر !
بينما يترك البعض من رجالنا الحرام ليس لله ، وإنما خوف عار القبيلة !
وتترك البعض من نسائنا الحرام ليس لله ، وإنما لأنها قبيحة !
ولا أقصد بالحرام الزنا ، وإنما كل ما يدخل في هذا المسمى شرعًا !
* شهوة الانتقام ..
ومن يملك نفسه عندها ؟!
لكن يوسف – عليه السلام – ألقي في البئر وتعرض للموت ، ثم للظلم ، ثم للسجن ، وكل ذلك بسبب إخوته !
وعندما قابلهم وهم في أذل حاجتهم ، وهو في أوج ملكه .. أكرمهم !
بل من بالغ أدبه قال في معرض حديثه عن ربه –سبحانه- .. ( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ) !
لم يقل أخرجني من البئر لئلا يذكر إخوته بغدرهم – إكرامًا لهم- !
ولم يضع السبب عليهم في ذلك الغدر .. بل بقمة الخلق .. وضعه على الشيطان !
أما في قوله ( وجاء بكم من البدو ) فغاية في النبل ، لأنه لم يذكرهم بأن سبب قدومهم هو الفقر والحاجة !!!
يــــــا الله !
أقسم ، أعجز عن التعبير .. !
لا عجب والله ، أن تكون عاقبة صبره وحلمه ؛ نجاح الدنيا والآخرة
و ملكه لمصر !
بنت البدائع ..
لا أنكر أنني أذكر عبارات مجازية أثناء إطرائي على بعض المواضيع ..
لكن والله ..
هنا أشكرك – حقيقة- !
موضوعك غاية في التكامل وفي الجمال وفي ( الأهمية ) !
وكل حرف أوافقك عليه ، غير أني أستمع للشيخ الشاطري ..
رزقتِ الجنان ومن تحبين يا جميلة !
هكذا هي الدنيا .. مصائب وبلايا وأنّات وآهات
ولن يكن دوائها بغير ( القرآن الكريم ) بجميع سورة
أحسنت فعلاً تلك المدربة بتخصيصها للسورة ذات القصة العظيمة(سورة يوسف) التي لا يستمع إليها محزون إلا إستراح لها
أسعد الله حياتك وأبعد عنك الأحزان ,,
أتيتي بـ العظائم من تلك القطاف التي قصدتها أختي الصمت الخجول
بسرد رائع وشرح جميل,,
وأنا أشكر لك حضورك وإشراقك بحروفك هنا
بُوركت ِ ,,
( قصة لم تكتمل )
22-05-10, 04:21 am
ماشاء الله تبارك الله
سورة يوسف لا تنتهي فوائدها أبداً
موضوع قيم و مفيد
جزاك الله خير
والله يعطيك الف عاافيه
الحبيبـــة
23-05-10, 09:50 am
بااااااااااااارك الله فيك ياااااااأختنا بداااااااائعية المبدعة
وفعلا سبحااااااااااان الله كلما اقرأها يقشعر جلدي وأتذكر قوة وصبر يعقوب على فرااااق فلذة كبده يوسف
اللهم ارزقناااااااااا الصبر والاحتساااااااب
الشمالي بلس
23-05-10, 10:47 am
هنا توجه يعقوب عليه السلام
إلى ربه وحده دون غيره رغم شدة ماأصاب قلبه من هم وحزن
اخيتي جزاك الله خير الجزاء موضوع راقي جعله الله في موازين حسناتك
بلقيس الصغيره
23-05-10, 10:56 am
ماشاء الله تبارك الله
سورة يوسف
من السور المليئة بالفوائد
في التربية واصول التعامل
أحسنتِ أختي في طرح الموضوع
وابدعتي فيما اقتطفتي
واسمحي لي أضيف إضافة
يغفل عنها الكثير من الناس
هي في قولة تعالى :
يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا .. الآية
ومن هذا نستفيد
أن الرؤيا التي فيها خير لصاحبها
لايقصها إلا على عزيز ومحب
كما هو واضح في نهي يعقوب عليه السلام
وتقبلي شكري ومروري
الـــفـــ@ــــد
23-05-10, 04:06 pm
اختي الكريمة بنت البدائع
بارك الله فيك على الطرح المتميز
حبذا اختي لو كان سرد السورة وحوادثها على عدة مراحل لنستمتع اكثر بسلاسة سردك المشووق
نستخلص من هذه السورة قصة يوسف عليه السلام
فائدين كثرت في زمننا هذا
الظلم ووقعة على النفس والصبر على المكاره سبب لفرج الرحمن عز وجل
تحيتي
.
.
بحق هي سوره ممتعه فيها العديد من العبر والعظات المسليه لقب كل من حلت به المحن والرزايا وجثم على قلب الحزن والهم كيف لا
وهي أنزلت على المصطفى في تلك الفترة العصبيه من حياته صلى الله عليه وسلم بل في ذلك الوقت الذي كان يعاني فيه الرسول والمؤمنون الوحشة والغربة والانقطاع في جاهلية قريش
أنزل سبحانه على نبيه الكريم هذه السوره تسليه لقلبه وتخفيفاً لمصابه وكأنه سبحانه تعالى يأمره بالصبر والتصبر على بلواه فإن بعد الشدة فَرَجاً وإن بعد الضيق مخرجاً
فذاك هو ديدن الأنبياء والمرسلين فهذا نبينا يوسف عليه السلام لقي من المحن والمصائب ماعجزت عن حمله الجبال الشم
رافعاً بذلك همة المصطفى صلى الله عليه وسلم
.
.
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ... الايات}
هذه من أكبر المحن التي مر بها يوسف عليه السلام في بيت العزيز
إذ دعته إمراه عزيز القوم أمراه ليس من عامه النساء بل من عليتهم إذ هي ذات منصب ومال الى مضاجعتها وهيئت له كل مايدعو الى ذلك
لكن الله عصمه من ذلك وفي هذا دلاله على شنيع هذا الامر – الخيانه _ وفضاعته
اذا ابى ذلك .. ومافيه من القبح والدناءه بحق من أكرمه وأحسن إليه ..
وافر تقديري ..
نجــــديه
24-05-10, 07:58 am
بارك الله فيك
قال ابن عطاء "لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها"[النكت والعيون]
لما فيها من الفرج بعد الشدة
والاجتماع بعد الفراق
والشفاء بعد المرض
وحسن عاقبة الصبر
ولطف الله بأوليائه
وانتصار الله للمظلوم وأن عاقبة البغي على صاحبه
وأن ما ينتظر المؤمن في الآخرة خير له من الدنيا
{رب قد آتيتني من الملك ... توفني مسلما وألحقني بالصالحين}
صريحةفي دنيامعفنة
24-05-10, 08:01 am
شكرآ بنت البدائع,,, احسن القصص..
قصة يوسف علية السلام... نتعبد بها ونستفيد منها.. في حياتنا
بنت البدائع
29-05-10, 02:04 am
أعتذر لكل المتداخلين على التأخر في الحضور
بارك الله فيكم جميعاً أثريتم الموضوع بتواجدكم الجميل وحبركم الذهبي
لي عودة مجدداً ,,
vBulletin® v3.8.8 Alpha 1, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba