المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نسيَـان د / ماسنجر .. !


د / ماسنجر
27-04-10, 02:53 am
قبل القراءة | إن كنت مشغولاً ماعليك سوى ضغط زر الـ x قبل البداية ..
وإن كنت كما أريد ! ، فعليك أن تُسند ظهرك قليلاً .. وتبدأ بالقراءة :



.


.


.


http://farm3.static.flickr.com/2074/3700472411_f8e1bdaf99.jpg


لم يكن نسيان .. أكثر من كونهِ عظة
غفلة منهم .. بيّنت مقامي ومكانتي ووُجودي


كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً .. بعد أن استعد والدي – غفر الله له وأسكنه الفردوس – لتجهيزات تلك الرحلة والمتوجهة إلى رمال البرقاء " قرية تبعد عن الأسياح كيلوا متراً " ، اجتمع بعض الأقارب ومن لهم شأن في ذلك اليوم ، أكاد أجن من شدة الفرحِ الذي يغمرني ويعلوا سمائي ، من هم في عمري أصدقائي سيرافقونني بلا عناء ولا رفض ولا شروط صعبة ، انطلقنا إلى مقر اللقاء وهو العِرْق الأول من نفود البرقاء ، وبعد الاجتماع هناك ينطلقون جميعاً إلى المكان الذي يروق لهم وتعجبهم أرضه ويكون مخالفاً للهواء .

وصلنا .. وأنزلوا بعض الأشياء الخفيفة السريعة " شابورة .. كَعك .. كليجا .. سِمسِم .. حافظة الشَاي " وحكايات أخرى .. وقرارات لاختيار المكان ، بين قَبول ورَفض ، أما أنا وتركي – رحمه الله تعالى وغفر له – فنحن في غنى عن تلك .. حتى الأكل والشرب .. لا يهمنا وأصدقائنا سوى لعب الكرة والذهاب إلى ما نريد وقت ما نريد ، ابتعدنا ونزلنا قليلاً إلى الجهة التي نرى فيها القادم من البقية ، استلقينا على الرمال وتحدثت وإياه أحاديث أعلم أني لن أتذكرها .. والأمر الوحيد الذي أتذكره في تلك اللحظة أني كنت منهمك في تبادل الأسرار بيني وبين تركي حبيب القَلب ، وقت يسير حتى بدأ النداء والصراخ باسم تركي .. تركي ! .. تركي ! ، والغريب أن اسمي لم يُنطق وكأني كنتُ نسياً منسيّا ! ، قلت له : إذا كانوا يودّون أن يتفرجون على مناظر الرمال ويعتلون النفود أو يحتطبون حطباً ليدفئنا فأخبرني ، قال : حسناً ، وسبحان من أنساني أن هذا الصوت وتلك النداءات ماهي إلا لتغيير المكان إعلاناً عن اجتماعهم كلهم ليتم الذهاب إلى مكان آخر ويمكثون به بقية اليوم .

ذهب تركي .. واختفت الأصوات .. واختفت النداءات .. وصوت السيارات ! ، قمت من مكاني واقفاً ونظرت إلى مكانهم ولم أجد أحداً ! ، ولا في الأمام ولا في اليمين ولا اليسار ! ، يا الله ! أمر موحش حقاً ، أود أن أصرخ عالياً وأصيح باسم أبي : يا بشـر .. أبـي .. ، ولكن لمن أنادي ؟! ومن الذي سيسمعني ؟! ، التفت إلى الخلف ووجدت ثلاثة بيوت من الشّعر بعيدة يسكنها رجال من البادية ، ونظرت إلى مكاني وآثار سيرهم وعلمتُ أني وحيداً ، ولكن قلتُ لتركي أن يُخبرني ! يُناديني ! ، سبحان من أنساه ومن أعمى ذاكرته .

أسير عدة خطوات .. لا أدري أين الهَدف ولا إلى أي مكان سأذهب ولا أي وجه جديد سألاقي ، وهل سيعودون لأخذي أم سيكون سلمان ذكرى ومرّت في حياتهم وحياة تركي ! ، كأن هيئتي ومنظري ولساني يقول : أبي .. آخر أبنائك سلمان .. فكيف يطيب لك نسيانه ونسيان اسمه وحضوره ! ، ما أنتَ إلا أملاً انتظرك ونوراً أبصر بك وشمساً تُنعش عُمري .. وتنساني ! ، أتصورني بعد يوم أو يزيد .. أين ستجدني ؟! ، من الجوعِ .. عند أحد أشجار البر أهلكني حتى نهشني وأماتني ! ، أم تحت الرمال .. دفن جسدي الهواء وأكلت لحمي الكائنات حتى أخفتني ! ، حاولت أن أبكي ولكن لمن أبكي ؟ ، حاولت أن أجري ولكن لمن أجري ؟ ، لمن أنظر لمن أصبر ؟ ، ظللت على هذه الحالة دقائق يسيرة .

رفعت نظري وإذا هم يصعدون رمال العِرق الثاني من النفود ، أبي والبقية ، صرخت عالياً .. بكيت ونثرت الدمع حتى أخفى رؤيتهم ، رفعت يدي وحركتها بسرعة لعلهم يَروني ! ، وقفت السيارات ووقفتُ معتقداً أنهم وقفوا لأجلي .. وفعلاً ينزل أحد إخوتي ليتأمل من بعيد ! ، وما هي إلا أجزاء يسيرة حتى دارت السيارات وعادوا إليّ حتى وقفوا عندي ، أبي : سلمان ! سلمان ! ، فتحت الباب واقتربت إليه وضمّني إلى صدرهِ وهو يقول : لا تبكي ! ها أنت معي .. الحمد لله أننا عدنا إليك ، أخرج من جيبهِ مائة ريال ووضعها في يدي ، نزلت من مكانه وركبت في الخلف إلى جانب بعض الإخوة ، والمدامع تسيل وتسير وتنتثر ، والتعليقات المضحكة من هنا وهنا وهناك .

ذاك يقول : سلمان ! إلى أين ستذهب لو لم نأتيك ؟! ، والآخر يقول : سلمان ! أعتقد أنك تقول في نفسك : لعلهم ينسوني مرة أخرى من أجل مائة ثانية ! ، وذاك يقول : الحمد لله أن أهل البادية قريبين إليك ! ، بقيت على حالي حتى وصلنا ، وبعد النزول ذهبت إلى تركي وتشاجرت معه : لماذا تنساني ؟! ألم أقل لك أخبرني ونادني ؟! ، قال : والله أنني نسيتك ولم تأتي إلى بالي ! .
أبي .. افتقدته بعد تلك الحادثة بعشر سنوات ، وتركي .. أخذ الله أمانته ، وسلمان .. مازال يفتقد أحضان أبيه ، ولحظات تركي .
كانت تلك الرحلة عام 1415 هـ

هذا الموضوع .. فاصل قبل الحلقة الأخيرة من رواية " عبيّد " ..

( علّق على تلك الأحرُف في زوايا ) (http://zoaya.blogspot.com/2010/04/blog-post_27.html)

د / ماسنجر ..
وحديث من الماضي !

جلوي العتيبي
27-04-10, 03:18 am
ننسى كثير

ونفقد الكثير ممن نحب

لكن تبقى الذكريات الجميله والمواقف من هذا النوع خالدة في الذاكره فترسم لنا اجمل اللحظات وأسعدها عندما كنا (أطفال) ما اجمل البراءه وما اجمل ضحكاتنا وبكاءاتنا ومزاحنا في ايام لن تعود ياسلمان .

رحم الله والدك وصديق تركي واطال الله عمرك على طاعته

كلوز
27-04-10, 08:28 am
اهلا بك ماسنجر واهلا يقلمك الجميل

رحم الله والدك ورحم الله تركي

النسيان لاأحد معصوم منه ولو بلحظات يسيره

ذكريات الماضي جميل جدا

دمت بخير

وضوح
27-04-10, 08:38 am
أسير عدة خطوات .. لا أدري أين الهَدف ولا إلى أي مكان سأذهب ولا أي وجه جديد سألاقي ، وهل سيعودون لأخذي أم سيكون سلمان ذكرى ومرّت في حياتهم وحياة تركي ! ، كأن هيئتي ومنظري ولساني يقول : أبي .. آخر أبنائك سلمان .. فكيف يطيب لك نسيانه ونسيان اسمه وحضوره ! ، ما أنتَ إلا أملاً انتظرك ونوراً أبصر بك وشمساً تُنعش عُمري .. وتنساني ! ، أتصورني بعد يوم أو يزيد .. أين ستجدني ؟! ، من الجوعِ .. عند أحد أشجار البر أهلكني حتى نهشني وأماتني ! ، أم تحت الرمال .. دفن جسدي الهواء وأكلت لحمي الكائنات حتى أخفتني ! ، حاولت أن أبكي ولكن لمن أبكي ؟ ، حاولت أن أجري ولكن لمن أجري ؟ ، لمن أنظر لمن أصبر ؟ ، ظللت على هذه الحالة دقائق يسيرة .


أبدعت بتصوير هذا الشعور رغم انه يفوق الوصف ..!
حروف رائعة ومؤلمة فتقت جراحاتي الطريه ..،،:e7:
غفر الله لوالديك وللمسلمين ،،



تحيتي لقلمك ،؛

سلطان نجد
27-04-10, 10:14 am
سبحان الله ..
في يومٍ عاصف
الكل يبحث عنك
ومن بينهم والدك وتركي
وكانت اخر رحلة البحث هي عندما وجدوك ..
وبعد مضي سنوات ..
تبحث عنهم
ولا تجد الا اسمائهم
فقد علقت على جدار الذكريات ..


,



د/ماسنجر

اسأل الله ان يتغمد والدك وتركي برحمته
وان يجعلك ممن طال عمره وحسن عمله..

دِيم
28-04-10, 11:26 am
قبل القراءة | إن كنت مشغولاً ماعليك سوى ضغط زر الـ x قبل البداية ..
وإن كنت كما أريد ! ، فعليك أن تُسند ظهرك قليلاً .. وتبدأ بالقراءة :

ومن قرأئها أكثر من مرَّة ؟

:(

فقط ..

د / ماسنجر
28-04-10, 06:06 pm
ننسى كثير

ونفقد الكثير ممن نحب

لكن تبقى الذكريات الجميله والمواقف من هذا النوع خالدة في الذاكره فترسم لنا اجمل اللحظات وأسعدها عندما كنا (أطفال) ما اجمل البراءه وما اجمل ضحكاتنا وبكاءاتنا ومزاحنا في ايام لن تعود ياسلمان .

رحم الله والدك وصديق تركي واطال الله عمرك على طاعته




لقد كانت أيام .. ذهبت وزالت وانتهت .. ولم يبقى منها إلا ذكراها فقط .. وما يذكّرنا بها .. وربما يذهب الذين يذكّرونا بتلك الأيام .. ولن يبقى إلا هي .. ونعود مجدداً إلى ذكرياتنا .. محاها الزمن ومحاها العمر وقضى عليها الدهر ولم يبقى منها إلا شريطها نديره بين اللحظة واللحظة واليوم واليومين ..

حياك الله ..

* * *

اهلا بك ماسنجر واهلا يقلمك الجميل

رحم الله والدك ورحم الله تركي

النسيان لاأحد معصوم منه ولو بلحظات يسيره

ذكريات الماضي جميل جدا

دمت بخير



اللهم آمين ..
لم يكن جميلاً إلا بكم ..
أدام الله جماله إن كان !
حُييت يا طيب ومرحباً بك ..

* * *

أسير عدة خطوات .. لا أدري أين الهَدف ولا إلى أي مكان سأذهب ولا أي وجه جديد سألاقي ، وهل سيعودون لأخذي أم سيكون سلمان ذكرى ومرّت في حياتهم وحياة تركي ! ، كأن هيئتي ومنظري ولساني يقول : أبي .. آخر أبنائك سلمان .. فكيف يطيب لك نسيانه ونسيان اسمه وحضوره ! ، ما أنتَ إلا أملاً انتظرك ونوراً أبصر بك وشمساً تُنعش عُمري .. وتنساني ! ، أتصورني بعد يوم أو يزيد .. أين ستجدني ؟! ، من الجوعِ .. عند أحد أشجار البر أهلكني حتى نهشني وأماتني ! ، أم تحت الرمال .. دفن جسدي الهواء وأكلت لحمي الكائنات حتى أخفتني ! ، حاولت أن أبكي ولكن لمن أبكي ؟ ، حاولت أن أجري ولكن لمن أجري ؟ ، لمن أنظر لمن أصبر ؟ ، ظللت على هذه الحالة دقائق يسيرة .


أبدعت بتصوير هذا الشعور رغم انه يفوق الوصف ..!
حروف رائعة ومؤلمة فتقت جراحاتي الطريه ..،،:e7:
غفر الله لوالديك وللمسلمين ،،



تحيتي لقلمك ،؛



حياك ربي أيتها المُتابعة ..
أشكر لكِ ثنائك وعظيم حضوركِ ..
أهلاً بك ..

* * *

سبحان الله ..
في يومٍ عاصف
الكل يبحث عنك
ومن بينهم والدك وتركي
وكانت اخر رحلة البحث هي عندما وجدوك ..
وبعد مضي سنوات ..
تبحث عنهم
ولا تجد الا اسمائهم
فقد علقت على جدار الذكريات ..


,



د/ماسنجر

اسأل الله ان يتغمد والدك وتركي برحمته
وان يجعلك ممن طال عمره وحسن عمله..



هذه هي الحياة .. وهكذا تكون .. وهكذا نقضيها ..
اليوم معهم .. وغدا بعيدين عنهم .. وبعد غدٍ لا نجدهم .. وربما لا يجدوننا ..
حياك ربي وبياك .. حضور مُستديم ..

* * *




ومن قرأئها أكثر من مرَّة ؟

:(

فقط ..



من قرأها أكثر من مرة .. يُستثنى من السطرين الأولين ..
ثم يشكر على قراءته وتكرارهِ لها ..
لكونه أراد أن يستشعر الألم والحزن الذي بها ..
وحقاً أجده تذوقه ..

حياك ربي ..

* * *

Mulberry Tree
29-04-10, 01:11 am
جميله .. ومحزنة .. ورائعه ومبكية .. قصتك ..
تصوير رائع لاحداث قصتك وربط بين المواقف الطارئة بأسلوب رائع يجعلك تقف وتتأمل حال الدنيا
.....................................
اتمنى أن تزودنا دائما بكتابتك ....لاعدمنا تلك الكلمات الرائعة
غفر الله ولوالدك وصديقك

" TWIX "
30-04-10, 04:37 pm
http://buraydh.com/forum/images/icons/icon10.gif

د / مسن
ذكرتني هذه القصة عندما أسرد لأحد ابناء أخي قصة خيالية عنه وعن أمجاده
عندما يفقده أباه في البر ويهيم في وجهه وفجأة يخرج ذئبا أمامه
ويقوم بالقضاء عليه ..
وعندما ألتفت إلى ابن أخي وهو يقطع الذيب قطعة قطعة .. http://buraydh.com/forum/images/icons/icon10.gif
أشوف الابتسامة من الجدار للجدار ...http://buraydh.com/forum/images/icons/icon10.gif

..

الحنين للماضي ..
له نكهة كنكهة شاهي التلقيمة ..http://buraydh.com/forum/images/icons/icon7.gif