سني متبع
24-02-10, 12:40 pm
بسم الله الرحمن الرحيم ...
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ...
إتصل علي صاحبي في ليلة مباركه من رمضان المنصرم وهو بين الفرح والحزن ،، وقال أريد مقابلتك بأسرع وقت ,,, هكذا من دون مقدمات دون عادته التي عودني عليها ,, مع ان أبرز ملامح شخصيته الشماليه الشرقيه هو الإختصار مع التفصيل المفيد والغير ممل ,,, عموماً إتفقت وإياه على موعد قريب لعلي استفهم منه مايريد ...
قابلته بعد دقائق معدوده ,, وسلم علي بإقتضاب وقال لي أسعفني ،،، قلت له -(سم آمر)- قال لي حصل لي أمر خطير ،، وفيه مفترق طرق ,, وأنا في حيرة من أمري ماذا أفعل ,, قلت له لاحول ولا قوة إلا بالله ،بالله عليك ماذا جرى ؟؟
قال لي -(شف لنا مكان نجلس فيه)- قلت له سم ولا يهمك ذهبت وإياه الى مقهى لنتناول كوبا من القهوه الساخنه (كوفي شوب) ,,, فلما جلسنا وكان يبدوا على ملامحه أنه متوتراً تاره ومنتشياً بنشوة الفرح تارة أخرى ...
أستدعيت الجرسون لتسجيل الطلب فلما أتى لم يكن صديقي هذا كعادته فهولم يطلب مشروبه المفضل -(كاراميل لاتيه)-ولكنه قال: (اي شي بالإنجليزي) ،،، فقال الجرسون : (كالعاده ياسيدي) ,, فمط شفتيه قائلاً نعم نعم كالعاده ,,, واستغرب الجرسون من تصرف زميلي الذي لم يكن كعادته -محباً للحديث ومبتسماً في كل وجه -؟ لم يكن صديقي هذا مقصراً لثوبه ولا معفياً للحيته ،-(مع ان المسلم حريُ به ان يطبق السنة قولاً وفعلاً ظاهراً وباطناً)- ولكنه كان يحب التمسك بأخلاق الإسلام وهو حريص على ان لايمس أحدٌ هذا الدين ولو بغمزٍ أو لمز ,, فلطالما أعتصر قلبه على أوضاع هذه البلاد المأساويه والأمه الإسلاميه والتي ماتكاد تخرج من ورطه الا وقد دخلت في أختٍ لها ؟؟
قلت له صديقي أبا فلان -(قال نعم)- قلت له : الموضوع الذي استدعيتني من أجله ليس من أجل دَينٍ ولا من أجل مشكلةٍ عائليه صح ,,, ؟
قال لي نعم وما أدراك ؟!
قلت لقد بان ذلك من محياك ,, فموضوعك فيه نصرٌ وخساره؟ صح ؟
قال نعم ؟
قلت إذن ماهو ...؟
قال لي لعله آن الأوان لي بترك هذا البلد (بريده) بل والسعودية بل والوطن العربي ككل ،،
قلت بشر عسى الداعي خير ؟؟
قال لي هو كذلك إنشاءالله ولكني متردد ؟؟
قلت له دراسه؟
قال لي : لا ،، أبداً ليس كذلك ..؟!
قلت له ماهو إذاً ؟
قال لي (عرض عمل في أحد الدول الأوربيه وفي واحده من أرقى الشركات التي أعمل في مجالها وهذا العرض لم أكن أحلم به في أكبر الشركات المحليه) ؟؟
قلت له ماشاءالله تبارك الله تستاهل والله ياصديقي .. فقد عرفتك محباً للعمل والنظام والإطلاع سيما انك محبٌ لتخصصك الدقيق ؟
قال لي أشكرك على ثناءك ولكن هناك شئ محير ؟؟
قلت له ماهو ؟؟
قال لي : ديني ومن ثم أمي وزوجتي وأبنائي ؟ فلقد درستُ هناك ورأيت الوضع ؟!! فلا أريد ان أفقد مسجدي ولا أريد ان افقد البقيه الباقيه من الأخيار هنا ... وأمي لا اريد ان أنغص عليها بذلك فهي التي ربتني وصرفت علي وكبرتني بتعليمي فلا أريد ان أقابل ذلك كله بالجحود ؟؟! ومن ثم أولادي لا اريد لهم الإنسلاخ في أخلاقهم وأيضا لا اريد العمل في جو مختلط فلقد هربت من الإختلاط هنا في السعوديه فما بالك في بلد بمثل بريطانيا ؟؟
قلت طيب ارى انك اتخذت قرارك.
قال لي : ليس بعد ؟؟؟
قلت له طيب وش رايك ؟وش رسيت عليه؟
قال لي : الجانب الآخر ..
قلت له وما هو ؟
قال: التطور في التخصص , الوضع المادي أفضل هناك ، تعليم الأولاد هناك في أفضل المدارس ,, أيضاً الفوضى الإداريه والتخبط الذي نعيشه هنا والعشوائيه في كل شي ،، نعم في كل شي هذه سوف افتقدها هناك ,, سأعيش محترما وأموت محترماً في بلد كافر للأسف بينما هنا أعيش مهمشاً واموت مهمشاً في بلد مسلم ويدعي البعض من من يعيش فيه الإسلام وهم يغشون ويرتشون ويتحاسدون ويسرقون اللقمه من فم الفقير ... هناك لامجال لهذا كله ,,, أنت وساعدك ،، لاواسطه لاشفاعةٌ سيئة ,, لاعنصرية في المناصب ,, لاتزلق ,, لا ,, لا ,, لا ,, الله المستعان ان يحدث هذا في بلاد الكفر وهو ابعد مايكون الآن في بلاد المسلمين ,,, ياأخي حتى المساجد هنا لاتحترم ... فمن كان يتوقع ان المعازف ستدخل الى مساجدنا في يوم من الأيام .. أنظر الى القذاره التي تقبع بها كثير من مساجدنا ,, انظر الى مداخل المساجد مع ان رفوف الأحذيه أكرمك الله خاليه منها ,,, فوظى ،، فوظى ,,, فوظى في كل مكان ,, وقلت الأدب في كل شبر ,,, الله المستعان .
قلت له طيب : وماذا قررت ؟
قال لي سأستخير الله حتى يكتب الله لي الخيرة من أمري ؟
قلت له إشرب مشروبك المفضل فلقد برد ,,, وبعدها يجعل الله لك من أمرك يسراً بإذن الله.
إلتقيت وإياه بعد يومين من هذا الموعد ,,, وكعادتنا إتفقت وإياه على المقهى المعتاد ؟! وكانت ملامح النشوه قد بدت على محياه ,, فقلت له هاه بشر عساك أهتديت الى قرار ...
قال نعم ولله الحمد .. فلقد قررت ...!
قلت له: وما هو قرارك ؟
قال: إلتجأت الى الله بقلب منكسرٍ ذليلٍ خاشعٍ في إستخاراتي التي صليتها وداعياً الله في صواتي التي صليتها ,,,, وبعد ذلك إستشرت رفيقة دربي وحبيبتي -زوجتي- فقالت لي : دربي دربك وذهبت لإمي حبيبتي غاليتي التي هي أعز بضاعتي -(يقولها وهو يبكي)- فقلت لها: أسألك ياأمي بالذي خلق السماء بلا عمدٍ ترينها هل تقبلين لي بالهجره والعمل بالخارج ,,
قالت: لا والله ياوليدي -(تقولها وهي تبكي)- ...
قلت لها: فإني أتقرب الى الله عز وجل برفضي عرض العمل إرضاءاً لله ومن ثم لإمي ...فما تمالكت نفسها الا وبكت ومن ثم بكيت لبكائها ؟!!!
السؤال المطروح الآن ... بعد هذا السرد ,, هل كان صديقي هذا محقاً في إختياره أريد رأيكم وبصراحه لإن القصه حقيقيه ونقلتها لكم بعد أن أخذت الأذن من صديقي ....
دمت بود وبعافية من الله ...
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ...
إتصل علي صاحبي في ليلة مباركه من رمضان المنصرم وهو بين الفرح والحزن ،، وقال أريد مقابلتك بأسرع وقت ,,, هكذا من دون مقدمات دون عادته التي عودني عليها ,, مع ان أبرز ملامح شخصيته الشماليه الشرقيه هو الإختصار مع التفصيل المفيد والغير ممل ,,, عموماً إتفقت وإياه على موعد قريب لعلي استفهم منه مايريد ...
قابلته بعد دقائق معدوده ,, وسلم علي بإقتضاب وقال لي أسعفني ،،، قلت له -(سم آمر)- قال لي حصل لي أمر خطير ،، وفيه مفترق طرق ,, وأنا في حيرة من أمري ماذا أفعل ,, قلت له لاحول ولا قوة إلا بالله ،بالله عليك ماذا جرى ؟؟
قال لي -(شف لنا مكان نجلس فيه)- قلت له سم ولا يهمك ذهبت وإياه الى مقهى لنتناول كوبا من القهوه الساخنه (كوفي شوب) ,,, فلما جلسنا وكان يبدوا على ملامحه أنه متوتراً تاره ومنتشياً بنشوة الفرح تارة أخرى ...
أستدعيت الجرسون لتسجيل الطلب فلما أتى لم يكن صديقي هذا كعادته فهولم يطلب مشروبه المفضل -(كاراميل لاتيه)-ولكنه قال: (اي شي بالإنجليزي) ،،، فقال الجرسون : (كالعاده ياسيدي) ,, فمط شفتيه قائلاً نعم نعم كالعاده ,,, واستغرب الجرسون من تصرف زميلي الذي لم يكن كعادته -محباً للحديث ومبتسماً في كل وجه -؟ لم يكن صديقي هذا مقصراً لثوبه ولا معفياً للحيته ،-(مع ان المسلم حريُ به ان يطبق السنة قولاً وفعلاً ظاهراً وباطناً)- ولكنه كان يحب التمسك بأخلاق الإسلام وهو حريص على ان لايمس أحدٌ هذا الدين ولو بغمزٍ أو لمز ,, فلطالما أعتصر قلبه على أوضاع هذه البلاد المأساويه والأمه الإسلاميه والتي ماتكاد تخرج من ورطه الا وقد دخلت في أختٍ لها ؟؟
قلت له صديقي أبا فلان -(قال نعم)- قلت له : الموضوع الذي استدعيتني من أجله ليس من أجل دَينٍ ولا من أجل مشكلةٍ عائليه صح ,,, ؟
قال لي نعم وما أدراك ؟!
قلت لقد بان ذلك من محياك ,, فموضوعك فيه نصرٌ وخساره؟ صح ؟
قال نعم ؟
قلت إذن ماهو ...؟
قال لي لعله آن الأوان لي بترك هذا البلد (بريده) بل والسعودية بل والوطن العربي ككل ،،
قلت بشر عسى الداعي خير ؟؟
قال لي هو كذلك إنشاءالله ولكني متردد ؟؟
قلت له دراسه؟
قال لي : لا ،، أبداً ليس كذلك ..؟!
قلت له ماهو إذاً ؟
قال لي (عرض عمل في أحد الدول الأوربيه وفي واحده من أرقى الشركات التي أعمل في مجالها وهذا العرض لم أكن أحلم به في أكبر الشركات المحليه) ؟؟
قلت له ماشاءالله تبارك الله تستاهل والله ياصديقي .. فقد عرفتك محباً للعمل والنظام والإطلاع سيما انك محبٌ لتخصصك الدقيق ؟
قال لي أشكرك على ثناءك ولكن هناك شئ محير ؟؟
قلت له ماهو ؟؟
قال لي : ديني ومن ثم أمي وزوجتي وأبنائي ؟ فلقد درستُ هناك ورأيت الوضع ؟!! فلا أريد ان أفقد مسجدي ولا أريد ان افقد البقيه الباقيه من الأخيار هنا ... وأمي لا اريد ان أنغص عليها بذلك فهي التي ربتني وصرفت علي وكبرتني بتعليمي فلا أريد ان أقابل ذلك كله بالجحود ؟؟! ومن ثم أولادي لا اريد لهم الإنسلاخ في أخلاقهم وأيضا لا اريد العمل في جو مختلط فلقد هربت من الإختلاط هنا في السعوديه فما بالك في بلد بمثل بريطانيا ؟؟
قلت طيب ارى انك اتخذت قرارك.
قال لي : ليس بعد ؟؟؟
قلت له طيب وش رايك ؟وش رسيت عليه؟
قال لي : الجانب الآخر ..
قلت له وما هو ؟
قال: التطور في التخصص , الوضع المادي أفضل هناك ، تعليم الأولاد هناك في أفضل المدارس ,, أيضاً الفوضى الإداريه والتخبط الذي نعيشه هنا والعشوائيه في كل شي ،، نعم في كل شي هذه سوف افتقدها هناك ,, سأعيش محترما وأموت محترماً في بلد كافر للأسف بينما هنا أعيش مهمشاً واموت مهمشاً في بلد مسلم ويدعي البعض من من يعيش فيه الإسلام وهم يغشون ويرتشون ويتحاسدون ويسرقون اللقمه من فم الفقير ... هناك لامجال لهذا كله ,,, أنت وساعدك ،، لاواسطه لاشفاعةٌ سيئة ,, لاعنصرية في المناصب ,, لاتزلق ,, لا ,, لا ,, لا ,, الله المستعان ان يحدث هذا في بلاد الكفر وهو ابعد مايكون الآن في بلاد المسلمين ,,, ياأخي حتى المساجد هنا لاتحترم ... فمن كان يتوقع ان المعازف ستدخل الى مساجدنا في يوم من الأيام .. أنظر الى القذاره التي تقبع بها كثير من مساجدنا ,, انظر الى مداخل المساجد مع ان رفوف الأحذيه أكرمك الله خاليه منها ,,, فوظى ،، فوظى ,,, فوظى في كل مكان ,, وقلت الأدب في كل شبر ,,, الله المستعان .
قلت له طيب : وماذا قررت ؟
قال لي سأستخير الله حتى يكتب الله لي الخيرة من أمري ؟
قلت له إشرب مشروبك المفضل فلقد برد ,,, وبعدها يجعل الله لك من أمرك يسراً بإذن الله.
إلتقيت وإياه بعد يومين من هذا الموعد ,,, وكعادتنا إتفقت وإياه على المقهى المعتاد ؟! وكانت ملامح النشوه قد بدت على محياه ,, فقلت له هاه بشر عساك أهتديت الى قرار ...
قال نعم ولله الحمد .. فلقد قررت ...!
قلت له: وما هو قرارك ؟
قال: إلتجأت الى الله بقلب منكسرٍ ذليلٍ خاشعٍ في إستخاراتي التي صليتها وداعياً الله في صواتي التي صليتها ,,,, وبعد ذلك إستشرت رفيقة دربي وحبيبتي -زوجتي- فقالت لي : دربي دربك وذهبت لإمي حبيبتي غاليتي التي هي أعز بضاعتي -(يقولها وهو يبكي)- فقلت لها: أسألك ياأمي بالذي خلق السماء بلا عمدٍ ترينها هل تقبلين لي بالهجره والعمل بالخارج ,,
قالت: لا والله ياوليدي -(تقولها وهي تبكي)- ...
قلت لها: فإني أتقرب الى الله عز وجل برفضي عرض العمل إرضاءاً لله ومن ثم لإمي ...فما تمالكت نفسها الا وبكت ومن ثم بكيت لبكائها ؟!!!
السؤال المطروح الآن ... بعد هذا السرد ,, هل كان صديقي هذا محقاً في إختياره أريد رأيكم وبصراحه لإن القصه حقيقيه ونقلتها لكم بعد أن أخذت الأذن من صديقي ....
دمت بود وبعافية من الله ...
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...