المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استشارة


زاااااائر
20-02-10, 05:39 pm
ه هل ترون ان مشاريع التوفيق الخيري للزواج ناجحة؟
في نظركم هل في زمننا هذا من يستحق ان تعرض الفتاة نفسها عليه ..طبعا عن طريق الوسيط؟وهل سبق وان وقفتم على حالة عرضت فيها الفتاة نفسها على رجل كيف كانت حياتها معه؟

احمد السعيد
21-02-10, 10:38 am
أخي الكريم زائر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بك في منتدى الاستشارات الاجتماعية ، واشكر لك طرح هذه التساؤلات المهمة .
أخي العزيز وجود مثل هذه المشاريع المؤسسية التي تلامس احتياجات المجتمع ، ومشروع التوفيق الخيري واحد من المشاريع الناجحة خاصة أنه يسير وفق نظام وأطر تنظم هذه العملية الحساسة وقد خطى خطوات رائعة تستحق الإشادة والتقدير بعيداً عن اجتهادات لا زلنا نعي من سلبياتها الخطيرة ، ولازال في طور التجديد والتطوير .
أخي الكريم بالنسبة لماذكرت حول عرض المرأة نفسها على الرجل ، فهذا أمر لا عيب فيه وهو سنة مهجورة خاصة إذا كان هذا الشاب ذا خلق ودين ويستحق مثل هذا الأمر ، وقد يحصل هذا الأمر بالتعريض أو التصريح أو الوسيط كالأب أو الأخ أو أحد الأقارب .
وهناك صور كثيرة فالقرآن ذكر لنا المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، وخديجة رضي الله عنها عرضت نفسها على النبي إعجاباً بأمانته وصدقه ..


واسمح لي بنقل كلام رائع من كتاب (أفراحنا ) لأحمد بن عبدالله السلمي ..

•فعلى كل من الرجل والمرأة المسارعة لتحقيقه بشتى الوسائل والسعي من أجل ذلك حتى ولو كان بأن يوصي أحدا أن يذكره لمن يراه كفوا للزواج – سواء كان ذلك من الرجل أو المرأة – حتى لو وصل الأمر إلى عرض النفس خاصة بالنسبة للمرأة ، فتعرض نفسها على أهل الصلاح فإن ذلك لا غضاضة فيه بل هو جائز ، بل قد يكون مستحبا ، وذلك لرغبتها في أهل الصلاح .•فعن أنس بن مالك ، جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض نفسها ، فقالت : يا رسول الله ألك بي حاجة ؟ ، فقالت بنت أنس : ما أقل حياءها وا سوأتاه ، فقال أنس : هي خير منك ، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها .•وقد عنون البخاري على هذا الحديث : ( باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح ) ، وكانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت عائشة : أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل بغير صداق ، فلما نزلت (( ترجي من تشاء منهن )) قالت : يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك .•وعلى أولياء الأمور كذلك عرض مولياتهم على أهل الخير والصلاح وذلك من تمام حسن رعايتهم لهن ، وهذا هو هدي السلف الصالح ، وخير الهدي هديهم .•ولا يخفى علينا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عرض ابنته حفصة على عثمان بن عفان ثم على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ثم تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم .•قال ابن حجر تعليقا على هذا الحديث : وفيه عرض الإنسان ابنته وغيرها من مولياته على من يعتقد خيره وصلاحه لما فيه من النفع العائد على المعروضة عليه وأنه لا استحياء في ذلك .•وقد كان ذلك شائعا في الأمم السابقة ، ولا غضاضة فيه ولا عيب فقد نص الله تعالى على ذلك في كتابه ، لما عرض الشيخ الكبير إحدى ابنتيه على موسى عليه السلام بعدما ورد ماء مدين ، قال تعالى : (( إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج )) القصص : 27 .
•وهذا سعيد بن المسيب التابعي الجليل كان لديه ابنة تناقل الناس جمالها وعلمها ورجاحة عقلها ، فبعث إليه الخليفة عبد الملك بن مروان يخطبها إلى ابنه الوليد ولي عهده فأبى سعيد ورد رسول عبد الملك ، ومازال الخليفة يراجعه ويلح عليه حتى آل به الحال إلى ضربه ، وسعيد لا يزال رافضا ، ثم كان من أمرها أن زوجها لتلميذ عنده يقال له أبو وداعه في قصة معروفة في كتب التراجم بعد أن عرضها عليه وكان مهرها درهمين أو ثلاثة .•وهنا نلاحظ كيف كان السلف الصالح يعرضون مولياتهم على أهل الخير والصلاح دون استحياء لأن هذا دليل على حرصهم وتحريهم الخير لمولياتهم ، فليس في ذلك أدنى انتقاص لهن لا كما يفهمه الناس في زماننا هذا ، بأن من يعرض عليه امرأة يظن أن فيها عيبا ونقصا ولذلك عرضت عليه ، بل حتى ولو لم يكن فيها عيب إن كان فيما سبق له نية أن يخطبها ثم عرضت عليه لانتقصها وسقطت من عينه ، بل وقد يصل الأمر أن يعيبها بين الناس وهذا فهم خاطئ وغلط بين .•فلو لاحظنا في كثير من الوقائع السابقة وغيرها ، وفي قصة زواج النعمان بن ثابت والد أبي حنيفة رحمهما الله ، لرأينا غالب النساء اللاتي تعرض يكون فيها من الخير والصلاح ما هو ظاهر ، وفيها من الجمال والحسن ما هو بين .إذا علمنا ذلك كله كان حري بالمرء – من رجل أو امرأة – المبادرة إلى الزواج وتعجيله قدر الإمكان وتحقيقه حتى ينعم بثماره اليانعة ويفوز برضى الواحد الديان و يحقق إتباعه لسنة المرسلين وهدي الصالحين وكذا بالنسبة لأولياء الأمور .إذا فلتعرض عن الإصغاء للوم السذج من الناس ولتقتدي بسيرة السلف الصالح فتبادر بخطب الرجل المرضي في دينه وخلقه لابنتك وأختك ، فإن ذلك من الخير لك ولها في الدنيا والآخرة والله أعلم .وفي ختام هذا المبحث أقول :قد يكون غريبا على بعضنا بل قد يكون مستشنعا عند بعضنا وقد يعيبه بعض الناس ، ولكن الحق أحب إلينا جميعا من كل أحد ، وقبل أن تعيب هذا الأمر تريث وتأمل ما قلناه في أول هذا البحث وأحسب أنك من الوقافين عند الحق ومن المحبين المتبعين للحق ، وخاصة إذا لم يأت ابنتك رجل صالح أو لم يطرق بابك أحد من الناس فماذا تفعل ؟ هل ستسعى وتبحث ؟ أم تقول هذا من العيب ، لا ! لا ! لا ! تقل هذا من العيب ولا تقل هذا من العار لا . هذه من عادات الجاهلية دعها عنك أنت مسلم تعتز بإسلامك وتعتز بسلفك الصالح وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
قال سماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى – : (( ليس من العيب أن يبحث الرجل عن زوج صالح لابنته أو أخته )) .

وهناك صور وأحداث كثيرة وقت وكانت حياة سعيدة وموفقة ولله الحمد .