تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل يلبس ابن باز العقال..؟!


ابومنيرة
19-02-10, 10:21 pm
هل يلبس ابن باز العقال..؟! (http://www.buraydh.com/saudies/120-2009-12-22-09-45-36/950-2010-02-19-14-40-59.html)

العالم الجليل والوالد الكبير الشيخ المغفور له إن شاء الله عبدالعزيز بن باز كان له بصمة واضحة في العلم الشرعي والدعوة إلى الله كان مثالا في التواضع ولين الجانب وإيجاد العذر للمسلم ولايتصيد الزلات.


حضرت مجلسه أكثر من مرة في منطقة الديرة بالرياض بالثمانينيات وتذكرت وأنا أجلس بجانبه على الأرض في مجلسه المتواضع أنه رمز من رموز الأمة الإسلامية في علمه وحكمته وتواضعه وبساطته فهو يغضب لدين الله وغيرته على دين الله ولا تأخذه في الحق لومة لائم، فأدعو الله جل وعلى أن يهبه منزلا في الفردوس الأعلى.



لاحظت في الفترة الأخيرة ظهور الباحث الشرعي فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن باز على العلن في خطاب ديني جديد يختلف عما تعودنا عليه من المؤسسة الدينية لدينا للمائة عام الماضية، ومن حقي وحقنا كقراء معرفة الدوافع التي جعلت الشيخ أحمد بن باز ينهج هذا المنهج, ومحاولة التكهن بها.


فهنالك من يقول إن الشيخ أحمد أراد بذلك إعادة عائلة الباز إلى الواجهة في المكانة الدينية التي تزعمها والده المرحوم بعد أن حظيت بعض الأسماء بمكانه في المؤسسة الدينية، بينما يقول آخرون إن الشيخ احمد أدرك الحاجة الملحة لظهور خطاب ديني معتدل يعيد المملكة إلى مكانتها السابقة في المجتمع الدولي بما فيه الإسلامي بعد الضرر الذي لحق بها من جراء هجمات الحادي عشر من سبتمر.


بينما يرى آخرون أن الشيخ أحمد اقتنع بخطأ بعض الممارسات من المؤسسة الدينية بكافة أقسامها وإظهار العادات والتقاليد وكأنها من ثوابت الدين إضافة إلى إضفاء القدسية على بعض الأشخاص وهذا خطر على الدعوة والدين.


أما وجهة نظري الخاصة فأنني أرى أن الشيخ احمد ابن باز لم يكن دافعه الظهور أو الحصول على مكانه في المؤسسة العلمية ولكنه قرر أن يكون مجدد العصر مستمدا ذلك من مدرسة والده وما توصل إليه من بحث شرعي وفقهي فهو من جيل الشباب ويختلف عن فكر سابقيه من كبار السن الذين يهيمنون على مفاصل المؤسسة الدينية السعودية ومجال الاختلاف هو بفارق السن أولا وثقافته واطلاعه الواسع وتحكيم العقل وفهم أن الدين ليس حجر عثرة في تقدم الأمم وإنما عامل مساعد لها ثانيا، وهو بلا شك اعتمد على الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: "يبعث الله كل مائة عام من يجدد لهم أمور دينهم" فالتجديد المقصود هو في إعادة قراءة نصوص وأحكام الفقه ووضعها بصيغه تناسب العصر الحالي ومستجداته ومتغيرات الحياة مع الأخذ بالاعتبار التبسيط على الناس في أمور دينهم وممارساتهم اليومية عندما يكون الأصل في الشرع الإباحة والخروج من قوقعة درء المفاسد!! والتي اتخذها بعض العلماء والفقهاء مخرجا عندما لايجد جوابا لبعض مستجدات العصر. ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف من بعده لم يكن هنالك وجود للسيارة أو الطائرة أو القطار ولم تكن البنوك والانترنت والهاتف موجودة وكان السفر قديما نوع من العذاب والمشقة بينما الآن أصبح نوع من أنواع المتعة، كما أنه لم يكن هنالك مستشفيات ولا جامعات ولا نساء عاملات ولا خدم وسائقين في كل منزل وشقه، ولم يذكر لنا التاريخ أن الرجال يبيعون مستلزمات النساء ولا السائق غير المسلم يباح له الخلوة غير الشرعية مع المرأة المسلمة داخل سيارة مظلله يقطع بها الفيافي والقفار.



الشيخ أحمد بن باز أطال الله في عمره تبصر في أمر مجتمعه المسلم ورأى الكثير من التناقضات والمستجدات وأدرك أن أمور الجاهلية الأولى تطل برأسها، فهناك أسر تفرق لعدم تكافؤ النسب ونساء تقضي عمرها تراجع المحاكم أما لطلاق أو نفقه أو لحمايتها من العنف، ورأى صغيرات تزف لكهول ورأى النساء محرومات من العمل الشريف ونساء عانسات وثلاثمائة ألف عاطل من حملة الثانوية والجامعة ورأى أناس يتخذون من الدين ذريعة للحصول على ثلاث وظائف ورأى العمالة الوافدة من شرق آسيا يعتلون منابرنا ورأى بعض منسوبي الهيئة لايعلم أن جمع ست نساء حرام!! ورأى من يقوم بمضاجعة النساء في غطاء الرقية الشرعية وقرأ عن ذلك المقيم الإمام الذي يعقد زواج المسيار بالساعة واليوم هذه التناقضات وغيرة الشيخ احمد ابن باز على دين الله دفعه إلى الظهور بهذه الأفكار النيرة معلنا ذلك للملأ دون خوف أو مجامله فهو لم يعتمد على الاجتهاد وحدة الصوت في مكبرات الصوت ولكنه اعتمد على ماتوصل إليه من البحث العلمي مقيما الحجة على من يحاول تشويه الدين وتشويه خطابنا الديني.


أنا استطيع أن اسمي الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن باز مجدد العصر وأدعو الله أن يجعله امتدادا لنور والده ووالدنا المرحوم عبدالعزيز بن باز طيب الله ثراه. وأن يكون على يديه بداية نهضة جديدة يسود بها الإسلام العالم كما ساده من قبل بعيدا عن التعصب والغلو والتطرف ومادام الشيخ بهذا الفكر والعلم والشجاعة فهل يلبس فضيلته العقال؟؟ ليقول للآخرين إن الدين ليس شكلا وإنما جوهر ومعاملة حسنه؟!