عاشق التحدي
26-11-02, 02:38 pm
شوفوا لنا حل لها الشباب عبدالله بن بخيت [/
COLOR]
اقترب الشهر الكريم من نهايته وبدأت ملفات العيد تفتح. أول الملفات تحذير المدارس للطلاب من الغياب في الأيام الأخيرة من شهر رمضان. كما بدأت الناس تتحول من أسواق الأرزاق والأطعمة إلى محلات الملابس مع بعض الإعلانات الخجولة التي تحرض على السفر. لاحظت، وربما لاحظتم مثلي، أن حجم الطلب على الأكل بصفة عامة تناقص هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة. كما أن كثيراً من الكتاب لم يكتبوا هذه السنة شيئاً يستحق الذكر عن مأكولات رمضان. ولكن الشيء الذي لم ينته، بل تزايد هذا العام هو مشكلة الشباب مع الكتاب النصائحجية. عندما أقرأ ما يوجه للشباب أحمد الله أني لم أعد شاباً ولست عزابياً. فقد تحولت ميزة العمر الجميل إلى شعور بالذنب لا يتوقف. إذا ذهب الشاب لقضاء سهرة مع الأصدقاء في مقهى عام شنت الأقلام النصائحجية حملة على المقاهي والأماكن العامة لما تحويه هذه المقاهي من الويل والثبور وعظائم الأمور. وإذا تمشى الشاب في الأسواق من باب تمضية الوقت بدلاً من الجلوس في المقاهي المليئة بعظائم الأمور، وأصبحت الأسواق حسب وجهة نظر الأقلام النصائحجية موئل الفساد والإيذاء الأعظم. وصرخت تلك الأقلام النصائحجية بإيقاف الشباب عند حدهم وطالبت بتكثيف الدوريات الراجلة والراكبة والمتلطمة. وعندما يشعر الشاب أن أبواب الأسواق أصبحت مقفلة في وجهه ويقرر الاكتفاء بالدوران في الشوارع بسيارته مع بعض الأصدقاء تمشياً مع النصيحتين السابقتين تهب الأقلام النصائحجية مرة أخرى وتكتشف دون عناء أن سبب المشاكل والحوادث هم هؤلاء الشباب الذين لا شغل لهم سوى الدوران بسياراتهم في الشوارع لمطاردة الآمنين والآمنات. كما أن هؤلاء الشباب هم السبب الأول والأخير في المشاكل المرورية التي حصدت الأرواح. أما إذا قرر الشاب الابتعاد عن المجتمع واستقل مع عدد من أصدقائه في استراحة خاصة استأجروها بعصارة فلوسهم وفجأة تتحول هذه الاستراحات عند أصحاب الأقلام النصائحجية إلى أوكار «الله أعلم وش يدور فيها». يجب على الجهات المعنية وضع الضوابط لها ومراقبتها ومداهمتها. وفي النهاية عندما ييأس الشاب ويقرر ترك الشلة والبقاء في البيت لينضم إلى عائلته عاقلاً هادئاً قابعاً في حضن أمه يتفرج معها على التلفزيون، فجأة، تهب الأقلام النصائحجية إلى إدانة التلفزيونات والقنوات الفضائية التي تهدف إلى إلهاء الشباب بتعريضهم إلى الرقص ويا ليل يا عين والبرامج الهابطة الأخرى. وفي الأخير عندما يعلن الشاب التخلص من الدش والدجتل ويقرر الاكتفاء بالتلفزيون السعودي، يسترخي مسفهلاً إلى جانب أخواته البنات قائلاً في ذات نفسه: الآن لن يجد إخواننا الكتَّاب النصائحجون أي مثلبة عليه وعلى سلوكه، فهو الآن جالس تحت نظر وبصر والديه يتفرج على التلفزيون السعودي يفاجأ بالكتَّاب النصائحجين يطلون عليه وهو ناعس في حضن أمه زاعقين في وجهه: «أش مجلسك هنا يا قليل الحياء نسيت أن هذه القناة تبث طاش ما طاش أيها الفاسق».
فاكس: 4702164 yara4u2@hotmail.com
[COLOR=red]جريدة الجزيرة يوم الأثنين الموافق 20/ 9 /1423 هــ
COLOR]
اقترب الشهر الكريم من نهايته وبدأت ملفات العيد تفتح. أول الملفات تحذير المدارس للطلاب من الغياب في الأيام الأخيرة من شهر رمضان. كما بدأت الناس تتحول من أسواق الأرزاق والأطعمة إلى محلات الملابس مع بعض الإعلانات الخجولة التي تحرض على السفر. لاحظت، وربما لاحظتم مثلي، أن حجم الطلب على الأكل بصفة عامة تناقص هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة. كما أن كثيراً من الكتاب لم يكتبوا هذه السنة شيئاً يستحق الذكر عن مأكولات رمضان. ولكن الشيء الذي لم ينته، بل تزايد هذا العام هو مشكلة الشباب مع الكتاب النصائحجية. عندما أقرأ ما يوجه للشباب أحمد الله أني لم أعد شاباً ولست عزابياً. فقد تحولت ميزة العمر الجميل إلى شعور بالذنب لا يتوقف. إذا ذهب الشاب لقضاء سهرة مع الأصدقاء في مقهى عام شنت الأقلام النصائحجية حملة على المقاهي والأماكن العامة لما تحويه هذه المقاهي من الويل والثبور وعظائم الأمور. وإذا تمشى الشاب في الأسواق من باب تمضية الوقت بدلاً من الجلوس في المقاهي المليئة بعظائم الأمور، وأصبحت الأسواق حسب وجهة نظر الأقلام النصائحجية موئل الفساد والإيذاء الأعظم. وصرخت تلك الأقلام النصائحجية بإيقاف الشباب عند حدهم وطالبت بتكثيف الدوريات الراجلة والراكبة والمتلطمة. وعندما يشعر الشاب أن أبواب الأسواق أصبحت مقفلة في وجهه ويقرر الاكتفاء بالدوران في الشوارع بسيارته مع بعض الأصدقاء تمشياً مع النصيحتين السابقتين تهب الأقلام النصائحجية مرة أخرى وتكتشف دون عناء أن سبب المشاكل والحوادث هم هؤلاء الشباب الذين لا شغل لهم سوى الدوران بسياراتهم في الشوارع لمطاردة الآمنين والآمنات. كما أن هؤلاء الشباب هم السبب الأول والأخير في المشاكل المرورية التي حصدت الأرواح. أما إذا قرر الشاب الابتعاد عن المجتمع واستقل مع عدد من أصدقائه في استراحة خاصة استأجروها بعصارة فلوسهم وفجأة تتحول هذه الاستراحات عند أصحاب الأقلام النصائحجية إلى أوكار «الله أعلم وش يدور فيها». يجب على الجهات المعنية وضع الضوابط لها ومراقبتها ومداهمتها. وفي النهاية عندما ييأس الشاب ويقرر ترك الشلة والبقاء في البيت لينضم إلى عائلته عاقلاً هادئاً قابعاً في حضن أمه يتفرج معها على التلفزيون، فجأة، تهب الأقلام النصائحجية إلى إدانة التلفزيونات والقنوات الفضائية التي تهدف إلى إلهاء الشباب بتعريضهم إلى الرقص ويا ليل يا عين والبرامج الهابطة الأخرى. وفي الأخير عندما يعلن الشاب التخلص من الدش والدجتل ويقرر الاكتفاء بالتلفزيون السعودي، يسترخي مسفهلاً إلى جانب أخواته البنات قائلاً في ذات نفسه: الآن لن يجد إخواننا الكتَّاب النصائحجون أي مثلبة عليه وعلى سلوكه، فهو الآن جالس تحت نظر وبصر والديه يتفرج على التلفزيون السعودي يفاجأ بالكتَّاب النصائحجين يطلون عليه وهو ناعس في حضن أمه زاعقين في وجهه: «أش مجلسك هنا يا قليل الحياء نسيت أن هذه القناة تبث طاش ما طاش أيها الفاسق».
فاكس: 4702164 yara4u2@hotmail.com
[COLOR=red]جريدة الجزيرة يوم الأثنين الموافق 20/ 9 /1423 هــ