النون
25-11-02, 05:55 am
الوزير الذي (لم يبلع العافية)
التاريخ: 11/25/2002 م
مثل ما قال د. يوسف العثيمين: "كان بإمكان وزير العمل ان يؤثر السلامة وألا يثير موضوعاً لا يرغب الحاكم عادة - أي حاكم - أن يسمعه من محدثه ولكنه آثر ان يثيره".. واستشهد ببيت شعري من التراث العربي:
ما زُلزلت مصرُ من كيد يراد بها
وإنما رقصتء من عدلكم طربا"
انتهى (جريدة الرياض يوم أمس الاحد).
وأنا أقف في نفس المربع الذي وقف وتحدث منه د. العثيمين وأقول متعجباً لماذا وزير العمل والشؤون الاجتماعية د. علي النملة (لم يبلع العافية ويسكت)، فالفقر في بلادنا من المسكوت عنه.
وقد سكت عن الفقر العديد من وزراء العمل والشؤون الاجتماعية ممن سبقوه وكأن الفقر والاعتراف به خلل في البناء الهيكلي لبلادنا.. سكت وزراء ما قبل الطفرة وسكت التنمويون ممن جاءوا زمن الطفرة الاقتصادية، وسكت من جاء في زمن الركود الاقتصادي وما نسميه صيانة مابعد الطفرة الاقتصادية..
(لم يبلع العافية) معالي الوزير د.علي النملة وكشف أوراق وزارته لسمو ولي العهد ليس بالتقارير الورقية وإنما بالواقع المشاهد اطلع سمو الأمير على المشهد الفقري بلا رتوش ولا زيف ولا وكلاء وزارات يجمّلون المشهد.. هذه الورقة "الفقر" تناقلتها وكالات الإعلام العالمية ومحطات التلفزة والإذاعة الدولية واختصرت الخبر بالقول: "الأمير عبدالله يعلن عن الفقر في بلاده" والتحليلات التي اعقبتها تُرجع إعلان حالة الفقر في السعودية إلى الركود الاقتصادي وانخفاض عائدات النفط وأزمات الديون التي تعيشها المملكة.. لا تهمنا المبررات بقدر ما يهمنا الاعتراف بالفقر كمشكلة تحد تعيشها المملكة وتحتاج إلى وقت لمعالجتها وترميم أضرارها..
الوزير الشجاع د. علي النملة نحتاج شجاعته لوزراء ومسؤولين لديهم مشكلة مسكوت عنها.. ومشاكل تمس البنية التحتية لهذا الوطن وتمس استقراره النفسي وانسجامه الاجتماعي.. لوزراء ومسؤولين في قطاع الخدمات ممن يحيطون أنفسهم بفريق علاقات عامة وجيش من الإعلاميين وتكتل من المستشارين وآخرين لا تعلمونهم، حوّلوا مكاتبهم إلى كرنفالات من الزوار والضيوف والمجاملات المتبادلة وجعلوا آخر اهتمامهم الأداء الوظيفي والواجب الإداري فأهملوا المهمة الأساسية التي وجدوا من أجلها واوكلت إلى رجال الظل ومن يتوافقون معهم بالمزاج والصداقة واخذوا يطربون للإطراء والمديح والأقاويل المضللة حتى تراكمت داخل مكاتبهم السلبيات .. وبدلاً من ان يساهموا في تنمية القطاعات اصبحوا يمارسون دوراً سلبياً يتراكم على الدولة ويضاعف مشاكلها ويعيق الخطط التنموية.
لابد لنا من صياغة جديدة للمسؤول الحكومي ولفريقه العملي ونتأكد من سلامة السلوك الإداري للمسؤول قبل ان نستيقظ على مشكلة مثل مشكلة الفقر التي يحتاج علاجها سنوات وأموالاً طائلة وخططاً إدارية واستراتيجية تنفذ على مراحل قد تطول إجراءاتها وسنوات إنجازها..
فمَن من المسؤولين الآن يملك الشجاعة ويعلن عن نفسه ومن منهم يتقدم الصف قليلا ويرفع أصبعه ويشير إلى جهازه ويقول ما قاله د. علي النملة من خلال جولة سمو الأمير عبدالله على أحياء الرياض الفقيرة؟! جريده الرياض
التاريخ: 11/25/2002 م
مثل ما قال د. يوسف العثيمين: "كان بإمكان وزير العمل ان يؤثر السلامة وألا يثير موضوعاً لا يرغب الحاكم عادة - أي حاكم - أن يسمعه من محدثه ولكنه آثر ان يثيره".. واستشهد ببيت شعري من التراث العربي:
ما زُلزلت مصرُ من كيد يراد بها
وإنما رقصتء من عدلكم طربا"
انتهى (جريدة الرياض يوم أمس الاحد).
وأنا أقف في نفس المربع الذي وقف وتحدث منه د. العثيمين وأقول متعجباً لماذا وزير العمل والشؤون الاجتماعية د. علي النملة (لم يبلع العافية ويسكت)، فالفقر في بلادنا من المسكوت عنه.
وقد سكت عن الفقر العديد من وزراء العمل والشؤون الاجتماعية ممن سبقوه وكأن الفقر والاعتراف به خلل في البناء الهيكلي لبلادنا.. سكت وزراء ما قبل الطفرة وسكت التنمويون ممن جاءوا زمن الطفرة الاقتصادية، وسكت من جاء في زمن الركود الاقتصادي وما نسميه صيانة مابعد الطفرة الاقتصادية..
(لم يبلع العافية) معالي الوزير د.علي النملة وكشف أوراق وزارته لسمو ولي العهد ليس بالتقارير الورقية وإنما بالواقع المشاهد اطلع سمو الأمير على المشهد الفقري بلا رتوش ولا زيف ولا وكلاء وزارات يجمّلون المشهد.. هذه الورقة "الفقر" تناقلتها وكالات الإعلام العالمية ومحطات التلفزة والإذاعة الدولية واختصرت الخبر بالقول: "الأمير عبدالله يعلن عن الفقر في بلاده" والتحليلات التي اعقبتها تُرجع إعلان حالة الفقر في السعودية إلى الركود الاقتصادي وانخفاض عائدات النفط وأزمات الديون التي تعيشها المملكة.. لا تهمنا المبررات بقدر ما يهمنا الاعتراف بالفقر كمشكلة تحد تعيشها المملكة وتحتاج إلى وقت لمعالجتها وترميم أضرارها..
الوزير الشجاع د. علي النملة نحتاج شجاعته لوزراء ومسؤولين لديهم مشكلة مسكوت عنها.. ومشاكل تمس البنية التحتية لهذا الوطن وتمس استقراره النفسي وانسجامه الاجتماعي.. لوزراء ومسؤولين في قطاع الخدمات ممن يحيطون أنفسهم بفريق علاقات عامة وجيش من الإعلاميين وتكتل من المستشارين وآخرين لا تعلمونهم، حوّلوا مكاتبهم إلى كرنفالات من الزوار والضيوف والمجاملات المتبادلة وجعلوا آخر اهتمامهم الأداء الوظيفي والواجب الإداري فأهملوا المهمة الأساسية التي وجدوا من أجلها واوكلت إلى رجال الظل ومن يتوافقون معهم بالمزاج والصداقة واخذوا يطربون للإطراء والمديح والأقاويل المضللة حتى تراكمت داخل مكاتبهم السلبيات .. وبدلاً من ان يساهموا في تنمية القطاعات اصبحوا يمارسون دوراً سلبياً يتراكم على الدولة ويضاعف مشاكلها ويعيق الخطط التنموية.
لابد لنا من صياغة جديدة للمسؤول الحكومي ولفريقه العملي ونتأكد من سلامة السلوك الإداري للمسؤول قبل ان نستيقظ على مشكلة مثل مشكلة الفقر التي يحتاج علاجها سنوات وأموالاً طائلة وخططاً إدارية واستراتيجية تنفذ على مراحل قد تطول إجراءاتها وسنوات إنجازها..
فمَن من المسؤولين الآن يملك الشجاعة ويعلن عن نفسه ومن منهم يتقدم الصف قليلا ويرفع أصبعه ويشير إلى جهازه ويقول ما قاله د. علي النملة من خلال جولة سمو الأمير عبدالله على أحياء الرياض الفقيرة؟! جريده الرياض