فهد العنزي
28-01-10, 11:37 am
أوهام التوأمة
الأندية السعودية تتواءم ساعة وتختلف دهراً
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/3408/p21_1.gif
جماهير الاتحاد
يبدو أننا أمام أزمة حقيقية بين إدارتي الاتحاد والنصر أو ما عرف أخيرا في الأوساط الرياضية بالأصفرين، وذلك في ظل موجة التصريحات المتصاعدة بين الطرفين على خلفية اشتراك قائد النصر حسين عبدالغني مع مهاجم الاتحاد محمد حيدر وما صاحبه من بيان اتحادي ورود فعل نصراوية على أعلى المستويات.
وهذه الأزمة تقودنا للحديث عن مشروع التوأمة بين الأندية الذي يعقد عادة بين الفرق التي ترتبط بمصالح مشتركة، والذي انطلق على مستوى ناديي النصر والاتحاد مع آخر 10 سنوات في ظل بعد النصر عن البطولات وقدرة الاتحاد على مجاراة الهلال في الملعب، وهو ما قاد رئيس الاتحاد الأسبق منصور البلوي للحصول على العضوية الشرفية النصراوية، ورئيس الشباب خالد البلطان ـ كان وقتها عضو شرف نصراوي ـ للحصول على العضوية الشرفية للاتحاد مع دعم متبادل بلغ مليوني ريال مقسمة بين الطرفين، ولم يكتف البلوي بذلك بل شارك في أحد الاجتماعات الشرفية النصراوية ما قاد إحدى الصحف المتخصصة للحديث في فترة سابقة عن احتمال ترؤس البلوي لنادي النصر من خلال مانشيت عريض في صفحتها الأولى.
ويحفظ لنا التاريخ أن أول مشروع توأمة محلي جمع بين الأهلي والوحدة، حيث كانت انطلاقة الأهلي في جدة في البدايات تهدد الاتحاد، ما جعل الوحداويين في مكة المكرمة والذين كان يجمعهم تنافس تجاوز حدود "القازوز" وهو مشروب غازي بارد كانت تلعب عليه الفرق آنذاك، يميلون للتحالف مع الأهلي في وجه الاتحاد.
وجاءت محاولات الوحداويين في التقرب من النادي الجديد لرغبتهم في إقحامه في التنافس بينهم وبين الاتحاد الذي يعتقد الوحداويون أنهم أحق منه بالعمادة بسبب أقدميتهم رغم عدم توثيقهم لتاريخ تأسيس ناديهم الحقيقي في سجلات رعاية الشباب، وهو الحق الذي حاولوا تكريسه أخيرا بإضافة الرقم واحد لشعار فريق كرة القدم في دوري زين للمحترفين، وهو ما أكده رئيس الوحدة السابق جمال تونسي الذي أشار لأولوية ناديه في التأسيس، حينما قال "الوحدة أقدم الفرق تأسيسا وللأسف هذا ما يغيبه الإعلام الرياضي حتى اليوم ومن حقنا في الوحدة أن ندافع عنه".
وامتدت العلاقة المميزة بين الأهلي والوحدة للسنوات الأخيرة، حيث كان الفريق الأحمر يحظى بدعم خاص من قبل الرمز الرياضي الأمير عبدالله الفيصل حتى كنا نشاهد الفريقين يرتديان نفس (الماركة) في القمصان مع اختلاف الألوان في تلك الفترة، إضافة للدعم غير المعلن من قبل رجل الأهلي الكبير الأمير خالد بن عبدالله الذي له عدد من المواقف مع الفريق المكاوي.
وما كان يحدث بين الأهلي والهلال في فترة التسعينات الهجرية يعد من أبرز العلاقات المشتركة وذلك ما جعل الرمز الرياضي الأمير عبدالله الفيصل يدعم صفقة اللاعب ريفلينو وقيده في كشوفات الهلال، وامتدت العلاقة لغزل شرفي قاد رئيس أعضاء شرف الهلال السابق الأمير هذلول بن عبدالعزيز لحضور احتفالات الأهلي ببطولة الكأس عام 1998 رغم أنها كانت أمام ناديه وكانت المدرجات تهتف وقتها (أهلي وهلال واحد).
لكن هذه الأهزوجة عادت هذه المرة بتغيير في الأطراف من خلال علاقة الهلال والاتحاد التي نشطت وقت رئاسة الأمير عبدالله بن سعد وعبدالفتاح ناظر للناديين منتصف الثمانينات، حيث حظي الهلال بدعم كبير من قبل جماهير الاتحاد في اللقاءات التي كانت تقام في جدة أمام الأهلي في كل الألعاب، وكان نهائي عام 1400 على كأس الملك الذي جمع الهلال بغريمه التقليدي النصر خير شاهد على ذلك حيث حضرت (الشيلات والشيالات) الاتحادية للملعب لتشارك الهلاليين احتفالاتهم بالفوز على النصر في ذلك الوقت بثلاثية جاءت بأقدام المدافعين ـ النعيمة، البيشي، والحبشي ـ وكنا دائما ما نشاهد شعارا كبيرا عليه عبارة (إتي وهلال واحد) في اللقاءات التي تعقد في ملعب جدة.
ووقتها نشطت على الطرف الآخر علاقة من نوع خاص بين جماهير الأهلي والنصر ردا على التوأمة (الاتحادية ـ الهلالية) لكن ما لبثت أن توترت العلاقة بين الناديين بسبب موقف جماهير النصر المؤيد للبلوي وموقف جماهير الأهلي المعارض للبلوي.
واعتبر رئيس الأهلي الأسبق عبدالعزيز عبدالعال رئيس رابطة الوفاق الأهلاوي الاتحادي مشاريع التوأمة خاضعة للمصالح الخاصة، وقال "فعّلنا لأكثر من مرة مشروع توأمة خاص يجمع الأهلي والاتحاد وكان نتاجه عقد استقدام فريق كالإسماعيلي ولعب مباريات ضده ومثل هذه العلاقات هي المثمرة".
وكانت علاقة توأمة جمعت الغريمين الأهلي والاتحاد لأول مرة، حيث ساندت جماهير الاتحاد نظيرها الأهلي في مباراته في البطولة العربية أمام الصفاقسي التونسي عام 2005 ردا على رفض لاعبي الأهلي إكمال المباراة الدورية بين فريقهم والاتحاد بعد أن بلع مدافع الاتحاد أحمد خريش لسانه خلالها، حيث حضر في وقت لاحق مباراة الأهلي والصفاقسي مرتديا شعار الأهلي ليحمله لاعبو الأهلي على أعناقهم على طريقة ما يحدث في مباريات الاعتزال في حادثة تحدث لأول مرة في ملاعبنا.
الأندية السعودية تتواءم ساعة وتختلف دهراً
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/3408/p21_1.gif
جماهير الاتحاد
يبدو أننا أمام أزمة حقيقية بين إدارتي الاتحاد والنصر أو ما عرف أخيرا في الأوساط الرياضية بالأصفرين، وذلك في ظل موجة التصريحات المتصاعدة بين الطرفين على خلفية اشتراك قائد النصر حسين عبدالغني مع مهاجم الاتحاد محمد حيدر وما صاحبه من بيان اتحادي ورود فعل نصراوية على أعلى المستويات.
وهذه الأزمة تقودنا للحديث عن مشروع التوأمة بين الأندية الذي يعقد عادة بين الفرق التي ترتبط بمصالح مشتركة، والذي انطلق على مستوى ناديي النصر والاتحاد مع آخر 10 سنوات في ظل بعد النصر عن البطولات وقدرة الاتحاد على مجاراة الهلال في الملعب، وهو ما قاد رئيس الاتحاد الأسبق منصور البلوي للحصول على العضوية الشرفية النصراوية، ورئيس الشباب خالد البلطان ـ كان وقتها عضو شرف نصراوي ـ للحصول على العضوية الشرفية للاتحاد مع دعم متبادل بلغ مليوني ريال مقسمة بين الطرفين، ولم يكتف البلوي بذلك بل شارك في أحد الاجتماعات الشرفية النصراوية ما قاد إحدى الصحف المتخصصة للحديث في فترة سابقة عن احتمال ترؤس البلوي لنادي النصر من خلال مانشيت عريض في صفحتها الأولى.
ويحفظ لنا التاريخ أن أول مشروع توأمة محلي جمع بين الأهلي والوحدة، حيث كانت انطلاقة الأهلي في جدة في البدايات تهدد الاتحاد، ما جعل الوحداويين في مكة المكرمة والذين كان يجمعهم تنافس تجاوز حدود "القازوز" وهو مشروب غازي بارد كانت تلعب عليه الفرق آنذاك، يميلون للتحالف مع الأهلي في وجه الاتحاد.
وجاءت محاولات الوحداويين في التقرب من النادي الجديد لرغبتهم في إقحامه في التنافس بينهم وبين الاتحاد الذي يعتقد الوحداويون أنهم أحق منه بالعمادة بسبب أقدميتهم رغم عدم توثيقهم لتاريخ تأسيس ناديهم الحقيقي في سجلات رعاية الشباب، وهو الحق الذي حاولوا تكريسه أخيرا بإضافة الرقم واحد لشعار فريق كرة القدم في دوري زين للمحترفين، وهو ما أكده رئيس الوحدة السابق جمال تونسي الذي أشار لأولوية ناديه في التأسيس، حينما قال "الوحدة أقدم الفرق تأسيسا وللأسف هذا ما يغيبه الإعلام الرياضي حتى اليوم ومن حقنا في الوحدة أن ندافع عنه".
وامتدت العلاقة المميزة بين الأهلي والوحدة للسنوات الأخيرة، حيث كان الفريق الأحمر يحظى بدعم خاص من قبل الرمز الرياضي الأمير عبدالله الفيصل حتى كنا نشاهد الفريقين يرتديان نفس (الماركة) في القمصان مع اختلاف الألوان في تلك الفترة، إضافة للدعم غير المعلن من قبل رجل الأهلي الكبير الأمير خالد بن عبدالله الذي له عدد من المواقف مع الفريق المكاوي.
وما كان يحدث بين الأهلي والهلال في فترة التسعينات الهجرية يعد من أبرز العلاقات المشتركة وذلك ما جعل الرمز الرياضي الأمير عبدالله الفيصل يدعم صفقة اللاعب ريفلينو وقيده في كشوفات الهلال، وامتدت العلاقة لغزل شرفي قاد رئيس أعضاء شرف الهلال السابق الأمير هذلول بن عبدالعزيز لحضور احتفالات الأهلي ببطولة الكأس عام 1998 رغم أنها كانت أمام ناديه وكانت المدرجات تهتف وقتها (أهلي وهلال واحد).
لكن هذه الأهزوجة عادت هذه المرة بتغيير في الأطراف من خلال علاقة الهلال والاتحاد التي نشطت وقت رئاسة الأمير عبدالله بن سعد وعبدالفتاح ناظر للناديين منتصف الثمانينات، حيث حظي الهلال بدعم كبير من قبل جماهير الاتحاد في اللقاءات التي كانت تقام في جدة أمام الأهلي في كل الألعاب، وكان نهائي عام 1400 على كأس الملك الذي جمع الهلال بغريمه التقليدي النصر خير شاهد على ذلك حيث حضرت (الشيلات والشيالات) الاتحادية للملعب لتشارك الهلاليين احتفالاتهم بالفوز على النصر في ذلك الوقت بثلاثية جاءت بأقدام المدافعين ـ النعيمة، البيشي، والحبشي ـ وكنا دائما ما نشاهد شعارا كبيرا عليه عبارة (إتي وهلال واحد) في اللقاءات التي تعقد في ملعب جدة.
ووقتها نشطت على الطرف الآخر علاقة من نوع خاص بين جماهير الأهلي والنصر ردا على التوأمة (الاتحادية ـ الهلالية) لكن ما لبثت أن توترت العلاقة بين الناديين بسبب موقف جماهير النصر المؤيد للبلوي وموقف جماهير الأهلي المعارض للبلوي.
واعتبر رئيس الأهلي الأسبق عبدالعزيز عبدالعال رئيس رابطة الوفاق الأهلاوي الاتحادي مشاريع التوأمة خاضعة للمصالح الخاصة، وقال "فعّلنا لأكثر من مرة مشروع توأمة خاص يجمع الأهلي والاتحاد وكان نتاجه عقد استقدام فريق كالإسماعيلي ولعب مباريات ضده ومثل هذه العلاقات هي المثمرة".
وكانت علاقة توأمة جمعت الغريمين الأهلي والاتحاد لأول مرة، حيث ساندت جماهير الاتحاد نظيرها الأهلي في مباراته في البطولة العربية أمام الصفاقسي التونسي عام 2005 ردا على رفض لاعبي الأهلي إكمال المباراة الدورية بين فريقهم والاتحاد بعد أن بلع مدافع الاتحاد أحمد خريش لسانه خلالها، حيث حضر في وقت لاحق مباراة الأهلي والصفاقسي مرتديا شعار الأهلي ليحمله لاعبو الأهلي على أعناقهم على طريقة ما يحدث في مباريات الاعتزال في حادثة تحدث لأول مرة في ملاعبنا.