تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( && المس العاشق بين الرغبة والرهبة && ) !!!


نهاية الحتسي
24-01-10, 03:40 pm
قد يستغرب البعض من عنواني هذا ، فكلنا نتفق بأن المس العاشق أمر يكرهه المصاب ، فهل يمكن لهذا العاشق أن يكون محل رغبة عند البعض ، والجواب نعم ، قد لايقولها المريض بلسانه ولكنه يحكيها بسلوكه ،
والمس العاشق ابتلاء كسائر الابتلاءات قد يُعلم سبب لحدوثه من ناحية العبد وقد لايُعلم ،
حول هذا المفهوم أتمنى لكم الفائدة والمتعة من خلال مطالعتكم لهذه الصفحة





المس العاشق حالة تتكرر كثيرا مع الرقاة والمعالجين بمشاهد مختلفة ، منها مايقتصر فيه الأذى على نظرة إعجاب من العاشق ، ومنها مايمتد ضرره إلى الإعتداء على المصاب جنسيا في حال بين النوم واليقظة أو في أثناء النوم العميق ، وقد يحصل في بعض الحالات المتقدمة جدا أن يكون اعتداء العاشق في اليقظة التامة .
لن أتحدث معكم في هذه الصفحة عن نتائج المس العاشق ولا عن كيفية العلاج منها ( فهذا سيتم طرحه لاحقا بإذن الله ) ولكنِّ حديثي معكم سيقتصر على الأسباب المؤديه إلى المس العاشق .
وقد يحصل المس العاشق إما لتفريط في طاعة أو ضياع للتحصينات التي يتحصن بها المسلم ، أو بُعد عن كتاب الله تعالى وذكره فيتسلط جند الشيطان على الإنس اعتداءً واستمتاعا وتنكيلاً ، وقد يكون الجان تلبس بالجسد لغير العشق ثم تحول بعد ذلك إلى عاشق .
كما تجدر الإشارة إلى أن هنالك بعض الأخطاء السلوكية التي يقوم بها من ابُتُلي بالعشق ، وهذه الأسباب تجعل العاشق أكثر تمكنا داخل البدن ، فإليكم الأسباب :
1- ممارسة العادة السرية أو سائر أنواع المتع الجنسية المحرمة .
2 - بعض الممارسات الخاطئة في قصور الأفراح والتي تكون فيها الفتاة بملابس دون مستوى الحشمة ، وما قد يصحب ذلك من موسيقى ورقص وغير ذلك .
3- النظر إلى المرآة بإعجاب بملابس خفيفة أو جذابة أو بدون ملابس.
4 - مشاهدة الأفلام الإباحية ، أو سائر الأفلام الأخرى التي تُسْهِمُ في تسعير الشهوات .
5 - تخيل الشاب أو الفتاة أنها في وضع ممارسة للجنس، وقد يصل هذا التخيل إلى ذروة المتعة .
6 - المُكث في الحمام فترات طويلة .
7 - النوم بدون ملابس داخلية .
ولعل فيما ذكرته أعلاه إشارة إلى أن بعض المتع المحرمة يقترن فيها المس العاشق بمعشوقه فيتلذذ بأنواع المتع التي يتلذذ بها معشوقه ، أما المتعة الحلال التي تكون مصحوبة بذكر اسم الله كأن يفضي الرجل إلى زوجته ذاكرا اسم الله ( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا ) فإن هذا يُضَيَّق على العاشق ، وهذه التسمية لاتكون عقلا ولا شرعا إلا فيما أحل الله .
وقد ينتبه صاحب الجسد المصاب إلى أن جسده أصبح محتلا من العاشق ويبدأ في طرق أبواب العلاج والتردد على الرقاة وتطبيق البرامج العلاجية ، بل ويبدأ في العودة إلى التحصينات والأذكار غير أن كل هذه الجهود تذهب أدراج الرياح إذا كانت تُبذل في نفس الوقت الذي يتمسك فيه المريض بالوقوع في الأخطاء السلوكية التي أدت إلى تمكن العاشق داخل البدن ، وهذا يعني أن من كان هذا حاله فقد جمع بين عوامل البناء وعوامل الهدم ، فأنى لبنيانه أن يكتمل !!
وهذا مثل سأضربه لكل مصاب لّعلّّه يجد فيه ضالته المنشودة :
لديك أرض أردت أن تقيم حولها سورا فأتيت بالعمال والذين شرعوا في البناء حال حضورهم ، حتى إذا انتهى أحد جوانب السور وبدأ البناء يرتفع في الجانب الآخر ، عندئذ وقبل أن يكتمل بناء السور أتيت بعمال آخرين ليهدموا هذا السور .....
وجدَّ كل فريق في عمله ....
فمن أتيت بهم للبناء يعملون بكل قوتهم ليكتمل بناء السور ...
ومن أتيت بهم للهدم يعملون بكل قوتهم لكي لايكون للسور قائمة .
والسؤال : متى سيكتمل بناء السور ؟؟؟
والجواب : لن يكتمل بناء السور حتى يتوقف أهل الهدم عن هدمهم .
وأقول لكل مصاب قد تمكن العاشق من جسده واجتهد في العلاج غاية الاجتهاد ...... توقف عن عوامل الهدم ( السلوكيات التي أدت إلى تمكن العاشق في البدن ) وأقول أيضا ( كفى تفريطا في جنب الله ) وستبصر الفرج بإذن الله بعينيك وسيغير الله حالك بفضله وكرمه إلى الحال الذي تُحب .
وأريد أن أختم هذا الكلام بقصة فتاة جمعت بين عوامل الهدم والبناء بين الخير والشر فإليكم القصة :
هذه فتاة تبلغ من العمر تسعة عشر عاما هاتفتني شاكية من أعراض متعددة في بدنها وقد وصلت إلى مرحلة كاد عقلها أن يطير ، أخذتُ كامل شكايتها وعدت إلى أهلها لأسئلهم عما يعرفونه عن وضعها ، فكان المس العاشق هو العرض الظاهر على حالها ، تكلمت معها بصيغ العموم عن الأسباب التي تؤدي إلى تمكن المس العاشق في البدن ، بدأت تستخدم العلاج ويسر الله لها خروج الأذى من بدنها ، بدأت تسير الأمور على نحو جيد حتى أوشكت على الشفاء التام وانقطع الأذى الذي يخرج من بدنها ، وما هي إلا أسابيع قليلة حتى إرتدت حالتها أسوأ من ذي قبل ، فكررت علاجها ومضى حالها على خير ثم عادت لي بعد أسابيع في حالة انتكاسة للمرة الثالثة ... وهنا قلت لها أعتذر عن المواصلة معكم ودفعت لها برقم معالج آخر لكي تواصل معه رحلتها العلاجية ، فأبت إلا أن تواصل معي ، عندها دار بينا الحوار التالي :
قلت : ماهو الخطأ الذي تقومين به في كل مره والذي يسبب انتكاسة حالك أشد من الأول ؟
قالت : لاشيء .
قلت : أتذكرين الأخطاء السلوكية التي تحدثت معك عنها والتي أخبرتك أنها تُمكن العاشق داخل البدن .
قالت : نعم .
قلت : وما هو خطئك ؟
قالت : ان يكن من خطأ فهو التأخر في الحمام .
قلت : وكم المدة التي تمكثينها في الحمام ؟
قالت : ثلاث ساعات يوميا .
قلت : وأهلك لاينكرون عليك استمرارك في الحمام طيلة هذه المدة .
قالت : انتظر حتى ينام الجميع .
قلت : وماذا تصنعين في هذا الوقت الطويل ؟
قالت : اغتسل وأسرح شعري ... و.... و...
قلت : وماذا بعد ؟ اغتسلت وسرحت شعرك وانتهينا ..... فماذا تفعلين بقية الوقت ؟
هنا توقفت عن الكلام ، وهممت أن أنهي المكالمة لأني علمت أن الكلام قد يكون مخجلا لدرجة أنها لن تستطيع أن تتحدث




قلت : طالما أنك لاتستطيعين مواصلة الحديث معي عن خطئك السلوكي ، فعليك البحث عن أخصائية اجتماعية لعلك تتحدثين معها بشكل أوضح ولعل الله سبحانه وتعالى أن يكتب على يديها مالم يكتبه على يدي .
قالت : إن قلت لك ماذا أفعل فستحتقرني .
قلت : بل سأحترمك مهما كان نوع الخطأ الذي تفعلينه .
هنا بدأت تصف مشهدا يتكرر معها في كل ليلة منذ بلوغها إلى أن وصلت إلى التاسعة عشر من عمرها ، كان تنزع ملابسها وتلقي بنفسها على أرض الحمام ، وتتهيأ كتهيؤ المرأة لزوجها ، ثم يأتي عاشقها من الجان وهي في حالة اليقظة التامة فيخلُص منها إلى مايريد .
أُصبت بالدهشة وسكت للحظات
قلت : إنك تُقدمين على الفاحشة بكامل إرادتك ، في كل ليلة ، لقد أصبح جسدك محتلا ، فهل ترضين أن تفعلي فعلتك هذه مع الإنس .
قالت : لا ..... أعوذ بالله .
قلت : ومن أحل لك أن تفعلي هذا مع الجن !!! .... اتقي الله .
هنا طلبت منها أن تفر إلى الله لكي يؤيها إليه سبحانه وتعالى ويرضى عنها فيرضيها ، قلتُ لها انكسري بين يدي الله تائبة راكعة ساجدة قبل أن تُضيعي دنياك وآخرتك ، والحمد لله قد صلح حالها وطَهُر جسدها وأصبحت من أهل قيام الليل ، والتحقت بدار تحفيظ القرآن الكريم .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتم عليها حفظ كتابه العزيز وأن يثبتها على الخير وأن يقيها شر مصارع السوء .

نهاية الحتسي
24-01-10, 03:41 pm
تحدثت في موضوع سابق بعنوان
المس العاشق بين الرغبة والرهبة
عن الأسباب التي تُمكن المس العاشق في البدن
واليوم كما وعدتكم في موضوعي السابق
سأستكمل الجزء الثاني من الموضوع
والذي سأتحدث فيه عن آثار المس العاشق
على الذكر والأنثى على حد سواء
متمنيا للجميع النفع والفائدة وتمام الشفاء




المس العاشق يختلف نشاطه في السيطرة على جسد معشوقه ونفث سمومه في داخله ، كما أنه ينشط في التأثير على عقل المصاب ، وينتج عن هذا تأثر المصاب بعدة تأثيرات نفسية وعضوية أُلخصها لكم في الجوانب التالية :
الإقبال على المعاصي والإدبار عن الطاعات


يجتهد المس العاشق غاية الاجتهاد في صرف المريض عن الطاعات ودفعه إلى المعاصي والخطيئات ، فكلما كان المريض من الله أبعد سَهُل على العاشق سيطرته على البدن ونفث سمومه بداخله وهو بهذا يُمَهِدُ لنفسه للاستمتاع بصاحب الجسد ذكرا كان أو أنثى في الوقت الذي يرغبه وبالكيفية التي تطيب له .



تعطيل الزواج


لايمكن القول إطلاقا أن كل حالة تعطل زواج سببها المس العاشق أو السحر أو العين ، فقد يكون الشاب أو الفتاة لايشتكيان من أي أعراض للإصابة الروحية ، والأمر في هذا الحالة لايزيد عن كونه قدر من أقدار الله عز وجل التي يجب على العبد الرضا والتسليم بها ، والنبي صلى الله عليه وسلم أشار أن المرأة تنكح لأربع ( لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ) ، مما يعني أن تعطل الزواج يكون سببه أحيانا تخلف بعض أو كل هذه الأسباب التي تُنكح المرأة لأجلها .
وأرغب أن أشير إلى عدة نقاط في هذا الجانب :
1. يعمل المس العاشق على تعطيل زواج الفتاة ، لأن العاشق يعتبر نفسه مالكا لجسدها ، وهو يريد أن تكون المتعة من حقه هو ويكره أن يشاركه فيها غيره .
2. انصراف الشاب كليا عن فكرة الزواج ، وقد يُصرح بهذا الأمر لذويه وقد يُوهِمُ من حَوْلَهُ أنه راغب في الزواج لكنه لم يجد الفتاة التي يبحث عنها ، وتجده كلما رُشحت لها فتاة للزواج بها وضع فيها من العيوب والنقائص مالم يكن فيها ، حتى ييأس منه أهله فيتركوه وشأنه .
3. يلعب المس العاشق دورا كبيرا في تبشيع صورة الفتاة في عين خاطبها وكذلك صورة الشاب في عين مخطوبته ، وهذا يأتي إمتداد لرغبته الجارفة في أن يكون سيد الموقف .



الحياة الزوجية
في حال أن الله سبحانه وتعالى لم يأذن للمس العاشق بتعطيل الزواج ، فإن المس العاشق يلعب دورا آخرا في تنغيص الحياة الزوجية وقد تتخذ هذه المنغصات عدة صور منها :
1. كثرة المشاكل التي تحصل بين الزوجين ، وغالبا ماتكون هذه المشاكل لاقيمة له ، فتبدأ في التضخم حتى تكاد أن تنهي العلاقة الزوجية ، وقد تنجح هذه المحاولات الشيطانية في تحقيق هدفها .
2. تشتكي الأنثى المصابة بالمس العاشق ( بكرا كانت أو ثيبا ) من كثرة المشاكل في منطقة الرحم والتي تبدأ في التطور تدريجيا فتبدأ في أقل صورها بكثرة الإفرازات المهبلية ثم الالتهابات ثم آلام في منطقة الرحم ، وقد يصل الأمر أحيانا إلى تكيسات المبايض وتليف الرحم .
3. صرف الزوج والزوجة من المتعة الحلال إلى المتعة المحرمة ، فلا الزوج يرغب أن يفضي إلى زوجته ، ولاالزوجة ترغب أن يفضي زوجها إليها والله المستعان .
4. تأثير المس العاشق لايقتصر على المعشوق نفسه بل يؤثر على الطرف الآخر في الغالب ، فإن كانت الزوجة تعاني من المس العاشق فإن هذا العاشق يؤثر على زوجها بحبسه عن مضاجعتها إما حبسا جزئيا ( بضعف ينتابه أثناء المضاجعة ) أو كليا بعدم قدرته على المضاجعة إطلاقا ، وغالبا مايكون الزوج في هذه المرحلة لايعاني من أي أعراض جسدية ، فتجده قد تردد بين الرقاة والمعالجين ، ولايظهر عليه أثناء الرقية أي مؤشرات بوجود إصابة روحية .
5. تَمَنُّع الزوجة عن زوجها إذا دعاها للفراش وقد يستطيع الزوج مغالبة زوجته والإفضاء إلى مايريد مع بغض زوجته لهذا ، وقد تكون جميع الطرق أمامه مسدودة فيستسلم للأمر الواقع وتبدأ الفجوة في الاتساع بين الزوجين ويبلغ النفور بينهما ذروته .
6. المس العاشق يتأذى من الحمل تأذيا شديدا ، لذلك فإنه يحرص على عدم وجود حمل أصلا ، متخذا بذلك عدة طرق منها :
• قتل الحيوانات المنوية .
• تجفيف المهبل لدى المرأة لمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة وتلقيحها .
• محاولة دفع الحيوانات المنوية إلى خارج الرحم لمنع التلقيح.
• إلحاق أضرار بالرحم كتكيس المبايض أو تليف الرحم .
7. إن أذن الله سبحانه وتعالى بحمل الزوجة ، فإن المس العاشق يجتهد في إسقاط الحمل ، ومن الخطأ أن تعتقد كل زوجة تكرر إسقاط حملها أن بها شيئا من أذى الجان ، فقد يحصل إسقاط الحمل لأسباب طبية .


وبهذا أكون قد أتممت الكلام عن تأثير المس العاشق على المصاب ، ليأتي هذا الموضوع تتمة لموضوعنا السابق


المس العاشق بين الرغبة والرهبة



تلميحات علاجية


1 – المس العاشق قد يبلغ تأثيره ذروته وقد يكون تأثيره ضعيفا ، وهذا يعود إلى مدى قرب العبد المصاب من الله سبحانه وتعالى ، فكلما كان العبد إلى الله أقرب كان العاشق منه أبعد .
2 – علاج المس العاشق يقوم على أمور ثلاثة :
الأول : البعد عن كافة الأسباب التي أدت إلى تمكن المس العاشق داخل البدن .
الثاني : ملائمة العلاج الذي يستخدمه المصاب لحجم الإصابة ، علما بأن تكثيف العلاج يُسهم في سرعة طرد الأذى من الجسد .
الثالث : مناسبة مدة العلاج لحجم الإصابة ، فقد يحصل تطهير الجسد في أيام معدودة ، وقد تمتد فترة العلاج في بعض الحالات المتقدمة إلى ثلاثة أشهر .


3 - أوصي بقيام الليل وإطالة الركوع والسجود والذي له أثر عجيب في قطع الأذى والنجاة من كيد الشياطين .
4 – باب الدعاء من أوسع الأبواب التي يَلِجُ فيها العبد إلى الله .... فأدم قرع هذا الباب حتى يفتح الله لك أبواب رحمته .
5 – من أحسن ماتُسْتَجْلَبُ به النعم وتستدفع به النقم الصدقة ، ( وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون ) سورة البقرة : آية 272.
والله سبحانه وتعالى أسأل أن يفرج هم كل مهموم وأن ينفس كرب كل مكروب