ابوعمرالبريداوي
20-11-02, 12:03 am
الفضيلة: كرت أحمر لمنتخب جامعة الملك عبد العزيز النسائي..
ملحوظة كبيرة وهامة تظهر أمامنا، لا نستطيع أن نشيحها عن وجوهنا ولا أن نرفع آضارها عن كواهلنا.. إلى أين تسير بنا ركاب المبطلين؟! إلى غياهب الضلال القاتل، والليل الدامس.. لنصرخْ نحن الفضلاء المحافظين إذاً ونطالب بتوقف المسير الفاحش..
لدينا تساؤل أيضاً، إلى متى نصاول هؤلاء المخرفين؟! إذا كانوا يسيرون سيراً وئيداً ينتهي بهم نحو مبتغاهم ـ لا سمح الله وعجل الله بأخذهم قبل أن نراه ـ إن الفكرة التي تطنّ في رؤوسنا حساب الوقت الذي مضى على التصريح الذي أطلقه وزير الداخلية، وهذا الخبر المفجع..
سوف نتغاضى قليلاً كي لا نوصف بأننا موبوءون بنظرية المؤامرة، لكن الأمر محيّر، يومان فقط يفصلان بين هذين الخبرين، فهل هي جراءة اكتسبها أولئك من هذا التصريح.. أم عمل مدبر من قبل، وآن أوانه أن يُصدم به الناس على مهل.. ويُماطل في الأمر قليلاً قليلاً حتى ينسوه بعد أن ألفوه؟!
لسنا متخصصين هنا في السياسة.. ولن نتحدث من هذه الناحية، لكن سنبدأ حين نبطل دعوى هؤلاء المدعين ـ لأننا مسلمون ـ من حيث يبدأ المسلم، يقرأ القرآن ويطالع السنة ليعرف الحكم الشرعي الذي لم يترك أمراً من أمور حياتنا العامة وإلا وأرانا الحكم الشرعي فيها وأطلعنا على المنهج الصحيح الذي ندين الله بأنه يتوافق مع الطبيعة البشرية؛ لأنه من خالقها الذي هو أعلم بها.. سيكون من الخطأ الجسيم الذي يقع فيه أصحاب هذا الفريق الكروي النسوي أن يتجاهلوا الأحكام الشرعية، ويدعو بعمومية وبساطة تكاد تصل إلى الفجاجة بأن ما يقدمونه هو (تحت رعاية شرعية)، و(أنها في أجواء مطمئنة رسمية وشرعية) ـ زعموا ـ.. والغريب أن حكم الشرع منزه وبريء عن هذه الدعوى الكاذبة..
إن المسلم لا يمتثل الشرعَ بمجرد العقل والهوى فقط بلا دليل وبلا فهم صحيح لمقاصد الشريعة وأحكامها، إنه يمحص وينظر ويتأمل بدقة؛ لأنه شرع من الله لا يجوز العبث به على النحو الذي تجرأ أصحاب النادي وتلبسوا به، إنهم يدعون الشرعية فيما يعملون، ولم يتجرأ أحدهم فيتبنى دليلاً واحداً يحتج به على دعواه.. فهل الدين شماعة واطئة يُعلِّق بها من شاء أي شيء يشاء؟ لا وألف لا.. فالإسلام أعظم وأجلّ من أن يُبتذل بهذه الصورة الفجة، وأعظم من أن يُنتهك بهذا المستوى الوضيع..
ومن منا لا يعلم قوله تعالى في كتابه العظيم: ]وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى[، ومما يبين هذه الآية ما رواه أبو داود رحمه الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى". فبعد هذا الوضوح والبيان، هل كان يعزب عنهم علم هذه الآية وهذا الحديث؟ هل كانوا يعلمون أم لعلهم يعلمون فيجهلون؟! أتكون هذه الرياضة التي تستغرق من الفتاة تدريباً يومياً إلا مخالفة واضحة لهذه الآية الكريمة؟! فأين الرعاية الشرعية المدعاة في حديثهم، وأين الأجواء المطمئنة إذا كانت مستباحة بنص الآية والحديث.. ]سبحانك هذا بهتان عظيم[..
وقد يحتج منهم واحد فيقول قد سابق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عائشة فكيف تحتجون علينا بما تحتجون؟ ونقول فأما هذه الدعوى فهي ليست لكم بل عليكم، فقد قالت أم المؤمنـين عائشة رضي الله عنها إنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وهي جارية (صغيرة)، قالت: "لم أحمل اللحم، ولم أبدن".
فقال لأصحابه: تقدموا، فتقدموا، فقال: تعالي أسابقك! فسابقتُه فسبقتُه على رِجلَيّ.
فلما كان بعد - وفي رواية - فسـكت عني، حتى إذا حملت اللـحم، وبدنت، ونسيت، خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه : تقدموا، فتقدموا. ثم قال: تعالي أسابقك، ونسيتُ الذي كان، وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله، وأنا على هذه الحال؟ فقال: لتفعلن. فسابقته فسبقني، فجعل يضحك وقال: هذه بتلك السبقة.
واستدلالهم على إفسادهم المرأة بهذا الحديث مردود؛ لأن عائشة رضي الله عنها لم تسابق إلا زوجها صلى الله عليه وسلم، مع العلم أنه عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه أن يتقدموا حتى لا تقع أبصارهم عليها. ثم لو كان السباق مشروعاً للمرأة, لأمرت المرأة أن ترمل في المطاف والمسعى مثل الرجال.
وما أعجب هذا الحديث حين نلحظ هنا أن هذه الرياضة كانت بسيطة وخفيفة تناسب الفتاة وطبيعتها، هدفها التسلية والتودد للزوجة ولم تكن كحال هذه الرياضة التي يقوم بها المنتخب من التدريب اليومي المتواصل والمجهد..
مهلاً هنا ملحوظة كبيرة أخرى.. ألا يفكر هؤلاء القوم جيداً ويعقلون في أخطار هذه الرياضات العنيفة، والتي تستهلك تدريباً يومياً وشاقاً؟! فيدعون زوراً وبهتاناً أنها للجسد السليم والصحة الجيدة، تقول (المدربة) فاتن زغلول: "النشاط الرياضي يهدف إلى احتواء الطالبات نفسياً واجتماعياً وجسدياً وتفريغ ما لديها من طاقات وشحنات جسدية ونفسية بغرض دفعها للمحافظة على لياقتها البدنية والوزن السليم".. وهذا ادعاء محض لا يوافقه العقل ولا الطب، فقد أثبت الطب أن القيام بالتمارين الرياضية العنيفة أو الشاقة، والتي تحتاج إلى تمارين متواصلة ومجهدة، تؤدي إلى الإخلال بالتوازن الهرموني الأنثوي الأمر الذي قد يؤدي للعقم، ويكون ذلك بكل تأكيد على حساب أنوثتهن ومستقبلهن الأسري.. فأين يا (مدربة فاتن) تثبت دعواكِ من هذا الحديث المثبت عملياً؟!
ولعلنا نزيد معرفة القارئة الكريمة بأن (الهرمونات) التي تُظهر أنوثةَ الفتاة ليست هي (الهرمونات) اللازمة للقيام بالتمارين الشاقة. وأن القيام بالتمارين الرياضية الشديدة وخاصة التي يصاحبها تقليل تناول الغذاء اللازم للمحافظة على الجسم ضمن المواصفات المطلوبة، قد يؤدي إلى الخلل في النظام الهرموني وتناغمه، ابتداء من الهرمون المنشط (GnRH) للغدة النخامية في المخ لإفراز (الهرمونات) الجنسية وهي (LH) , (FSH). وبالتالي تضطرب وظائف هذه (الهرمونات) فتضطرب الدورة الشهرية أو تنقطع مع عدم التبيض والتأثير على جدار الرحم فلا يسمح بتعلق البويضة المخصبة أو لا يؤمن لها التغذية اللازمة لتطورها إلى جنين. ونعيد السؤال على المدربة فاتن زغلول وغيرها من القائمين على هذا النادي من أين لكم ما تدعون من فوائد هذه الرياضة وقد أبطل العلم دعواكم الساذجة.. يا قوم أخبروني أليس لهم عقول يعقلون بها؟!
وقد تُفاصل هي أو غيرها في طبيعة الرياضة العنيفة ومستواها، والغريب أننا نطالع الآن مجموعة من الدراسات أجريت على راقصات الباليه وأثبتت أنهن معرضات إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام، نتيجة الرياضة العنيفة التي يؤدينها. فأين ما تقول من دعواها المحافظة على الأنوثة والجسد السليم بهذه الرياضة العنيفة في جسد يفقد ذاته وتكوينه وهويته بسببها، وقد قرأ بعضنا عن فتاة حازت على بطولة دولتها في لعبة شاقة؛ ولكنها الآن تشكو عدم وجود ثديين مثل باقي البنات، وقد اتصلت والدتها على إحدى القنوات التي استضافت طبيباً تستنجد به وتبحث عن حل لفاجعتها.. إنها تدمير للفطرة ورمح يتجه نحو البركان لينخره فيحرق كل دليل على الطبيعة التي خلقها الله فينا وأوجدنا بها كي نحافظ عليها ونعيش بها في تكامل بشري نحو النمو الجيد للمجتمع بعيداً عن الانحرافات التي تسوقنا نحو الهاوية والتي قد يدعي جاهل أو جاهلة بأنها عمل صالح، وإنما هي فساد وإفساد، يلبسون به على المسلمين..
قد كان لهم قبل الآن دعوى يتشدق بها أولئك من أنهم أهل العقول! فيا ترى بعد أن أثبت الطب أن هذه الرياضات الشاقة لا تصير أبداً في صالح الفتاة.. فيكف بعقولهم الآن.. هل خربت وأصابها العطب، أم أنهم يريدون أن ينزعوا من الفتاة أنوثتها وتعريتها من طبيعتها وجبلتها.. غير مهتمين وغير حافلين؟! لا تصدقوهم أبداً فكل ما يطرب أسماعهم دعاوى تقليد الغرب والسير حثيثاً في خطاهم.. سنسامحهم لو كانوا جاهلين لكنهم أبداً لا يجهلون بل يتجاهلون جهلاً مركباً يلبسون به الحق بالباطل..
نعم.. هذه ليست دعوة للعزوف عن الرياضة والتي نعتبرها أساسية كالغذاء والهواء لبناء جسم صحي متين. ونحن في نفس الوقت ندعو الصبايا وغيرهن أن يمارسن التمارين الرياضية اللازمة أو المصاحبة لتخفيف الوزن وغير ذلك. ولتكن التمارين الرياضية خالية من العنف المُجهد المتواصل المتصاعد للجسم مدة طويلة وخاصة تلك التي يصاحبها قلة تغذية جيدة أو السعي للحصول على نقاط أعلى مما يعرض الجسم إلى الضغط المتصاعد في زمن قصير مما يؤثر على (الهرمونات) الأنثوية للفتاة. ولتكن التمارين ناعمة ومتكررة في أوقات متباعدة.
إن هؤلاء لم يقدروا على هذا الأمر إلا من خلال التعليم، فهل كان التعليم يوماً مطية لمثل هذا الجهالات المفسدة؟! وأين التعليم الذي ننادي به وينادي به الجميع مما يناط به لبلوغ المهمات الكبيرة وتهيئة المرأة نحو مكانها المناسب في المجتمع لا أن تكون لاعبة في نادٍ، تمارس رياضة تقتل أنوثتها.. ثم أي جيل ستخرجه لنا هذه الأم اللاعبة؟ جيل لاعب! مهلاً فنحن لا نريد هذا الجيل..
والأهم من ذلك والأطم هو أين سيقف هذا المسير الموجع؟ لا زلنا نطالب بوقف هذا السير الفاحش الآن وتدارك الموقف قبل أن يزج بنا هؤلاء السفهاء في غياهب الفساد والانحلال؛ فالتاريخ المعاصر أخبرنا عن مستوى الرياضات المنحل في بعض البلاد العربية كتونس وغيرها كيف بدأ؟ وأين سينتهي؟ فهو لم ينتهِ حتى الآن على عظم ما ناله في أعراض المسلمات وحجابهن ولن ينتهي ونحن نرى الرياضيات ممن ينتمين لأرض الإسلام يخرجن بلباس البحر، لباس لا يستر إلا ما غلظ من عوارتهن..
وكيف الحال حين نرى من فتياتنا من تصارع كما تصارع التونسية "فضيلة اللواتي" الحائزة على الميدالية الذهبية في المصارعة، ثم يدعي هؤلاء بأن هذا مجد تحقق و(حاجز خوف جديد انكسر).. بمدربة للمصارعة سعودية أيضاً..
هكذا يصرح الخبر الذي نقلته عكاظ في بدايته "فتيات سعوديات يكسرن حواجز الخوف بمدربة سعودية"، فأي حواجز هذه؟! ألا يجيبون.. لن يجيبوا فما الحواجز المدعاة عندهم إلا أهواء مسيطرة عليهم، تقض مضاجعهم ولن تهدأ عليهم حتى ينالوا من أعراضنا فيحققوها.. ولن ينالوا..
ورحم الله أحمد محرم إذ قال:
رأيت الأمهـات لكل شـــــيء
يكون لدى الممالك محدثات
دعاة الشــرّ والإصـلاح منها
ورسل المـوت فيها والحيـاة
فهــــنّ يكـــنّ إمــــا بانيــــات
إذا نهضن، وإما هادمــات
إذا ما الشعب شبّ على صلاح
فمن تلك السجايا الصالحات
وإذا كــان الفســاد له قرينـــاً
فمن تلك المفاسد والهنات
وننقل هنا فتوى الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى عن النوادي النسائية وقد سئل عنها، فأجاب*:
نصيحتي لإخواني ألا يمكنوا نساءهم من دخول نوادي السباحة والألعاب الرياضية؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حث المرأة أن تبقى في بيتها فقال وهو يتحدث عن حضور النساء للمساجد وهي أماكن العبادة والعلم الشرعي: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن" وذلك تحقيقاً لقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} ثم إن المرأة إذا اعتادت ذلك تعلّقت به تعلقاً كبيراً لقوة عاطفتها وحينئذ تنشغل به عن مهماتها الدينية والدنيوية ويكون حديث نفسها ولسانها في المجالس. ثم إن المرأة إذا قامت بمثل ذلك كان سببا في نزع الحياء من المرأة فلا تسال عن سوء عاقبتها إلا أن يمن الله عليها باستقامة تعيد إليها حياءها الذي جبلت عليه. وإني حين أختم جوابي هذا أكرر النصيحة لإخواني المؤمنين أن يمنعوا نساءهم من بنات أو أخوات أو زوجات أو غيرهن ممن لهم الولاية عليهن من دخول هذه النوادي، وأسال الله تعالى أن يمن على الجميع بالتوفيق والحماية من مضلات الفتن إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عن موقع لها اون لاين
ملحوظة كبيرة وهامة تظهر أمامنا، لا نستطيع أن نشيحها عن وجوهنا ولا أن نرفع آضارها عن كواهلنا.. إلى أين تسير بنا ركاب المبطلين؟! إلى غياهب الضلال القاتل، والليل الدامس.. لنصرخْ نحن الفضلاء المحافظين إذاً ونطالب بتوقف المسير الفاحش..
لدينا تساؤل أيضاً، إلى متى نصاول هؤلاء المخرفين؟! إذا كانوا يسيرون سيراً وئيداً ينتهي بهم نحو مبتغاهم ـ لا سمح الله وعجل الله بأخذهم قبل أن نراه ـ إن الفكرة التي تطنّ في رؤوسنا حساب الوقت الذي مضى على التصريح الذي أطلقه وزير الداخلية، وهذا الخبر المفجع..
سوف نتغاضى قليلاً كي لا نوصف بأننا موبوءون بنظرية المؤامرة، لكن الأمر محيّر، يومان فقط يفصلان بين هذين الخبرين، فهل هي جراءة اكتسبها أولئك من هذا التصريح.. أم عمل مدبر من قبل، وآن أوانه أن يُصدم به الناس على مهل.. ويُماطل في الأمر قليلاً قليلاً حتى ينسوه بعد أن ألفوه؟!
لسنا متخصصين هنا في السياسة.. ولن نتحدث من هذه الناحية، لكن سنبدأ حين نبطل دعوى هؤلاء المدعين ـ لأننا مسلمون ـ من حيث يبدأ المسلم، يقرأ القرآن ويطالع السنة ليعرف الحكم الشرعي الذي لم يترك أمراً من أمور حياتنا العامة وإلا وأرانا الحكم الشرعي فيها وأطلعنا على المنهج الصحيح الذي ندين الله بأنه يتوافق مع الطبيعة البشرية؛ لأنه من خالقها الذي هو أعلم بها.. سيكون من الخطأ الجسيم الذي يقع فيه أصحاب هذا الفريق الكروي النسوي أن يتجاهلوا الأحكام الشرعية، ويدعو بعمومية وبساطة تكاد تصل إلى الفجاجة بأن ما يقدمونه هو (تحت رعاية شرعية)، و(أنها في أجواء مطمئنة رسمية وشرعية) ـ زعموا ـ.. والغريب أن حكم الشرع منزه وبريء عن هذه الدعوى الكاذبة..
إن المسلم لا يمتثل الشرعَ بمجرد العقل والهوى فقط بلا دليل وبلا فهم صحيح لمقاصد الشريعة وأحكامها، إنه يمحص وينظر ويتأمل بدقة؛ لأنه شرع من الله لا يجوز العبث به على النحو الذي تجرأ أصحاب النادي وتلبسوا به، إنهم يدعون الشرعية فيما يعملون، ولم يتجرأ أحدهم فيتبنى دليلاً واحداً يحتج به على دعواه.. فهل الدين شماعة واطئة يُعلِّق بها من شاء أي شيء يشاء؟ لا وألف لا.. فالإسلام أعظم وأجلّ من أن يُبتذل بهذه الصورة الفجة، وأعظم من أن يُنتهك بهذا المستوى الوضيع..
ومن منا لا يعلم قوله تعالى في كتابه العظيم: ]وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى[، ومما يبين هذه الآية ما رواه أبو داود رحمه الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى". فبعد هذا الوضوح والبيان، هل كان يعزب عنهم علم هذه الآية وهذا الحديث؟ هل كانوا يعلمون أم لعلهم يعلمون فيجهلون؟! أتكون هذه الرياضة التي تستغرق من الفتاة تدريباً يومياً إلا مخالفة واضحة لهذه الآية الكريمة؟! فأين الرعاية الشرعية المدعاة في حديثهم، وأين الأجواء المطمئنة إذا كانت مستباحة بنص الآية والحديث.. ]سبحانك هذا بهتان عظيم[..
وقد يحتج منهم واحد فيقول قد سابق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عائشة فكيف تحتجون علينا بما تحتجون؟ ونقول فأما هذه الدعوى فهي ليست لكم بل عليكم، فقد قالت أم المؤمنـين عائشة رضي الله عنها إنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وهي جارية (صغيرة)، قالت: "لم أحمل اللحم، ولم أبدن".
فقال لأصحابه: تقدموا، فتقدموا، فقال: تعالي أسابقك! فسابقتُه فسبقتُه على رِجلَيّ.
فلما كان بعد - وفي رواية - فسـكت عني، حتى إذا حملت اللـحم، وبدنت، ونسيت، خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه : تقدموا، فتقدموا. ثم قال: تعالي أسابقك، ونسيتُ الذي كان، وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله، وأنا على هذه الحال؟ فقال: لتفعلن. فسابقته فسبقني، فجعل يضحك وقال: هذه بتلك السبقة.
واستدلالهم على إفسادهم المرأة بهذا الحديث مردود؛ لأن عائشة رضي الله عنها لم تسابق إلا زوجها صلى الله عليه وسلم، مع العلم أنه عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه أن يتقدموا حتى لا تقع أبصارهم عليها. ثم لو كان السباق مشروعاً للمرأة, لأمرت المرأة أن ترمل في المطاف والمسعى مثل الرجال.
وما أعجب هذا الحديث حين نلحظ هنا أن هذه الرياضة كانت بسيطة وخفيفة تناسب الفتاة وطبيعتها، هدفها التسلية والتودد للزوجة ولم تكن كحال هذه الرياضة التي يقوم بها المنتخب من التدريب اليومي المتواصل والمجهد..
مهلاً هنا ملحوظة كبيرة أخرى.. ألا يفكر هؤلاء القوم جيداً ويعقلون في أخطار هذه الرياضات العنيفة، والتي تستهلك تدريباً يومياً وشاقاً؟! فيدعون زوراً وبهتاناً أنها للجسد السليم والصحة الجيدة، تقول (المدربة) فاتن زغلول: "النشاط الرياضي يهدف إلى احتواء الطالبات نفسياً واجتماعياً وجسدياً وتفريغ ما لديها من طاقات وشحنات جسدية ونفسية بغرض دفعها للمحافظة على لياقتها البدنية والوزن السليم".. وهذا ادعاء محض لا يوافقه العقل ولا الطب، فقد أثبت الطب أن القيام بالتمارين الرياضية العنيفة أو الشاقة، والتي تحتاج إلى تمارين متواصلة ومجهدة، تؤدي إلى الإخلال بالتوازن الهرموني الأنثوي الأمر الذي قد يؤدي للعقم، ويكون ذلك بكل تأكيد على حساب أنوثتهن ومستقبلهن الأسري.. فأين يا (مدربة فاتن) تثبت دعواكِ من هذا الحديث المثبت عملياً؟!
ولعلنا نزيد معرفة القارئة الكريمة بأن (الهرمونات) التي تُظهر أنوثةَ الفتاة ليست هي (الهرمونات) اللازمة للقيام بالتمارين الشاقة. وأن القيام بالتمارين الرياضية الشديدة وخاصة التي يصاحبها تقليل تناول الغذاء اللازم للمحافظة على الجسم ضمن المواصفات المطلوبة، قد يؤدي إلى الخلل في النظام الهرموني وتناغمه، ابتداء من الهرمون المنشط (GnRH) للغدة النخامية في المخ لإفراز (الهرمونات) الجنسية وهي (LH) , (FSH). وبالتالي تضطرب وظائف هذه (الهرمونات) فتضطرب الدورة الشهرية أو تنقطع مع عدم التبيض والتأثير على جدار الرحم فلا يسمح بتعلق البويضة المخصبة أو لا يؤمن لها التغذية اللازمة لتطورها إلى جنين. ونعيد السؤال على المدربة فاتن زغلول وغيرها من القائمين على هذا النادي من أين لكم ما تدعون من فوائد هذه الرياضة وقد أبطل العلم دعواكم الساذجة.. يا قوم أخبروني أليس لهم عقول يعقلون بها؟!
وقد تُفاصل هي أو غيرها في طبيعة الرياضة العنيفة ومستواها، والغريب أننا نطالع الآن مجموعة من الدراسات أجريت على راقصات الباليه وأثبتت أنهن معرضات إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام، نتيجة الرياضة العنيفة التي يؤدينها. فأين ما تقول من دعواها المحافظة على الأنوثة والجسد السليم بهذه الرياضة العنيفة في جسد يفقد ذاته وتكوينه وهويته بسببها، وقد قرأ بعضنا عن فتاة حازت على بطولة دولتها في لعبة شاقة؛ ولكنها الآن تشكو عدم وجود ثديين مثل باقي البنات، وقد اتصلت والدتها على إحدى القنوات التي استضافت طبيباً تستنجد به وتبحث عن حل لفاجعتها.. إنها تدمير للفطرة ورمح يتجه نحو البركان لينخره فيحرق كل دليل على الطبيعة التي خلقها الله فينا وأوجدنا بها كي نحافظ عليها ونعيش بها في تكامل بشري نحو النمو الجيد للمجتمع بعيداً عن الانحرافات التي تسوقنا نحو الهاوية والتي قد يدعي جاهل أو جاهلة بأنها عمل صالح، وإنما هي فساد وإفساد، يلبسون به على المسلمين..
قد كان لهم قبل الآن دعوى يتشدق بها أولئك من أنهم أهل العقول! فيا ترى بعد أن أثبت الطب أن هذه الرياضات الشاقة لا تصير أبداً في صالح الفتاة.. فيكف بعقولهم الآن.. هل خربت وأصابها العطب، أم أنهم يريدون أن ينزعوا من الفتاة أنوثتها وتعريتها من طبيعتها وجبلتها.. غير مهتمين وغير حافلين؟! لا تصدقوهم أبداً فكل ما يطرب أسماعهم دعاوى تقليد الغرب والسير حثيثاً في خطاهم.. سنسامحهم لو كانوا جاهلين لكنهم أبداً لا يجهلون بل يتجاهلون جهلاً مركباً يلبسون به الحق بالباطل..
نعم.. هذه ليست دعوة للعزوف عن الرياضة والتي نعتبرها أساسية كالغذاء والهواء لبناء جسم صحي متين. ونحن في نفس الوقت ندعو الصبايا وغيرهن أن يمارسن التمارين الرياضية اللازمة أو المصاحبة لتخفيف الوزن وغير ذلك. ولتكن التمارين الرياضية خالية من العنف المُجهد المتواصل المتصاعد للجسم مدة طويلة وخاصة تلك التي يصاحبها قلة تغذية جيدة أو السعي للحصول على نقاط أعلى مما يعرض الجسم إلى الضغط المتصاعد في زمن قصير مما يؤثر على (الهرمونات) الأنثوية للفتاة. ولتكن التمارين ناعمة ومتكررة في أوقات متباعدة.
إن هؤلاء لم يقدروا على هذا الأمر إلا من خلال التعليم، فهل كان التعليم يوماً مطية لمثل هذا الجهالات المفسدة؟! وأين التعليم الذي ننادي به وينادي به الجميع مما يناط به لبلوغ المهمات الكبيرة وتهيئة المرأة نحو مكانها المناسب في المجتمع لا أن تكون لاعبة في نادٍ، تمارس رياضة تقتل أنوثتها.. ثم أي جيل ستخرجه لنا هذه الأم اللاعبة؟ جيل لاعب! مهلاً فنحن لا نريد هذا الجيل..
والأهم من ذلك والأطم هو أين سيقف هذا المسير الموجع؟ لا زلنا نطالب بوقف هذا السير الفاحش الآن وتدارك الموقف قبل أن يزج بنا هؤلاء السفهاء في غياهب الفساد والانحلال؛ فالتاريخ المعاصر أخبرنا عن مستوى الرياضات المنحل في بعض البلاد العربية كتونس وغيرها كيف بدأ؟ وأين سينتهي؟ فهو لم ينتهِ حتى الآن على عظم ما ناله في أعراض المسلمات وحجابهن ولن ينتهي ونحن نرى الرياضيات ممن ينتمين لأرض الإسلام يخرجن بلباس البحر، لباس لا يستر إلا ما غلظ من عوارتهن..
وكيف الحال حين نرى من فتياتنا من تصارع كما تصارع التونسية "فضيلة اللواتي" الحائزة على الميدالية الذهبية في المصارعة، ثم يدعي هؤلاء بأن هذا مجد تحقق و(حاجز خوف جديد انكسر).. بمدربة للمصارعة سعودية أيضاً..
هكذا يصرح الخبر الذي نقلته عكاظ في بدايته "فتيات سعوديات يكسرن حواجز الخوف بمدربة سعودية"، فأي حواجز هذه؟! ألا يجيبون.. لن يجيبوا فما الحواجز المدعاة عندهم إلا أهواء مسيطرة عليهم، تقض مضاجعهم ولن تهدأ عليهم حتى ينالوا من أعراضنا فيحققوها.. ولن ينالوا..
ورحم الله أحمد محرم إذ قال:
رأيت الأمهـات لكل شـــــيء
يكون لدى الممالك محدثات
دعاة الشــرّ والإصـلاح منها
ورسل المـوت فيها والحيـاة
فهــــنّ يكـــنّ إمــــا بانيــــات
إذا نهضن، وإما هادمــات
إذا ما الشعب شبّ على صلاح
فمن تلك السجايا الصالحات
وإذا كــان الفســاد له قرينـــاً
فمن تلك المفاسد والهنات
وننقل هنا فتوى الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى عن النوادي النسائية وقد سئل عنها، فأجاب*:
نصيحتي لإخواني ألا يمكنوا نساءهم من دخول نوادي السباحة والألعاب الرياضية؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حث المرأة أن تبقى في بيتها فقال وهو يتحدث عن حضور النساء للمساجد وهي أماكن العبادة والعلم الشرعي: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن" وذلك تحقيقاً لقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} ثم إن المرأة إذا اعتادت ذلك تعلّقت به تعلقاً كبيراً لقوة عاطفتها وحينئذ تنشغل به عن مهماتها الدينية والدنيوية ويكون حديث نفسها ولسانها في المجالس. ثم إن المرأة إذا قامت بمثل ذلك كان سببا في نزع الحياء من المرأة فلا تسال عن سوء عاقبتها إلا أن يمن الله عليها باستقامة تعيد إليها حياءها الذي جبلت عليه. وإني حين أختم جوابي هذا أكرر النصيحة لإخواني المؤمنين أن يمنعوا نساءهم من بنات أو أخوات أو زوجات أو غيرهن ممن لهم الولاية عليهن من دخول هذه النوادي، وأسال الله تعالى أن يمن على الجميع بالتوفيق والحماية من مضلات الفتن إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عن موقع لها اون لاين