المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للشاعر ليس لسواه


حامل المسك
01-11-02, 11:11 pm
مقال للكاتبه هدى الدغفق

لا مدى لعشق الشاعر قصيدته. ومهما يكن فالشاعرلا يتنصل عن احتضان وليده الشعري جنين خياله وان تعسرت ولادته فليس يتخلى الشاعر عنه. بل تراه ينعزل أو يعتزل ليذود وليده عن ما يحاك له من نوايا لا تسلم بجدوى الإبداع الذي يسكنه حلمه المتواصل فهو يحلم أن يتناسل ذلك المخاض كل الأوقات ويجتهد ملياً في تحفيز همه الإبداعي نحو الأداة الأكثر مناسبة وتطابقاً واتزاناً في تبين مواطن واقعه المتمرد على مالا يواكب مطالبه ويساير ما يمتلكه من أدوات وآليات تعارف عليها جيل واستوعبها وألف ما تفيض به مقاصدها من أهداف وغايات نبيلة فعمل على اشاعتها وعبَّر عنها دون أن يتضح من ذلك استهجان أو عدائية لا مبرر لهما سوى انهما لا يتناسبان ورأي شديد الخصوصية وهو ما لا تلقي له العولمة بالاً وقد عمت حرية التعبير واحترام حرية الآخر هذا الكون ليصبح بذلك أكثر قدرة على التعايش في سلم لا يتأتى بمصادرة حق الغير في اختيار ما يناسبه من أدوات التعبير عن رؤيته وشكلها وقد منحه كل هذا الاتساع فاحتوى قلبه وفضاء مناكبه كل الكائنات ولم ينف أياً منها عن الإقامة معه وسخر لها العيش والتعايش مع بعضها بسلام يتم إذا لم يسع أحد إلى عداء غيره وتنكر لحنان لغته وتعبيرها الخاص بطريقته ومنهجه والعام في إشاعة بواطنه لما تريد دون تحفظ يخفي ضمير الكتابة بكل ما يبطنه من حواس. وهو ما تستيقظ به محبة الذات المبدعة للتغيير، ما تهوى معه سياستها الجديدة التي تحلم فيها بهيبة القصيدة يجمعها بين محبتها والانصات إلى رقة حديثها ولين مسامرتها أيضاً إذ قد يتعسر ويطول بها مخاض إلهامها الذي لا يمكن إلا أن اراهن على أنه الولادة التي لا يأنفها الشاعر مهما تناسختها أجيال أخرى.