المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقبيل الأرصفة .. هل سترقص المزايين ..؟!!


بلزاك
26-11-09, 10:49 pm
قالت لي أمي ذات خوف لاتنظر ياولدي للأرصفة
أحزان وجهك فيها شيء من شقوقها .. أخشى عليك أن تبتلعك رائحة حفاتها
منذ ذلك الحين وأنا أتجاهل النظر للأرصفة ..إنها ملاءة الفقراء ووجه الأرض الحقيقي ..

اليوم ( الأرصفة ) لم تكن على اعتيادها .. كانت أكبر من كل الأحزان ..
نفت حفاتها وحملت الراحلين جثثا على ظهرها ...

حيث (الأرصفة) تتنفس من تحت الماء ,,
حيث الأرواح تغتسل بأرصدة البائعين ..
حيث يغرغر الصغير في حضن أمه ..
حيث تغرق الشالات المتوشحة على رؤوس العجائز ..
حيث تغرق الأشجار التي تحمي عربات الفقر
حيث تولد الأرواح تحت جرف الأودية وتموت تحت طاولة اجتماعاتهم ..
حيث يجف ضرع الأم ويعتاض عنه الصغير بالأصبع
حيث لا تتقدم الأرصفة هناك ..لا تعلو ..
حيث يغيب صرير الأحذية .. إنها لغة الحفاة ..
حيث الشبر الصغير تسكنه عائلة
حيث المطر يجرف أرواح العناق في الزوايا ..
حيث صرخات الموت تخف في بطون الأودية ..
حيث الجثث تتمدد أسيفة أمام ذويها على الشوارع إن بقي شوارع وذويها ..
حيث البحر يفتح فمه لحظات ليلتقم غذاءه من أحزانهم ..
حيث الجنوب تغيب فيه روائح الأسرّة الحمراء ..
حيث تقام أكوام الأرواح كأكياس مزابل .. كأعواد ثقاب في بيت الشمال ..
حيث يموت الوطن والمواطن بدفقة حب شاءتها السماء ..
حيث لا على الثغور ..ولا على الحدود ..ولا على ظهور العاديات الضبح الموريات
حيث يكتبون على حدودهم هناك إنهم في وطن يغذي صدر بيروت وجميلاتها ..
حيث ينطقون اللون الأخضر أكثر من كسرة خبز لايجدونها ..
حيث تتحول الأشياء البسيطة لثروات في بيوتهم ..
حيث الأرض المملوكة بجوار أحيائهم هي نهاية العالم في عيونهم ..
حيث الأسكيمو هناك ..
حيث الأسمال تتحول لفساتين أعراس في عيونهم ..
حيث الموت يتغذى من أرواحهم ويُسمح لهم بأن يرددوا هذا ماتعلمناه ( إنه القضاء والقدر )
حيث لاتحفظ الأم رائحة أفراخها ,,
يكبرون على قدر أحزانهم ..
على قدر مأساتهم ..
على قدر نزوح أشواقهم ..
يولد الحب في المقابر وعلى الأزقة الضيقة ..
يهدي الحبيب حبيبته رغيف خبز ووردة ذابلة وجدها مرمية على ضفاف الشمال ..
يولد العشق من النوافذ الحارّة .. ومن مخابز الجدات الفارغة .. ومن أشواق الشمال الحالمة ..
تولد أحلامهم بين الأرصفة وضباع الشمال الضواري ..

(المدن) حيث تنقسم المدينة إلى قلبين أحدهما يتغذى على الآخر ..
أحدهما يكبر على الآخر ..
يكبر الحزن ..حتى تنشده الأمهات لحن صبا في أسماع أطفالهم قبل ركوبهن زورق الموت ..
(الضحايا) حيث لا توجد في غير الجنوب ..
(الموت) لايُفسَّرُ في الجنوب ..
(المهانة) يحترفون ركوبها ..
(البؤس) لغة أجسادهم النحيلة ..
( القبر) لعبة الصغار ووظيفة الكبار
( الشمال ) الجنّة الملعونة في لثغاتهم ..
( الحب ) بقية العمر ..وفوق الخمسين ..
( الأثداء ) الفارق الوحيد بين الجنسين ..
( الساعة ) مابين موت الأم وحياة الطفل
( نصفها ) أحزان الليل ..
( والباقي) ملعون في الصباح ..
( المهنة) شيء مكتوب تحت الاسم ..بعده نقاط فارغة ..أو عاطلة ..
( المطر ) عرس الجنائز .. الحفلة الأكثر صخبا في الجنوب ..
( الصحف ) حيث الوطن يسيل في الأرصدة ..

وأنا ما أنا ..
كل ما أبصرت ركام الأحزان فوق الأرصفة بكيت ..
كل ماتذكرت الأرواح الصاعدة بعكس اتجاه المطر وبحجمه بكيت ..
كل ماتذكرت أمي تحميني بظهرها من لسع المطر بكيت ..
كل ماتذكرت تلويحة أختي في يد رجل أخذها ( للشمال ) بكيت ..
كل ماتذكرت كتاب العلوم وأسماء الأشياء بكيت
منذ ذلك الحين وأنا ( ابن الجنوب ) اقرؤها .. أشاهدها على الأرصفة ..لكن يقولون إن الليمون حامض الطعم في أفواههم ..
وإنَّ التين أقحوانة غار المعدة ..ياليمون يافا هل حقنوك بطعم المرارة ؟!!
هل بقي لنا شيء غير الدموع ...؟!! وصوت الموت .. وغرغرة الصغير يلعب الموت بروحه ...

أَكْرَمُونَا بلقطة مُصَوِّرٍ محترف ونحن صفوف على أحد الأرصفة ..
وكتبوا بالبنط الصغير في صفحة داخلية
( ضحايا المطر في جدة )
وقبل أسبوع يخرجون ببشوتهم يستنجدون السماء قطرة ماء لكي لاتجف مخيماتهم ومزاينهم ولو على أرواحنا ..

آه ليأخذوا دموعنا فهي أدفا من ( المطر )
ياآآلله ... إنني أبكي ,,

عجوز سمنسي
27-11-09, 02:33 am
حيث يغيب صرير الأحذية .. إنها لغة الحفاة ..
حيث الشبر الصغير تسكنه عائلة
حيث المطر يجرف أرواح العناق في الزوايا ..
حيث صرخات الموت تخف في بطون الأودية ..
حيث الجثث تتمدد أسيفة أمام ذويها على الشوارع إن بقي شوارع وذويها ..

اليس من المعتاد ياسيد الكلمة ان تكون الارصفة هي مراتع الفقراء ؟

واصحاب البشوت في مراتع القصور تائهون !!!

ياسيد الكلمة عظيم انت بحديثك عن آآآآهات المعوزين

لكن من يستمع لمن ؟

بثَ اوجاعك وأوجاعنا لعل انفاسنا تنتهض ولو ببقايا الحروف

شكرا لك على هذا الكم االرائع من الوجع

قلم صريح
27-11-09, 02:41 am
صدقني فأصحاب البشوت خائفون على موت (مزايينهم) ولكن الــ (الإنسان) فليذهب للجحيم فسعره ثابت لايتغير فقط (100,000).:)
بتنا نصلي طلبا للمطر (بأمر سامي) فقط .
تذكرني كتاباتك يابلزاك بمن سكن أرض الكنانه .:)

*عمر*
27-11-09, 02:51 am
هل بقي لنا شيء غير الدموع ...؟!! وصوت الموت .. وغرغرة الصغير يلعب الموت بروحه

الله المستعان

لله درك يابلزاك....

ذات
27-11-09, 03:20 am
ربما أن السماء بكتهم ...

وبكت دموعنا ..فأغرقتنا وأغرقتهم ...

طوفان ذلك السيل ...هل هو تكذيب لتلك الأيادي التي تدعي الطهاره ...!!
أم أنه كشفٌ لتك الخبايا المتقوقعةِ داخل صدورهم ...

طوق النجاة ...بات غريقاً ...يستنجد بذلك الفقير بدل أن كان الفقيرُ يستنجد به ...

كسرة الخبز الأن وجدت لها سيلً عارمً لتصبغ فيه ...
وتحتوي تلك الأجساد المحنطةِ من تراب الإزقة المرصوف بإيدي أصحاب الحكاية الفارهه ...

عاريةٌ أنا ..داخل ذلك الحي ...
لحافي السماء ...وسعيري الأرض ...

باقة ورد ..لك وللفقراء أمثالنا ...(:

عبدالله الحلوه
27-11-09, 03:25 am
بلزاك


اسلوب ادبي رفيع حول الماسأة إلى ماسأة اخرى

لكن مهما كانت الأوجاع ومهما تجرعنا من الآم فإن كل ذلك سيكون طي النسيان بمجرد كلمات قليلة تنثر علينا من قبل احدهم !

سنتجاهل كل ماحدث ونتناسى كل الآمنا ونعود للتعلق ببصيص أمل نشعر من خلاله بأنها ستكون آخر الأحزان وقد لانتذكر ماحدث عندما نعود للبكاء على جثث أخرى في قادم الأيام



تحياتي

yousef
27-11-09, 05:28 am
مطر مطر هذا ليس صديقي

في بلد تكثر فيها المستنقعات

مطر فســـــــــاد

وأمطار من الفوضى

وهناك مطر منهمر للسرقات

ويقولون إنها لـ فتح الطرقات

ومطر فيه حماس وله جبهات

مطر اعلام مظلل كل الجهات

ومطر يقال إنه من المحرمات

ولكنه عند حاجب العمــــات

ودمت بمطر نقي القـــطرات

وكل عام تمطـــــر المطارات


تحفة خواطر مكس رائعة أخي بلزاك

وكل عام وأنت بألف خير

وزادك الله بالمسرات

تحياتي وتقديري ومودتي

بلزاك
27-11-09, 09:39 pm
اليس من المعتاد ياسيد الكلمة ان تكون الارصفة هي مراتع الفقراء ؟

واصحاب البشوت في مراتع القصور تائهون !!!

ياسيد الكلمة عظيم انت بحديثك عن آآآآهات المعوزين

لكن من يستمع لمن ؟

بثَ اوجاعك وأوجاعنا لعل انفاسنا تنتهض ولو ببقايا الحروف

شكرا لك على هذا الكم االرائع من الوجع






أعتذر لك ..
أعتذر بقدر العيدية الموجعة ليلة العيد وصبحه ..
أعتذر لأن كل شيء يتحول لذرات وجع في بيوت وسّدت من تحب على صفائح ضحاياها ..
أعتذر لأن المقابر لم تتسع لهم ..
والبقية الشمالية يدبكون على ( الدلعونا)
شكرا لعبورك ..
و ..
أهلا بكـ ..

بلزاك
27-11-09, 09:52 pm
صدقني فأصحاب البشوت خائفون على موت (مزايينهم) ولكن الــ (الإنسان) فليذهب للجحيم فسعره ثابت لايتغير فقط (100,000).:)
بتنا نصلي طلبا للمطر (بأمر سامي) فقط .
تذكرني كتاباتك يابلزاك بمن سكن أرض الكنانه .:)






ما أصعب أن تتحول لرقم يزيد بالخانات اليمنى
ما أصعب أن تباع ككلب ضال في يد زنجي ..
ما أصعب أن يكون قبض ثمنك فوق الطاولات ..
ما أصعب أن تتحول لزلفة تعلو بأحدهم نحو الأرصدة
وأن تتحول روحك لزهرة طافحة فوق تصريفهم الصحي ..
هنـــــاك نغرق ... نموت ...
حيث تقصر الأعمار ...

أهلا بكـ ..

جلوي العتيبي
28-11-09, 12:02 am
سترقص المزايين وينتهي مآساة الجنوب بتصريح إعلامي يبرر ويؤول الأسباب والإبتسامات تعلو المحيا.

هكذا هم اخي بلزاك يجيدون الوقوف بعد ان تقع الكوارث ويجيدون التحدث بعد فوات الآوان وتبقى أرواح الأبرياء مادة دسمه للتناول والمناقشات .

اما مليارات الريالات التي تهدر بسبب سوء الإداره وضعف الرقابه فهي ليست للنشر لإنها فوق مستوى المغلوب على أمرهم والضحايا المقبله .

أستوقفتني هذه العبارة:

حيث يموت الوطن والمواطن بدفقة حب شاءتها السماء

اتمنى أن أكون على خطأ

وصف باذخ الجمال ومقال يستحق ان يطرق باب كل من كان سبباً هذه الكارثه وفي غيرها .

ننتظرك بشغف

نسيم السحر
28-11-09, 02:21 am
وبعد جفاف المطر يخرج الزرع .. ويمتليء الضرع ...!!
هناك حيث تنهض العمارات .. وتنمو الحظارات !
هناك حيث تسويد الأزقة .. وتبييض الأرصفة ..
من بين أسنان الجرّارة.. ولسان (الرعّاصة ) ..!
من بين بيوت الذرّ على الأرصفة .. إلى مساكن الإنس تحت الأضرحة!!
سيفيض الإنبات ويفيض .. حتى لو دخلوا جحر (قفازات) لوجوده هنالك .. فأبشروا ؛؛ فذاك جَوْن لايغيض ..
وصدق الله : ((كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثمّ يهيج فتراه مصفّرا ثمّ يكون حطاما...))

سننتظر .. فبكّاء .. ومن لا بواكي له ..

وتلك أقدار الله بحكمة .. ونعم الله بقسمة ..

الرائع بلزاك .. حرووف تجرّ الحتووف ..
كلّ عام وأنتم بخير

نرسيان
28-11-09, 02:21 am
أَكْرَمُونَا بلقطة مُصَوِّرٍ محترف ونحن صفوف على أحد الأرصفة ..
وكتبوا بالبنط الصغير في صفحة داخلية
( ضحايا المطر في جدة )
وقبل أسبوع يخرجون ببشوتهم يستنجدون السماء قطرة ماء لكي لاتجف مخيماتهم ومزاينهم ولو على أرواحنا ..

آه ليأخذوا دموعنا فهي أدفا من ( المطر )
ياآآلله ... إنني أبكي ,,
أبدعت أخ بلزاك
كيف لو شاهدت ماحدث أو سمعت ماحدث ممن عاشوا هذه اللحظات الصعبة
عائلة بكاملها رحلت عن الدنيا في ثواني معدودة
صراخ الناس واستنجادهم
هروب الناس من سياراتهم و استضافة الناس لهم ساعات طويلة
انهيار الكباري وانسداد الانفاق
ولسه في بحيرة المسك التي ليس لها من اسمها نصيب والمتوقع انهيارها قريباً
لذا فلا اتوقع ان نكون مجرد عنوان بالبنط الصغير داخل احد الصفحات الداخلية
لاسيما بعد اتجاه السيل الى الطرق العامة وداخل الاحياء بعد ردم مجرى السيل !!!
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين
حسبي الله ونعم الوكيل
اهم شيء المزايين
شكراً بلزاك
دمتم بخير

بلزاك
28-11-09, 02:54 am
الله المستعان

لله درك يابلزاك....


هل معك أكفان ؟!!
مرورك جميل ..

أهلا بكــ

عجوز سمنسي
28-11-09, 02:59 am
أعتذر لك ..
أعتذر بقدر العيدية الموجعة ليلة العيد وصبحه ..
أعتذر لأن كل شيء يتحول لذرات وجع في بيوت وسّدت من تحب على صفائح ضحاياها ..
أعتذر لأن المقابر لم تتسع لهم ..
والبقية الشمالية يدبكون على ( الدلعونا)
شكرا لعبورك ..
و ..

أهلا بكـ ..


المتوشحون لتلك الاوجاع

ينظرون لتلك الارصفة التي تدثر الاجساد الرطبة

وبعدها

ينتقل المصور لتلك الاهازيج العيدية وياسلامي عليكم يالسعودية ؟

شتان بين هذا وذاك

ليلة عيدية سوداء ياسيد الكلمة

عيدي بأي حال عدت ياعيد

لقلبك زخات من المطر

بلزاك
28-11-09, 03:01 am
ربما أن السماء بكتهم ...

وبكت دموعنا ..فأغرقتنا وأغرقتهم ...

طوفان ذلك السيل ...هل هو تكذيب لتلك الأيادي التي تدعي الطهاره ...!!
أم أنه كشفٌ لتك الخبايا المتقوقعةِ داخل صدورهم ...

طوق النجاة ...بات غريقاً ...يستنجد بذلك الفقير بدل أن كان الفقيرُ يستنجد به ...

كسرة الخبز الأن وجدت لها سيلً عارمً لتصبغ فيه ...
وتحتوي تلك الأجساد المحنطةِ من تراب الإزقة المرصوف بإيدي أصحاب الحكاية الفارهه ...

عاريةٌ أنا ..داخل ذلك الحي ...
لحافي السماء ...وسعيري الأرض ...

باقة ورد ..لك وللفقراء أمثالنا ...(:





وداوني بالتي كانت هي الداء ...
داوني بالدموع التي لاتقتل بملحها ..
بسراديب العبور نحو بوابة السماء ..
بالليل ينقض الصبح
بالصبح يوقض الليل ..
بالنجوم التي لاتعكسها صفحة الماء ..
بكـِ حيث يتقاصر عمرك كاسمك في الحمى ..
حيث تُسْحِل روحك لأنك استيقظتِ وقت دخولهم ..
بكِ حيث يكبر الجنوب يكبر يكبر .. حتى تنثال منه القبور ..

ممنون لعبورك الوسيم ..
أهلا بكــ

بلزاك
28-11-09, 04:27 am
بلزاك


اسلوب ادبي رفيع حول الماسأة إلى ماسأة اخرى

لكن مهما كانت الأوجاع ومهما تجرعنا من الآم فإن كل ذلك سيكون طي النسيان بمجرد كلمات قليلة تنثر علينا من قبل احدهم !

سنتجاهل كل ماحدث ونتناسى كل الآمنا ونعود للتعلق ببصيص أمل نشعر من خلاله بأنها ستكون آخر الأحزان وقد لانتذكر ماحدث عندما نعود للبكاء على جثث أخرى في قادم الأيام



تحياتي



النسيان ..نعمة الجلاّد على ضحيته
نعمة السماء على الأرض ..
نعمة المزفوفين للجنة ..
لكنها الذاكرة الأقوى في عيون الأمهات
أرقى صفة يمنحها الجنوب للشمال ..
و..
أهلا بكــ

يامن رحل
29-11-09, 12:25 pm
اعجبني الموضوع ولا شئ من التعليق عندي يوازيه حقه سوى كلمة لاتعليق
شكرا على الطرح الهادف

تلميذة الحياة
29-11-09, 12:53 pm
محزن ان يكون هذا حال مدينة تعتبر من أهم وأكبر المدن لدينا!
نسأل الله أن يجازي كل من تخاذل وقصّر في مسؤليته

اللهم ارحم الموتى واجعلهم من الشهداء

شكراً لطرحك

بلزاك
30-11-09, 07:33 pm
يوسف ..
يولد الحزن على ضفاف صغيرك
يولد الوجع على ضفائر الجنائز ..

أهلا بكــ ,,

ـــــــ

جلوي الشقير ,,

الجمال الذي يظل منتفضا على الأرصفة ,,
الجمال الذي تكسوه الأسمال ..
الجمال الذي يتدثر بالأوشحة المتسخة ..

إننا غجر وطننا ..

أهلا بكــ ,,

ـــــــ

نسيم السحر ..

أنت بهي بحضورك ,,

أهلا بكــ ,,

ـــــــ

نرسيان ,,

أكثر شيء يفسد على المصور لحظة التقاطه للحظة هي مرور دمعة حائرة نزلت مابين اللقطة والهدف ..
هم يصورن أحزاننا ..
كانت الدموع أكبر من الحدث ..
لكن وبما أن أحزاننا متشابهة في عيونهم / قلوبهم ..رسموا الدموع بدلا من تصويرها واكتفوا باللون الأسود لأننا لانستحق بقية الأحبار ..
إننا - الضحايا - مسرفون في نظرهم ...

أهلا بكــ ,,

ـــــــ

السمنسي ..

عابر من جرح نازف ,,

أخشى عليك السقوط ..

أهلا بكـ ,,

ـــــــ

الرحال ..

استرح قليلا ..وتوسد بقية الجرح علّه أن يلتئم ..
ممنون ..

وأهلا بكـ ,,

ـــــــ

تلميذة الحياة ..

غدا سننفض أيدينا من أثر اتساخها بمياه السيول التي عبرتهم ثم ننسى ..
ما أعظم النسيان وهو يتوسد الجرح ..

أهلا بكـ ,,

دِيم
30-11-09, 09:47 pm
قالت لي أمي ذات خوف لاتنظر ياولدي للأرصفة
أحزان وجهك فيها شيء من شقوقها .. أخشى عليك أن تبتلعك رائحة حفاتها
منذ ذلك الحين وأنا أتجاهل النظر للأرصفة ..إنها ملاءة الفقراء ووجه الأرض الحقيقي ..

اليوم ( الأرصفة ) لم تكن على اعتيادها .. كانت أكبر من كل الأحزان ..
نفت حفاتها وحملت الراحلين جثثا على ظهرها ...

حيث (الأرصفة) تتنفس من تحت الماء ,,
حيث الأرواح تغتسل بأرصدة البائعين ..
حيث يغرغر الصغير في حضن أمه ..
حيث تغرق الشالات المتوشحة على رؤوس العجائز ..
حيث تغرق الأشجار التي تحمي عربات الفقر
حيث تولد الأرواح تحت جرف الأودية وتموت تحت طاولة اجتماعاتهم ..
حيث يجف ضرع الأم ويعتاض عنه الصغير بالأصبع
حيث لا تتقدم الأرصفة هناك ..لا تعلو ..
حيث يغيب صرير الأحذية .. إنها لغة الحفاة ..
حيث الشبر الصغير تسكنه عائلة
حيث المطر يجرف أرواح العناق في الزوايا ..
حيث صرخات الموت تخف في بطون الأودية ..
حيث الجثث تتمدد أسيفة أمام ذويها على الشوارع إن بقي شوارع وذويها ..
حيث البحر يفتح فمه لحظات ليلتقم غذاءه من أحزانهم ..
حيث الجنوب تغيب فيه روائح الأسرّة الحمراء ..
حيث تقام أكوام الأرواح كأكياس مزابل .. كأعواد ثقاب في بيت الشمال ..
حيث يموت الوطن والمواطن بدفقة حب شاءتها السماء ..
حيث لا على الثغور ..ولا على الحدود ..ولا على ظهور العاديات الضبح الموريات
حيث يكتبون على حدودهم هناك إنهم في وطن يغذي صدر بيروت وجميلاتها ..
حيث ينطقون اللون الأخضر أكثر من كسرة خبز لايجدونها ..
حيث تتحول الأشياء البسيطة لثروات في بيوتهم ..
حيث الأرض المملوكة بجوار أحيائهم هي نهاية العالم في عيونهم ..
حيث الأسكيمو هناك ..
حيث الأسمال تتحول لفساتين أعراس في عيونهم ..
حيث الموت يتغذى من أرواحهم ويُسمح لهم بأن يرددوا هذا ماتعلمناه ( إنه القضاء والقدر )
حيث لاتحفظ الأم رائحة أفراخها ,,
يكبرون على قدر أحزانهم ..
على قدر مأساتهم ..
على قدر نزوح أشواقهم ..
يولد الحب في المقابر وعلى الأزقة الضيقة ..
يهدي الحبيب حبيبته رغيف خبز ووردة ذابلة وجدها مرمية على ضفاف الشمال ..
يولد العشق من النوافذ الحارّة .. ومن مخابز الجدات الفارغة .. ومن أشواق الشمال الحالمة ..
تولد أحلامهم بين الأرصفة وضباع الشمال الضواري ..

(المدن) حيث تنقسم المدينة إلى قلبين أحدهما يتغذى على الآخر ..
أحدهما يكبر على الآخر ..
يكبر الحزن ..حتى تنشده الأمهات لحن صبا في أسماع أطفالهم قبل ركوبهن زورق الموت ..
(الضحايا) حيث لا توجد في غير الجنوب ..
(الموت) لايُفسَّرُ في الجنوب ..
(المهانة) يحترفون ركوبها ..
(البؤس) لغة أجسادهم النحيلة ..
( القبر) لعبة الصغار ووظيفة الكبار
( الشمال ) الجنّة الملعونة في لثغاتهم ..
( الحب ) بقية العمر ..وفوق الخمسين ..
( الأثداء ) الفارق الوحيد بين الجنسين ..
( الساعة ) مابين موت الأم وحياة الطفل
( نصفها ) أحزان الليل ..
( والباقي) ملعون في الصباح ..
( المهنة) شيء مكتوب تحت الاسم ..بعده نقاط فارغة ..أو عاطلة ..
( المطر ) عرس الجنائز .. الحفلة الأكثر صخبا في الجنوب ..
( الصحف ) حيث الوطن يسيل في الأرصدة ..

وأنا ما أنا ..
كل ما أبصرت ركام الأحزان فوق الأرصفة بكيت ..
كل ماتذكرت الأرواح الصاعدة بعكس اتجاه المطر وبحجمه بكيت ..
كل ماتذكرت أمي تحميني بظهرها من لسع المطر بكيت ..
كل ماتذكرت تلويحة أختي في يد رجل أخذها ( للشمال ) بكيت ..
كل ماتذكرت كتاب العلوم وأسماء الأشياء بكيت
منذ ذلك الحين وأنا ( ابن الجنوب ) اقرؤها .. أشاهدها على الأرصفة ..لكن يقولون إن الليمون حامض الطعم في أفواههم ..
وإنَّ التين أقحوانة غار المعدة ..ياليمون يافا هل حقنوك بطعم المرارة ؟!!
هل بقي لنا شيء غير الدموع ...؟!! وصوت الموت .. وغرغرة الصغير يلعب الموت بروحه ...

أَكْرَمُونَا بلقطة مُصَوِّرٍ محترف ونحن صفوف على أحد الأرصفة ..
وكتبوا بالبنط الصغير في صفحة داخلية
( ضحايا المطر في جدة )
وقبل أسبوع يخرجون ببشوتهم يستنجدون السماء قطرة ماء لكي لاتجف مخيماتهم ومزاينهم ولو على أرواحنا ..

آه ليأخذوا دموعنا فهي أدفا من ( المطر )
ياآآلله ... إنني أبكي ,,




لم أعتد أن أسجل إعجابي وأخرج

لكني أمارس السكوت الآن وقراءة النص عدة مرات

رائع رائع :)

لن أتحدث عن كم الهموم الحقيقية الملقاة هنا

لكني سأتحدث عن عطشي لمثل هذا الطرح

أطربنا بالجديد وعلمهم كيف تكون الكتابة

.
.


مررتُ وسرِرتُ بقدر حزني على فراق العيد



.
.
.



استمر:)

الأسيــ بنت ـاد
30-11-09, 11:30 pm
أحزنتنــي كلماتــك بلزاكـ,.,, هـذا حالنــا بالفتـره الاخيــره ... مأسآة وأوجاع يعانيهــا أخواننـا في جـده ,,,

اللهــم أرحــم موتاهـــم,,,,

جميــــل هو طرحــكـ,,, يسعدكـ ربي,,,

حكاية إحساس
07-12-09, 07:21 pm
وأنا ما أنا ..
كل ما أبصرت ركام الأحزان فوق الأرصفة بكيت ..
كل ماتذكرت الأرواح الصاعدة بعكس اتجاه المطر وبحجمه بكيت ..
كل ماتذكرت أمي تحميني بظهرها من لسع المطر بكيت ..
كل ماتذكرت تلويحة أختي في يد رجل أخذها ( للشمال ) بكيت ..
كل ماتذكرت كتاب العلوم وأسماء الأشياء بكيت
منذ ذلك الحين وأنا ( ابن الجنوب ) اقرؤها .. أشاهدها على الأرصفة ..لكن يقولون إن الليمون حامض الطعم في أفواههم ..
وإنَّ التين أقحوانة غار المعدة ..ياليمون يافا هل حقنوك بطعم المرارة ؟!!
هل بقي لنا شيء غير الدموع ...؟!! وصوت الموت .. وغرغرة الصغير يلعب الموت بروحه ...

أَكْرَمُونَا بلقطة مُصَوِّرٍ محترف ونحن صفوف على أحد الأرصفة ..
وكتبوا بالبنط الصغير في صفحة داخلية
( ضحايا المطر في جدة )
وقبل أسبوع يخرجون ببشوتهم يستنجدون السماء قطرة ماء لكي لاتجف مخيماتهم ومزاينهم ولو على أرواحنا ..

آه ليأخذوا دموعنا فهي أدفا من ( المطر )
ياآآلله ... إنني أبكي ,,


بكينآ وتـآلمنا بصمـــت


* بلـــزاك *
كم هو مؤلم وقع كلمآتك على قلوبنآ
وكم هو محزن حــآل إخوننا



لكن ليس بملكنا إلا الدعــاء لهم

اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم
فرج أهل جدة بما أصابهم واعصمهم من غضبك
و ارحمهم انهم من عبادك الضعفاء إليك لا ملجأ ولا مفرّ إلا أليك
اللهم آمين ... اللهم آمين ... اللهم آمين
.
.
.
طرحك بقدر ماهو مؤلم إلا انه رائع ومـ ع ـبـر

تحيآتي لكـ ولقلمكـ ..

شموخ للتجميل
26-12-09, 05:33 pm
دمت ودامت لنا كلماتك الى الامام