أ.د/محمد زكى حسن على
24-11-09, 12:08 am
الشجرة الدامعة… أسرار وفوائد طبية
http://www.banana-tree.com/catalog%20images/image629.jpg
حديثنا اليوم عن شجرة دائمة الخضرة تتسم بالرقة والجمال, إذا قمنا بقطع جزء من أغصانها أو أحدثنا جرحا فى لحائها فإنها لا تجد أمامها غير الاستسلام للبكاء و أزراف الدموع عند موضع الجرح… ولكن هل هى تبكى وتدمع مثلنا؟
بالطبع لا, إن دموعها تختلف تماما عن دموعنا من جميع النواحى بل إن دموعها ذات قيمة طبية وغذائية عظيمة وتباع بأسعار غالية.
هيا بنا نقترب إلى شجرتنا الرقيقة ونعرف إلى أي فصيلة نباتية تنتمى؟ و كيف نتعرف عليها؟ وما هو موطنها الأصلى؟ وما هى الظروف البيئية الملائمة لزراعتها؟ وما هو سر دموعها وما طبيعة هذه الدموع؟ وما هى الاستخدامات الصناعية لهذه الدموع؟ وما هى استخداماتها الطبية والعلاجية و التى توصل لها العلماء فى الآونة الأخيرة ؟
هل عرفتم ما هى الشجرة الدامعة؟
إنها:
شجرة المستكة
Mastic tree
http://www.delange.org/MasticTree/Dsc00045.jpg
إلى أي فصيلة نباتية تنتمى؟
شجرة المستكة اسمها العلمى Pistacia lentiscus وتنتمى الى الفصيلة Anacardiaceae .
كيف نتعرف عليها؟
هى شجيرة طولها حوالى من 3 إلى 4 متر وأفرعها تنتشر وتتهدل وتغطى مساحة حوالى 4-7 مترا. الشجرة مستديمة الخضرة طول العام. الأوراق ذات ملمس جلدى ناعمة وأوراقها مركبة تتكون من 5:3 وريقات. الأزهار حمراء اللون تظهر فى شهر مايو حتى يوليو وهى أزهار فردية ذكور أو إناث والإخصاب غير ذاتى. تنضج الثمار فى شهر أكتوبر وهى ثمار حمراء ثم تنضج وتتحول إلى اللون الأسود وهى تشبه ثمار التوت وذات طعم مر.
ما هو موطنها الأصلى؟
موطنها الاصلى حوض البحر الأبيض المتوسط فهى تنتشر زراعتها فى اليونان وفرنسا وايطاليا وسوريا.
ما هى الظروف البيئية الملائمة لزراعتها؟
تحتاج شجرة المستكة إلى جو مشمس جاف وتفضل التربة الرملية واحتياجاتها من الماء قليلة, وتتحمل قلة الماء ولا تستطيع النمو فى الظل بعيدا عن الضوء. وتتحمل النمو فى التربة شديدة القلوية.
ما هو سر دموعها وما طبيعة هذه الدموع وهل هى دموع حقا؟
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:NCn6XAv-StCOWM:http://www.khayma.com/HAWAJ/HERBPIC1/MISTICA.GIF
إننا عندما نشعر بالحزن أو الألم فان الدموع تنهمر من عيوننا لتخفف عنا بعض آلامنا , لكن شجرتنا الرقيقة عند حدوث جرح لها فى لحاء جذعها وهى الطبقة الخارجية من جذع الشجرة أو حدوث خدوش أو تشققات به أو قطع احد غصونها الكبيرة فيحدث لها (ادماء: Bleeding )) وهو عبارة عن عصارة نباتية من مواد راتنجية سائلة لونها ابيض أو اصفر أو رمادي تسقط من مكان الجرح أو الخدش أو القطع وتجف بسرعة بمجرد تعرضها للهواء الجوى وتصبح هشة متعلقة بالشجرة وتأخذ أشكال مختلفة حسب كمية ومكان خروجها فقد تكون مستديرة أو بيضاوية أو مستطيلة الشكل. وتسمى هذه المادة الراتنجية Mastic (ماستيك) والتى تم تحريفها إلى المستكة ومن هنا جاء اسم الشجرة ( بشجرة المستكة) نسبة لهذه المواد . وعندما ننظر الى هذه الافرازات الراتنجية الناتجة عن حدوث جرح او خدش فى احد غصونها نجد انها تشبة الدموع ولهذا يطلقون عليها دموع شجرة المستكة.
ما هى أهم الاستخدامات الصناعية للمستكة؟
تدخل افرازات المستكة ( المواد الراتنجية :mastic) فى صناعات عديدة مثل صناعة البخور لان بها زيوت طيارة ذات رائحة جميلة, وفى صناعة مستحضرات التجميل مثل كريمات الشعر. كما تدخل فى صناعة العطور والشامبوهات واللبان( العلك), تدخل فى صناعة مواد حشو الأسنان.
أما استخداماتها الغذائية فتتمثل فى:
أنها تضاف إلى الدقيق لتحسين طعمه في عمل المخبوزان والفطائر وكذلك تضاف إلى الايس كريم. أما المرأة العربية فلا يخلو بيتها من فصوص المستكة والتى تضيفها مع شربة اللحوم والأسماك والطيور لتعطى لها مذاق خاص ونكهة رائعة و طعما جميلا.
ما هى استخداماتها الطبية والعلاجية و التى توصل لها العلماء فى الآونة الأخيرة ؟
منذ آلاف السنين ويعرفها العرب والأوربيون ويستخدمونها لعلاج أمراض كثيرة مثل التهابات الفم واللثة وكذلك كمسكن لألم الأسنان وأيضا فى علاج اضطرابات المعدة. واليوم علماء الطب يحاولون إثبات صحة هذه النصائح الطبية القديمة وتفسيرها وتحليلها علميا بالتجارب العلمية الدقيقة.
واليكم احبائى أهم الدراسات العلمية الطبية الحديثة لاستخدام المستكة فى مجال العلاج والوقاية من بعض الأمراض:-
قام باحثون من فلوريدا ومن اليونان فى محاولة لمعرفة هل بمقدور المستكة أن تقضي على خلايا سرطان القولون أم لا؟ وذلك فى البحث الذى نشر سنة 2005 عن طريق استخدامهم مستخلص من راتينج المستكة، وغمر خلايا سرطان القولون في تركيزات متدرجة فى التركيز من مستخلص المستكة، تبين لهم بفحص المجهر الإلكتروني للخلايا السرطانية أن مواد المستكة قامت بقتل الخلايا السرطانية وفق ضوابط كمية التركيز ومدة التعرض، بمعنى أن طول مدة تعرض الخلايا السرطانية للمستكة وزيادة تركيز المستكة عمل على زيادة قتل الخلايا السرطانية, وبمزيد من التعمق في البحث تبين أن المستكة عملت على الإخلال بتتابع انقسام الخلايا السرطانية وأوقفت بالتالي سلسلة التكاثر والانتشار للخلايا السرطانية. ولكن عجز الباحثين فى دراستهم تحديد أنواع المواد الراتنجية الكيمائية الموجودة فى المستكة.
كما قام باحثون من بريطانيا مع دراسة أخرى من اليونان عام 1998 بدراسة تأثير المواد الراتنجية للمستكة في تنشيط نمو الخلايا الطبيعية لبطانة المعدة وفي التخلص من البكتيريا الحلزونية، ليس من المعدة فقط بل من الفم أيضا.ً والبكتيريا الحلزونية من أكبر أسباب قروح المعدة والإثنى عشر و ترجيع محتويات المعدة إلى المريء. والقضاء عليها إحدى الوسائل غير المباشرة في منع الإصابة بأنواع سرطان المعدة.
كما قامت عدة دراسات فى اليونان سنه 2005 لدراسة تأثير راتنجات المستكة فى التقليل من تسوس الأسنان حيث أنها تقلل من نمو البكتيريا الموجودة فى الفم. وهذا ما أكدته دراسة اخرى قديمة سنة 1985 والتى أتثبت فيها الباحثين أن المستكة قللت من نسبة وجود البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان بنسبة 5و41 %.
لكن يرى الباحثون أن الدراسات مازالت نحتاج إلى المزيد من التعمق فى الدراسة بالرغم من أنها إيجابية بشكل قوي والأهم هو توسيع نطاق البحث وكذلك عمل فصل كيمائى لمكونات راتنجات المستكة لمعرفة أنواع الراتنجات الموجودة بها ونسبه كل مكون بها حتى يتم استخدامها على نطاق واسع فى صناعة الأدوية لعلاج أمراض الجهاز الهضمى والفم.
وبعد أن وصلنا إلى نهاية حديثنا عن الشجرة الدامعة أو شجرة المستكة وعرفنا قيمتها الصناعية واستخداماتها الغذائية والدراسات الطبية الحديثة والتى تفتح لنا طاقة أمل لعلاج أورام القولون وأمراض المعدة ومحاربة تسوس الأسنان, ندعو من الله أن يكلل هذه الدراسات الطبية بالنجاح وان يساعد الله أطبائنا الباحثين فى اكتشاف أسرار جديدة طبية تكمن فى دموع شجرة المستكة. حقا أنها دموع غالية …دموع ليست كأي دموع.
http://www.banana-tree.com/catalog%20images/image629.jpg
حديثنا اليوم عن شجرة دائمة الخضرة تتسم بالرقة والجمال, إذا قمنا بقطع جزء من أغصانها أو أحدثنا جرحا فى لحائها فإنها لا تجد أمامها غير الاستسلام للبكاء و أزراف الدموع عند موضع الجرح… ولكن هل هى تبكى وتدمع مثلنا؟
بالطبع لا, إن دموعها تختلف تماما عن دموعنا من جميع النواحى بل إن دموعها ذات قيمة طبية وغذائية عظيمة وتباع بأسعار غالية.
هيا بنا نقترب إلى شجرتنا الرقيقة ونعرف إلى أي فصيلة نباتية تنتمى؟ و كيف نتعرف عليها؟ وما هو موطنها الأصلى؟ وما هى الظروف البيئية الملائمة لزراعتها؟ وما هو سر دموعها وما طبيعة هذه الدموع؟ وما هى الاستخدامات الصناعية لهذه الدموع؟ وما هى استخداماتها الطبية والعلاجية و التى توصل لها العلماء فى الآونة الأخيرة ؟
هل عرفتم ما هى الشجرة الدامعة؟
إنها:
شجرة المستكة
Mastic tree
http://www.delange.org/MasticTree/Dsc00045.jpg
إلى أي فصيلة نباتية تنتمى؟
شجرة المستكة اسمها العلمى Pistacia lentiscus وتنتمى الى الفصيلة Anacardiaceae .
كيف نتعرف عليها؟
هى شجيرة طولها حوالى من 3 إلى 4 متر وأفرعها تنتشر وتتهدل وتغطى مساحة حوالى 4-7 مترا. الشجرة مستديمة الخضرة طول العام. الأوراق ذات ملمس جلدى ناعمة وأوراقها مركبة تتكون من 5:3 وريقات. الأزهار حمراء اللون تظهر فى شهر مايو حتى يوليو وهى أزهار فردية ذكور أو إناث والإخصاب غير ذاتى. تنضج الثمار فى شهر أكتوبر وهى ثمار حمراء ثم تنضج وتتحول إلى اللون الأسود وهى تشبه ثمار التوت وذات طعم مر.
ما هو موطنها الأصلى؟
موطنها الاصلى حوض البحر الأبيض المتوسط فهى تنتشر زراعتها فى اليونان وفرنسا وايطاليا وسوريا.
ما هى الظروف البيئية الملائمة لزراعتها؟
تحتاج شجرة المستكة إلى جو مشمس جاف وتفضل التربة الرملية واحتياجاتها من الماء قليلة, وتتحمل قلة الماء ولا تستطيع النمو فى الظل بعيدا عن الضوء. وتتحمل النمو فى التربة شديدة القلوية.
ما هو سر دموعها وما طبيعة هذه الدموع وهل هى دموع حقا؟
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:NCn6XAv-StCOWM:http://www.khayma.com/HAWAJ/HERBPIC1/MISTICA.GIF
إننا عندما نشعر بالحزن أو الألم فان الدموع تنهمر من عيوننا لتخفف عنا بعض آلامنا , لكن شجرتنا الرقيقة عند حدوث جرح لها فى لحاء جذعها وهى الطبقة الخارجية من جذع الشجرة أو حدوث خدوش أو تشققات به أو قطع احد غصونها الكبيرة فيحدث لها (ادماء: Bleeding )) وهو عبارة عن عصارة نباتية من مواد راتنجية سائلة لونها ابيض أو اصفر أو رمادي تسقط من مكان الجرح أو الخدش أو القطع وتجف بسرعة بمجرد تعرضها للهواء الجوى وتصبح هشة متعلقة بالشجرة وتأخذ أشكال مختلفة حسب كمية ومكان خروجها فقد تكون مستديرة أو بيضاوية أو مستطيلة الشكل. وتسمى هذه المادة الراتنجية Mastic (ماستيك) والتى تم تحريفها إلى المستكة ومن هنا جاء اسم الشجرة ( بشجرة المستكة) نسبة لهذه المواد . وعندما ننظر الى هذه الافرازات الراتنجية الناتجة عن حدوث جرح او خدش فى احد غصونها نجد انها تشبة الدموع ولهذا يطلقون عليها دموع شجرة المستكة.
ما هى أهم الاستخدامات الصناعية للمستكة؟
تدخل افرازات المستكة ( المواد الراتنجية :mastic) فى صناعات عديدة مثل صناعة البخور لان بها زيوت طيارة ذات رائحة جميلة, وفى صناعة مستحضرات التجميل مثل كريمات الشعر. كما تدخل فى صناعة العطور والشامبوهات واللبان( العلك), تدخل فى صناعة مواد حشو الأسنان.
أما استخداماتها الغذائية فتتمثل فى:
أنها تضاف إلى الدقيق لتحسين طعمه في عمل المخبوزان والفطائر وكذلك تضاف إلى الايس كريم. أما المرأة العربية فلا يخلو بيتها من فصوص المستكة والتى تضيفها مع شربة اللحوم والأسماك والطيور لتعطى لها مذاق خاص ونكهة رائعة و طعما جميلا.
ما هى استخداماتها الطبية والعلاجية و التى توصل لها العلماء فى الآونة الأخيرة ؟
منذ آلاف السنين ويعرفها العرب والأوربيون ويستخدمونها لعلاج أمراض كثيرة مثل التهابات الفم واللثة وكذلك كمسكن لألم الأسنان وأيضا فى علاج اضطرابات المعدة. واليوم علماء الطب يحاولون إثبات صحة هذه النصائح الطبية القديمة وتفسيرها وتحليلها علميا بالتجارب العلمية الدقيقة.
واليكم احبائى أهم الدراسات العلمية الطبية الحديثة لاستخدام المستكة فى مجال العلاج والوقاية من بعض الأمراض:-
قام باحثون من فلوريدا ومن اليونان فى محاولة لمعرفة هل بمقدور المستكة أن تقضي على خلايا سرطان القولون أم لا؟ وذلك فى البحث الذى نشر سنة 2005 عن طريق استخدامهم مستخلص من راتينج المستكة، وغمر خلايا سرطان القولون في تركيزات متدرجة فى التركيز من مستخلص المستكة، تبين لهم بفحص المجهر الإلكتروني للخلايا السرطانية أن مواد المستكة قامت بقتل الخلايا السرطانية وفق ضوابط كمية التركيز ومدة التعرض، بمعنى أن طول مدة تعرض الخلايا السرطانية للمستكة وزيادة تركيز المستكة عمل على زيادة قتل الخلايا السرطانية, وبمزيد من التعمق في البحث تبين أن المستكة عملت على الإخلال بتتابع انقسام الخلايا السرطانية وأوقفت بالتالي سلسلة التكاثر والانتشار للخلايا السرطانية. ولكن عجز الباحثين فى دراستهم تحديد أنواع المواد الراتنجية الكيمائية الموجودة فى المستكة.
كما قام باحثون من بريطانيا مع دراسة أخرى من اليونان عام 1998 بدراسة تأثير المواد الراتنجية للمستكة في تنشيط نمو الخلايا الطبيعية لبطانة المعدة وفي التخلص من البكتيريا الحلزونية، ليس من المعدة فقط بل من الفم أيضا.ً والبكتيريا الحلزونية من أكبر أسباب قروح المعدة والإثنى عشر و ترجيع محتويات المعدة إلى المريء. والقضاء عليها إحدى الوسائل غير المباشرة في منع الإصابة بأنواع سرطان المعدة.
كما قامت عدة دراسات فى اليونان سنه 2005 لدراسة تأثير راتنجات المستكة فى التقليل من تسوس الأسنان حيث أنها تقلل من نمو البكتيريا الموجودة فى الفم. وهذا ما أكدته دراسة اخرى قديمة سنة 1985 والتى أتثبت فيها الباحثين أن المستكة قللت من نسبة وجود البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان بنسبة 5و41 %.
لكن يرى الباحثون أن الدراسات مازالت نحتاج إلى المزيد من التعمق فى الدراسة بالرغم من أنها إيجابية بشكل قوي والأهم هو توسيع نطاق البحث وكذلك عمل فصل كيمائى لمكونات راتنجات المستكة لمعرفة أنواع الراتنجات الموجودة بها ونسبه كل مكون بها حتى يتم استخدامها على نطاق واسع فى صناعة الأدوية لعلاج أمراض الجهاز الهضمى والفم.
وبعد أن وصلنا إلى نهاية حديثنا عن الشجرة الدامعة أو شجرة المستكة وعرفنا قيمتها الصناعية واستخداماتها الغذائية والدراسات الطبية الحديثة والتى تفتح لنا طاقة أمل لعلاج أورام القولون وأمراض المعدة ومحاربة تسوس الأسنان, ندعو من الله أن يكلل هذه الدراسات الطبية بالنجاح وان يساعد الله أطبائنا الباحثين فى اكتشاف أسرار جديدة طبية تكمن فى دموع شجرة المستكة. حقا أنها دموع غالية …دموع ليست كأي دموع.