سلطان العثيم
11-11-09, 12:07 am
في زمن كهذا تحولت فيه الأنظار والاهتمامات العالمية والمحلية إلى اقتصاديات المعرفة والتوسع والاستثمار في البحث العلمي والتنمية البشرية والتركيز الكامل والتام على بناء الإنسان فكريا وروحيا ونفسيا وجسديا من اجل أن يقوم بدوره الكبير في نهضة الشعوب وتنمية الدول وتطوير المجتمعات .
ولعلنا هنا في المملكة لسنا ولله الحمد ببعيدين على هذا الاهتمام الكبير بالتربية والتعليم بكافة جوانبه وصنوفه وأشكاله وألوانه لاسيما التعليم العالي والذي استثمرت فيه الدولة في السنوات الخمس الأخيرة أكثر من 100 مليار ريال وهو مبلغ كبير سوف يقلب المعادلة رأسا على عقب وينقل الأجواء التعليمية نقلة هي الأكبر في تاريخ الدولة عبر مائة عام خلت !!
ولعل خبر افتتاح جامعة الملك عبدا لله للعلوم والتقنية والإعلان عن رؤيا كبرى وطموحة لمنظومة الجامعات السعودية والتحفيز الواضح والايجابي على المنافسة والسباق نحو التميز العلمي والأكاديمي والبحثي في جميع الميادين المحلية والعالمية يجعلنا نسأل كيف يتخلف البعض عن هذه الرؤيا وعن هذا الهدف السامي الجميل وكيف يتقهقر الفارس في سباق الجياد الأصيلة في سباق مشرف وطموح ذا طابع معرفي علمي حضاري مشرق يجب على الجميع فيه العمل بحماس وتوقد وجد واجتهاد برؤيا واضحة وأهداف دقيقه وطموحة بعيداً عن العشوائية والإدارة التقليدية التي يغلب فيها الاجتهاد على الخطة والظن على الحقيقة والفتور على الحماس !!
ذالكم هو الواقع المظلم لجامعة القصيم رغم كل المغريات والمميزات المادية والمعنوية والفكرية والبيئية التي حضيت بها الجامعة
إلا أن الواقع لا يبشر إلا بالخيبات والحسرات بعدما كان الطموح نحو بناء قصر عالي ولكنه سرعان ما هدم على أهله !!
عرفت منطقة القصيم بغزارة علمائها ومفكريها ومثقفيها واقتصاديها وساستها على مر الزمن واختلاف العصور أجيال وراء أجيال نساء ورجال اثروا الساحة كما وكيفا علما وفكرا ديناً ودنياً وملؤا الوطن طولا وعرضا بالانجازات والمنجزات والأعمال الوافيات مشاركين أخوانهم أبناء مناطق هذا الوطن المعطاء الأخرى سواعد البناء وهم النهضة وشرف الرقي بالمجتمع والدولة.
ورغم كل هذه المميزات والفرص والأرضية الخصبة للتميز العلمي والأكاديمي والحضاري والاجتماعي و روح التنافس الايجابي والمشرف في بناء الفرد والمجتمع ووضع اللمسات الذهبية والخالدة بكل نجاح وتفوق على جدرا الزمن الذي لا يعرف إلا الناجحين والمبدعين والمتفوقين إلا أن الوضع الراهن لجامعة القصيم لا يبشر بخير ولا يعكس صورة مضيئة حاول المسئولون والمهتمون في التعليم العالي رسمها لنا من خلال خطط طموحة ودعم منقطع النظير ورؤيا إستراتيجية عالمية تثلج الصدر ولكن !!
ثمة خلل واضح يشهده القريب والبعيد أسطر هذه الأحرف من اجل المساهمة في تشخيصه وتأمله وبذل كل ما بوسعنا لك يستعيد الجواد الأصيل مكانه المميز والمتقدم في السباق الذي يرقبه القريب والبعيد والقاصي والداني .
سباق العلم والحضارة سباق التنمية البشرية والتطوير
سباق عظيم لصناعة الأجيال وإعداد القادة وبناء الوطن .
لم تعطي الجامعة أي إشارات ايجابية في قضية التصنيف العالمي أو العربي للجامعات والذي هو من أولى أولويات الجامعات والفريق الأكاديمي والطلاب والمهتمين بل المجتمع بأسره وضل ذلك الكرسي البحثي اليتيم لجريدة الجزيرة قابعا منذ حوالي عامين بلا امتداد أو توسع في خطة الجامعة البحثية رغم ما يملكه رجالات المنطقة من استثمارات مالية ضخمة وحب وحرص على المجتمع ولكن عندما يغيب التوجه والرؤيا يغيب كل شئ هنا ولاشك .
وهو نفس السؤال الذي يطرح حينما نتسأل عن برنامج الأوقاف الجامعة المعطل والذي تنشده أي جامعة لاسيما في هذا المناخ المالي والاقتصادي المغري !!
وتطل علينا الخدمة الاجتماعية والدور الاجتماعي الكبير للجامعات في خدمة المدن والمناطق اجتماعيا وثقافيا من خلال إقامة الدورات التدريبية التطويرية وورش العمل والمعارض المتخصصة والمؤتمرات العلمية والأندية الثقافية مثل أندية القراءة وأندية الحاسب الآلي وأندية الموهوبين والمشاركة الفاعلة في المهرجانات واستضافة العلماء والخبراء وأصاحب التجارب الرائدة وإقامة الندوات المنوعة وهو أيضا دور ضعيف يكاد لا يذكر في زمن خصص اغلب رجال الأعمال إدارة لخدمة المجتمع فما بالك بجامعة هي خامس اكبر جامعة في المملكة .
استطلعت خلال الأيام الماضية رغبات شريحة مهمة من الطلاب المتفوقين وهم طلاب على وشك التخرج في مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة وهو أول مجمع تعلمي متخصص برعاية المبدعين والمتفوقين على مستوى المملكة فكانت رغباتهم تتأرجح بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أو الإبتعاث للدراسة في الخارج وكانت جامعة القصيم خارج حسباتهم المستقبلية بكل أسف !!
وبالمقابل وفي مساحة أخرى تبين لنا الخلل الموجود من زاوية أخرى وهي زاوية أعضاء هيئة التدريس في الجامعة والتي تعاني من تسرب الكفاءات المميزة والقديرة والفاعلة بشكل لافت للنظر فقد تم استقطابهم من الجامعات المرموقة التي وضعت المنافسة العلمية والفكرية والاجتماعية نصب أعينها
وانطلقت نحو الهدف بخطى ثابته ومحسوبة .
ناهيك عن المشاكل الفنية المتكررة والمزعجة والتي تؤثر على المسيرة العلمية للطلاب في قضة الجداول و القبول والتسجيل حيث تنشل الحركة ويتوقف العمل في موقع الجامعة في مشهد أصبح من المألوف للجميع كل عام .
إننا نعيش في القرن الحادي والعشرين فلا مكان للعشوائية في الإدارة أو الاجتهادات الشخصية
ولا مكان أيضا للسبات الشتوي الذي لم ينتهي بعد منذ ثمانية أعوام هي عمر الجامعة
إنما هو مكان للإقدام والعزم واقتناص الفرص التي قد لا تتكرر فهي معركة علمية فكرية مع الجهل والتخلف
لابد من الانتصار بها بجامعة تكون منار للعلم والإبداع والبحث والابتكار والايجابية في التعامل مع الأحداث من حولنا وإلا كان مع الأسف توليا يوم الزحف ورفع للعلم الأبيض في يوما يجب النجاح والنصر والتقدم فمن قبل الغنم لم يسلم من الغرم
فهل تعاكس جامعة القصيم تيار التنمية والإصلاح والتطوير الشامل السائد في المملكة ؟؟
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات
sultan@alothaim.com
ولعلنا هنا في المملكة لسنا ولله الحمد ببعيدين على هذا الاهتمام الكبير بالتربية والتعليم بكافة جوانبه وصنوفه وأشكاله وألوانه لاسيما التعليم العالي والذي استثمرت فيه الدولة في السنوات الخمس الأخيرة أكثر من 100 مليار ريال وهو مبلغ كبير سوف يقلب المعادلة رأسا على عقب وينقل الأجواء التعليمية نقلة هي الأكبر في تاريخ الدولة عبر مائة عام خلت !!
ولعل خبر افتتاح جامعة الملك عبدا لله للعلوم والتقنية والإعلان عن رؤيا كبرى وطموحة لمنظومة الجامعات السعودية والتحفيز الواضح والايجابي على المنافسة والسباق نحو التميز العلمي والأكاديمي والبحثي في جميع الميادين المحلية والعالمية يجعلنا نسأل كيف يتخلف البعض عن هذه الرؤيا وعن هذا الهدف السامي الجميل وكيف يتقهقر الفارس في سباق الجياد الأصيلة في سباق مشرف وطموح ذا طابع معرفي علمي حضاري مشرق يجب على الجميع فيه العمل بحماس وتوقد وجد واجتهاد برؤيا واضحة وأهداف دقيقه وطموحة بعيداً عن العشوائية والإدارة التقليدية التي يغلب فيها الاجتهاد على الخطة والظن على الحقيقة والفتور على الحماس !!
ذالكم هو الواقع المظلم لجامعة القصيم رغم كل المغريات والمميزات المادية والمعنوية والفكرية والبيئية التي حضيت بها الجامعة
إلا أن الواقع لا يبشر إلا بالخيبات والحسرات بعدما كان الطموح نحو بناء قصر عالي ولكنه سرعان ما هدم على أهله !!
عرفت منطقة القصيم بغزارة علمائها ومفكريها ومثقفيها واقتصاديها وساستها على مر الزمن واختلاف العصور أجيال وراء أجيال نساء ورجال اثروا الساحة كما وكيفا علما وفكرا ديناً ودنياً وملؤا الوطن طولا وعرضا بالانجازات والمنجزات والأعمال الوافيات مشاركين أخوانهم أبناء مناطق هذا الوطن المعطاء الأخرى سواعد البناء وهم النهضة وشرف الرقي بالمجتمع والدولة.
ورغم كل هذه المميزات والفرص والأرضية الخصبة للتميز العلمي والأكاديمي والحضاري والاجتماعي و روح التنافس الايجابي والمشرف في بناء الفرد والمجتمع ووضع اللمسات الذهبية والخالدة بكل نجاح وتفوق على جدرا الزمن الذي لا يعرف إلا الناجحين والمبدعين والمتفوقين إلا أن الوضع الراهن لجامعة القصيم لا يبشر بخير ولا يعكس صورة مضيئة حاول المسئولون والمهتمون في التعليم العالي رسمها لنا من خلال خطط طموحة ودعم منقطع النظير ورؤيا إستراتيجية عالمية تثلج الصدر ولكن !!
ثمة خلل واضح يشهده القريب والبعيد أسطر هذه الأحرف من اجل المساهمة في تشخيصه وتأمله وبذل كل ما بوسعنا لك يستعيد الجواد الأصيل مكانه المميز والمتقدم في السباق الذي يرقبه القريب والبعيد والقاصي والداني .
سباق العلم والحضارة سباق التنمية البشرية والتطوير
سباق عظيم لصناعة الأجيال وإعداد القادة وبناء الوطن .
لم تعطي الجامعة أي إشارات ايجابية في قضية التصنيف العالمي أو العربي للجامعات والذي هو من أولى أولويات الجامعات والفريق الأكاديمي والطلاب والمهتمين بل المجتمع بأسره وضل ذلك الكرسي البحثي اليتيم لجريدة الجزيرة قابعا منذ حوالي عامين بلا امتداد أو توسع في خطة الجامعة البحثية رغم ما يملكه رجالات المنطقة من استثمارات مالية ضخمة وحب وحرص على المجتمع ولكن عندما يغيب التوجه والرؤيا يغيب كل شئ هنا ولاشك .
وهو نفس السؤال الذي يطرح حينما نتسأل عن برنامج الأوقاف الجامعة المعطل والذي تنشده أي جامعة لاسيما في هذا المناخ المالي والاقتصادي المغري !!
وتطل علينا الخدمة الاجتماعية والدور الاجتماعي الكبير للجامعات في خدمة المدن والمناطق اجتماعيا وثقافيا من خلال إقامة الدورات التدريبية التطويرية وورش العمل والمعارض المتخصصة والمؤتمرات العلمية والأندية الثقافية مثل أندية القراءة وأندية الحاسب الآلي وأندية الموهوبين والمشاركة الفاعلة في المهرجانات واستضافة العلماء والخبراء وأصاحب التجارب الرائدة وإقامة الندوات المنوعة وهو أيضا دور ضعيف يكاد لا يذكر في زمن خصص اغلب رجال الأعمال إدارة لخدمة المجتمع فما بالك بجامعة هي خامس اكبر جامعة في المملكة .
استطلعت خلال الأيام الماضية رغبات شريحة مهمة من الطلاب المتفوقين وهم طلاب على وشك التخرج في مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة وهو أول مجمع تعلمي متخصص برعاية المبدعين والمتفوقين على مستوى المملكة فكانت رغباتهم تتأرجح بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أو الإبتعاث للدراسة في الخارج وكانت جامعة القصيم خارج حسباتهم المستقبلية بكل أسف !!
وبالمقابل وفي مساحة أخرى تبين لنا الخلل الموجود من زاوية أخرى وهي زاوية أعضاء هيئة التدريس في الجامعة والتي تعاني من تسرب الكفاءات المميزة والقديرة والفاعلة بشكل لافت للنظر فقد تم استقطابهم من الجامعات المرموقة التي وضعت المنافسة العلمية والفكرية والاجتماعية نصب أعينها
وانطلقت نحو الهدف بخطى ثابته ومحسوبة .
ناهيك عن المشاكل الفنية المتكررة والمزعجة والتي تؤثر على المسيرة العلمية للطلاب في قضة الجداول و القبول والتسجيل حيث تنشل الحركة ويتوقف العمل في موقع الجامعة في مشهد أصبح من المألوف للجميع كل عام .
إننا نعيش في القرن الحادي والعشرين فلا مكان للعشوائية في الإدارة أو الاجتهادات الشخصية
ولا مكان أيضا للسبات الشتوي الذي لم ينتهي بعد منذ ثمانية أعوام هي عمر الجامعة
إنما هو مكان للإقدام والعزم واقتناص الفرص التي قد لا تتكرر فهي معركة علمية فكرية مع الجهل والتخلف
لابد من الانتصار بها بجامعة تكون منار للعلم والإبداع والبحث والابتكار والايجابية في التعامل مع الأحداث من حولنا وإلا كان مع الأسف توليا يوم الزحف ورفع للعلم الأبيض في يوما يجب النجاح والنصر والتقدم فمن قبل الغنم لم يسلم من الغرم
فهل تعاكس جامعة القصيم تيار التنمية والإصلاح والتطوير الشامل السائد في المملكة ؟؟
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات
sultan@alothaim.com