سفكه
05-11-09, 09:45 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فلست محتاجاً لتكلف البحث والتنقيب , عن أسباب هذه الخطوات السريعة , التي صاحبت حديث الشيخ سعد , إلى تقديمه الاستقالة , حيث لم يكن بينهما إلا أقلَّ من عشرة أيام , بل سأنتقل مباشرة للحديث عن جانب أهم وأولى بالبحث والتنقيب , ذلكم هو الحديث عن أسباب تأخر حلِّ المسائل العالقة , والقضايا التي تمس المجتمع كافة , مما لايشك عاقل أنه لم يتأخر لأسباب تتعلق بشخص الملك – حفظه الله - , بل هو كما بلغنا رجل طيِّب القلب , محب لشعبه , مشفق عليه , ولا أدلَّ على هذا من مواقفه التي تبرز بين حين وآخر , من زيارته لدور الفقراء مرة , وإسبال دمعه عند رؤية أبناء وبنات الجنود , الذين راحوا ضحية المواجهات , إضافة إلى حديثه بشفافية وعفوية عن بعض الأمور التي تمس المجتمع .
إذن فما السرُّ في علوق تلك الملفات , وتراكم آثارها ؟ .
ولماذا تأخرت هذه القضايا التي يتعدى نفعها , وحلَّ محلها قضاياً يمكن تأجيلها , وهي ليست بذات الأهمية , بل ولاقريبة منها ؟ .
أذكر قبل مدة , أنه صدر حكم شرعي , بجلد أستاذ اللسانيات حمزة المزيني , وذلك لتعديه على فضيلة الدكتور عبدالله البراك , وإساءة الأدب معه , وبعد صدور الحكم بوقت يسير , صدرت التوجيهات بإحالة قضايا الإعلام إلى وزارة الإعلام , وهذا إجراء لست معنيا بالحديث عنه الآن , لكنه تبادر إلى ذهني أسئلة عريضة وطويلة , لعلي أطرحها مستفهماً , فأقول :
ذلك الرجل الذي حمل ملف أستاذ اللسانيات لحمايته من تنفيذ حكم الشرع , ألم يكن بوسعه حمل ملف قضية جزر البندقية مثلاً , وغيرها من المساهمات العالقة ؟ .
ألم يكن بوسعه حمل قضية المعلمين البائسين ؟ .
ألم يكن بوسعه حمل قضية عشرات الآلاف من العاطلين ؟ .
ألم يكن بوسعه حمل الملف الصحي المتدهور ؟ .
ألم يكن بوسعه حمل صور المدارس التي تشبه زرائب الغنم ؟ .
ألم يكن بوسعه حمل صور الفقراء الذين يسكنون تحت الجسور في الجنوب , أو الذين يستظلون السماء , ويلتحفون الغبراء في جازان وضواحيها , وكثر من مناطق شمال المملكة وسواحلها ؟ .
ألم يكن بوسعه نقل معاناة ضحايا المساهمات , والأسهم , وغيرها ؟ .
ألم يكن قادراً على نقل ملف الديون المتراكمة على أبناء هذا المجتمع , الذي يتربع على أكبر مخزون نفطي ؟ .
ألم يك قادراً على نقل صور الصفقات الوهمية , أو المبالغ فيها , التي تكون مشاريعها المنفَّذة بما يعادل نصاب زكاة المال , من قيمة ما اعتمد لها ؟ .
وغير ذلك من الأسئلة كثير وكثير , ولكن الأمر أكبر من الأسئلة , وأكبر من ذلك الجواب عنها , فأنا على يقين أن أستاذ اللسانيات لم يُكلف نفسه الذهاب إلى مقام الملك – حفظه الله - , واستجداء عفوه , بل وجد من يخدمه في هذا الشأن , وهذا ما أريد الوصول إليه , لعل الذي خدم أستاذ اللسانيات , وحمى ظهره من الجلد , أن يبادر لحماية ظهور مئات الآلاف من الديون , ويرفع عن كواهلهم حمل البطالة .
لعله حين وجد من وقته متسعاً لتخفيف ألم السياط عن ظهر المزيني , أن يتحرك فيه الشعور بالمسؤولية , ليساهم في تخفيف سياط الفقر والمرض , من أعداد مهولة لايمكن تصديقها .
أنا لا أريده أن يقف في صف العلماء , ولا أن يسكت عن التحريش عليهم , ولا أن يترك مبادراته في نقل كل مايمكن نقله سريعاً , وتجييره للإساءة للناصحين المحبين , بل أريده في الوقت الذي يحمل فيه ملفاً تحريشياً , أن يحمل ملفاً نفعياً , لعله أن يُكفِّرة خطيئة هذا بهذا .
ليته حين ينقل موقفا يراه معارضا لأحد العلماء , ينقل في نفس الوقت , مخالفات الإعلام التي ينكرها الملك نفسه , لأني لا أتصور أن مهام الملك – حفظه الله – تمنحه فرصة لمطالعة الصحف , أو مشاهدة القنوات .
أنا لا أريده حين يُحرِّش على أحد قال كلمة الحق , وخالفه فيها , أن يقول في الجانب الآخر , إنه يثبت أن العلماء متجردون لله , وأنهم لايقولون مايملى عليهم , وأن هذا يبطل التهم الموجهة لهم من العدو الخارجي , ويؤكد أن المملكة بخلاف ماتُرمى به وتُتهم , لأنه بمثل هذا النقل سيضحي بنفسه عند المنصفين , لكني أريده أن يهتم بالجوانب المعيشية التي لاعلاقة لها بأمور الشريعة , حتى لايجمع بين سوأتي استعداء السلطة على أهل الفضل , واستعداء المجتمع على السلطة .
ثم الأهم :
لماذا يتم تصوير كلِّ من أبدى وجهة نظر شرعية , حول قضية لها مساس في الشريعة , أو نصح للملك , وبيَّن مايعتقده ديناً , وما تمليه عليه متطلبات البيعة التي في عنقه , وحسن الولاء الذي يعتقده , بأنه محرِّض على الملك , مخالف لتوجهاته وتطلعاته , يريد هدم طموحاته , وتعطيل مسيرته الإصلاحية ؟ .
ألم يفتح الملك باب الحوار الوطني لتدارس الآراء ؟ .
ألم يفتح الباب للحوار مع ديانات وعقائد محاربة للإسلام , معادية لشريعته ؟ .
لماذا يضيق هؤلاء برأي فقيه في المسعى , أو في الجامعة , أو في أي قضية أخرى ؟ .
أعجب ممن يستوعب شتم الرافضة لمن هو أفضل من الملك وأهل الأرض قاطبة , ويظهرتلطفه معهم , وإحسانه إليهم , في حين يضيق برأي فقيه ناصح , شابت لحيته في خدمة دين الله , والذود عن حياضه .
أيها الفضلاء :
لن أقع في ماحذرت منه , بل سأنقل لكم ما سمعته , ليكون بإزاء ما قرأتم , فتحكموا أو يحكم غيركم تجاهه بمايجب , لأننا نرى أموراً السكوت عليها خيانة , وواجب من بيده شيء , أو يملك قدرة , أن يبادر للمساهمة في إصلاحها .
سمعت كثيراً , أن هجوم الصحافة , انطلاقاً من الرويبضة التافه جمال خاشقجي , مروراً بالهرم المستهلك المتهالك تركي السديري , فثقيل الظل خالد المالك , فصاحب فسوق التحفة عبده خال , فالمذبذب الوعيل , فسفيه الطائف السالمي , فالغرالناتىء ياسر , فالمبتور مريض النفس البهلوني آل الشيخ , فصاحب " فحيج " الآبق ابن بخيت , فالمتردية , والموقوذة والنطيحة , إلى آخر مانتهى إليه القطيع .
أقول : سمعت أن هجومهم كان مبيَّتا , وهذا لاإشكال عندي فيه , بل هو متقرر يقيناً , لكن الذي سمعته ولازلت محتاراً فيه , هل كان هجومهم السافر , وتطاولهم الرخيص , وخروجهم عن حدِّ الأدب , ومنعهم لكل الردود المدافعة عنه , والذابة عن عرضه , إلا ماندر , هل كل ذلك جاء بُناء على توجيه من أحد ؟ .
هذا السؤال يردده كثير من الناس , وربما تأكد لهم أنه حقيقة , ما سمعوه من خبر استقالة الشيخ – حفظه الله - , وقبولها , رغم أن الشيخ سبق أن قدمها أكثر من مرة فرفضت , وهل الإعلام يساير ذلك التوجه , وكأن المراد منه تصوير أن مايقوله الإعلام , هو مايتطلع إليه المجتمع ويؤمن به !! .
هذا القول له وجاهته , لا سيما إذا أضفنا أن نقولاً نُقلت للملك – حفظه الله – عن أشخاص , أغضبته واستثارت حميته , ينشر أضعاف أضعافها يوميا في وسائل الإعلام .
لعلكم تذكرون حين اجتمع الملك – حفظه الله – برؤساء الوسائل الإعلامية , وكثير من الصحفيين , وتطرق معهم لتلك الشائعة التي انطلق من خلال أحد الصحفيين , أن أعداد المصابين بأحد الأمراض الخطرة , تجاوز المليونين , وأمرهم الملك أن يتحروا الصدق , وأن ينقلوا الحقيقة , ومع هذا فهنا يبرز سؤالان مهمَّان :
الأول : من نقل للملك هذه المعلومة ؟ .
ويتفرع عن هذا السؤال سؤال آخر :
لماذا لم ينقل غيرها من الأباطيل التي تنشرها الصحافة ؟ .
الثاني : هل التزم رؤساء تلك الوسائل والصحفيون بهذا التوجيه الملكي المباشر . أم لازالت أقلام كثير منهم تُروج للباطل والفتنة ؟ .
كما يساهم في وجاهة القول بأن الهجوم على الشيخ سعد جاء بتوجيه من أحد , ما عليه واقع الحال , من أن الإعلام , وخاصة التيار الخياني , خرس عن ماهو أكبر من نصيحة الشيخ المباركة , التي حملت أصدق مشاعر الحب والمواطنة والغيرة , ووصفت عند التيار الخياني , كذبا وزورا وبهتانا , بأنها تحريض على الملك , ومحاربة للعلم والتقدم , فأي الفريقين أحق بالهجوم والمؤامرة ؟ .
آالشيخ سعد وغيره من العلماء الناصحين , والدعاة الصادقين , أولى بالتطاول والنكير , ممن اعتدى على الذات الإلهية , وزعم أن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة , أو من طالب بمراجعة آي القرآن الكريم , أو من تطاول على السنة وأحكام الشريعة , أو من يكرس للعلمانية , ويرى فصل الدين عن الدولة , أو من يطالب بالانفتاح والانحلال ؟ .
مالكم كيف تحكمون !! .
لأن هذا كله مما تضمنته وسائل الإعلام , ونقله ليس عن مجالس خاصة مستورة , ولا من مجاهيل لايوثق بهم , بل يُستعلن به في وسائل الإعلام .
فأين المبلغون عن هفوات الكتاب اليسيرة , الطائرون بها , المهيِّجون المحرضون عليها , عن نقل تلك الكوارث للملك – حفظه الله - , مما نعلم يقينا , أنه لن يقبل بها , ولن يسكت عليها , لأن من غضب لمعلومة مغلوطة , فلن يقبل بأن يساء لشريعة الله , ومن قال : أهم شيء دينكم , ثم وطنكم , فلن يقبل بمايسيء إلى الدين , ويخلق الفتنة في الوطن .
لماذا من نقل للملك – حفظه الله – نبأ تلك المعلومة المغلوطة , لايبادر بنقل الردة التي تحتوي عليها منتديات بغال الليبرالية , ويخبره بأن أحد تلك المواقع الفاجرة جرى تكريمه والاحتفاء بصاحبه , وتقديم الجوائز القيمة له ؟ .
هذا ماسمعته , وهو جزء مما أتمنى أن يصل لمن يعنيه الأمر , قبل أن يبلغه أنني أتهجَّم وأتطاول على المثقفين , وأحرِّض على القيادة , وغير ذلك مما لايخفى من أساليب النوكى .
إن مسؤولية أهل العلم جسيمة , في إيصال حقائق الأمور , لاسيما والملك – حفظه الله – يستقبلهم كل أسبوع , فيجب عليهم أن يصارحوه بمايجب , ويقولوا له مايدور بشفافية , فهو كما أعلم يبحث عن الأصلح والأنصح , لأن سكوت العلماء , أو تقصيرهم في نقل الحقيقة كماهي , يفتح الطريق لغيرهم , من خصومهم , ليقولوا كلمة السوء , ويوقعوا بين الحاكم والعالم , وهذا من أكبر الأسباب في وقوع الفتن والشرور .
كما يجب على المتابعين لمايدور في الساحة , أن يتواصلوا مع أهل العلم , ويوقفوهم على ما انتهى إليه علمهم , مدعمين ذلك بالأدلة والإثباتات , ويذكروهم بواجبهم الشرعي , لأن الإنسان قليل بنفسه , كثير بإخوانه , وأن يسندوهم في مواجهة ما يتعرضون له , من محاولات التشويه المتعمدة , وأن يبينوا للناس , أن هجوم السفلة على العلماء ليس مناقشة لرأي , ولا يراد منه بلوغ حقيقة , بل هو هجوم على الشريعة , وإخماد لصوت الحق , وهذا مما لاسبيل لهم إليه بحول الله ومنته .
وللحديث بقية , والله من وراء القصد .
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك رداجميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش
أبومالك
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فلست محتاجاً لتكلف البحث والتنقيب , عن أسباب هذه الخطوات السريعة , التي صاحبت حديث الشيخ سعد , إلى تقديمه الاستقالة , حيث لم يكن بينهما إلا أقلَّ من عشرة أيام , بل سأنتقل مباشرة للحديث عن جانب أهم وأولى بالبحث والتنقيب , ذلكم هو الحديث عن أسباب تأخر حلِّ المسائل العالقة , والقضايا التي تمس المجتمع كافة , مما لايشك عاقل أنه لم يتأخر لأسباب تتعلق بشخص الملك – حفظه الله - , بل هو كما بلغنا رجل طيِّب القلب , محب لشعبه , مشفق عليه , ولا أدلَّ على هذا من مواقفه التي تبرز بين حين وآخر , من زيارته لدور الفقراء مرة , وإسبال دمعه عند رؤية أبناء وبنات الجنود , الذين راحوا ضحية المواجهات , إضافة إلى حديثه بشفافية وعفوية عن بعض الأمور التي تمس المجتمع .
إذن فما السرُّ في علوق تلك الملفات , وتراكم آثارها ؟ .
ولماذا تأخرت هذه القضايا التي يتعدى نفعها , وحلَّ محلها قضاياً يمكن تأجيلها , وهي ليست بذات الأهمية , بل ولاقريبة منها ؟ .
أذكر قبل مدة , أنه صدر حكم شرعي , بجلد أستاذ اللسانيات حمزة المزيني , وذلك لتعديه على فضيلة الدكتور عبدالله البراك , وإساءة الأدب معه , وبعد صدور الحكم بوقت يسير , صدرت التوجيهات بإحالة قضايا الإعلام إلى وزارة الإعلام , وهذا إجراء لست معنيا بالحديث عنه الآن , لكنه تبادر إلى ذهني أسئلة عريضة وطويلة , لعلي أطرحها مستفهماً , فأقول :
ذلك الرجل الذي حمل ملف أستاذ اللسانيات لحمايته من تنفيذ حكم الشرع , ألم يكن بوسعه حمل ملف قضية جزر البندقية مثلاً , وغيرها من المساهمات العالقة ؟ .
ألم يكن بوسعه حمل قضية المعلمين البائسين ؟ .
ألم يكن بوسعه حمل قضية عشرات الآلاف من العاطلين ؟ .
ألم يكن بوسعه حمل الملف الصحي المتدهور ؟ .
ألم يكن بوسعه حمل صور المدارس التي تشبه زرائب الغنم ؟ .
ألم يكن بوسعه حمل صور الفقراء الذين يسكنون تحت الجسور في الجنوب , أو الذين يستظلون السماء , ويلتحفون الغبراء في جازان وضواحيها , وكثر من مناطق شمال المملكة وسواحلها ؟ .
ألم يكن بوسعه نقل معاناة ضحايا المساهمات , والأسهم , وغيرها ؟ .
ألم يكن قادراً على نقل ملف الديون المتراكمة على أبناء هذا المجتمع , الذي يتربع على أكبر مخزون نفطي ؟ .
ألم يك قادراً على نقل صور الصفقات الوهمية , أو المبالغ فيها , التي تكون مشاريعها المنفَّذة بما يعادل نصاب زكاة المال , من قيمة ما اعتمد لها ؟ .
وغير ذلك من الأسئلة كثير وكثير , ولكن الأمر أكبر من الأسئلة , وأكبر من ذلك الجواب عنها , فأنا على يقين أن أستاذ اللسانيات لم يُكلف نفسه الذهاب إلى مقام الملك – حفظه الله - , واستجداء عفوه , بل وجد من يخدمه في هذا الشأن , وهذا ما أريد الوصول إليه , لعل الذي خدم أستاذ اللسانيات , وحمى ظهره من الجلد , أن يبادر لحماية ظهور مئات الآلاف من الديون , ويرفع عن كواهلهم حمل البطالة .
لعله حين وجد من وقته متسعاً لتخفيف ألم السياط عن ظهر المزيني , أن يتحرك فيه الشعور بالمسؤولية , ليساهم في تخفيف سياط الفقر والمرض , من أعداد مهولة لايمكن تصديقها .
أنا لا أريده أن يقف في صف العلماء , ولا أن يسكت عن التحريش عليهم , ولا أن يترك مبادراته في نقل كل مايمكن نقله سريعاً , وتجييره للإساءة للناصحين المحبين , بل أريده في الوقت الذي يحمل فيه ملفاً تحريشياً , أن يحمل ملفاً نفعياً , لعله أن يُكفِّرة خطيئة هذا بهذا .
ليته حين ينقل موقفا يراه معارضا لأحد العلماء , ينقل في نفس الوقت , مخالفات الإعلام التي ينكرها الملك نفسه , لأني لا أتصور أن مهام الملك – حفظه الله – تمنحه فرصة لمطالعة الصحف , أو مشاهدة القنوات .
أنا لا أريده حين يُحرِّش على أحد قال كلمة الحق , وخالفه فيها , أن يقول في الجانب الآخر , إنه يثبت أن العلماء متجردون لله , وأنهم لايقولون مايملى عليهم , وأن هذا يبطل التهم الموجهة لهم من العدو الخارجي , ويؤكد أن المملكة بخلاف ماتُرمى به وتُتهم , لأنه بمثل هذا النقل سيضحي بنفسه عند المنصفين , لكني أريده أن يهتم بالجوانب المعيشية التي لاعلاقة لها بأمور الشريعة , حتى لايجمع بين سوأتي استعداء السلطة على أهل الفضل , واستعداء المجتمع على السلطة .
ثم الأهم :
لماذا يتم تصوير كلِّ من أبدى وجهة نظر شرعية , حول قضية لها مساس في الشريعة , أو نصح للملك , وبيَّن مايعتقده ديناً , وما تمليه عليه متطلبات البيعة التي في عنقه , وحسن الولاء الذي يعتقده , بأنه محرِّض على الملك , مخالف لتوجهاته وتطلعاته , يريد هدم طموحاته , وتعطيل مسيرته الإصلاحية ؟ .
ألم يفتح الملك باب الحوار الوطني لتدارس الآراء ؟ .
ألم يفتح الباب للحوار مع ديانات وعقائد محاربة للإسلام , معادية لشريعته ؟ .
لماذا يضيق هؤلاء برأي فقيه في المسعى , أو في الجامعة , أو في أي قضية أخرى ؟ .
أعجب ممن يستوعب شتم الرافضة لمن هو أفضل من الملك وأهل الأرض قاطبة , ويظهرتلطفه معهم , وإحسانه إليهم , في حين يضيق برأي فقيه ناصح , شابت لحيته في خدمة دين الله , والذود عن حياضه .
أيها الفضلاء :
لن أقع في ماحذرت منه , بل سأنقل لكم ما سمعته , ليكون بإزاء ما قرأتم , فتحكموا أو يحكم غيركم تجاهه بمايجب , لأننا نرى أموراً السكوت عليها خيانة , وواجب من بيده شيء , أو يملك قدرة , أن يبادر للمساهمة في إصلاحها .
سمعت كثيراً , أن هجوم الصحافة , انطلاقاً من الرويبضة التافه جمال خاشقجي , مروراً بالهرم المستهلك المتهالك تركي السديري , فثقيل الظل خالد المالك , فصاحب فسوق التحفة عبده خال , فالمذبذب الوعيل , فسفيه الطائف السالمي , فالغرالناتىء ياسر , فالمبتور مريض النفس البهلوني آل الشيخ , فصاحب " فحيج " الآبق ابن بخيت , فالمتردية , والموقوذة والنطيحة , إلى آخر مانتهى إليه القطيع .
أقول : سمعت أن هجومهم كان مبيَّتا , وهذا لاإشكال عندي فيه , بل هو متقرر يقيناً , لكن الذي سمعته ولازلت محتاراً فيه , هل كان هجومهم السافر , وتطاولهم الرخيص , وخروجهم عن حدِّ الأدب , ومنعهم لكل الردود المدافعة عنه , والذابة عن عرضه , إلا ماندر , هل كل ذلك جاء بُناء على توجيه من أحد ؟ .
هذا السؤال يردده كثير من الناس , وربما تأكد لهم أنه حقيقة , ما سمعوه من خبر استقالة الشيخ – حفظه الله - , وقبولها , رغم أن الشيخ سبق أن قدمها أكثر من مرة فرفضت , وهل الإعلام يساير ذلك التوجه , وكأن المراد منه تصوير أن مايقوله الإعلام , هو مايتطلع إليه المجتمع ويؤمن به !! .
هذا القول له وجاهته , لا سيما إذا أضفنا أن نقولاً نُقلت للملك – حفظه الله – عن أشخاص , أغضبته واستثارت حميته , ينشر أضعاف أضعافها يوميا في وسائل الإعلام .
لعلكم تذكرون حين اجتمع الملك – حفظه الله – برؤساء الوسائل الإعلامية , وكثير من الصحفيين , وتطرق معهم لتلك الشائعة التي انطلق من خلال أحد الصحفيين , أن أعداد المصابين بأحد الأمراض الخطرة , تجاوز المليونين , وأمرهم الملك أن يتحروا الصدق , وأن ينقلوا الحقيقة , ومع هذا فهنا يبرز سؤالان مهمَّان :
الأول : من نقل للملك هذه المعلومة ؟ .
ويتفرع عن هذا السؤال سؤال آخر :
لماذا لم ينقل غيرها من الأباطيل التي تنشرها الصحافة ؟ .
الثاني : هل التزم رؤساء تلك الوسائل والصحفيون بهذا التوجيه الملكي المباشر . أم لازالت أقلام كثير منهم تُروج للباطل والفتنة ؟ .
كما يساهم في وجاهة القول بأن الهجوم على الشيخ سعد جاء بتوجيه من أحد , ما عليه واقع الحال , من أن الإعلام , وخاصة التيار الخياني , خرس عن ماهو أكبر من نصيحة الشيخ المباركة , التي حملت أصدق مشاعر الحب والمواطنة والغيرة , ووصفت عند التيار الخياني , كذبا وزورا وبهتانا , بأنها تحريض على الملك , ومحاربة للعلم والتقدم , فأي الفريقين أحق بالهجوم والمؤامرة ؟ .
آالشيخ سعد وغيره من العلماء الناصحين , والدعاة الصادقين , أولى بالتطاول والنكير , ممن اعتدى على الذات الإلهية , وزعم أن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة , أو من طالب بمراجعة آي القرآن الكريم , أو من تطاول على السنة وأحكام الشريعة , أو من يكرس للعلمانية , ويرى فصل الدين عن الدولة , أو من يطالب بالانفتاح والانحلال ؟ .
مالكم كيف تحكمون !! .
لأن هذا كله مما تضمنته وسائل الإعلام , ونقله ليس عن مجالس خاصة مستورة , ولا من مجاهيل لايوثق بهم , بل يُستعلن به في وسائل الإعلام .
فأين المبلغون عن هفوات الكتاب اليسيرة , الطائرون بها , المهيِّجون المحرضون عليها , عن نقل تلك الكوارث للملك – حفظه الله - , مما نعلم يقينا , أنه لن يقبل بها , ولن يسكت عليها , لأن من غضب لمعلومة مغلوطة , فلن يقبل بأن يساء لشريعة الله , ومن قال : أهم شيء دينكم , ثم وطنكم , فلن يقبل بمايسيء إلى الدين , ويخلق الفتنة في الوطن .
لماذا من نقل للملك – حفظه الله – نبأ تلك المعلومة المغلوطة , لايبادر بنقل الردة التي تحتوي عليها منتديات بغال الليبرالية , ويخبره بأن أحد تلك المواقع الفاجرة جرى تكريمه والاحتفاء بصاحبه , وتقديم الجوائز القيمة له ؟ .
هذا ماسمعته , وهو جزء مما أتمنى أن يصل لمن يعنيه الأمر , قبل أن يبلغه أنني أتهجَّم وأتطاول على المثقفين , وأحرِّض على القيادة , وغير ذلك مما لايخفى من أساليب النوكى .
إن مسؤولية أهل العلم جسيمة , في إيصال حقائق الأمور , لاسيما والملك – حفظه الله – يستقبلهم كل أسبوع , فيجب عليهم أن يصارحوه بمايجب , ويقولوا له مايدور بشفافية , فهو كما أعلم يبحث عن الأصلح والأنصح , لأن سكوت العلماء , أو تقصيرهم في نقل الحقيقة كماهي , يفتح الطريق لغيرهم , من خصومهم , ليقولوا كلمة السوء , ويوقعوا بين الحاكم والعالم , وهذا من أكبر الأسباب في وقوع الفتن والشرور .
كما يجب على المتابعين لمايدور في الساحة , أن يتواصلوا مع أهل العلم , ويوقفوهم على ما انتهى إليه علمهم , مدعمين ذلك بالأدلة والإثباتات , ويذكروهم بواجبهم الشرعي , لأن الإنسان قليل بنفسه , كثير بإخوانه , وأن يسندوهم في مواجهة ما يتعرضون له , من محاولات التشويه المتعمدة , وأن يبينوا للناس , أن هجوم السفلة على العلماء ليس مناقشة لرأي , ولا يراد منه بلوغ حقيقة , بل هو هجوم على الشريعة , وإخماد لصوت الحق , وهذا مما لاسبيل لهم إليه بحول الله ومنته .
وللحديث بقية , والله من وراء القصد .
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك رداجميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش
أبومالك