أباالخــــــيل
25-10-02, 07:53 pm
كانت الموعظة من أفضل ما اتكئ عليه الأنبياء, والمصلحون في تبليغ دعواتهم. فهذا لقمان حكى الله عنه وعظه لابنه بقوله سبحانه: (إذ قال لقمان لابنه وهو يعضه يابني لاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)، وأمرمحمد بوعظ المشركين بقوله:( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموالله مثنى وفرادى ....)وعلى هذا المنوال تسير المواعظ؛ تراعي أختلاف البيئات، والأماكن، فقد كان نبيّنا ــ صلوات الله وسلامه عليه ــ يتحيّن الفترات المناسبة ليجمع أصحابه، ويلقي عليهم ماتستوعبه أفهامهم، وتقترب منه تصوّراتهم , وقريب من هذا المعنى عبارة الإمام علي: (حدّثوا الناس بمايعرفون أتريدون أن يُكذّب الله ورسوله). وقد برز الوعظ بشكل ملفت للنظر في زمن عثمان ــ رضي الله عنه ــ كقصص أغلبه يجمع بين الغرائب، والإسرائليات مما حد بعلي ــ رضي الله عنه ــ أن يتّخذ قراراً بمنعه،وإخراج القصاصين من المساجد باستثناالحسن البصري، وهوممن اشتهر بالوعظ ,وممن اشتهر أيضاً في ذلك الوقت غيلان الدمشقي، وعمرو بن عتبه، وغيرهم كثيرعبرالعصور اللاحقة. ولاأحد ينكر ماللوعظ من دور مهم في صياغة الأفكار,وتشكيل السلوك الفردي،والجمعي .
دور كهذا لايشك عاقل بوجوب المحافظة عليه من الكساد. ــ فالوصول إلى القمة سهل لكن البقاء ليس يسير بل يحتاج للتضحيات ــ على أن دور الوعظ من الأدوار التي تستحق بذل التضحيات فعلا لاستمرار تدفّـقه، ولكن ذلك مرهون بتطوّيره حسب الحاجة. فماهوصالح لهذا الزمان ليس بالضرورة صلاحه لمابعده، ومثله المكان ؛ لاختلاف المدارك,والعقول . وفقا للبيئات المختلفه؛ وإلا لن يستطيع الاستمرارفي تلبية متطلّبات كافة الأذواق والمفاهيم.
بإجراء نظرة فاحصةعلى البيئة الوعظية مع تقادم الزمان ، نجدها للأسف لم تراعي في الغالب تلك الحقيقةالمنطقية، ولذا لم تستطع تـفادي الجمود، بل بقيت أسيرة لاستبداد بعض المنغلقين خوفا من التجديد. والواعظ نفسه بالرغم من أنه يتحمل جزء من العبئ، لكنه لم يسعى طوال عصوره إلى أي تطوير,أوتجديد ماخلابعض الشكليات ، أما المحتوى فثابت؛ ربماإيثاراً للسلامةالمضمونة عادة مع التمسك بالمألوف .
جاء العصر الحديث، ومعه الحقبة الاستعمارية.وأخذ الناس يعبّون من مامع المستعمر من جديد عليهم من قيم، وعادات، وتقاليد بمعنى أنه قل أن يسلم أحد من دخان الاستعمار.ولعل أكثرمن تجاوب مع المعطيات الجديدة الثقافة. فلم تكن الأمة تعرف الطباعة قبل مجئ المستعمر،وكذلك فهرست القرآن الكريم، والحديث الشريف، والمنهجية,والتخصـص، وغيره . ومع هذا لم يطرئ على الموعظة أي تغيـير. اللهم إلا مااستجلبته الحاجة من التحديد,والتركيزفي المادة المقدمة من الواعظ بعد ماكانت مادة الموعظةتعتمد الاستطراد.
العجيب أنها استمرت بزخمهاالسابق بعدذلك ، ولم تعبأ بمااستجد مما أفقدها دورهاالريادي بل لاأبالغ إن قلت إنها لم تعد تملك ماتقدمه للناس سوى ترقيص العواطف على أنغام الأحلام والأماني،
وبقيت هكذا، ولم تستطع الانفلات من قيود الماضي بالرغم من عولمة الثقافة,أو بمعنى آخر لم يعدالمسلم رهين ثقافته المحلية كما كان سابقاً.
هذا الوضع المزري فرض على غالب الوّعاظ أن يمارسوا وعظهم بطوباوية؛ لايملون من تشـنيف الآذان بتكرارالمثاليات، وأحيانا تطعيمهابما يتوفّرمن أحلام ورؤى،وأغالبها أصابها الهرم حتى مجّـتها الأسماع، فلم تعد قادرة على تقديم الحلول الناجعة، وانظر على سبيل المثال من يحضرون المواعظ,أوالمحاظرات تجد منهم من لاتفوته موعظه دعك مما يسمع عن طريق الكاسيت لكن لاتجد لذلك أي أثر على سلوكه إلا ماندر و لاحكم له.
بكل أسف أستطيع القول إن تأثيرالموعظة،ودورها التوجيهي أصبح غنيمة سهلة يتقاسمهاالإعلام الفضائي،ومابقي للإنترنت أو العكس.هذا هو الواقع شئـناأم أبينا.!!!!!!
التساؤل المريرالذي يطرح نفسه وكثيراً مايتردد على الألسنة بين الفينةوالأخرى وهو ماالمطلوب لتفعيل الوعظ ليأخذ دوره في صياغة الأفكار,وتعديل السلوك المنحرفة ،أو بمعنى آخر ماالسبب الذي جعل وسائل الإعلام تـتمرد وتخطف الأضواء من الوعظ ؟ !!!!!!!!!
دور كهذا لايشك عاقل بوجوب المحافظة عليه من الكساد. ــ فالوصول إلى القمة سهل لكن البقاء ليس يسير بل يحتاج للتضحيات ــ على أن دور الوعظ من الأدوار التي تستحق بذل التضحيات فعلا لاستمرار تدفّـقه، ولكن ذلك مرهون بتطوّيره حسب الحاجة. فماهوصالح لهذا الزمان ليس بالضرورة صلاحه لمابعده، ومثله المكان ؛ لاختلاف المدارك,والعقول . وفقا للبيئات المختلفه؛ وإلا لن يستطيع الاستمرارفي تلبية متطلّبات كافة الأذواق والمفاهيم.
بإجراء نظرة فاحصةعلى البيئة الوعظية مع تقادم الزمان ، نجدها للأسف لم تراعي في الغالب تلك الحقيقةالمنطقية، ولذا لم تستطع تـفادي الجمود، بل بقيت أسيرة لاستبداد بعض المنغلقين خوفا من التجديد. والواعظ نفسه بالرغم من أنه يتحمل جزء من العبئ، لكنه لم يسعى طوال عصوره إلى أي تطوير,أوتجديد ماخلابعض الشكليات ، أما المحتوى فثابت؛ ربماإيثاراً للسلامةالمضمونة عادة مع التمسك بالمألوف .
جاء العصر الحديث، ومعه الحقبة الاستعمارية.وأخذ الناس يعبّون من مامع المستعمر من جديد عليهم من قيم، وعادات، وتقاليد بمعنى أنه قل أن يسلم أحد من دخان الاستعمار.ولعل أكثرمن تجاوب مع المعطيات الجديدة الثقافة. فلم تكن الأمة تعرف الطباعة قبل مجئ المستعمر،وكذلك فهرست القرآن الكريم، والحديث الشريف، والمنهجية,والتخصـص، وغيره . ومع هذا لم يطرئ على الموعظة أي تغيـير. اللهم إلا مااستجلبته الحاجة من التحديد,والتركيزفي المادة المقدمة من الواعظ بعد ماكانت مادة الموعظةتعتمد الاستطراد.
العجيب أنها استمرت بزخمهاالسابق بعدذلك ، ولم تعبأ بمااستجد مما أفقدها دورهاالريادي بل لاأبالغ إن قلت إنها لم تعد تملك ماتقدمه للناس سوى ترقيص العواطف على أنغام الأحلام والأماني،
وبقيت هكذا، ولم تستطع الانفلات من قيود الماضي بالرغم من عولمة الثقافة,أو بمعنى آخر لم يعدالمسلم رهين ثقافته المحلية كما كان سابقاً.
هذا الوضع المزري فرض على غالب الوّعاظ أن يمارسوا وعظهم بطوباوية؛ لايملون من تشـنيف الآذان بتكرارالمثاليات، وأحيانا تطعيمهابما يتوفّرمن أحلام ورؤى،وأغالبها أصابها الهرم حتى مجّـتها الأسماع، فلم تعد قادرة على تقديم الحلول الناجعة، وانظر على سبيل المثال من يحضرون المواعظ,أوالمحاظرات تجد منهم من لاتفوته موعظه دعك مما يسمع عن طريق الكاسيت لكن لاتجد لذلك أي أثر على سلوكه إلا ماندر و لاحكم له.
بكل أسف أستطيع القول إن تأثيرالموعظة،ودورها التوجيهي أصبح غنيمة سهلة يتقاسمهاالإعلام الفضائي،ومابقي للإنترنت أو العكس.هذا هو الواقع شئـناأم أبينا.!!!!!!
التساؤل المريرالذي يطرح نفسه وكثيراً مايتردد على الألسنة بين الفينةوالأخرى وهو ماالمطلوب لتفعيل الوعظ ليأخذ دوره في صياغة الأفكار,وتعديل السلوك المنحرفة ،أو بمعنى آخر ماالسبب الذي جعل وسائل الإعلام تـتمرد وتخطف الأضواء من الوعظ ؟ !!!!!!!!!