تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جودة الحياة في امتلاك ناصية اللغة ... ياترى كيف ؟؟


سلطان العثيم
18-10-09, 11:57 pm
جودة الحياة
في
امتلاك ناصية اللغة

للاستاذ المدرب / احمد بوبدالله

آية عجيبة مبهرة من آيات الله العظيمة أصبغها سبحانه على هذا الإنسان بل وعلى كل مخلوق فلكل مخلوق لغته المعبرة ولسانه الناطق بالتسبيح.
واللغة تستحق من المكرّم بالعقل ما احتفظ بنعمة عقله أن يتفكر في ماهيتها ويتدبر في آليتها وطرق استخدامها وأن يحصي أنواعها وينظر في عيوبها لضمان الفهم وإيصال المعنى في عملية التواصل.
هذا وقد نظرت البرمجة اللغوية العصبية إلى اللغة كأداة مهمة تبرمج العقل بالأفكار والأحاسيس لتتحول إلى تصورات وسلوك وأفعال وعادات بل ربما اعتبرتها عنصر وجود وأساس حياة ونوضح معنى هذه الإشكالية ضمن العبارات التالية: وجودك في الحياة يعني اتصالك بنفسك وبالآخرين و اللغة(اللفظية وغير اللفظية) هي أداة هذا الاتصال فهي إذا تتعلق بأصل وجودك وأساس حياتك .
وهذه الأداة (اللغة) تسمح لنا بأن ننقل ما يمور أو يسكن في عالمنا الداخلي من مكنونات الضمائر ومخبوءات السرائر إلى العالم الخارجي ليضحى مسموعا وملموسا ومشاهدا ومحسوسا.
وأهمية هذه العملية في كونها تجعلنا نتبادل الخبرة ونتقاسم المعرفة ونتناقل الفهم.
اللغة كأداة تواصل

عندما نتحدث عن اللغة كأداة تواصل فإننا نتحدث عن اللغة بجمعها لأوصاف جمة وشمولها لمهام مهمة مثل:
1)- اللغة كنظام تصوري رقمي: فنحن نفكر بالكلمات مثلما نفكر بالصور والأذواق والروائح والأحاسيس إلا أن التفكير بالكلمات يكون جافا خاليا من التجربة الحسية وقد لاحظنا كثيرا عندما يفكر شخص ما (بنظامه السمعي) بالكلمات والأصوات يكون أبعد ما يكون عن الأحاسيس والمشاعر وأقرب ما يكون إلى المنطق والمعقول والعملي ولهذا تجد هذا النوع من الناس استراتيجيين وعباقرة في التخطيط والتنظيم.
2)- اللغة كمحفز لخوض التجارب: فهي كثيرا ما تشعل فتيل الحالات العصبية وتقدم للتجارب الحسية كما تعكس الأفكار وتوضح المفاهيم.
3)- اللغة تنتج معان شتى: فنحن عندما نعبر عن تجربة ما نستعمل كلمات قد نقصد بها معان معينة لكن الآخر قد يفهم منها معان أخرى غير التي قصدناها.
فرغم اشتراكنا اللغوي إلا أننا نشكل المعنى بشكل منفرد نتيجة خصوصية واختلاف حياة الواحد منا (تجارب وقيم وقناعات وخبرات...) عن حياة الآخر.
و أمر آخر وهو أننا في تشكيل المعنى نقوم بواسطة اللغة بعزل بعض العناصر المشتركة في التجربة وإثبات بعضها الآخر.
فعندما تقول مثلا: أشعر بالانزعاج من رؤيتي هذا الشخص تكون قد ألغيت أو عزلت كل أسباب الانزعاج وجعلتها منحصرة في رؤيتك لذلك الشخص, ومن المؤكد أن أمر الانزعاج بالغ التعقيد وتشترك في تكوينه عدة أمور.
4)- اللغة خريطة لأرض (التجربة الحسية) وليست هي الأرض ذاتها: - كثيرا ما تقيدنا الكلمات وتحبسنا عن الفهم الأوسع و الاختيار الأفضل والعمل الأنسب.
- قد نضلل الآخرين ونشوش عليهم حينما نعتقد أنهم يشتركون معنا في مسلماتنا.
- إننا نخطأ خطأ استراتيجيا فادحا حينما نقدم الحقيقة للناس وفق خرائطنا نحن, كما أننا لن نفهم الآخرين حتى نكتشف خرائطهم وعلى ضوئها نقيم قنوات تفاهم بيننا وبينهم.
5)-اللغة كرمز: تشير اللغة (الكلمات) إلى أشياء خلفها أكثر أهمية وهي ما اشتهر ت بلغة ميتا وهي محور مقالنا هذا وفي نفس الصدد اشتهرت العبارة التالية: (لا تخلط أبدا بين اللافتة والاتجاه )
فعندما تشير إلى القمر بأصبعك - في هذه اللحظة بالذات يضحى القمر أهم من إشارة الإصبع, وكذالك شأن الكلمات وما وراءها.
عيوب اللغة هي نفسها محاسنها
قد استقر في عرف البرمجة اللغوية العصبية أن للغة ثلاثة عيوب هي: الحذف والتعميم والتحريف سنتحدث عنها بالتفصيل والتوضيح في (الاستخدام الأمثل لنموذج ميتا).
وهذه العيوب هي نفسها نقاط قوتها وأنا عن نفسي لاحظت روعة اللغة وأبصرت جمالها وقدرت آيتها وثمنت آلاءها من خلال هذه الثغرات نفسها وستتضح لك هذه المعاني بجلاء فتابع معنا.
فجوات اللغة الثلاثة
عندما نحاول أن نتحدث عن تجربة معينة نقع في الغالب في فجوة من الفجوات الثلاثة أو في ثلاثتها على السواء.
فجوة الحذف
وأنت تتحدث عن تجربة معينة ستقع حتما في فجوة الحذف لكونك لا تستطيع الإخبار بكل تفاصيل التجربة وستسقط البعض من المعلومات لاعتقادك أنها لا تهم أو قليلة الأهمية وستسقط بعضها الآخر لأنك لا تملك الكلمات التي تعبر عنها وسيتكفل النسيان بإسقاط بعضها الثالث وهكذا ستصل الحقيقة للآخر ناقصة غير كاملة وربما تحذف معلومات في غاية الأهمية.
والحذف ليس سيء بالضرورة بل لعله يكون ضروريا ومفيدا جدا فأنت بدون الحذف ستكون غارقا في طوفان سيل المعلومات العرم وعاجزا عن استيعاب التجربة فضل عن نقلها.
كما يمكنك أن تستخدم الحذف للتحفيز والتغيير الإيجابي وغيره.
فجوة التعميم
نقع في فجوة التعميم حينما نأخذ مثالا مستقلا ونسقطه على مجموعة كاملة خذ مثلا حينما تتعرض لاحتيال من شخص صيني فتفترض أن الصينيين كلهم محتالين وتعمم عليهم حكمك بالاحتيال.
فالتعميم رغم كونه مفيدا بل وأساسا في عملية التعلم عند صياغة النماذج والأمثلة كقوانين الرياضيات والفيزياء وما شاكلهما, إلا أنه قد يكون سيئا وخطرا عندما لا ننتبه إلى الاستثناءات التي تخصص القاعدة.

فجوة التحريف
والتحريف شأنه في ذلك شأن الحذف والتعميم ليس سيئا ولا جيدا لذاته بل بكيف وأين وماذا ومتى تحرف. فالتحريف ممكن أن يجعلك عاجزا كما يمكن أن يجعلك مبدعا.


حقيقة نموذج ميتا

جاء نموذج ميتا ليستدرك على اللغة أو بالأصح على العيوب الثلاثة (الحذف والتعميم والتشويه) في استخدامنا للغة.
كما جاء هذا النموذج ليستدرك بأنماطه على التركيب السطحي فهما عميقا ودقيقا يكمن خلفها.
ونموذج ميتا يمارس هندسة عكسية بأنماط وأسئلة لإعادة المحذوف إلى سياقه وتعديل المحرف إلى نصابه وإخراج المستثنى من حكم التعميم.
وأصل كلمة ميتا تعني خلف أو ما وراء وتعني هنا ما وراء الكلمات.
و يرجع الفضل في اكتشاف ميتا إلى المعالج النفسي العبقري مؤسس العلاج الجيشتالتي (فيرتز بيرلز) والمعالجة الأسرية الداهية (فرجينيا ساتير) وقد كان كل منهما يستخدمه في العلاج الإدراكي بمهارة عالية.
ثم جاء بعدهما مؤسسا البرمجة اللغوية العصبية (غريندر وبندلر) فطوّرا هذا النموذج ونظما مهاراته بأبحاث توصلت إلى إرساء قواعد لتحويل أطر الإدراك حتى يستفيد منه الأخصائيون النفسانيون والاجتماعيون في جلسات العلاج.
وقد انتهت أبحاثهما إلى إحصاء وتوثيق 13نمطا لملء فجوات عيوبها الثلاثة عن طريق أسئلة نصل بطرحها إلى الإدراك اللاواعي العميق.
أنماط الحذف:
1)- حذف بسيط 2)- الدليل المرجعي الغير محدد 3)- الأفعال غير المحددة 4)- الأحكام 5)- المقارنات.
أنماط التعميم:
1)- المفردات النفسية المتعلقة بالضرورة
2)- المفردات النفسية المتعلقة بالإمكان
3)- الشمولية
أنماط التحريف:
1)- التسمية 2)- قراءة العقل 3)- السبب والنتيجة 4)- المرادفات 5)- الافتراضات المقدمة.
سنتعرض لهذه الأنماط مع أسئلتها بطريقة عملية ومثيرة في (الاستخدام الأمثل لنموذج ميتا)
فائدة نموذج ميتا
1)- تجميع المعلومات المهمة واستعادة ما حذف منها بسبب التركيب السطحي.
2)- توضيح المعنى من خلال بنية التدقيق المنظم الذي يفيد (ما ذا تعني بالضبط؟).
3)- تحديد القيود تمهيدا للتحرر منها: من خلال أسئلة تظهر لك أين تكمن القيود التي تقيدك حتى تكون أكثر حرية وانطلاقا.
4)- توسيع الاختيارات: من خلال إزالة التحريف المكبل للفكر والعمل وإنشاء منظور أصح وأكمل للعالم حتى تظهر الاختيارات الحقيقية الممكنة على شاشة عقلك النقية الصافية.
استخدام نموذج ميتا
لاستخدام نموذج ميتا عليك مراعاة قواعد معينة:
أولها قاعدة - ابدأ بنفسك
إن استخدم هذا النموذج الرائع مع أنفسنا ومع حوارنا الداخلي قبل استخدامه مع غيرنا في الحوار والإقناع والتفاوض وغيرها دليل نضج وعنوان اتزان.
أخبرني بربك كيف يفهمك الآخرون إن لم تفهم أنت نفسك؟ و كيف تفهم أنت الآخرين إن لم تفهم نفسك وحوارك الداخلي؟
عزيزي القارئ – جودة حياتك تعتمد على فهمك لذاتك والتواصل معها ومع الآخرين بشكل جيد.
عند هذا الحد نتوقف حتى نلتقي في رحاب الاستخدام الأمثل لنموذج ميتا في العدد المقبل بحول الله تعالى إلى ذلك الحين ننتظرك على بريدنا الالكتروني:
ahmedelmohib@yahoo.fr (ahmedelmohib@yahoo.fr)

ملكه بعز الخوالد
19-10-09, 01:42 am
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



http://up.arb-up.com/upfiles/Mev02148.bmp

المدرب/خالد المشوح
19-10-09, 01:51 am
بصراحة دائماَ تعجز الكلمات بوصف إبداعك وتميزك الدائم

ونتطلع للمزيد يا أيها الرائع ودائماً نقول لك أنت (( سلطان الكلمة والحكمة ))

ولك تحياتي الخاصة وتقديري لمجهودك في القسم

فراااااولة
19-10-09, 11:49 pm
كل الشكر الجزيل والوفير

للغالي أ.سلطان

سلطان العثيم
20-10-09, 02:40 am
ولكم ايها النجوم المضيئة في سماء المنتدى الزاخر كل شكر وتقدير

تفاعل مشرف وطرح مشرق ,,,

محمد الصقيهي
20-10-09, 11:14 am
رائع أ ـ سلطان ...
ومع اللغة وأهميتها في جذب الألباب والعقول ، وثني الناس ـ أكابرهم وأصاغرهم ـ لأصحاب ( إن من البيان لسحراً ) ثنيهم لمايراد
أضيف ـ مستأذناً ـ أن هناك مع اللغة :
1 ــ الاستعداد العقلي : بمعرفة البرامج العقلية للناس ، وطرائق تفكيرهم ( اقترابي ، ابتعادي ـ إجمالي ، تفصيلي ــ مرجعية داخلية ، مرجعية خارجية ــ تفاؤلي تشاؤمي ....إلخ ) معرفة هذه الفنون وأنها لدي الناس يمكّن الفرد من أخذ عقولهم والسيطرة عليها .
3 *ــ الاستعداد النفسي : حين معرفة البرامج العقلية وإدراك فن التعامل مع أصحابها ،والتمكن من اللغة الراقية ، ستصاد النفوس صيدأ ، وتستلب القناعات ، وتحقق الغايات ، والنفس لها مصائد لايدركها أي أحد .
*جعلته الرقم ( 3 ) لأجل أن الرقم (2 ) لموضوع المشاركة من مبدعنا ....أـ سلطان
شكراً بلاحد