تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف الحال يامرور


طائر في الهواء
15-10-09, 11:36 pm
--------------------------------------------------------------------------------



«المرور» يحقق لنا خسارة 23 مليارا



راشد محمد الفوزان / جريدة الرياض




هل تعلمون كم نخسر ماليا بسبب "المرور" لدينا ؟ أننا نخسر 23 مليار ريال وهي كافية لبناء مترو جديد بمنطقة الرياض مع خسائر النفوس اليومية , نخسر شبابا يستثمر به ويؤهل علميا وكوادر يحتاجها الوطن الذي هم ثروته , نخسر رجال ونساء وأطفال تحدث لهم حوادث مرورية لاذنب لهم إلا أن متهورا مارس عبثه وطيشه بسيارته الخاصة وقتل فردا أو عائلة بأكملها . حوادث يومية لا تنتهي يقتل لدينا يوميا ما يقارب 20 شخصا ناهيك عن المصاب والإعاقة .



منظمة الصحة العالمية صنفت المملكة العربية السعودية صاحبة الرقم القياسي الأعلى عالميا في معدل الوفيات بسبب وفيات المرور حيث ذكر التقرير أن كل 49 شخصا يموتون مقابل 100 ألف نسمة . وهنا أقدم التهنئة للمرور لتحقيقه الريادة لبلادنا في هذا الإنجاز الغير مسبوق . وليت رجال المرور لدينا الذين يتسابقون بتصاريح إعلامية لا تتوقف أو تنتهي أبرزوا هذا الإنجاز لهم وأصبحنا على كل شفاه ولسان , المرور لدينا كتبت عنه مرة وأعيد المرة الآن بعد هذا الإنجاز الغير مسبوق أننا حققنا الريادة عالميا بإنجاز عدد الوفيات , بإنجاز المليارات التي نخسرها , بكثرة شركات التأمين التي أغرقت السوق بكثرتها وعددها , المرور لدينا لنعترف أنه مفقود وغائب عن حياتنا وشوارعنا, والعبث المروري لدينا قائم يوميا وذكرت مره أن لا يمكن أن تجد إشارة مرور لدينا ( أي أشارة ) لا تجد مخالفة بها حتى والسيارات واقفة , قطع أشارة , وسرعة , وعكس سير , وسيارات خردة بشوارعنا , وعشوائية سيارات كبيرة وصغيرة , والدوار في الميادين , كلها لا تحترم ولا تجد من يحترمها حتى رجل المرور نفسه الذي شاهد أكثر من مرة هو مخالف للإشارة وبدون مبرر أو حاجة ضرورة , ولعل المثل " من أمن العقوبة أساء الأدب " هي ما ينطبق على السائقين المخالفين الذي لا يهتمون أو يكترثون لأي وجود للمرور , فنجد المخالفات ترتفع لا تنقص , ولا أعرف ماذا حدث بكاميرات التي كلفت مئات الملايين .

حلول أزمتنا المرورية واضحة ولا تحتاج إلى خبراء أو مستشارين , فهل طبقنا العقوبات بكل حزم لا يلين , لا بأسلوب الحملات المؤقتة ليوم أو يومين , أن نقر ونعترف أن المرور لدينا يكبدنا خسائر هائلة بمليارات الريالات وفقدان الأرواح التي أصبحت نمط حياة يومية , وحين تسأل لماذا المرور يصل بنا لهذه المرحلة من التدني بالخدمة والشدة والتطبيق لا تعرف لذلك سببا. رغم أن الدولة لم تبخل عليهم بشيء ماليا , فهل هي مشكلة إدارة وكفاءة ؟ لا أعرف حقيقة , فالتجاوزات يومية بلا توقف ولا انقطاع , وأصبحت المستشفيات نسبة كبيرة منها من مصابي حوادث المرور . والأكثر إثارة أن يظهر لك مسؤول وضابط مرور ويقدم صورا وردية عن كل شيء , ويبدو أن الرسالة لم تصله من سوء المرور لدينا ونظامه وتطبيق العقوبات حتى فقدت احترامها من السائق , ووعودهم كثيرة ولا تنتهي وكل مرة سيكون لدينا الأفضل حتى أتت لنا منظمة الصحة العالمية وزفت لنا خبر الريادة العالمية , مؤلم ما يحدث وهو بأيدينا لا غيرنا رغم توفر كل الإمكانيات وهذا محل السؤال والاستغراب منذ سنوات وحتى الغد... ؟