ابوتركي
21-10-02, 01:03 am
......................................بسم الله الرحمن الرحيم...................................
لا أدري لماذا تذكرت تلك الحادثة أو الحكاية أو هي السالفة المعتقة لذلك الرجل
(البريداوي) العقيلي الذي رحل إلى لبنان لا يحمل من حطام الدنيا شيئاً ترك
(بريدة) في رحلة (عقيلية) متأخرة هذه المرة ليس على جمل انما على سيارات
وعندما استوى على أعلى قمة في أجمل مصائف جبل لبنان وبدأت تلامسه
هبايب رياح مياه الأبيض المتوسط تنهد بآهات تاريخية وقال: "ياحول يا اللي
ماله بريدة" وعنده بريدة تساوي كنوز الأرض ولا يعادلها أي مدينة من مدن
العالم هو حب الأرض والتراب والبيئة والتاريخ فبقع مسقط الرأس وبقع المنشأ
والولادة وبقع الأهالين لا يعادلها بقع مهما كانت تلك فقيرة في بيئتها أو
اقتصادها حتى البقع (الطرادة) تبقى بالذاكرة في صورتها الأولى صورة
الطفولة صورة الأرض والرحم.. نعود للبريداوي الذي تنهد حباً ووجداً على بريدة
التي تكون في نهارات الصيف لا تخرج من مدار (نجد) وفي أجندة قراء النشرات
الجوية حار جاف صيفاً ودرجة الحرارة (أربعينية) لكنه أطلق العنان برمته رمة
الوادي ورمة الآهات ليتوجد على بريدة وهو في أجمل مصيف في ذلك الوقت
الذي سردت الحكاية فيه وأرخت ما بين الأربعينيات والخمسينيات الميلادية
وعلى حد قولهم: "ياقربها من الخمسينات".
ونحن الآن في أوائل الألفية الثالثة التي أعقبت الخمسينيات بحوالي نصف قرن
يقول رئيس بلدية بريدة المهندس أحمد السلطان رداً على السؤال الذي جاء في
التحقيق الصحفي الذي أجرته الزميلة فاطمة الوليعي عن غياب مدينة بريدة عن
تقديم برامج سياحية لأهالي المنطقة وزوارها مثل باقي عواصم المناطق: أبها،
الطائف، والباحة، وجدة، والدمام، والرياض ، قال المهندس السلطان: "ان مدينة
بريدة لا تصنف ضمن مراكز الجذب السياحي وليس من المناسب انفاق الجهد
والمال في منافسة الطائف وجدة وأبها والمنطقة الشرقية.. فلكل مدينة
خصوصيتها وميزتها النسبية ونشاطها الاقتصادي المرتكز على ظروفها
الطبيعية والسكانية". انتهى جريدة الرياض امس الجمعة.
العقيلي الذي قال تأوهاته وحسراته ورحل بعد أن أبقاها في قلوب أهالي
بريدة وأصبحت ترافقهم "يحول يااللي ماله بريدة" لم يدخل في مقارعة ومقارنة
مع لبنان في ذلك الوقت لا من الناحية الاقتصادية ولا الحضارية ولا البيئة وجمال
المصائف وطبيعة الأرض ولم يقل ان بريدة لا تقارن في بيروت وصيداً وبعلبك
والبقاع ولا الجنوب المخضر بالأودية والأشجار والثمار ونحن هنا لا نقارن مدننا
الوليدة في عمر السياحة بتلك المدن العالمية العريقة في عالم السياحة والتي
تملك المقوم والمرتكز السياحي.. عندما بدأت مدننا ببرامج السياحة في الأطراف
الرطبة والحارة في الشرقية وجدة وأيضاً في حائل التي جعلت من (صيفها
هائل) لم تشكي البحر والشاليهات أو تعيقها جبالها السمر بل وظفتها لسياحة
محلية ممتعة.. لذا لم تضع حواجز المناخ والطبوغرافيا ، وهذا يتماشى مع ما قاله
المغترب لان عبارته قالها محبة بالأرض والناس ورائحة التراب وهو يدرك جيدا
أبعاد المقارنة.
نذكر المخططين في بريدة ولجان التطوير والسياحة وأهل الغرف التجارية
والصناعية ونذكر أهل المال والأعمال في بريدة ان السياحة ليس ترفيهاً فقط
ومهرجانات انما هي استقطاب لرؤوس الأموال وجذب المستثمرين المحليين
وتشجيعهم على الاستثمار المحلي. وانعاش للأسواق التجارية وتحريك ركود
المبيعات وبالتالي انعاش الاقتصاد المحلي وجعل الرأسمال المحلي يتحرك
ويجذب الآخرين من تجار ومستثمرين من خارج المنطقة.. وهذا يقود إلى تدوير
ملايين الريالات في الأسواق المحلية وتأسيس لاقتصاد تجاري وسياحي منتج..
أذكر وأنبه المخططين لاقتصاد المنطقة وللإداريين وأهل العقد والحل والربط ان
المنطقة تحت غطاء السياحة ستعرف بإذن الله أسواقاً جديدة أو مشاريع ضخمة
وفنادق ومطاعم ومراكز تجارية ومصانع وشركات وافتتاح فروع للشركات
والماركات العالمية وبالتالي سيتحقق فرص عمل ووظائف وتنويع في الاقتصاد
المحلي وتشجيع للقطاع الخاص من المترددين في اقامة المشاريع..
أتذكر في طفولتي ان بريدة كانت تقوم على اقتصادها الريفي والزراعي
وثروتها الحيوانية والزراعية وكانت سباقة للتصدير وتنويع الدخل.. فكانت
(عقيلية) وهي في ثوب المدينة وحضارية منشآتها تفكر اقتصادياً ولم تكن
تنزوي خلف ظروفها الطبيعية والسكانية.. وكما اني أتذكرها في طفولتي
فإني أراها اليوم مدينة صحراوية ناهضة تلتهم الصفروات والحافات الصخرية
والكثبان الرملية المتطاولة غميسها بثويراتها والشقايق وتتمدد شمالاً وشرقاً
غير عابئة بجيومورفولوجيا الأرض.. المدينة بل المنطقة قادرة على صنع السياحة
واقامة المشاريع وجذب المستثمرين وتدوير الأموال.. فلماذا أغلقت المدينة
أبوابها أمام المستثمرين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كتب عبدالعزيز الجارالله
جريدة الرياض
25_4_1423هـ
-------------------------------------------------------------------------
وافر التحية
ابو تركي
لا أدري لماذا تذكرت تلك الحادثة أو الحكاية أو هي السالفة المعتقة لذلك الرجل
(البريداوي) العقيلي الذي رحل إلى لبنان لا يحمل من حطام الدنيا شيئاً ترك
(بريدة) في رحلة (عقيلية) متأخرة هذه المرة ليس على جمل انما على سيارات
وعندما استوى على أعلى قمة في أجمل مصائف جبل لبنان وبدأت تلامسه
هبايب رياح مياه الأبيض المتوسط تنهد بآهات تاريخية وقال: "ياحول يا اللي
ماله بريدة" وعنده بريدة تساوي كنوز الأرض ولا يعادلها أي مدينة من مدن
العالم هو حب الأرض والتراب والبيئة والتاريخ فبقع مسقط الرأس وبقع المنشأ
والولادة وبقع الأهالين لا يعادلها بقع مهما كانت تلك فقيرة في بيئتها أو
اقتصادها حتى البقع (الطرادة) تبقى بالذاكرة في صورتها الأولى صورة
الطفولة صورة الأرض والرحم.. نعود للبريداوي الذي تنهد حباً ووجداً على بريدة
التي تكون في نهارات الصيف لا تخرج من مدار (نجد) وفي أجندة قراء النشرات
الجوية حار جاف صيفاً ودرجة الحرارة (أربعينية) لكنه أطلق العنان برمته رمة
الوادي ورمة الآهات ليتوجد على بريدة وهو في أجمل مصيف في ذلك الوقت
الذي سردت الحكاية فيه وأرخت ما بين الأربعينيات والخمسينيات الميلادية
وعلى حد قولهم: "ياقربها من الخمسينات".
ونحن الآن في أوائل الألفية الثالثة التي أعقبت الخمسينيات بحوالي نصف قرن
يقول رئيس بلدية بريدة المهندس أحمد السلطان رداً على السؤال الذي جاء في
التحقيق الصحفي الذي أجرته الزميلة فاطمة الوليعي عن غياب مدينة بريدة عن
تقديم برامج سياحية لأهالي المنطقة وزوارها مثل باقي عواصم المناطق: أبها،
الطائف، والباحة، وجدة، والدمام، والرياض ، قال المهندس السلطان: "ان مدينة
بريدة لا تصنف ضمن مراكز الجذب السياحي وليس من المناسب انفاق الجهد
والمال في منافسة الطائف وجدة وأبها والمنطقة الشرقية.. فلكل مدينة
خصوصيتها وميزتها النسبية ونشاطها الاقتصادي المرتكز على ظروفها
الطبيعية والسكانية". انتهى جريدة الرياض امس الجمعة.
العقيلي الذي قال تأوهاته وحسراته ورحل بعد أن أبقاها في قلوب أهالي
بريدة وأصبحت ترافقهم "يحول يااللي ماله بريدة" لم يدخل في مقارعة ومقارنة
مع لبنان في ذلك الوقت لا من الناحية الاقتصادية ولا الحضارية ولا البيئة وجمال
المصائف وطبيعة الأرض ولم يقل ان بريدة لا تقارن في بيروت وصيداً وبعلبك
والبقاع ولا الجنوب المخضر بالأودية والأشجار والثمار ونحن هنا لا نقارن مدننا
الوليدة في عمر السياحة بتلك المدن العالمية العريقة في عالم السياحة والتي
تملك المقوم والمرتكز السياحي.. عندما بدأت مدننا ببرامج السياحة في الأطراف
الرطبة والحارة في الشرقية وجدة وأيضاً في حائل التي جعلت من (صيفها
هائل) لم تشكي البحر والشاليهات أو تعيقها جبالها السمر بل وظفتها لسياحة
محلية ممتعة.. لذا لم تضع حواجز المناخ والطبوغرافيا ، وهذا يتماشى مع ما قاله
المغترب لان عبارته قالها محبة بالأرض والناس ورائحة التراب وهو يدرك جيدا
أبعاد المقارنة.
نذكر المخططين في بريدة ولجان التطوير والسياحة وأهل الغرف التجارية
والصناعية ونذكر أهل المال والأعمال في بريدة ان السياحة ليس ترفيهاً فقط
ومهرجانات انما هي استقطاب لرؤوس الأموال وجذب المستثمرين المحليين
وتشجيعهم على الاستثمار المحلي. وانعاش للأسواق التجارية وتحريك ركود
المبيعات وبالتالي انعاش الاقتصاد المحلي وجعل الرأسمال المحلي يتحرك
ويجذب الآخرين من تجار ومستثمرين من خارج المنطقة.. وهذا يقود إلى تدوير
ملايين الريالات في الأسواق المحلية وتأسيس لاقتصاد تجاري وسياحي منتج..
أذكر وأنبه المخططين لاقتصاد المنطقة وللإداريين وأهل العقد والحل والربط ان
المنطقة تحت غطاء السياحة ستعرف بإذن الله أسواقاً جديدة أو مشاريع ضخمة
وفنادق ومطاعم ومراكز تجارية ومصانع وشركات وافتتاح فروع للشركات
والماركات العالمية وبالتالي سيتحقق فرص عمل ووظائف وتنويع في الاقتصاد
المحلي وتشجيع للقطاع الخاص من المترددين في اقامة المشاريع..
أتذكر في طفولتي ان بريدة كانت تقوم على اقتصادها الريفي والزراعي
وثروتها الحيوانية والزراعية وكانت سباقة للتصدير وتنويع الدخل.. فكانت
(عقيلية) وهي في ثوب المدينة وحضارية منشآتها تفكر اقتصادياً ولم تكن
تنزوي خلف ظروفها الطبيعية والسكانية.. وكما اني أتذكرها في طفولتي
فإني أراها اليوم مدينة صحراوية ناهضة تلتهم الصفروات والحافات الصخرية
والكثبان الرملية المتطاولة غميسها بثويراتها والشقايق وتتمدد شمالاً وشرقاً
غير عابئة بجيومورفولوجيا الأرض.. المدينة بل المنطقة قادرة على صنع السياحة
واقامة المشاريع وجذب المستثمرين وتدوير الأموال.. فلماذا أغلقت المدينة
أبوابها أمام المستثمرين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كتب عبدالعزيز الجارالله
جريدة الرياض
25_4_1423هـ
-------------------------------------------------------------------------
وافر التحية
ابو تركي