درة بريدة
29-09-09, 03:09 pm
هذا المقال للكاتب الكويتي فؤاد الهاشم الكاتب بصحيفة الوطن الكويتيه ..
أتابع - عن كثب وباهتمام شديد بحكم المهنة - التطورات التي تحدث داخل الشقيقة الكبرى «السعودية»، وأرى أن خادم الحرمين الشريفين الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» يستخدم سياسة «القطرة.. قطرة» في نقل المملكة من مرحلة الى أخرى، في حركة شبيهة بقطرات الماء الصغيرة والناعمة التي تتساقط على صخرة صلبة من «الجرانيت» ثم تسيل بين الشعاب، لكن.. بمرور الزمن فإنها تحدث أثراً كبيراً وتشق لها قناة تسير فيها قطرات الماء هذه حتى تتحول الى نهر عذب ورقراق يحيي الأرض.. والنفوس! الملك «عبدالله» يسير تماماً على نهج والده الملك المؤسس - رحمه الله - فحين اعترض «مطاوعة بريدة» على جلب الخبراء الأجانب لاستخراج ثروة البلاد من النفط التي حباها بها الرحمن، لم يعطهم أذناً صاغية، بل ذهب في مشروعه، ولو لم يفعل ذلك، لكانت «بنغلاديش» الآن أكثر ثراء وازدهاراً من.. السعودية! اعترض «المطاوعة» على تعليم البنات لأنهم آمنوا بأن المرأة لا تخرج من بيتها إلا مرتين، الأولى الى بيت زوجها، والثانية الى.. قبرها، ولو استمع إليهم الملك «عبدالعزيز»، لما تدافع المواطنون السعوديون - حتى اليوم - للضغط على الحكومة من أجل افتتاح المزيد من مدارس البنات في كل إمارة وكل محافظة وكل مدينة وكل.. قرية! اعترض «المطاوعة» على إدخال اللاسلكي - في الثلاثينات - ثم على الهاتف وحتى جهاز الراديو بحجة أن «أصوات الشياطين» تخرج من هذه الأدوات، مثلما اعترض مطاوعة الكويت في الزمن نفسه على الدراجة الهوائية وأطلقوا عليها.. «حصان إبليس»، وقبل أيام، وفي منطقة «الوفرة» - تحديداً - شاهدت أحد «المطاوعة» وهو يقود دراجة نارية من طراز «هارلي ديفدسون» - بدون خوذه - بينما كانت لحيته يتلاعب بها الهواء وهو آخر «انشكاح وآخر.. انبساط»، وبالطبع، كل «المطاوعة» الآن - وفي الكويت وبريدة - يستخدمون الهواتف النقالة ويغنون بالفرنسية والإنجليزية لشركة «زين» مثل الشيخ «العفاسي»، ويدخلون الى محطات الإذاعة والتلفزيون دون أن يخشوا «الشياطين والأبالسة» التي اعتقد أجدادهم أنها مسكونة.. بهم!! تعيين علماء دين من غير المذهب الحنبلي إنجاز قام به خادم الحرمين الشريفين بهدوء ونعومة، ثم.. ظهرت دور السينما وبدأت العروض المسرحية «على خفيف»، لكن رحلة الألف ميل تبدأ دائماً بخطوة واحدة صغيرة، والآن، جاءت هذه الجامعة العملاقة بمثابة القفزة التي ستنقل المملكة الى مرحلة صناعة العقول في شتى أقسام العلوم، ليس هذا فحسب، بل صاحبت هذا القرار قطرات ماء أخرى باردة ومنعشة تمثلت في السماح للمرأة بقيادة السيارة داخل حرم الجامعة التي تبلغ مساحتها 36 كيلومترا مربعا زائد أنها.. مختلطة، وللمرة الأولى في تاريخ الدولة السعودية الحديثة!! تبقى نقطة هامة أتمنى أن يطول بي العمر حتى أشهدها تحدث في المملكة. وتتمثل في تغيير لغة الخطاب الإعلامي السعودي الرسمي المتمثل في تقديم الولاء للدين قبل الوطن، والتي فهمها أعضاء «الفئة الضالة» خطأ وأخذوها بحذافيرها فقدموا ولاءهم لمشايخ الإرهاب قبل ولائهم لوطنهم، والذين مازالوا «يتنطعون» بدولة الخلافة ولا يرون غضاضة في أن يكونوا عرباً ويحكمهم خليفة تركي أو أفغاني أو ماليزي مادام مسلماً. ولا يهم - بعدها - أن يكون مسلماً مثل صدام حسين أو جعفر نميري أو.. «الملا عمر»! سنوات قليلة - وأقل من أصابع اليد الواحدة - مرت منذ تسلم الملك «عبدالله» القيادة في بلاده، لكن الإنجازات التي نراها على الأرض وتحققت في عهده تجعلنا نتساءل.. «لو أمد الله عز وجل في عمر خادم الحرمين عشرين سنة أخرى، فكيف ستصبح.. المملكة؟ وأي تطور مذهل سيحدث لها»؟! نهنئ الأشقاء في السعودية على كل إنجاز والى المزيد إن شاء الله!
فؤاد الهاشم - الوطن الكويتيه
أتابع - عن كثب وباهتمام شديد بحكم المهنة - التطورات التي تحدث داخل الشقيقة الكبرى «السعودية»، وأرى أن خادم الحرمين الشريفين الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» يستخدم سياسة «القطرة.. قطرة» في نقل المملكة من مرحلة الى أخرى، في حركة شبيهة بقطرات الماء الصغيرة والناعمة التي تتساقط على صخرة صلبة من «الجرانيت» ثم تسيل بين الشعاب، لكن.. بمرور الزمن فإنها تحدث أثراً كبيراً وتشق لها قناة تسير فيها قطرات الماء هذه حتى تتحول الى نهر عذب ورقراق يحيي الأرض.. والنفوس! الملك «عبدالله» يسير تماماً على نهج والده الملك المؤسس - رحمه الله - فحين اعترض «مطاوعة بريدة» على جلب الخبراء الأجانب لاستخراج ثروة البلاد من النفط التي حباها بها الرحمن، لم يعطهم أذناً صاغية، بل ذهب في مشروعه، ولو لم يفعل ذلك، لكانت «بنغلاديش» الآن أكثر ثراء وازدهاراً من.. السعودية! اعترض «المطاوعة» على تعليم البنات لأنهم آمنوا بأن المرأة لا تخرج من بيتها إلا مرتين، الأولى الى بيت زوجها، والثانية الى.. قبرها، ولو استمع إليهم الملك «عبدالعزيز»، لما تدافع المواطنون السعوديون - حتى اليوم - للضغط على الحكومة من أجل افتتاح المزيد من مدارس البنات في كل إمارة وكل محافظة وكل مدينة وكل.. قرية! اعترض «المطاوعة» على إدخال اللاسلكي - في الثلاثينات - ثم على الهاتف وحتى جهاز الراديو بحجة أن «أصوات الشياطين» تخرج من هذه الأدوات، مثلما اعترض مطاوعة الكويت في الزمن نفسه على الدراجة الهوائية وأطلقوا عليها.. «حصان إبليس»، وقبل أيام، وفي منطقة «الوفرة» - تحديداً - شاهدت أحد «المطاوعة» وهو يقود دراجة نارية من طراز «هارلي ديفدسون» - بدون خوذه - بينما كانت لحيته يتلاعب بها الهواء وهو آخر «انشكاح وآخر.. انبساط»، وبالطبع، كل «المطاوعة» الآن - وفي الكويت وبريدة - يستخدمون الهواتف النقالة ويغنون بالفرنسية والإنجليزية لشركة «زين» مثل الشيخ «العفاسي»، ويدخلون الى محطات الإذاعة والتلفزيون دون أن يخشوا «الشياطين والأبالسة» التي اعتقد أجدادهم أنها مسكونة.. بهم!! تعيين علماء دين من غير المذهب الحنبلي إنجاز قام به خادم الحرمين الشريفين بهدوء ونعومة، ثم.. ظهرت دور السينما وبدأت العروض المسرحية «على خفيف»، لكن رحلة الألف ميل تبدأ دائماً بخطوة واحدة صغيرة، والآن، جاءت هذه الجامعة العملاقة بمثابة القفزة التي ستنقل المملكة الى مرحلة صناعة العقول في شتى أقسام العلوم، ليس هذا فحسب، بل صاحبت هذا القرار قطرات ماء أخرى باردة ومنعشة تمثلت في السماح للمرأة بقيادة السيارة داخل حرم الجامعة التي تبلغ مساحتها 36 كيلومترا مربعا زائد أنها.. مختلطة، وللمرة الأولى في تاريخ الدولة السعودية الحديثة!! تبقى نقطة هامة أتمنى أن يطول بي العمر حتى أشهدها تحدث في المملكة. وتتمثل في تغيير لغة الخطاب الإعلامي السعودي الرسمي المتمثل في تقديم الولاء للدين قبل الوطن، والتي فهمها أعضاء «الفئة الضالة» خطأ وأخذوها بحذافيرها فقدموا ولاءهم لمشايخ الإرهاب قبل ولائهم لوطنهم، والذين مازالوا «يتنطعون» بدولة الخلافة ولا يرون غضاضة في أن يكونوا عرباً ويحكمهم خليفة تركي أو أفغاني أو ماليزي مادام مسلماً. ولا يهم - بعدها - أن يكون مسلماً مثل صدام حسين أو جعفر نميري أو.. «الملا عمر»! سنوات قليلة - وأقل من أصابع اليد الواحدة - مرت منذ تسلم الملك «عبدالله» القيادة في بلاده، لكن الإنجازات التي نراها على الأرض وتحققت في عهده تجعلنا نتساءل.. «لو أمد الله عز وجل في عمر خادم الحرمين عشرين سنة أخرى، فكيف ستصبح.. المملكة؟ وأي تطور مذهل سيحدث لها»؟! نهنئ الأشقاء في السعودية على كل إنجاز والى المزيد إن شاء الله!
فؤاد الهاشم - الوطن الكويتيه