المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نتعامل مع الصمت السلبي


طموحةكبيرة
26-09-09, 10:14 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا للاستاذ على اجاباته الرائعة في هذا القسم


سؤالي الأول :

كيف نتعامل مع الصمت السلبي ، أي عدم القدرة على تبادل اطراف الحديث
بايجابية خصوصا مع طبيعتي التي تميل إلى الصمت والغموض والتي اعتبرها
صفة ايجابية ولكنها في بعض الاحيان تصبح حملا ثقيلا على نفسي حينما
أكون في أوساط كبيرة ، هذه خصلتي رغم تفوقي وثقتي بنفسي ورغم
حبي للحياة والمرح وتميزي !! أحيان ابدو غريبة مع الثرثارات !!



سؤالي الثاني :

كيف تتعامل مع أهم البشر ممن يمثلون الابوه والامومة حينما يكون لا شيء
يملأ أوقاتهم ويكون غيابك تقصيرا ً ، كيف نستطيع أن نصرف تفكيرهم عن التمحور حول العلاقات وعن الاحداث التافهه حولهم !! فكما تعلم كلما قلت نشاطات الانسان
كلما كان تفكيره متمركزاً في صغائر الامور وفي ارهاق الاخرين ..





ماهو الاسلوب النفسي الامثل للتعامل مع الحالتين ...

جزاك الله كل خير

الأستاذ تركـي التركـي
05-10-09, 12:30 pm
السلام عليكم ورحمة الله ..

الشيء المهم الذي يجب أن تعلمينه أختي الكريمة أن هذا السلوك الذي يصدر منك.. ومثل شخصيتك.. جاء نتيجة برمجة تعرضتي لها من (نفسك) أولا ومن (الآخرين) ثانيا.. ومنهم الوالدين بالطبع..
فقد تكون سمات الأسرة من النوع الانطوئي والصامت.. وبالتالي تورث وتنقل ذلك لأبنائها..
والأكيد أيضا أن مدة البرمجة والتي استمرت سنوات طويلة.. رسخت طبيعة معينة للشخص يظهر بها أمام الآخرين..

وحينما يجد الشخص أن هذا السلوك وهذه الشخصية لاتخدمه ولاتحقق مصالحه ولاتحقق سبل التواصل البناء مع الآخرين.. من شأنه حينها أن (يقرر) أن يتغير..
والذي يحتاج بالتأكيد إلى (برمجة) جديدة يقوم بها الشخص مع نفسه ومع الآخرين..

وحسب الدراسات العلمية فإن مانسبته 75% من حديث الانسان مع ذاته هو حديث سلبي.. وأيضا أن الانسان يتحدث مع نفسه في اليوم الواحد بما معدله 8000 كلمة..
وهذا يقودنا للقول أن أمر التغيير يحتاج لأمرين مهمين :

الأول: إبدال حديث الانسان مع ذاته وتحفيزها إيجابا.. وممارسة سلوكيات أخرى يرغب أن يكون فيها...
فمثلا يمكن للشخص أن يجلس أمام نفسه كثيرا.. ويتخيل مرات أنه في حوارات مع شخصيات أخرى.. فيحادث ويناقش.. ويتخيل ردود الأفعال الأخرى المعجبة به وبآدائه..
وبتكرار هذه الممارسة الذاتية مرات وبشكل متكرر ويومي.. يعمل ذلك على برمجة خبرى جديدة تنمو يوما بعد يوم لتساعده حينما يكون في المرحلة الثانية..

ثانيا: في هذه المرحلة يبدأ الشخص بممارسة السلوك الجديد أمام المرغوب أمام الاخرين، ولايكفي مجرد التدرب الذاتي عليه، بل لابد من ابتداع سبل للحديث والكلام والاستعداد لذلك بشكل مسبق، ويمكن للشخص مثلا أن يختار محاضرة او درس لأحد البارزين ويشاهدها.. ويستوعب كل مافيها... ثم يجلس في مجلس آخر ليقوم بالدور ذاته الذي قام به المحاضر.. وكأنه هو... وكلما استطاع استيعاب وتلبس شخصية المحاضر كان اقدر على الابداع أمام الآخرين...
ويجب أن يكرر هذه الممارسة بشكل يومي ومتكرر، ومع مرور الوقت سيشعر هو بفرق كبير بجرأته، لأن ماكان يحتاجه هو ببساطة هو ممارسة الفعل والتدرب عليه أمام الآخرين.. وهو مايمنحه فرصه للتغيير المتنامي يوما بعد يوم...

المهم.. هو أن يحاول الشخص.. ويبذل في ذلك وفق خطة مرسومة... ولايستعجل النتائج.. وسيجد بعد مشيئة الله وتوفيقه تغيرا ملحوظا في سلوكه وتعامله مع الآخرين..

أتمنى أن يكون الجواب وافيا بحجم السؤال...
ولعلي أعود للاجابة على السؤال الثاني في مرة قادمة