طيب الأعراق
03-10-02, 01:15 pm
في مجتمع يشهق ويزفر في تلوث هوائي تعاملي مع المرأة أهدي هذا الأكسجين !!! كأول مشاركة لي في منتدى أحسب أن بعض رواده _ وأتمنى أن أكون مخطئا _ ممن أصيب بهذا اللوث الفكري التعاملي مع المرأة ... خاصة أني لمست بعض هذا التصور من خلال كتابات كنت قد قرأتها لبعض الأعضاء ...
كما أني أتطلع _ بعد قراءة الموضوع من قبل الأعضاء _ أن أعرف رأيهم حول هذه النظرة ومدى وجودها على الواقع خاصة العضوات ....
النظرة الدونية للمرأة.. جناية من!؟
أود أن لا يطالكم أذى "الاشمئزاز" والنفرة إبان قراءتكم للآتي:
* "العاتق في الدار عار"
* ما يدني - يقرب - البعداء ويلد الأعداء إلا بناتك"
* ضروسك الا أوجعنك أقلعهن... وبناتك ايلا كبرن ودعهن"
* "المرة للبيوت عمارة ولو كانت حماره"
* "طاعة الحريم ندامة"
* "ياللي عاجبك الزين واللباس مرد حالك للحمل والنفاس"
* "مرة بليا أولاد مثل الخيمة بلا أوتاد"
* "اضرب المرة بالمرة يا ولد المرة
* "إلى سلمت البنت من العار جابت العدو للدار"
* "اللي يبي العذاب يرافق الحريم والكلاب"
* "النوم للكلب والهلباج والنساء"
* "فلان ... تربية مرة! الله يخلف"
* "كل بليه سببها وليه"
* "المرة إذا أحبتك آذتك وإذا أبغضتك خانتك"
* "وش ترتجي من خير وقبيلك مرة"
* "شاور المرة ولا تطيعها".
* "الحريم ما يفلحن غير بالحيض والبيض"
بهذا الموروث المتكلس! والملتاث بنسق "جاهلي" يتمطى في بنيته كلها! والذي يأتي بممارسة يتقارب فيها مع أبعاد "الفعل" الميثولوجي في "الصياغة" الخرقاء للعقل العربي بحسبانه صاحب "السلطة" القاهرة إسهاما منه في التدشين لتشكيل الخطاب "الذكوري/ الانتهازي" الذي احتوانا من حيث اقترافنا الرؤية والفعل إزاء "المرأة" بله تجاوز الأمر ذلك كله لتتأسس وفق هذه "الأمثال" البالغة حدا في الاقراف - لا يكاد أن يطاق - جملة المواقف الفاعلة في تبيئتها واقعا يمارس في اليوم والليلة بوصفه الأسلوب "الناجز" الذي يتعامل به "الرجل/ الذكر" مع "المرأة/ الأنثى" وهو - الرجل - بالضرورة يقترف تلك الجنح دون أن يشعر بشيء من "جناية" سيسأل عنها! إنه منتهى التغييب للعقل الراشد إذ يغفل "طواعية" أن هذه "المرأة ليست إلا: أمه زوجه بنته... ذلك بسبب من اليقينية التي توافر عليها منذ أن تمت تنشئته من لدن آبائه فبات لا يرى في هذه "الأمثال" وشبيهاتها إلا أمرا مقدسا ألا يصح بحال أن يخضعها - أي الأمثال - أيما أحد لحلقة نقاش فضلا عن أن ترفض!
وثالثة الأثافي... أن المغالبة في محاولة تجريم إشاعة "هذه الأمثال" تعد ممارسة في التقويض "للثقافة الشعبية" وانتهاكا سافرا لضروب "التقديس/ التابو" التي تحظى به هذه "الأمثال" من قبل كثيرين! وتتلبسك حالة من الاندهاش لما أن ترى ذات "الأمثال" تجري على ألسنة "النساء" أنفسهنّ ربما إنه "مفهوم جديد" للقوامة يضطلع بها "الموروث الشعبي"! وما أخشاه أن تكون "المرأة" ذاتها انتظمها هذا "الهوس" في الحط من قدرها الذي كفله لها "القرآن وصحيح السنة" دون منة من أحد! والنصوص - هاهنا - متضافرة بيد أني لست في معرض سوقها.
لا ريب أنك ربما تغفر لجملة من العوام أن يقعوا أسرى "تربية هذه الأمثال" غير أنك تجد كبير غضاضة في أن تغفر "للنخب" وهم (ينسفون) الفهوم الشرعية والوعي الحضاري في حين تتملكهم "بنية" هذه الأمثال فيعودون "أسوأ" من العامة إذ ما يلبثون أن "يؤصلوا" - زعموا - هذه الأمثال أو أن تتوكد بلغتهم "البيانية" وبأفعالهم "الفحولية" وبئس ما يفعلون!
أنشد "العقاد" ذات تخلف موروثي شعبي"
خل الملام فليس يثنيها
حبي الخداع طبيعة فيها
هو شرها وطلاء زينتها
ورياضة للنفس يحييها
فما فيهن مخلصة لأخرى
وما فيهن مخلصة لألف
والعقاد نفسه ليس بدعا إنما يأتي في إثر جده الذي قال:
تمتع بها ما ساعفتك فلا تكن
جزوعا إذا بانت فسوف تبين
إلى أن يقول:
وخنها إذا كانت تفي لك إنها
على قدم الأيام سوف تخون
وإن خفت أن ليس تنقض عهدها
فليس لمخضوب البنان يمين!!
وأختم كتابتي هذه بأسئلتي تلك
1 - لئن تخلقت هذه "الأمثال" في مناخات متخلفة! تقرأ في سياقها, إلا أن استصحابها في واقعنا اليوم! وإن يعد هو الآخر تخلفا! غير أنه يشرع سؤالا مهما وهو: هل أننا جرجرنا "الأمثال" مع مناخاتها وسياقتها التي تبلورت فيها إلى حيث نحن اليوم!؟ أم إنه أذى الإرث "الابائي" طاولنا! فلم يكن من بد إلا السير حذوهم!
2 - لم القابيلية فينا "لأمثال" شائهة! في الأثناء التي لم نجد فيها للقرآن ولا للسنة من أثر فينا!؟ وإذا فأين مكمن "الخلل"! ومن يتحمل وزر هذه التبعة!؟
3 - هذا التجذر "الأسطوري" للدال في "الأمثال" ما مدى تكونه في بيئات غير بيئاتنا!؟ وهل إنه يتشكل لديهم - كما نحن - ثقافة تفسد "بينية الوعي" وتنهك الحراك الراشد في ثنائية المرأة/الرجل!؟
4 - من يتولى كبر تكريس هذه الأمثال! وينأى بالأمة عن وطئها بأعقاب أقدامنا! وسحقا لموروث أو "فلكلور" يعود بنا - أدراجنا ثانية - على جاهلية مقيتة!
.. وأخيرا فـ(الشق أكبر من الرقعة) إذ إن ثمة أثرا كبيرا "للأمثال الشعبية" ليس في شأن وعينا إزاء المرأة وحسب! وتفتيشك عن جزء كبير من مكامن إخفاقاتنا! ستجد حضورا ليس بالسهل "للأمثال" بوصفها الأبرز في صياغتنا! ولم أجد "أفدح" قاتل للطموح من "مد رجلك على قدر لحافك"!!
خالد السيف
alsaif@alwatan.com.sa
كما أني أتطلع _ بعد قراءة الموضوع من قبل الأعضاء _ أن أعرف رأيهم حول هذه النظرة ومدى وجودها على الواقع خاصة العضوات ....
النظرة الدونية للمرأة.. جناية من!؟
أود أن لا يطالكم أذى "الاشمئزاز" والنفرة إبان قراءتكم للآتي:
* "العاتق في الدار عار"
* ما يدني - يقرب - البعداء ويلد الأعداء إلا بناتك"
* ضروسك الا أوجعنك أقلعهن... وبناتك ايلا كبرن ودعهن"
* "المرة للبيوت عمارة ولو كانت حماره"
* "طاعة الحريم ندامة"
* "ياللي عاجبك الزين واللباس مرد حالك للحمل والنفاس"
* "مرة بليا أولاد مثل الخيمة بلا أوتاد"
* "اضرب المرة بالمرة يا ولد المرة
* "إلى سلمت البنت من العار جابت العدو للدار"
* "اللي يبي العذاب يرافق الحريم والكلاب"
* "النوم للكلب والهلباج والنساء"
* "فلان ... تربية مرة! الله يخلف"
* "كل بليه سببها وليه"
* "المرة إذا أحبتك آذتك وإذا أبغضتك خانتك"
* "وش ترتجي من خير وقبيلك مرة"
* "شاور المرة ولا تطيعها".
* "الحريم ما يفلحن غير بالحيض والبيض"
بهذا الموروث المتكلس! والملتاث بنسق "جاهلي" يتمطى في بنيته كلها! والذي يأتي بممارسة يتقارب فيها مع أبعاد "الفعل" الميثولوجي في "الصياغة" الخرقاء للعقل العربي بحسبانه صاحب "السلطة" القاهرة إسهاما منه في التدشين لتشكيل الخطاب "الذكوري/ الانتهازي" الذي احتوانا من حيث اقترافنا الرؤية والفعل إزاء "المرأة" بله تجاوز الأمر ذلك كله لتتأسس وفق هذه "الأمثال" البالغة حدا في الاقراف - لا يكاد أن يطاق - جملة المواقف الفاعلة في تبيئتها واقعا يمارس في اليوم والليلة بوصفه الأسلوب "الناجز" الذي يتعامل به "الرجل/ الذكر" مع "المرأة/ الأنثى" وهو - الرجل - بالضرورة يقترف تلك الجنح دون أن يشعر بشيء من "جناية" سيسأل عنها! إنه منتهى التغييب للعقل الراشد إذ يغفل "طواعية" أن هذه "المرأة ليست إلا: أمه زوجه بنته... ذلك بسبب من اليقينية التي توافر عليها منذ أن تمت تنشئته من لدن آبائه فبات لا يرى في هذه "الأمثال" وشبيهاتها إلا أمرا مقدسا ألا يصح بحال أن يخضعها - أي الأمثال - أيما أحد لحلقة نقاش فضلا عن أن ترفض!
وثالثة الأثافي... أن المغالبة في محاولة تجريم إشاعة "هذه الأمثال" تعد ممارسة في التقويض "للثقافة الشعبية" وانتهاكا سافرا لضروب "التقديس/ التابو" التي تحظى به هذه "الأمثال" من قبل كثيرين! وتتلبسك حالة من الاندهاش لما أن ترى ذات "الأمثال" تجري على ألسنة "النساء" أنفسهنّ ربما إنه "مفهوم جديد" للقوامة يضطلع بها "الموروث الشعبي"! وما أخشاه أن تكون "المرأة" ذاتها انتظمها هذا "الهوس" في الحط من قدرها الذي كفله لها "القرآن وصحيح السنة" دون منة من أحد! والنصوص - هاهنا - متضافرة بيد أني لست في معرض سوقها.
لا ريب أنك ربما تغفر لجملة من العوام أن يقعوا أسرى "تربية هذه الأمثال" غير أنك تجد كبير غضاضة في أن تغفر "للنخب" وهم (ينسفون) الفهوم الشرعية والوعي الحضاري في حين تتملكهم "بنية" هذه الأمثال فيعودون "أسوأ" من العامة إذ ما يلبثون أن "يؤصلوا" - زعموا - هذه الأمثال أو أن تتوكد بلغتهم "البيانية" وبأفعالهم "الفحولية" وبئس ما يفعلون!
أنشد "العقاد" ذات تخلف موروثي شعبي"
خل الملام فليس يثنيها
حبي الخداع طبيعة فيها
هو شرها وطلاء زينتها
ورياضة للنفس يحييها
فما فيهن مخلصة لأخرى
وما فيهن مخلصة لألف
والعقاد نفسه ليس بدعا إنما يأتي في إثر جده الذي قال:
تمتع بها ما ساعفتك فلا تكن
جزوعا إذا بانت فسوف تبين
إلى أن يقول:
وخنها إذا كانت تفي لك إنها
على قدم الأيام سوف تخون
وإن خفت أن ليس تنقض عهدها
فليس لمخضوب البنان يمين!!
وأختم كتابتي هذه بأسئلتي تلك
1 - لئن تخلقت هذه "الأمثال" في مناخات متخلفة! تقرأ في سياقها, إلا أن استصحابها في واقعنا اليوم! وإن يعد هو الآخر تخلفا! غير أنه يشرع سؤالا مهما وهو: هل أننا جرجرنا "الأمثال" مع مناخاتها وسياقتها التي تبلورت فيها إلى حيث نحن اليوم!؟ أم إنه أذى الإرث "الابائي" طاولنا! فلم يكن من بد إلا السير حذوهم!
2 - لم القابيلية فينا "لأمثال" شائهة! في الأثناء التي لم نجد فيها للقرآن ولا للسنة من أثر فينا!؟ وإذا فأين مكمن "الخلل"! ومن يتحمل وزر هذه التبعة!؟
3 - هذا التجذر "الأسطوري" للدال في "الأمثال" ما مدى تكونه في بيئات غير بيئاتنا!؟ وهل إنه يتشكل لديهم - كما نحن - ثقافة تفسد "بينية الوعي" وتنهك الحراك الراشد في ثنائية المرأة/الرجل!؟
4 - من يتولى كبر تكريس هذه الأمثال! وينأى بالأمة عن وطئها بأعقاب أقدامنا! وسحقا لموروث أو "فلكلور" يعود بنا - أدراجنا ثانية - على جاهلية مقيتة!
.. وأخيرا فـ(الشق أكبر من الرقعة) إذ إن ثمة أثرا كبيرا "للأمثال الشعبية" ليس في شأن وعينا إزاء المرأة وحسب! وتفتيشك عن جزء كبير من مكامن إخفاقاتنا! ستجد حضورا ليس بالسهل "للأمثال" بوصفها الأبرز في صياغتنا! ولم أجد "أفدح" قاتل للطموح من "مد رجلك على قدر لحافك"!!
خالد السيف
alsaif@alwatan.com.sa