المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحــــــــــــرير المــــــــــــــــــــــــرأة ...............إلى أين ؟؟


تعال معي
02-10-02, 12:39 am
تحرير المرأة


مقالة كتبتها الأستاذة : حصة الحمد


جاء في صحيح البخاري عن حذيفة رضي الله عنه قال : ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني،
فقلت : يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد الخير من شر ؟
قال : نعم
قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟
قال : نعم وفيه دخن
فقلت : وما دخنه ؟
قال : قوم يهدون بغير هداي تعرف منهم وتنكر
قلت : فهل من بعد ذلك الخير من شر ؟
قال : نعم، دعاة على أبواب جهنّم، من أجابهم قذفوه فيها
قلت : يا رسول الله صفهم لنا
قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا
قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك
قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم
قلت : فإن لم يكن لهم جماعة وبها إمام
قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرية حتى يدركك الموت وأنت على ذلك

)
ففي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها وهم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وإن من أخبث الأمور في تاريخنا هو مسألة تحرير المرأة أو بالأصح : تجريد المرأة !
فقد نشأت هذه المسألة في المسلمين لكون الغرب قد نظر إلى الحجاب والنقاب بعين الازدراء وصوّره أقبح تصور وعدّه من أبرز عيوب الإسلام.

يقول جلادستون -وزير إنجليزي سابق- : "لن تستقيم حالة الشرق مالم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطي به القرآن" !!

وانخدع الكثير بدعوة الغرب فهذا الشاعر العراقي ( الذهاوى وهو من المخلصين للإنجليز ) يقول :
مزقي يابنة العراق الحجاب -- واسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه واحرقيه بلا ريث -- فقد كان حــارسا كذابا
وهذا نزار قباني شاعر المجون يقول :
يحوز أن تضجعي أمامي -- عارية كالسيف في الظلام
يجوز أن تهددي ..
يجوز أن تعربدي ..
يجوز أن تثوري ..
وقد بدأت قضية تجريد المرأة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. أما بذورها الأولى فكانت في أثناء حكم محمد علي باشا لمصر. حينما بعث مبعوثين إلى فرنسا ليتلقوا هناك الخبرات والمهارات الفنية ثم يحملوها معهم إلى مصر ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل رجع المبعوثين من فرنسا حاملين تيارات فكرية مادية دخيلة على دينهم فعادوا ليحتلوا مراكز المصادة والتوجيه.
وكان من أعضاء هذا الجيل الشيخ رفاعة الطهطاوي الذي رافق البعثة كواعظ وإمام لها، وأقام في باريس خمس سنوات وغادر وقد حمل معه جراثيم الدعوات الدخيلة من فرنسا مثل الوطنية والقومية وأفكار عن المرأة أبعد ما تكون عن الإسلام.
بل وألف كتابا أسماه : "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" ادعى فيه أن السفور والاختلاط بين الجنسين ليس داعيا إلى الفساد وذلك ليبرّر دعوته إلى الاقتداء بالفرنسيين في إنشاء المسارح والمراقص مدعيا أن الرقص على الطريقة الأوروبية ليس من الفسق في شيء بل هو أناقة وفتوّة !!!
فهو أول من أثار قضية تجريد المرأة فسنّ بذلك أسوأ السنن وكانت دعوة جريئة من رفاعة لم يجد لها معارضا خاصة أن حاكم البلاد قد بارك دعوته وبارك كتابه بل وأمر بطبعه أيضا.
ويؤلف بعده مرقص فهمي وهو صليبي حقود كتابه : المرأة في الشرق، دعا فيه صراحة إلى تجريد المرأة، وأحدث الكتاب ضجة عنيفة. وصدم المسلمون بعدها بكتاب "داركيز" باسم : المصريون وقد تحامل فيه على نساء مصر، وهاجم المصرييين وتعدّى على الإسلام، ونال من الحجاب وقرار المرأة في البيت. ولجأ الاستعمار إلى وسيلة لشد أزر الكاتب الصليبي مرقص فلجأ إلى الأميرة : "نازلي فاضل" ليستعجلها على عمل شيء يساعده من خلال صالونها فقد كانت الوحيدة التي تختلط بالرجال، وتجالسهم في صالونها الذي افتتحته آنذاك ليكون مركزا تبث منه الدعوة إلى التغريب عامة وإلى تحرير (تجريد) المرأة خاصة.
وحاول أن يرد على مرقص الكاتب قاسم أمين في كتاب له ولكن رده اتسم بالذلة والخنوع واستنكر في كتابه خطة بعض السيدات المصريات اللائي يتشبهن بالأوروبيات فاقتنص بعض خصومه الفرصة ووشوا به إلى الأميرة نازلي بأنه يعنيها هي في كتابه. فغضبت وهددت وتوعدت فقام سعد زغلول ومحمد عبده بإقناع قاسم بالعدول عن كتابه وتصحيح أخطاء فنشر كتاب يؤيد فيه داركير ودعا إلى نفس ما دعا إليه ذلك الصليبي بحذافيره. وانصرف جهد المؤلف في هذا الكتاب إلى التدليل على ما زعمه أن حجاب المرأة بوضعه السائد ليس من الإسلام وأن الدعوة إلى السفور ليس فيها خروج عن الدين أو مخالفة لقواعده. وكان للشيخ محمد عبده دور في إملاء الأفكار على قاسم.
هوجم الكاتب بعنف وضراوة واتهم بالكفر ومنع من دخول مصر بدعوى أنه يدعو للإباحية، وأفل الناس في بيوتهم في وجهه، وذهب عدد من الشباب المتحمسين إلى بيته في شارع الهرم واقتحموه وطالبوا بأن يسمح لهم بأن يجتمعوا معه على انفراد، وعندما أقفل كبار مصر على وجه قاسم أبوابهم، فتح سعد زغلول له بيته وأصر أن يخرج به بسيارته ويجوب به الشوارع متحديا للعاصفة الهوجاء ومطالبا أن تحضر المرأة مجالس الرجال، وهاجمه العلماء هجوما عنيفا وحكم الفقهاء بأنه خرق في الإسلام ومروق في الدين، وكتبوا المقالات وألفوا العديد من الكتب.
وعارض الكتاب في العراق دعوة قاسم وأعلنوا أن ذلك يؤدي بالاقتداء بالغرب الكافر، وثار العلماء في الشام وأعلنوا أن دعاة السفور هم دعاة فساد، وكان لذلك صدى عميقا في قلوب الشعراء والأدباء كأحمد محمد وأحمد شوقي وحافظ.
أما الانجليز فقد اهتموا بالكتاب وترجموه لما وراء العمل من فائدة لهم، لم يلبث قاسم حين واجه هذه المعارضة التي أحرجته كثيرا أن أسفر عن وجهه الحقيقي، وخلع عنه ثوب الحياء وقناع التدين، وكشف في جرأة وصراحة عن أهدافه المغرضة في كتاب ظهر في العام التالي وهو كتاب : "المرأة الجديدة" ويقصد بها المرأة الأوروبية التي أرادت من المرأة المصرية أن تتحول إليها وتتخذها مثلا أعلى.
وتصدى له من الكتّاب: "مصطفى كمال" واستنكر ذلك الحاكم الرسمي الخديوي وأصدر أمرا بمنعه من دخول القصر في أي مناسبة، مع أنه مستشار في الدولة، وزعموا أن قاسما قد تراجع عن رأيه وأنه قد أخطأ في التوقيت. وفي عام 1908 مات قاسم قيل بسكتة قلبية وقيل منتحرا، لكن حمل الراية من بعده رجال كثر منهم طه حسين.
قالوا ارفعي عنك الحجابا -- أوما كفاك به احتجاجا
واستقبلي عهد السفور -- اليوم واطرحي النقابا
عهد الحجاب لقد تباعد -- يومه عنّـا وغـــابـــا
فأجابتهم قائلة :
فأجبتهم والضحك ملء -- فمي ولم أعدم جوابا
مهلا فما هذا الذي -- قد غركم إلا سرابا
أولا ترون الغرب كيف -- غدا الرجال به ذئابا
أولا ترون عرى الأخلاق - تتشعب انشعابا
كم نظرة للوجه تورث -- في الحشا جمرا مذابا
إن ترغبوا لنسائكم -- صونا وعيشا مستطابا
فدعوا السفور لأهله -- وأرخوا عليهن النقاب

رمح النار
02-10-02, 08:12 am
تحرير المرأة تقدم خطوات نحو النهاية

تعال معي
02-10-02, 11:06 am
نهاية هاوية


هذا هو التحرير وهو القيود والرجوع إلى الرق وانتهاء الحياة لآنها لاتساعد الإنسان في حياته ولأن الله هو المتدبر والحاكم فهو أعلم وأعدل



جزاك الله خيرا أخي : رمح النار