صهيل الأقلام
09-07-09, 02:32 pm
ما أنا إلا نتيجـــة حتمـــية لكــل ما مـــر عليَّ وعلى آبائــي من أحــدَّاث ، فالمـــادة
لا تنعــدم وكــذلك المعــاني .. فكــل ما يلقـــاه الإنســـان مــن يــوم ولادتــه ، بـــل
مــن يـــوم أن كــان عَلَقـــةً ، بــل مــن يــوم أن كــان في دمٍ آبـــائه ، وكـــل ما
يلقـــاه في حـــياته يستقـــر في قـــرارة نفســه ويسكــن في أعمــــاق حســــه ...
كــل ذلــك يتراكــــم ويتجمـــع ويختلـــط ويمـــتزج ويتفاعــــل ، ثــم يكــــــون
هـــذا المـــزيج وهــــذا التفاعــــل أســـاساً لكـــل ما يصـــــدر عــــن الإنســــان
مـــن أعمـــالٍ نبيلــــة وخسيـــسة ... ولـــو ورث أي إنســان ما ورثــــت ،
وعــــاش في بيئـــة كالتــي عشـــت ، لكــــان إيـــاي أو ما يقــــرب منــي جـــداً !!
وكـــلُّ هــذا التفـــسير إنمـــا هـــو محـــاولة لملاحظــة ما في نفســـي من
مـــيل دفـــين للحـــزن وبواعـــثه ، إذ أجــدُ في نفســي - أحــيانا - عــدم
الفــــرح كمــا يفـــرحُ النــاس ، ولا إبتهـــــاجاً بالحـــياة كما يبتهجـــون ،
فيـــدورُ في ذهنــي إحتمـــال أن يكــــون ذلــك بسبـــب وفـــاة أخٍ لــي وهــــو
في بطنــي أمــي ، فيكـــون : قــد تغــــذيتُ دمــاً حزينـــاً ورضعـــتُ بعـــد
ولادتـــي لبنـــاً حزينـــاً ، واستُقْبِلــتُ بعــد ولادتــي إستقبــــالاً حزينــــاً ..!!
ومـــع ذالكــم فلســـتُ واثقـــاً مــن هــذا التفســـير ، فمــا هــو إلا ضــربُ من ضــروب
الفلسفــــــة التــي أرددهـــا في نفســي بــين فينـــــةٍ وأخــــرى !!
، وإنمــا علـــمُ ذلـك عنــد مــن شـــقَّ سمعــي وبصــري ، والـــذي
يعلـــم ما يتـــردد في ردهــات قلبـــي وخلاجـــــات نفســـي ..
وأجــد حينمــا يأتينـــي الإحــساسُ بذلــك ، بحضـــرة النـــاس حـــولي وهـــم
في غمـــرة الضحـــك لاهــــون ، ما كـــان يطـــوفُ بعمـــر أبــو ريشـــة
والـــذي جعلــــهُ يقــــول :
أحــــــزاني فيــــضُ رغـــــابٍ لـــم ...()... يُسمـــعْ لمواجعهــــا صـــــــوتُ
هــي أصفــى من همــسِ صــــلاةٍ ...()... لنبـــيٍّ أدركــــــهُ المـــــــــــــوتُ
*
:
.
16/رجب
1430هـ
1ظهراً بمكتبتي ..
لا تنعــدم وكــذلك المعــاني .. فكــل ما يلقـــاه الإنســـان مــن يــوم ولادتــه ، بـــل
مــن يـــوم أن كــان عَلَقـــةً ، بــل مــن يــوم أن كــان في دمٍ آبـــائه ، وكـــل ما
يلقـــاه في حـــياته يستقـــر في قـــرارة نفســه ويسكــن في أعمــــاق حســــه ...
كــل ذلــك يتراكــــم ويتجمـــع ويختلـــط ويمـــتزج ويتفاعــــل ، ثــم يكــــــون
هـــذا المـــزيج وهــــذا التفاعــــل أســـاساً لكـــل ما يصـــــدر عــــن الإنســــان
مـــن أعمـــالٍ نبيلــــة وخسيـــسة ... ولـــو ورث أي إنســان ما ورثــــت ،
وعــــاش في بيئـــة كالتــي عشـــت ، لكــــان إيـــاي أو ما يقــــرب منــي جـــداً !!
وكـــلُّ هــذا التفـــسير إنمـــا هـــو محـــاولة لملاحظــة ما في نفســـي من
مـــيل دفـــين للحـــزن وبواعـــثه ، إذ أجــدُ في نفســي - أحــيانا - عــدم
الفــــرح كمــا يفـــرحُ النــاس ، ولا إبتهـــــاجاً بالحـــياة كما يبتهجـــون ،
فيـــدورُ في ذهنــي إحتمـــال أن يكــــون ذلــك بسبـــب وفـــاة أخٍ لــي وهــــو
في بطنــي أمــي ، فيكـــون : قــد تغــــذيتُ دمــاً حزينـــاً ورضعـــتُ بعـــد
ولادتـــي لبنـــاً حزينـــاً ، واستُقْبِلــتُ بعــد ولادتــي إستقبــــالاً حزينــــاً ..!!
ومـــع ذالكــم فلســـتُ واثقـــاً مــن هــذا التفســـير ، فمــا هــو إلا ضــربُ من ضــروب
الفلسفــــــة التــي أرددهـــا في نفســي بــين فينـــــةٍ وأخــــرى !!
، وإنمــا علـــمُ ذلـك عنــد مــن شـــقَّ سمعــي وبصــري ، والـــذي
يعلـــم ما يتـــردد في ردهــات قلبـــي وخلاجـــــات نفســـي ..
وأجــد حينمــا يأتينـــي الإحــساسُ بذلــك ، بحضـــرة النـــاس حـــولي وهـــم
في غمـــرة الضحـــك لاهــــون ، ما كـــان يطـــوفُ بعمـــر أبــو ريشـــة
والـــذي جعلــــهُ يقــــول :
أحــــــزاني فيــــضُ رغـــــابٍ لـــم ...()... يُسمـــعْ لمواجعهــــا صـــــــوتُ
هــي أصفــى من همــسِ صــــلاةٍ ...()... لنبـــيٍّ أدركــــــهُ المـــــــــــــوتُ
*
:
.
16/رجب
1430هـ
1ظهراً بمكتبتي ..