عبدالله صالح العميريني
07-07-09, 02:22 am
القصيدة منقولة
توفي أبو أنس عبد الرحمن الحميدان يوم الخميس الموافق 9 / 7 / 1430هـ , وصلي عليه بجامع محمد بن عبد الوهاب عصراً . فقلت هذه الأبيات :
تفطّـر القلـبُ لمـا أن أتـى خـبـرُ ينعى عظيما ثـوى , فالهـمُّ مُحْتَضِـرُ
ينعى أبا أنـسٍ زيـنِ الرجـال , لـه في الخير جولاتُ صِـدْقٍ , إنـه فَخَـرُ
يومَ الخميس لتسع قـد مَضَيْـنَ وفـي شهرٍ حَرَامٍ([1]) فـراقٌ مؤلِـمٌ خَطِـرُ
نَعَـتْ بريـدة ركنـاً مـن دعائِمِـهَـا فاهتزت الأرضُ والأركانُ والحُجَرُ([2]) ُ
وصرتَ تُبْصِرُ فـي الأحْـدَاقِ فرقتَـه فالشيـخُ يَنْـدُبُ والأطْفـالُ والأُسَــرُ
يبكون شهمـاً كريمـاً ناصحـاً وَرِعـاً يعطـي النصائـحَ لا مَـنٌّ ولا كَــدَرُ
إذا أردتَ دواءً فاتـصـلـتَ بــــه تلقى الجوابَ كما قد يلمَحُ البَصَرُ([3])
طلق المحيـا بَشـوشٌ حيـن تبصـره وفي المزاح وظَـرْفِ الطَّبْـعِ مُشتَهِـرُ
إذا تحـدث خِلْـتَ الــدُرَّ مُنْـحَـدِراً من فيه , وهـو لفعـل الخيـر يبتـدرُ
أصيـب بالمـرضِ القاسـي فأنهكَـهُ لكنَّـه ظَـلَّ طـولِ الدَّهْـرِ يَصْطَـبِـرُ
إنْ زرتَه تُلْفِـهِ جَـذْلانَ([4]) مُبْتَسِمـاً لأنـــه واثـــق بالله مُــدَّكِــرُ
ولم يكـن سَاخِطـاً يَوْمـاً ولا وَجِـلاً ولَـمْ يُصِبْـه إذَن يـأسٌ ولا خَــوَرُ
بل كـان كالطـود ثَبْتـاً فـي مبادئـه كأنمـا هـو فـي أخـلاقِـه عُـمَـرُ
يا ربِّ فارحـم فقيـدا صـار مُرْتَهَنـاً في القبرِ , وارزقه نوراً فيـه ينتشـرُ
واجعل أبا أنـسٍ فـي الخلـد مَسْكَنُـهُ مَـعَ النَّبِيِّيـنَ لا خَـوفٌ ولا ضَــرَرُ
علي الحامد ( السبت : 11 / 7 / 1430هـ )
----------------------------------------------------------
([1]) أعني به شهر رجب وهو أحد الأشهر الحرم .
([2]) هذا من باب المجاز , لأن الناس يبكونه وازدحمت الطرقات تشييعا لجنازته فكأنه حصل اهتزاز .
([3]) المراد به سرعة الرد عنده مما وهبه الله من العلم والمعرفة بالأدوية , واستعمال قد هنا للتحقيق وليس للتقليل .
([4]) تلفه : أي تجده , وجذلان : أي فرح مستبشر .
توفي أبو أنس عبد الرحمن الحميدان يوم الخميس الموافق 9 / 7 / 1430هـ , وصلي عليه بجامع محمد بن عبد الوهاب عصراً . فقلت هذه الأبيات :
تفطّـر القلـبُ لمـا أن أتـى خـبـرُ ينعى عظيما ثـوى , فالهـمُّ مُحْتَضِـرُ
ينعى أبا أنـسٍ زيـنِ الرجـال , لـه في الخير جولاتُ صِـدْقٍ , إنـه فَخَـرُ
يومَ الخميس لتسع قـد مَضَيْـنَ وفـي شهرٍ حَرَامٍ([1]) فـراقٌ مؤلِـمٌ خَطِـرُ
نَعَـتْ بريـدة ركنـاً مـن دعائِمِـهَـا فاهتزت الأرضُ والأركانُ والحُجَرُ([2]) ُ
وصرتَ تُبْصِرُ فـي الأحْـدَاقِ فرقتَـه فالشيـخُ يَنْـدُبُ والأطْفـالُ والأُسَــرُ
يبكون شهمـاً كريمـاً ناصحـاً وَرِعـاً يعطـي النصائـحَ لا مَـنٌّ ولا كَــدَرُ
إذا أردتَ دواءً فاتـصـلـتَ بــــه تلقى الجوابَ كما قد يلمَحُ البَصَرُ([3])
طلق المحيـا بَشـوشٌ حيـن تبصـره وفي المزاح وظَـرْفِ الطَّبْـعِ مُشتَهِـرُ
إذا تحـدث خِلْـتَ الــدُرَّ مُنْـحَـدِراً من فيه , وهـو لفعـل الخيـر يبتـدرُ
أصيـب بالمـرضِ القاسـي فأنهكَـهُ لكنَّـه ظَـلَّ طـولِ الدَّهْـرِ يَصْطَـبِـرُ
إنْ زرتَه تُلْفِـهِ جَـذْلانَ([4]) مُبْتَسِمـاً لأنـــه واثـــق بالله مُــدَّكِــرُ
ولم يكـن سَاخِطـاً يَوْمـاً ولا وَجِـلاً ولَـمْ يُصِبْـه إذَن يـأسٌ ولا خَــوَرُ
بل كـان كالطـود ثَبْتـاً فـي مبادئـه كأنمـا هـو فـي أخـلاقِـه عُـمَـرُ
يا ربِّ فارحـم فقيـدا صـار مُرْتَهَنـاً في القبرِ , وارزقه نوراً فيـه ينتشـرُ
واجعل أبا أنـسٍ فـي الخلـد مَسْكَنُـهُ مَـعَ النَّبِيِّيـنَ لا خَـوفٌ ولا ضَــرَرُ
علي الحامد ( السبت : 11 / 7 / 1430هـ )
----------------------------------------------------------
([1]) أعني به شهر رجب وهو أحد الأشهر الحرم .
([2]) هذا من باب المجاز , لأن الناس يبكونه وازدحمت الطرقات تشييعا لجنازته فكأنه حصل اهتزاز .
([3]) المراد به سرعة الرد عنده مما وهبه الله من العلم والمعرفة بالأدوية , واستعمال قد هنا للتحقيق وليس للتقليل .
([4]) تلفه : أي تجده , وجذلان : أي فرح مستبشر .