تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فاطمة التركي في تعقيب على محمد آل الشيخ: الشؤون الاجتماعية تتحمل نصف المسئولية ..


مواطنة
04-07-09, 01:18 am
فاطمة التركي في تعقيب على محمد آل الشيخ:
الشؤون الاجتماعية تتحمل نصف المسؤولية في الفقر والتخطيط النصف الآخر





سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك

رئيس تحرير جريدة الجزيرة، سلمكم الله،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اطلعت على مقالة الأخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ (البشر أولاً) على صفحة جريدتنا الحبيبة الجزيرة في صفحتها الأخيرة للعدد 13422 الصادر يوم الأحد 5 من رجب.

الموضوع كان حول الأصداء التي تركها تقرير وزارة الشؤون الاجتماعية عن الفقر وأعداده غير المتوقعة في بلد العلم والعلماء والخير.

أخي محمد.. أنا معك في كل كلمة ذكرتها.. إلا أنني أحمل وزارة الشؤون الاجتماعية نصف المسؤولية، والنصف الآخر كما ذكرت يتحمّله معها وزارة الاقتصاد والتخطيط. وأشرح لك لماذا حملت أنا النصف الأول على وزارة الشؤون الاجتماعية.

أولاً: لأن جميع الجمعيات والمؤسسات الخيرية تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وهذا يعني أنها مسؤولة مسؤولية تامة عن الفقراء والمساكين والمحتاجين.. فأين هي من هذا العدد من الفقراء، ماذا عملت لهم منذ إنشائها؟

ثانياً: لماذا تفسح الشؤون الاجتماعية المجال على مصراعيه لزيادة أعداد الفقراء من خلال ما يسمى (جمعية.. أو مؤسسة.. زواج الشباب الفقراء؟ والتي نشاهد حفلاتها بين الحين والحين مفتخرين بتزويج أعداد كبيرة من الفقراء على الملأ.. والطامة الكبرى أن أحد الاحتفالات هذا العام كان تزويج الشباب الجدد بالإضافة إلى عشرين طفلاً محتفى بهم نتاج زواج العام الماضي (يعني عشرين فقيراً جديداً في عام واحد في محافظة واحدة).

سيدي وزير الشؤون الاجتماعية.. كيف توصم مملكتنا الحبيبة التي يمتد خيرها إلى جميع الدول الشقيقة والصديقة بـ(الفقر)!

على الرغم من انبهار السياح وغيرهم بالمباني والأسواق والماركات والشوارع، كما ذكر ذلك الأخ محمد آل الشيخ، ورغم الأعداد الهائلة من الجمعيات.

سيدي وزير الشؤون الاجتماعية (لن يحل الفقر غير الفقراء أنفسهم)، ولتتخذوا من مشروع جمعية عنيزة النسائية أنموذجاً على ذلك.

سيدي الأسئلة التي نأمل أن تطرحها كل جمعية على نفسها هي، ونخص جمعيات تزويج الشباب وإقراض الشباب للزواج وغيرها:

1- هل درس كل منهم واقع منطقته أو محافظته.. مساحتها.. منازلها ومبانيها الآهلة بالسكان.. منازلها التي سوف تتسع لها مساحتها مستقبلاً.. عدد سكانها حالياً.. عدد سكانها عام 1450هـ.. عدد فقرائها حالياً.. عدد فقرائها عام 1450هـ.. عدد المرضى بالأمراض الوراثية.. عدد المعاقين.. إلخ؟

2- هل درسوا أهداف جمعيتهم لتتماشى مع التنمية المستدامة التي يدعو إليها العالم اليوم وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية (حسب شريعتنا الإسلامية) كما أعلن ذلك خادم الحرمين.

3- هل يعرفون ماذا يريدون الآن ليصلوا إلى هدف واحد وهو (القضاء على الفقر)؟ وهو هدف موحد بين جميع من يعمل في الجمعيات والمؤسسات الخيرية، ومن المؤكد أنه الهدف الأول والأخير للوزارة.

4- هل يعرفون ما نوع الأسرة التي تريد العمل عليها كل جمعية وما هو احتياج كل فرد فيها؟

هل هي أسرة جاهلة.. فقيرة.. مريضة.. مثقفة.. مكتفية.. متواكلة أم غير ذلك؟ هل هي أسرة تعرف حقوقها وواجباتها.. وتعرف إدارة شؤونها أم لا.. هل.. وهل.. وهل؟

5- هل فكروا ماذا تحتاج الجمعية حاليا لتحقيق هدفها وهو (القضاء على الفقر)؟

هل تحتاج إلى زكاة مستدامة ليظل الفقر مستداما للأبد عن طريق زواجه بفقيرة وإشهار زواجهم أمام العالم؟

أو إلى المفاخرة بمساعدة الفقراء والمساكين أمام العالم من خلال الاحتفالات الجماعية والتغطيات التي ترافق الاحتفال بصفحات كاملة لتتسع لجميع ما تقوم به هذه الجمعيات من إعطاء زكاة وهدايا.

أم أن الجمعيات تحتاج إلى فرق عمل تطوعية لبناء الإنسان الفقير ونقله من متواكل، فقير.. إلى متكل على خالقه، مكتف لا تلاحقه الألسن ويعيش بكرامة من ذل السؤال؟

6- ما هي قدرات كل جمعية لتحقيق التنمية المستدامة في ظل التنمية المستدامة لكل فقير من حقه العيش بكرامة؟

7- هل تستطيع الجمعية أن تأخذ بيد الفقير حتى يقف على رجليه مكتفيا تدريبا وتأهيلا وتوظيفا ويعرف حقوقه وواجباته وليس مكتفيا ومعتمدا على زكاة وصدقات.. وفقراً مستداماً.

8- أين تريد الجمعيات أن تكون في عام 1450هـ وفي ظل التنمية المستدامة؟ هل تريد الاستمرار في جمع الزكاة والصدقات وتوزيعها؟ هل تريد الاستمرار في ازدياد عدد الفقراء والبطالة؟

أم تريد القضاء على الفقر والجهل والأميين وتساهم في تنمية مملكتنا؟

هل تريد تأمين مصدر مادي لكل فرد فقير من عرق جبينه ليعيش بكرامة مستدامة بعيداً عن ذل السؤال طيلة حياته؟

9- هل ما تقدمه الجمعية الآن يكفل لكل فرد فقير مع أسرته العيش في منزل ملك له.. ووظيفة آمنة براتب يكفيه وأطفاله طيلة حياتهم؟

10- هل تتوافق طموحات الجمعية مع ما ينادي ويطمح إليه خادم الحرمين وولي عهده والنائب الثاني (التنمية المستدامة)؟

11- أين هي الآن، ما هي حالتها الآن؟ ما هي حالها عام 1450هـ؟

12- ماذا ستفعل كل جمعية بعد أن تجيب عن هذه الأسئلة وأين تريد أن تكون؟ هل اكتشفت إيجابياتها وسلبياتها؟

13- هل ستستمر.. هل ستتوقف لتعيد ترتيب أوراقها؟

14- هل تريد كل جمعية تطبيق قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (165) سورة الأنعام.

15- هل تريد كل جمعية تطبيق قوله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} (33) سورة النور.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


فاطمة صالح التركي – عنيزة