طفل اختي والغيره

[د.سميحه]

السلام عليكم ورحمة الله

بدايةً اشكر منتدى بريده ستي على ايجاد مثل هذه الزاوية التي تهتم بصحة الفرد وعلاقاته مع الناس ..
كما اشكر كلاً من المستشارين النفسين والشرعيين على سعة قلوبهم في خدمة الفرد والمجتمع وفي اسهل مكان في الشبكة العنكبوتيه . .

جعل الله مايقومون به في موازين حسناتهم يوم القيامه . .

مشكلتي ياساده في طفل اختي . . عمره ثمان سنوات أناني جدا وغيور بشكل كبير . . ليس من اخته وحسب بل من اي طفل يفوقه في اي مجال . .
عدواني بعض الشيء . . مع الكبير والصغير . . وبنفس الوقت (حساس ) ويتأثر كثيرا من أي كلمه . . يُحس بالنقص وفقدان الثقه بالنف . . مهما امتلك من الميزات والالعاب والاشياء لاتقنعه ولاترضيه . .كثير القلق والتوتر . . اضافةً إلى خوفه من النوم واقتراب موعده مما يجعله قليل النوم ذا تبول لا ارداي - عند النوم فقط -

في المقابل هو حنون جدا . . عاطفي و سريع الندم على تصرفاته الرعناء . .

قبل سنتين أُصيب بالبهاق . . لكنه وبفضل الله ثم باستخدام ادوية زال عنه البهاق ولله الحمد . .

اتعب نفسية امه . . حتى انها اصبحت تكره الحضور بسببه . . يعلق في مشاجرة مع الكبير والصغير نظرا لطبيعة شخصيته !!

هل من حل بارك الله فيكم واحسن اليكم ؟ ؟

وشكرا لكم مره اخرى !. .

[الأستاذ تركـي التركـي]

أهلا وسهلا بك اختي الكريمة
ونسأل الله أن تكون هذه الخدمة معينا لكثير من الباحثين عن حلول
مع الاعتذار الشديد للتأخر في الرد .. سواء على هذه الاستشارة أو غيرها من الاستشارات..

وأسأل الله عز وجل أن يعين أختك على ابنها لتكون المدرسة الأساس التي تزرع فيه الجميل من المبادئ والقيم
والصفات التي ذكرتها عن ابن اختك أشعرأن فيها شيء من التناقض.. ربما بأن نظرتنا تختلف من موقف لآخر
ومهم أن يعرف أن هناك فرقا في سلوك الشخص بعامة والطفل بخاصة إذا كان عند ومع أهله أو مع الآخرين.. فتتبدل التصرفات تبعا لتبدل الأشخاص.. فقد يظهر مثلا الجرأة في البيت.. لكنه خجول خارجها، وقد يبدو شرسا عنيفا مع أخوانه وضعيفا مع غيرهم.. وهذا بطبيعة الحال له دور في ترتيب الابن في الأسرة..

وماذكرته عن ابن اختك من حيث الغيرة والعدوانية .. فإنه من المعروف أن كثير من سلوكيات الأطفال ربما تنشأ بسبب الغيرة.. كالعدوانية والعنف والحساسية والغضب..
ومنها أيضا التبول اللا إرداي..

وربما أن هناك شعور من قبل الطفل بتفضيل والديه أحد أخوته عليه وهو مايشعره بالنقص.. وفقدان الثقة.. وهنا يأتي دور التعامل العادل مع الأبناء.. ولايعني مثلا كبر أحدهما وإتقانه مهارات معينة أن يثنى عليه بشكل متكرر أمام الطفل، وقد يعمد أحد الوالدين للثناء على الأخ أو الأخت الأكبر.. أو شخص مقارن للطفل ذاته بهدف تحفيزه ودفعه لأمر ما.. ومع شخصية الطفل الغيور جدا فإن أسلوب التحفيز من خلال المقارنة بالآخرين يعطي نتائج سلبية.. وهو مايعني حاجة الطفل إلى التعزيز وبناء الثقة بالذات والقدرات.. بطرق كثيرة سآتي عليها لاحقا..

بخصوص التبول اللا إدراي.. فقد يكون أيضا سببا في المشكلة، ألا وهي ضعف الثقة بالنفس، بحيث أن هذا الفعل يشعره بالنقص من جهة وأنه مازال صغيرا من جهة أخرى، ومعلوم أن التبول اللا إرادي قد يكون لأسباب نفسية.. ويمكن التعامل معه على ضوئها.. أو يكون لأسباب عضوية.. وقد تنفع بعض العلاجات من تخفيف حدة الحالة لديه..
وأمه أقدر من يعرف تأثير هذا التبول عليه نفسيا من حيث ثقته بنفسه، وأيضا معرفة أخوته بهذا الأمر مما يجعله يشعر بالنقص والضعف أمامهم..
ومع حالة التبول اللا إرادي إن كانت جوهرية لديه بتقدير الأم، فيجب أن يتم التعامل معها مبكرا، بوسائل احترازية أولا كتناوب إيقاظه في أوقات متفاوته من الليل، أو تعويده على جرس أو ساعة توقظه ليلا ليتفادى ألم التبول على فراشه، ويمكن عرضه على طبيب بحيث يكشف التحليل سبب الحالة هل هي عضوية (خلل في المثانة مثلا) أو نفسية.. وربما يرى الطبيب أهمية صرف عقار طبي يعمل على إيقاف التبول اللا إرادي لديه.. وطبعا سيوصى أن يؤخذ لمدة من 6-9 أشهر.. بحيث تتكيف الخلايا العصبية لديه آداء المهام بصورة طبيعية.. وهذا سيكون بمشورة وتوصية الطبيب المعالج..

ابن اختك لديه سمات ومقومات إيجابية كثيرة.. ولابد من تعزيزها لديه، والثناء عليه مقابلها..

وعلى الإجمال.. فإنه يمكن التعامل مع الطفل من خلال وسائل عدة، خاصة أنه في مرحلة يتقبل فيها التغييرات الجديدة التي يراد إحداثها لديه.. وهذه جملة من النصائح التي يمكن أن تعزز من ثقة الطفل بذاته وتخفي قليلا المشكلة لديه، مع أن أرى المشكلة تتركز في نقطتين (الغيرة والتبول اللا إرادي)...

- مهم أن يشعر الطفل بأهميته وتقديره الكبير عند أبيه وأمه، بحيث يعود على أخذ رأيه في عدد من قضايا البيت والأمور الأخرى التي تشعره بالمكانة
- لابد من التعامل بحذر بالغ في الحديث أو الثناء أو حتى توجيه الأوامر للأبناء الأخرين وعدم الإشادة بهم أو بغيرهم أمامه.
- محاولة جعله ينفذ مهام وأعمال بحيث تكون مجال للثناء عليه أمام الآخرين، أو تكون بارزة في مكان في غرفته أو المنزل لتمنحه ثقة أكبر كلما رآها أمامه، كمساعدته بترتيب مكتبة المنزل.. أو تركيب لوحة في الصالة أو أي عمل يكون بمثابة دافع له كلما شاهده.
- دعمه بالتشجيع والثناء من بعد، كأن يطلب من المعلم مكافأته أمام زملائه أو أحد أقربائه أمام الآخرين.
- تعزيز التعامل اللفظي معه بشكل مكرر وإيجابي، كـ( أنت ناجح) (الكل يحبك) وغيرها من العبارات التي تبني فيه الثقة بالنفس، ويمكن اختيار أوقات يكون فيها مسترخيا كقبيل إيقاظه من النوم أو قبل دخوله للنوم للإكثار من تلك العبارات لأنها تدخل إلى العقل الباطن مباشرة في حال الاسترخاء، كما أنه يمكن توجيه تلك العبارات وهو نائم لأن العقل الباطن يستقبل ويسمع ولاينام أبدا..
- ممكن مساعدته ببعض الأنشطة الحركية المحببة إليه كالرسم، بحيث برسم الأشياء كما ترغبونه أن يكون عليها، أو من خلال الخط، أو حتى برامج التصميم بالحاسوب بحيث يوجه لرسومات معينة تعزز مثلا حبكم له وثقته بنسه.

وإجمالا ... فإن الشيء الذي تشكو منه اختك لايبدو مشكلة كبيرة، باستثناء التبول اللاإرادي إذا عرفنا آثاره النفسية لو استمر معه لسنوات أكثر، وعلى الغالب فإن التبول اللا إرادي عند الأولاد ينتهي مبكرا عند الاولاد عكس البنات والذي قد يمتد معهن إلى مابعد البلوغ

أسأل الله عز وجل أن يشفي ابن اختك مما يقلقها ويزعجها ويكون خير معين لها على أيام الحياة ومصاعبها...