تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : . . ( . . الأيـّــام الأخِـيـْــرَة . . ) . .


د / ماسنجر
10-06-09, 02:26 am
http://www.up-00.com/oqfiles/8lJ78987.jpg
،

،

" .. الأيـَّـامُ الأَخِـيْـرَة .. "

النَّظْرَة ..
سما ناظري إلى السماء .. لونها أسود موحش ، إلا أنه يُسلي ناظري وهاجسي بالنظر إليه ، ترقص النجوم طرباً كل ما يحين وقت الظلام ، ويُشع نورها على محياي فاعكس شكلها وبهائها ، أرمى نظري هنا وهنا وهناك ، كأن تلك السماء أرض امتلأت بالجواهر والذهب واللؤلؤ .. فيسبح خيالي معها ويذهب بي كل مذهب .

شَريْط الذِّكْرَيَات ..
ومازلت انظر إلى السماء .. حتى انعادت مشاهد في حياتي سالفة الأوان ، فرأيت مواقفي معه .. وسمعت حديثي إليهِ وحديثهُ إليّ .. وتراشق الضحكات فيما بيننا ، رأيتهُ قادماً فاسأله : أين كنت ؟ ، ثم نائماً لأقعده ، ثمّ واقفاً لأمازحه ، ثم باكياً لأواسيه ، ومشاهد أخرى مرّت كَلمح البصر .

طُفُوْلَتُنَا ..
كانت أعذب لحظات الحياة .. لا نلبث وقتاً حتى نضحك ، ووقتاً آخر نبكي فجأة .. ثم نضحك والمدامع تودّع أعيننا ، يُصبح علينا الفرح كل يوم وتنام السعادة على فرشنا كل ليل وتشق البراءة قلوبنا ، والمستقبل كالطائر بيننا .. سينقلنا من حياتنا تلك إلى ما بعدها .

رُوْح ..
كبرنا مع الزمن .. فكبرت نظراتنا وآرائنا وأفكارنا وتصوراتنا ، وأصبحت روابط الصلة فيما بيننا حميمة جداً .. بقيت روحي وروحه أن تتداخل مع بعضهما فتصبح روحاً واحدة .. وهل يوجد في هذه الحياة شيء أجمل من أن تكون هناك روحان ارتبطت مشاعرهما فأصبحت لقلبٍ واحد !! .

اللِّقَاء ..
نغيب عن بعضنا .. ثم نتقابل والمحبة قد سقت قلوبنا شوقاً .. كمن يشرب الماء عطشاناً بعد فقده له ، فأحكي له ما دار في الأيام الماضية ويحكي ما حَدث له ، لقيانا كالمطر وقلوبنا كالأرض القفر .. لم يَسقيها الله من فضله وبقيت جافة متشققة ما بها رشفة الماء .

يَوْمُ الاثْنَيْن ..
أتى إلى بلادي فجأة من أجل إنهاء واجبات لعمله ، سعدت عندما اتصل وأخبرني بقدومه .. حاولت إنهاء أشيائي التي ستشغلني عنه ، والتقيت به آخر الليل .. كعادتنا نتبادل الأخبار والمواضيع التي دارت وقت الغياب .. سألته عن راحته في العمل وأخبرني أن بدايته مريحة جداً وأن مستقبله مضمون للاستمرار به حتى يؤمن لقمة عيشه .

يَوْمُ الثُّلاثَاء ..
انتظرته على الغداء .. وأخبرني أن العمل لم ينتهي بعد ، قرابة الثلاثة أشهر لم أراه .. متشوقاً للجلوس معه ولكن العمل يبعده عني ويبعدني عنه .. مرت الأوقات : العصر والمغرب والعشاء .. الساعة العاشرة مساءاً سألته عن عودته وقال لي أنه سيعود بعد الثانية عشر ليلاً ، قضيت بعض الوقت مابين القراءة اليسيرة وتصفح الشبكة العنكبوتية .

يَوْمُ الأرْبِعَاء ..
الساعة الواحدة صباحاً .. أتى وأنست بحضوره أنا والأهل ، مكثنا وقت السحر بالحكايات بين أخبار العائلة .. وبين أخبار البشر .. وبين الأفراح التي زارتنا .. و الأحزان التي أرهقتنا ، بعد دخولي لحجرتي لحقني وقال أنه يريد أن ينام عند محمد قريبنا و شريك عمله .. حتى يذهبان إلى العمل سويه .. وافقت على ذلك وذهب ، وفي وقت الظهر اتصل ليخبرني أنه سيسافر لإتمام العمل في شمال البلاد .. ولكنه نسي بعض أمتعته عندي .. أتى وأخذها ثم صافحته مصافحة سريعة تحت حرارة الشمس المحرقة .. بعد أن أطلقنا ضحكةً سريعة .. ودعته وودعني .

يَوْمُ الخَمِيْس ..
الساعة الثالثة فجراً .. على ضوء القمر كنا جلوس أنا والأهل .. من بيننا أحد الإخوة صامتٌ لا يتحدث .. مطرقاً رأسه يفكر بعُمق ، ركزت بصري عليه .. وتغامزت أنا وبعض الأخوات .. كأننا نقول : مابه ؟! .. رآنا بعد أن صمت المكان .. انقلب وجهه إلى السواد .. يريد أن يحكي لكنه تلعثم .. وقف ثم ذهب .. وعاد بعد دقائق .. واختفى فجأة ثم عاد .. كأنه يريد أن يقول شيئاً ، قاطَعَتهُ إحدى الأخوات وقالت له أن هناك شيء يُخفيه .. ضحك ضحكةً مبعثرة .. ضحكةً لم تكن معهودة منه سابقاً .. ولكن سرعان ما اكتشفنا مابه .. قال بصوت حَزين : اثنين من أقاربنا .. قدر الله أن يحصل لهم حادث في سيرهم .. تغيرت الوجوه .. بدأت النظرات يميناً وشمالاً .. أسئلة سريعة : من هما ؟ هل هما فلان وفلان ، قالت إحداهن : هل هو أحد أبنائي ؟؟ ، قالت الأخرى : هل هما تركي ومحمد ؟؟ قال : نعم .. وهما الآن في غرفة العناية المركزة .. بدأ البكاء والصراخ .. والسؤال مرةً أخرى : هل أنت متأكد أنهما في العناية .. أم وافاهما الله ؟؟ ، رد بإجابة سريعة : حالتهما سيئة جداً ، أنا لم استطع الحديث كل ذلك الوقت .. بدأت الآن في حديثي بعد أن رفعت صوتي : هل أنت متأكد أن أحدهما لم يمت ؟ .. قال بصوت متكسر : تركي .. انتقل إلى رحمة الله .. ومحمد في العناية المركزة .

دَمعَةُ الفِرَاق ..
رحل تركي .. فجأة ، انتهت حياته بقضاء الله .. لم أعلم أن هناك لحظة سيقولون بها : كان تركي رحمه الله يفعل كذا ، لم يزُر فكري أني سأفقد صديقي وقريبي وحبيب قلبي ، بكيت .. حتى شَكَتني وجنتاي من انهمار الدموع عليها ، بكيت .. وأصبحت حينها لا أرى الأشياء إلا من خلف مدامعي ، بكيت .. حُرقة ، بكيت .. حُزناً ، بكيت .. ألماً ، إن الألم الذي عَصر قلبي كفيلٌ بأن يُميتني .. خشيت على نفسي من الجُنون ، أصبحت الدنيا أمام عيني .. كحبة الرمل الصغيرة لا تساوي شيئاً .. كَرهت الحياة .. كَرهت نفسي التي رافقت تركي .

قَبْل 14 سَاعَة ..
الساعة الثانية ظهراً .. يوم الخميس ، تركي يقود السيارة ومحمد بجانبه وفي الخلف رجلاً يتبعهم في العمل .. يسيران بسرعة لا تتجاوز المائة كيلوا متر في الساعة ، وفي طريق سيرهم .. انعطفت وبسرعة شاحنة ضخمة إلى اليمين .. لم يتمالك تركي نفسه في القيادة .. حتى ارتطموا بجانبها الأيمن الأمامي .. وانحرفت السيارة لليمين وانقلبت حتى أصبح عاليها سافلها .. وتناثروا على الأرض .. من بين حطام السيارة .. محمد ساقطاً لا يستطيع أن ينهض التفت إلى تركي ورآه ساكناًً يتلوّى بهدوء ، في لحظةٍ يسيرة حَضر الإسعاف .. نقلوهم جميعاً ، الرجل الأجنبي به كدمات خفيفة .. محمد رأى الأطباء يلتفون على سرير تركي .. ويأخذون أنابيب غريبة ..! ، وكأنهم يسحبون منه الدّم .. أو يعيدون له الحياة بقدرة الله ، صرخ عالياً : مابه تركي ؟ مابه ؟ .. أرجوكم لا يمت .. لا يمت ، أخذوه الممرضين وأخرجوه للغرفة المجاورة .

تُرْكِي ..
سأتحدث إليك .. وكما عهدت منك الإصغاء :
فارقتك ، وفارقت البسمة الصادقة .. وفقدت نسيم الروح العليل ، حملتك على كتفي وأنا أبكي وأنوح .. أراك على الألواح وكأنك تقول : الوداع يا صديقي .. الوداع أيها الرفيق ، كأني أسمعك تقول : لن تلقاني ولن تراني ولن تسمع حديثي إلا إن لحِقتَني إلى الموت ، كأني أسمعك تقول : أرجوك لا تنساني ، آآآآه يا تركي .. كيف لقلبي الذي ملأته بحبك أن ينساك !! .. وكيف لمشاعري التي امتلأت بحنان الصديق وعَطفه أن تنساك !! .. وكيف لدمعةٍ أحرقتني أن تنساك !! ، دفنتك .. ودفنت مع جثمانك السعادة في حياتي .. فلا المَلاهي تؤنسني .. ولا الأفراح تغشاني ، يراني الفَرح .. كأنني عدواً فيهرب من أمامي ، ثم يَرمقني الحزن من بعيد .. فيُسرع في قدومه إلي .. يضمني إليه حتى تتداخل أضلاعي ، في بحر الأحزان العميق .. أسبح وأعوم من شاطئ إلى شاطئ .. ومن جزيرة إلى جزيرة .. حتى أنهكني ، تركي .. رحلت عن الحياة وأنا راضياً عنك .. وإن ما يسليني الآن هو ذكراك .. ذكرياتك وماضيك الجميل .. وجميع مواقفي معك .. منذ أن كنا صغاراً حتى كبرنا ، في داخلي حديث كثير إليك ولكن اكتفي بذلك القدر .. واعتقد أنك لو رأيت حالي بعد فراقك سترحمني وتحنو عليّ وتطلب مني أن لا أحزن .. فالحزن من أجلك عذاب .. وسأتذوقه ماحييت .. أحبك .

قَصِيْدَةُ الأيَّامُ الأَخِيْرَة ..

http://www.up-00.com/oqfiles/81t82967.jpg

انتقل إلى رحمة الله في شهر شعبان 1427 هـ
* * *
اللهُم وأبدله داراً خيراً من داره ..
وأهلا خير من أهله ..
اللهُم واجعله مِمن يرثون الفردوس الأعلى من الجنة ..
اللهم اجمعنا به ووالدينا في جنــّات النعيم..
* * *

الأيـّــام الأخِـيـْــرَة .. في المُدَوّنة .. هُنا .، (http://dmasn.maktoobblog.com/71/الأيام-الأخيرة/)

فائق تقديري ووُدّي
أخوكم / سلمان بن عبدالعزيز الجفن ( دكتور ماسنجر )

بنت البدائع
10-06-09, 02:41 am
يالله .. قصة باكيه بحق :(
سلسلة من الأحداث أحسنت في وصفها أخي سلمان
والقصيدة بجد مؤثرهـ ..,

رحم الله تركي ومن كان معه .. وأسكنهم فسيح الجنان

دام حرفك ـ

مياسة
10-06-09, 04:03 am
لا يرحل إلا الطيبون ...! :(

إذا خرج عقلك مُتسللاً من رأسك وأنت تقرأ.. واتجه نحو مكان القصة او الحدث.. ليعيش دقائقه بلحظتها السريالية... فأعلم أنك تقرأ ما يستحق أن يُقرأ ,, بل وأكثر من الاستحقاق..

رائع حرفك سلمان... بحجم حزنك الذي لا يسع الفضاء, على تركي.. [,, وبشر الصابرين,,] ,’,

ريـم العبد الله
10-06-09, 07:05 am
تُطفئ الأنوار ..
تقشعر الأبدان ..
تهطل العين بالدموع ..

حينها ..
يحل الرحيل , يحل الفراق , يحل الألم ,

ولغُصة الفراق يغيظ الجسد صدعاً قَاتم بالجَفاء و الخر بكاء ..
و ما تلك يا دكتور سوى يوم مجحف آخر يتطاول أصاعد الشّقاق
دونما رحمة .. رثاء لعمقنا .!



فا ياليت للموت / البُكاء وقت مخصص !
ليته يوقت لنفسه ساعه أو إثنتان !
بل هو مزمن ، يقتحم النفس في أي لحظه ،
و ربما يمكث كثيراً و ربما العكس !
ليبتلع من نحب بلا مُبالاة ..


سيدي ، ليت العودة تأتينا عمّا قريب
وليتها بالتمني .. ليتها
لا أتمنى تجرعك والجميع كأساً من كؤوس الفقد / الفجيعة ،
فوربي هي مره كالعلقم ، تلدغ اللسان ، و يقشعر لها البدن !




سلمان ..
ياوطن ، أبكيتني وخالقيّ
إنحدرت دموعي غصباً لأجل هذه المعزوفة الباكية !


دُمتَ نقاء / صفاء

ام غميزه
10-06-09, 12:23 pm
استاذي..

اي لوحة حزينة رسمتها...؟

اي مشاعر الحرقة ولالم سطرتها...؟

بكلماتك جعلت القلوب تبكي قبل الجفون...

استاذي..
اقف هنا احتراما لتلك المشاعر الحزينه..
واعجابا بتلك القلم الفذ..

رحم الله موتى المسلمين.. واسكنهم فسيح جناته..

دمت ...بخير..

عزف الحقيقة
10-06-09, 02:21 pm
سلمان الجفن

حزنك مؤجع

أدميت القلب

واذبت المدامع

مشاركة

جعلتني اتذوق طعم

الفقد بكوؤس الألم والحرقة

رحمه الله وحق له أن تبكية

الحروف0

بحر العطاء
10-06-09, 10:38 pm
وجنين الألم نما في رحم الوجع..
أعلن عن ميلاده وقد ارتوى بدموع المقابر

الألق /سلمان الجفن
وردات اللوتس وعبق النبرمان
ينثر بين حنايا روحك النقية


انتقل إلى رحمة الله في شهر شعبان 1427 هـ
* * *
اللهُم وأبدله داراً خيراً من داره ..
وأهلا خير من أهله ..
اللهُم واجعله مِمن يرثون الفردوس الأعلى من الجنة ..
اللهم اجمعنا به ووالدينا في جنــّات النعيم

اللهم امين.. وجمعك به بروح وريحان بجوار الكريم المنان

د / ماسنجر
16-06-09, 02:17 am
يالله .. قصة باكيه بحق :(
سلسلة من الأحداث أحسنت في وصفها أخي سلمان
والقصيدة بجد مؤثرهـ ..,

رحم الله تركي ومن كان معه .. وأسكنهم فسيح الجنان

دام حرفك ـ

أهناك شيء حَزين ..
يفوق فراق الصاحب الذي يسكن النَّفس .. ؟

أهناك ابتسامة حقيقيّة ..
بعد ان يفتقد المحيّا أعين الصاحب .. ؟


اللهمّ آمين ، شكراً لكِ

د / ماسنجر
16-06-09, 02:21 am
لا يرحل إلا الطيبون ...! :(

إذا خرج عقلك مُتسللاً من رأسك وأنت تقرأ.. واتجه نحو مكان القصة او الحدث.. ليعيش دقائقه بلحظتها السريالية... فأعلم أنك تقرأ ما يستحق أن يُقرأ ,, بل وأكثر من الاستحقاق..


رائع حرفك سلمان... بحجم حزنك الذي لا يسع الفضاء, على تركي.. [,, وبشر الصابرين,,] ,’,


هكذا هي الحيَاة ..

ولا تَذرف الدَّمعة إلا على الطيّب ..
وعلى النفيس والغَالي ..

شكراً لكِ ..

د / ماسنجر
16-06-09, 02:53 am
تُطفئ الأنوار ..

تقشعر الأبدان ..
تهطل العين بالدموع ..

حينها ..
يحل الرحيل , يحل الفراق , يحل الألم ,

ولغُصة الفراق يغيظ الجسد صدعاً قَاتم بالجَفاء و الخر بكاء ..
و ما تلك يا دكتور سوى يوم مجحف آخر يتطاول أصاعد الشّقاق
دونما رحمة .. رثاء لعمقنا .!



فا ياليت للموت / البُكاء وقت مخصص !
ليته يوقت لنفسه ساعه أو إثنتان !
بل هو مزمن ، يقتحم النفس في أي لحظه ،
و ربما يمكث كثيراً و ربما العكس !
ليبتلع من نحب بلا مُبالاة ..


سيدي ، ليت العودة تأتينا عمّا قريب
وليتها بالتمني .. ليتها
لا أتمنى تجرعك والجميع كأساً من كؤوس الفقد / الفجيعة ،
فوربي هي مره كالعلقم ، تلدغ اللسان ، و يقشعر لها البدن !




سلمان ..
ياوطن ، أبكيتني وخالقيّ
إنحدرت دموعي غصباً لأجل هذه المعزوفة الباكية !



دُمتَ نقاء / صفاء


ليست الأمنية : أن يغيب الحُزن عنّا والبكاء لفترة حتى نستعيد قوتنا ويعود كما يشاء .. ؟
الحزن في داخلنا ساكن لا محاله .. ويجري بأوردتنا وبعروقنا ..
ولكن الأمنية تكون : مرحباً بالحزن في كل وقت .. على أن يعود من فقدناه ..
ولكن هيهَات لتلك أن تتحقق ..

أشكرك لوقوفك هنا ..
وإنهاء بعض الوقت في ورقتي المبللة بالمدامع ..

كلمات وتعبير..
اختلطت بالحزن الحقيقي ..
جراء المعايشة لأجواء القصّة ..

شكراً لكِ ..

د / ماسنجر
16-06-09, 02:55 am
استاذي..

اي لوحة حزينة رسمتها...؟

اي مشاعر الحرقة ولالم سطرتها...؟

بكلماتك جعلت القلوب تبكي قبل الجفون...

استاذي..
اقف هنا احتراما لتلك المشاعر الحزينه..
واعجابا بتلك القلم الفذ..

رحم الله موتى المسلمين.. واسكنهم فسيح جناته..

دمت ...بخير..

شكراً لحضورك هُنا ..

الحُزن يجعل من الإنسان عملاقاً ..
ويجعله يعبّر بأقوى الكلمات والوَصف ..
لأن مذاقه مُرّ ..
والمذاق المرّ كما نعلم : يُجبرنا على ملامح سيئة ..



شكراً لكِ ..

د / ماسنجر
16-06-09, 02:56 am
سلمان الجفن

حزنك مؤجع

أدميت القلب

واذبت المدامع

مشاركة

جعلتني اتذوق طعم

الفقد بكوؤس الألم والحرقة

رحمه الله وحق له أن تبكية

الحروف0

لا أذاقك الله طعم الحُزن ..
ولا سقاك من كؤوسه ..

اللهمّ آمين ..

صدقني أن اللحظات حزينة جداً ..
وأن الذكريات مؤلمة ، حدّ الثمالة ..


شكراً لك..

د / ماسنجر
16-06-09, 02:58 am
وجنين الألم نما في رحم الوجع..
أعلن عن ميلاده وقد ارتوى بدموع المقابر

الألق /سلمان الجفن
وردات اللوتس وعبق النبرمان
ينثر بين حنايا روحك النقية




اللهم امين.. وجمعك به بروح وريحان بجوار الكريم المنان


لقد وُلد الألم ..
في تلك الليلة السودَاء ..
التي دَفنت بها تُركي ..
ونمى وترعرع كما عَادت وتكاثرت الذكريات ..

اتأسف إليكِ يا نفسي ..
لقد أثقلتك بالحزن ..

تحمّليني من أجل ما أحمله لهُ من محبة ..


شكراً لكِ ..

مجد88
16-06-09, 10:48 am
http://www.up-00.com/oqfiles/8lj78987.jpg

،

،

" .. الأيـَّـامُ الأَخِـيْـرَة .. "

النَّظْرَة ..
سما ناظري إلى السماء .. لونها أسود موحش ، إلا أنه يُسلي ناظري وهاجسي بالنظر إليه ، ترقص النجوم طرباً كل ما يحين وقت الظلام ، ويُشع نورها على محياي فاعكس شكلها وبهائها ، أرمى نظري هنا وهنا وهناك ، كأن تلك السماء أرض امتلأت بالجواهر والذهب واللؤلؤ .. فيسبح خيالي معها ويذهب بي كل مذهب .
والمستقبل كالطائر بيننا .. سينقلنا من حياتنا تلك إلى ما بعدها .

بقيت روحي وروحه أن تتداخل مع بعضهما فتصبح روحاً واحدة .. وهل يوجد في هذه الحياة شيء أجمل من أن تكون هناك روحان ارتبطت مشاعرهما فأصبحت لقلبٍ واحد !! .

اللِّقَاء ..
لقيانا كالمطر وقلوبنا كالأرض القفر .. لم يَسقيها الله من فضله وبقيت جافة متشققة ما بها رشفة الماء .

صافحته مصافحة سريعة تحت حرارة الشمس المحرقة .. بعد أن أطلقنا ضحكةً سريعة .. ودعته وودعني .
دَمعَةُ الفِرَاق ..
رحل تركي .. فجأة ، انتهت حياته بقضاء الله .. لم أعلم أن هناك لحظة سيقولون بها : كان تركي رحمه الله يفعل كذا ، لم يزُر فكري أني سأفقد صديقي وقريبي وحبيب قلبي ، بكيت .. حتى شَكَتني وجنتاي من انهمار الدموع عليها ، بكيت .. وأصبحت حينها لا أرى الأشياء إلا من خلف مدامعي ، بكيت .. حُرقة ، بكيت .. حُزناً ، بكيت .. ألماً ، إن الألم الذي عَصر قلبي كفيلٌ بأن يُميتني .. خشيت على نفسي من الجُنون ، أصبحت الدنيا أمام عيني .. كحبة الرمل الصغيرة لا تساوي شيئاً .. كَرهت الحياة .. كَرهت نفسي التي رافقت تركي .


تُرْكِي ..
سأتحدث إليك .. وكما عهدت منك الإصغاء :
فارقتك ، وفارقت البسمة الصادقة .. وفقدت نسيم الروح العليل ، حملتك على كتفي وأنا أبكي وأنوح .. أراك على الألواح وكأنك تقول : الوداع يا صديقي .. الوداع أيها الرفيق ، كأني أسمعك تقول : لن تلقاني ولن تراني ولن تسمع حديثي إلا إن لحِقتَني إلى الموت ، كأني أسمعك تقول : أرجوك لا تنساني ، آآآآه يا تركي .. كيف لقلبي الذي ملأته بحبك أن ينساك !! .. وكيف لمشاعري التي امتلأت بحنان الصديق وعَطفه أن تنساك !! .. وكيف لدمعةٍ أحرقتني أن تنساك !! ، دفنتك .. ودفنت مع جثمانك السعادة في حياتي .. فلا المَلاهي تؤنسني .. ولا الأفراح تغشاني ، يراني الفَرح .. كأنني عدواً فيهرب من أمامي ، ثم يَرمقني الحزن من بعيد .. فيُسرع في قدومه إلي .. يضمني إليه حتى تتداخل أضلاعي ، في بحر الأحزان العميق .. أسبح وأعوم من شاطئ إلى شاطئ .. ومن جزيرة إلى جزيرة .. حتى أنهكني ، تركي .. رحلت عن الحياة وأنا راضياً عنك .. وإن ما يسليني الآن هو ذكراك .. ذكرياتك وماضيك الجميل .. وجميع مواقفي معك .. منذ أن كنا صغاراً حتى كبرنا ، في داخلي حديث كثير إليك ولكن اكتفي بذلك القدر .. واعتقد أنك لو رأيت حالي بعد فراقك سترحمني وتحنو عليّ وتطلب مني أن لا أحزن .. فالحزن من أجلك عذاب .. وسأتذوقه ماحييت .. أحبك .

قَصِيْدَةُ الأيَّامُ الأَخِيْرَة ..

http://www.up-00.com/oqfiles/81t82967.jpg

انتقل إلى رحمة الله في شهر شعبان 1427 هـ
* * *
اللهُم وأبدله داراً خيراً من داره ..
وأهلا خير من أهله ..
اللهُم واجعله مِمن يرثون الفردوس الأعلى من الجنة ..
اللهم اجمعنا به ووالدينا في جنــّات النعيم..
* * *

الأيـّــام الأخِـيـْــرَة .. في المُدَوّنة .. هُنا .، (http://dmasn.maktoobblog.com/71/الأيام-الأخيرة/)

فائق تقديري ووُدّي
أخوكم / سلمان بن عبدالعزيز الجفن ( دكتور ماسنجر )




الفاضل د. مسنجر..
توقفت كثيرا وتأملت المعاني الجميلة ذات المضمون الحي الذي لا يموت وإن كتبت لجسد غادر الدار ، لترفرف روح باقية لن تموت من الذاكرة والوجدان..
الحس الصادق أضاف للمعاني القيمة الجمالية في النص..
لك الشكر وتحية تقدير ..
دمت بخير...


..

.

عايشه غربه
19-06-09, 02:13 am
..

لم أستطع إقتباس كتل روحيه تماسكت حد بنيان مرصوص,
تسلسل جميل بسرد الحدث

مضيت وقتاً هنا و لم أمل القراءه برغم طول نفسها .


رحمه الله رحمة واسعه


..

قطوف
19-06-09, 04:58 pm
مشااعرتلاطمت وضبااب كثيف من احززان غطت مساحة وااسعه من نفس
شبعت بحب اخ لم تلده امك
الأحزاان ترتفع بدمائنا بشكل فااق التصوركتيرمومتر متذبذب السكون فلا يكاد يقف على لحظاات الفرح حتى يعود مؤشره بقووة للحزن
فالمووت ذالك الطاارق
اللذى لايرحب به يكتسحنا بلحظات غافله فينتزع منا اصفيااء الروح والاخووة
فيسرق منا اجمل الذكرياات واسعد للحظاات حينما يزرع الحزن من جديد
صاحب القلب الرحيم المشبع بالاحزآآن""
عشنا معك لحظات صدق فااقت الانداامج بواقع قرأناه هنا
لبسنا ثوب الالم وعشنا لحظااتك فمتلئت المآآآقى بدموع الحزن
فكلنا اصابه ذالك المارد بمقتل
وذرفنا من الدمووع الكثيرررر ولكن بقي لنا اليقين ان من ذهب لايمكن ان يعوود
رحمآآت من الله ومغفرة لتركى وابدلك الله الصبر والاحتسااب والوفااءلذكراه
نعم الصديق الوفى انت
د/ مسنجر
نصك رائع معبر متمااسك يحااكى الرووح فينتزع منها ذالك الحاجز فتعيشها بكل ابعادها
دامت الافراح حليفة لقلمك وسافر عنك الحزن آآمين الى غير رجعه