المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلافنا تاريخي وليس سياسياً مع إيران


إبداعات
03-06-09, 04:25 pm
د.عبد الله مرعي بن محفوظ
‏ إن محاولة الباحثين السياسيين والإعلام تكريس صورة السباق السياسي السعودي الإيراني نحو ‏‏»الزعامة» في العالم الإسلامي، ما هو إلا تجاوز لواقع تاريخي هام في جزيرة العرب، وهو ‏الحدث الأول لتأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ وخلال مراحل التكوين للدولة ‏السعودية الثانية والثالثة، سعت المملكة إلى إعلاء مكانة السنة النبوية في المدينتين المقدستين ‏مكة المكرمة والمدينة المنورة، ودعم الدعوة السلفية في العالم الإسلامي من مهبط التوحيد ومهد ‏الإسلام ومشرق النور وأرض الطهر (مكة المكرمة).‏
الحدث التاريخي الثاني كان في عام 1400هـ وفي سيناريو مختلف، ظهرت دولة ثورية في ‏إيران، لتطيح بسلطة الشاه، أملاً في تغيير الثورة الإسلامية عموماً، ليعتلي الدولة آية الله الخميني ‏بطموحاته الخاصة، وأيدلوجيته الشخصية، وفكره الثوري، ليبشر بعهد الشيعة بصيغة فارسية، ‏وقدم نفسه للعالم كبديل للمذهب السني له رؤيته في التعامل مع الدين الإسلامي، ولهذا فالثورة ‏تقييم عام في العالم الإسلامي، والتقييم خلق على السطح صراعاً مذهبياً لا سابق له في التاريخ ‏الإسلامي المعاصر، ولا يمكن أن نقرأ الأحداث السياسية الحالية في منطقة الشرق الأوسط خارج ‏هذا الإطار، فقد خلقت إيران عبئاً دينياً جديداً في العالم الإسلامي.‏
بعد هذا المقدمة، أعود لشرح بسيط للواقع السياسي المعاصر، فعندما كانت السياسة الأمريكية في ‏السبعينات من القرن الماضي ترتكز على مبدأ الدعامتين التوأم، والتي تستند إلى إستراتيجية ‏مؤداها قيام السعودية وإيران بمهام حفظ الأمن الإقليمي فإن علاقات البلدين كانت في أحسن ‏حالاتها تعاوناً وتنسيقاً، ولكن تغير الوضع بعد ان تفجرت الثورة الإسلامية في إيران وما تبعها ‏من أدلجة مواقفها تجاه أمريكا، وهنا لم تفكر طهران في مواجهة «الشيطان الأكبر» بقدر ما ‏استولى عليها التفكير في مواجهة جيرانها الإقليميين، وبالذات الذين يقاسمونها الخليج العربي، ‏فأطلقت دعوتها المعروفة بـ»تصدير الثورة الإسلامية» وبأسلوب الحرب الباردة التي شهدتها ‏عقود الثمانينات والتسعينات في أفغانستان والعراق توسعت تنظيماً الى حدود السعودية، بيد أن ‏هذه العلاقات استعادت شيئاً من عافيتها، ليس لأن البلدين أدركا بوجود مصالح إسلامية مشتركة ‏بينهما، وإنما بسبب وجود متغير خارجي دفعهما مرة أخرى إلى التلاقي، وهو احتلال العراق ‏للكويت، فعندها شعرت الدولتان بأن من غير المعقول ألّا ينسقا جهودهما في مواجهة الاحتلال ‏الأمني الناشئ عن الاحتلال كسابقة خطيرة في العلاقات الإقليمية، لا سيما أنهما معنيتان بالأمر ‏أكثر من غيرهما.‏
وعلى الرغم من الروح الإيجابية النسبية التي سادت العلاقات بين البلدين أثناء تلك الفترة وما ‏بعدها، فإن ظلال التوجس بقيت تشوب العلاقات الداخلية، ولم تبددها عبارات الطمأنة التي كانت ‏ترسلها إحداهما للأخرى، مثل «الاتفاقية الأمنية» المبرمة في العام 2001 وما تبعها من انفتاح ‏العلاقات إبان رئاسة محمد خاتمي ومن قبله هاشمي رفسنجاني، التي كانت تُعتبر خطوة متقدمة ‏نحو تعاون إقليمي، ولكنها لم تستطع بأن تكون مفتاحاً لعلاقات كما تتمناها شعوب المنطقة بسبب ‏الغموض الذي يكتنف عادة الموقف الإيراني.‏
ومع تغير الأحداث العالمية بأحداث 11 سبتمبر، ظهرت إيران كقوة إقليمية بعد سقوط نظام ‏صدام حسين بالعراق وحركة طالبان في أفغانستان، واستغلت الانشغال العالمي للحصول على ‏التكنولوجيا النووية، ثم التفرغ لعرض الكبرياء العسكري وزرع القلاقل في لبنان، ودعم ‏الحوثيين عسكرياً في اليمن، واللعب على الوتر الحساس لدى العرب بتحرير «فلسطين» وقد ‏نجحت في شق حركة حماس من السلطة الشرعية، وانتقلت إعلامياً بدعم رجال الدين لنشر الفكر ‏والثقافة الثورية الإيرانية بكل الأساليب المتاحة وغير المتاحة، سواء عبر القنوات الفضائية أو ‏عبر الاختراقات السياسية والإغراءات الاقتصادية، لتبدأ الخلاف المذهبي والأيديولوجي مروراً ‏بتباين السياسات النفطية والأمنية واختلاف الرؤى بخصوص الأزمات الإقليمية!‏
خلاصة ما سبق: ان إيران تحاول ربط العرب الشيعة بالتشيع الفارسي لأمر تاريخي وليس ‏سياسياً، وهو امر مرتبط بأبعاد قومية لدى إيران، لضم البحرين عسكرياً كما فعلت مع الأهواز ‏العربية والجزر الإماراتية، هنا وبتعبير شعبي أقول: يجب أن يتحرك العرب وخاصة الخليجيين ‏في تفويت الفرصة عليهم باستغلال الشيعة العرب كأوراق ضغط رابحة، تستعملها في تحقيق حلم ‏الهيمنة وانتهاز فرصة الأوضاع غير المستقرة في العراق أو اليمن لتكريس نفوذها المذهبي، ‏والمواجهة ليس فقط لأن ذلك تدخل في شأن دول عربية يرتبط استقرارها السياسي والأمني ‏بالبيئة الخليجية ككل، وإنما أيضاً لأنه يمثل محاولة للإخلال بميزان إسلامي ويبعث إشارات لا ‏تخطئها العين بأن إيران ما زالت متمسكة بدوافعها الإيديولوجية في سياستها الخارجية لدعم ‏الفرق الباطنية التي تهدد المسلمين السنة، وأغلب هذه الفرق لها ارتباط بفكر الديانات الفارسية ‏القديمة مثل (مزدا، الزردشتية، المانوية، المزدكية).‏
ختاماً أرجو من الإعلام العربي عدم الوقوع في فخ الإعلام الإيراني، بأن الخلاف زعامة ‏سياسية، أو إسلامي بسبب (الإمامة) و(العصمة) و(التقية)، وإنما هي منتجات للوقيعة أولاً بين ‏عرب عدنان وقحطان، وثانياً وقيعة إسلامية برفع شعار آل البيت رضوان الله عليهم جميعاً، ‏والحقيقة هو حدث تاريخي قديم منذ عام 35هـ حين وقع الخلاف بين سيدنا علي بن أبي طالب ‏كرم الله وجهه مع سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين، فكان هذا الخلاف فرصة ‏العمر لدى الفرس، لتحقيق مآربهم في تفتيت الأمة الإسلامية والعربية ونظرتهم التوسعية، ونحن ‏إلى اليوم ما زلنا نعيش نتائج هذا الخلاف، وفق عقيدة الـ(السرية) التي تسير وفق تنظيم هرمي ‏دقيق، يراعون به ظروف العصر والزمان للتوسع والانتشار.‏

المصدر: صحيفة المدينة، الأربعاء 03 يونيو 2009
رابط المقال:
http://al-madina.com/node/144029 (http://al-madina.com/node/144029)

أبوأحمد010
03-06-09, 06:51 pm
منذ عام 35هـ حين وقع الخلاف بين سيدنا علي بن أبي طالب ‏كرم الله وجهه مع سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين، فكان هذا الخلاف فرصة ‏العمر لدى الفرس

ومع الأسف الشديد دولة الصفويين ( الفرس ) لا تزال تحقد على أهل السنة
ولا تزال الجزر الإمــــاراتية تحت إمـــارتهم .
ولا يزال النفخ الإعلامي لدولة الفرس .