نايـــف
27-05-09, 07:09 pm
أولاً منهو ابونواس
هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي بالولاء. أبو علي. غلبت عليه كنية (أبو نواس) لذؤابتين تنوسان على عاتقيه. شاعر العراق في عصره. كان للمحدثين كامرئ القيس للمتقدمين.
- كان أبوه من جند مروان بن محمد الأموي، وانتقل إلى العراق بعد زوال ملك مروان ولجأ إلى قرية من قرى الأهواز، وفيها ولد ابنه الحسن، وكان جده مولى الجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان فنسب إليه.
- لما ترعرع أبو نواس انتقل إلى البصرة وتأدب على كبار علمائها في اللغة والنحو والحديث. اتصل بالرشيد ومدحه فأعلى منزلته، ولما تولى الخلافة الأمين انقطع إليه فنادمه ومدحه. ذهب إلى الشام واتصل ببعض شعرائها وتوجه إلى مصر فمدح الخصيب عاملها، ثم عاد إلى بغداد فأقام فيها إلى أن توفي وكانت وفاته قبيل دخول المأمون مدينة بغداد.
* قال الجاحظ : ما رأيت أحدا أعلم باللغة من أبي نواس ولا أفصح منه، مع حلاوة ومجانبة استكراه، يصل شعره إلى القلب بدون استئذان.
* وقال الشافعي : لولا مجون أبي نواس لأخذت العلم عنه.
* وقال ابن منظور : كان أبو نواس عالما بكل فن، وكان الشعر أقل بضاعته. هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، نظم في جميع أنواع الشعر وأجوده شعر خمرياته، وفي الأدب العربي يعتبر أبو نواس شاعر الخمر، لا يدانيه شاعر آخر في وصفه. أتهم بالزندقة فحبسه الأمين في حبس الزنادقة ثم أطلقه.
* أحب جنان، وهي جارية لبعض الثقفين بالبصرة، وكانت حسناء أديبة، ظريفة تعرف الأخبار وتروي الأشعار، وقال فيها أشعارا كثيرة، وكان صادقا في حبها، ولما حجت رافقها إلى مكة وما كان ينوي الحج وما أحدث عزمه له إلا خروجها، ولما وصل إلى الحج وهو محرم، أخذ يلبي في الليل بشعر ويحدو به ويطرب، فغنى به كل من سمعه وفيه يقول:
إلــهـنـا مــــا iiأعــدلـك مـلـيك كــل مـن مـلك
لـبـيك قــد لـبـيت iiلـك لـبـيك إن الـحـمد لــك
والـملك لا شـريك لك والـلـيل لـمـا أن حـلك
والـسابحات في iiالفلك على مجاري المنسلك
مــا خـاب عـبد iiأمـلك أنــت لـه حـيث iiسـلك
لــولاك يــأرب iiهـلـك كــــل نــبــي ومــلــك
وكــل مــن أهــل iiلـك ســبـح أو لــبـى iiفـلـك
يـا مـخطئا مـا iiأغفلك عـجـل وبــادر iiأجـلك
واخـتـم بـخـير عـملك لـبـيك إن الـمـلك iiلــك
* وكان أبو نواس أبي النفس، يقول معتدا بإبائه، تياها بكبر نفسه :
ومــســتـعـبـد إخـــوانـــه iiبــثــرائــه لـبـست لــه كـبـرا أبــر عـلى الـكبر
إذا ضـمـنـي يــومـا وإيـــاه iiمـحـفل رأى جانبي وعرا يزيد على الوعر
وقـد زادنـي تـيها عـلى الـناس أنني أرانــي أغـنـاهم وإن كـنـت ذا iiفـقر
* وفي وصف الخمر يقول وأذكره هنا لجمال وصفه , وأما حرمة الخمر وأنه من الكبائر فهذا أمر مفروغ منه ):
دع عـنك لـومي فإن اللوم iiإغراء وداونــي بـالتي كـانت هـي iiالـداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها لــو مـسـها حـجـر مـسـته iiســراء
رقـت عـن الماء حتى ما iiيلائمها لـطـافة وجـفـا عـن شـكلها iiالـماء
* وقال يصف كأس الخمر وقد علاها الحبب:
قـامت تـريني , وأمر الليل ii......مجتمع صـبـحا تـولـد بـيـن الـمـاء iiالـعـنب
كـأن صـغرى وكـبرى من فقاقعها حصباء در على أرض من الذهب
* ومن أقواله:
ونـدعو كريما من يجود ii........بماله ومن يبذل النفس النفيسة أكرم
* قيل إنه لما مات وجد تحت فراشه ورقة كتب فيها:
ولـقـد نـزحـت مـع الـرواة ii.......بـدلوهم وأسمت طرف اللحظ حيث أساموا
وبـلـغـت مـــا بـلـغ امــرؤ ii.......بـشـبابه فـــــإذا نــهــايـة كـــــل ذاك أثــــام
( من طرائف أبو نواس )
قال أبو نواس دعاني يوما بعض الحاكة ، وألح علي ليضيفني في منزله ، ولم يزل بي حتى أجبته ، فسار إلى منزله وسرت معه ، فإذا منزل لا بأس به ، وقد احتفل الحائك فلم يقصر ، فأكلنا وشربنا ، ثم قال : يا سيدي ، أشتهي أن تقول في جاريتي شيئا من الشعر وكان مغرما بجارية له قال أبو نواس فقلت : أرنيها حتى أنظم على شكلها ، وحسنها . فكشف عنها الحجاب ، فإذا هي من أسمج خلق الله وأوحشهم ، سوداء شمطاء ديدانية يسيل لعابها على صدرها فقلت لسيدها : ما اسمها ؟ فقال : تسنيم . فأنشأت أقول
أســـهر ليــلي حــب تســنيم ~~ جاريــة فــي الحســن كـالبوم
كأنمــــا نكهتهـــا كـــامخ ~~ أو حزمــة مــن حــزم الثـوم
وضـرطت مـن حـبي لهـا ضرطة ~~ أفــزعت منهــا ملــك الــروم
قال : فقام الحائك يرقص ويصفق سائر يومه ، ويفرح ويقول : شبهها والله بملك الروم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاهد الرشيد أبا نواس , وفي يده زجاجة من الخمر , فسأله : ماذا في يدك يا أبا نواس
فأجاب : زجاجة لبن يأمير المؤمنين .
فقال الخليفة: هل اللبن أحمر اللون
فقال : أحمرت خجلا منك يا أمير المؤمنين .
فأعجب الخليفة من بداهته , وعفا عنه
ــــــــــــــــــــــــــ
قيل: بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده.
دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبي نواس , فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلا.
ثم نظر الى جاسائه وقال : هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبي نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة تخبوئنها في طيات ثيابكم
حتى أذا دخل أبو نواس , يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها , وأقول : يا لكم من ضعاف مثل الفراخ.
تالله أذا لم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم .
فقالوا : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين.
وعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : اذهب فاستحضر ست بيضات , ولا تدع أحدا يراك , خصوصا أبو نواس , فخرج الحاجب .
وعاد منفذا أمر الخليفة وأعطى لكل من الجالسين بيضة, خبأها بين طيات ثيابه , وجلسوا ينتظرون .
ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة , وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه , ونطق أحدهم بكلمة .
فغضب منها الرشيد غضبا شديدا فصاح بهم : ويحكم أيها الجبناء أنكم مثل الدجاج , ولاأجد فرقا بينكم وبينهم والله ان لم يبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم.
فأظهروا الاضطراب والخوف , وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ . وبعد قليل مذ الاول منهم يده الى مؤخرته, فأخرج بيضة وقال: هاهي بيضتي ياأمير المؤمنين
وأعقبه الثاني والثالث الى السادس , وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضه : قد نجوت.
ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع , وصار أمام الخليفة وجها لوجه , ثم صار يقول: كاك , كاك, كاك . كما يفعل
الديك بين زوجاته الدجاج , ثم ضرب ابطيه على بعضهما , وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما , وقال كوكو , كو.
فقال الخليفة: ما هذا يا أبو نواس .
فقال أبو نواس : عجبا يا أمير المؤمنين , هل رأيت دجاجا تبيض من غير ديك
هؤلاء فراخك وانا ديكهم. فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيه , وقال له : يالك من خبيث ماكر, تالله لولم تكن فعلت ذلك لعاقبتك ,
ثم امر له بهدية ومال معجبا بذكائه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة ابي نواس مع احد خلفاء زمانه ، فقد دخل على الخليفة وقتئذ وهو يريد ان ينشده قصيدة طامعاً في بعض المال ولكنه وجد الخليفة مشغولا بمداعبة احدى جواريه ، تسمى خالصة ، وكانت قد وضع على عنقها عقدا نفيساً ،ولم يعر الخليفة اي انتباه لما قاله ابونواس
فخرج ابونواس من عند الخليفة غاضباً صفر اليدين فتكب على باب الخليفة الاتي
لقد ضاع شعري على بابكم 0000000 كما ضاع العقد على صدر خالصة
وانصرف
فرأت الجارية الكلام المكتوب فاردت ان توقع به فاسرعت للخليفة مشتكيةً ،فغضب الخليفة وارسل لابي نواس في الحال
وعندما حضر لبيت الخليفة كان يعلم الامر وما سيجري له ، لكن فطنت وذكاء ابو نواس انقذته فعندوصل الى الباب
مسح الجزء الادنى من حرف العين في كلمت (ضاع) قبل
ان يدخل فانقلب الشعر
لقد ضاء شعري على بابكم 0000000 كما ضاء العقد على صدر خالصة
فبدل ان يعاقبه اكرمه لذكائه وفطنته
ولكم تحياتي.......
هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي بالولاء. أبو علي. غلبت عليه كنية (أبو نواس) لذؤابتين تنوسان على عاتقيه. شاعر العراق في عصره. كان للمحدثين كامرئ القيس للمتقدمين.
- كان أبوه من جند مروان بن محمد الأموي، وانتقل إلى العراق بعد زوال ملك مروان ولجأ إلى قرية من قرى الأهواز، وفيها ولد ابنه الحسن، وكان جده مولى الجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان فنسب إليه.
- لما ترعرع أبو نواس انتقل إلى البصرة وتأدب على كبار علمائها في اللغة والنحو والحديث. اتصل بالرشيد ومدحه فأعلى منزلته، ولما تولى الخلافة الأمين انقطع إليه فنادمه ومدحه. ذهب إلى الشام واتصل ببعض شعرائها وتوجه إلى مصر فمدح الخصيب عاملها، ثم عاد إلى بغداد فأقام فيها إلى أن توفي وكانت وفاته قبيل دخول المأمون مدينة بغداد.
* قال الجاحظ : ما رأيت أحدا أعلم باللغة من أبي نواس ولا أفصح منه، مع حلاوة ومجانبة استكراه، يصل شعره إلى القلب بدون استئذان.
* وقال الشافعي : لولا مجون أبي نواس لأخذت العلم عنه.
* وقال ابن منظور : كان أبو نواس عالما بكل فن، وكان الشعر أقل بضاعته. هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، نظم في جميع أنواع الشعر وأجوده شعر خمرياته، وفي الأدب العربي يعتبر أبو نواس شاعر الخمر، لا يدانيه شاعر آخر في وصفه. أتهم بالزندقة فحبسه الأمين في حبس الزنادقة ثم أطلقه.
* أحب جنان، وهي جارية لبعض الثقفين بالبصرة، وكانت حسناء أديبة، ظريفة تعرف الأخبار وتروي الأشعار، وقال فيها أشعارا كثيرة، وكان صادقا في حبها، ولما حجت رافقها إلى مكة وما كان ينوي الحج وما أحدث عزمه له إلا خروجها، ولما وصل إلى الحج وهو محرم، أخذ يلبي في الليل بشعر ويحدو به ويطرب، فغنى به كل من سمعه وفيه يقول:
إلــهـنـا مــــا iiأعــدلـك مـلـيك كــل مـن مـلك
لـبـيك قــد لـبـيت iiلـك لـبـيك إن الـحـمد لــك
والـملك لا شـريك لك والـلـيل لـمـا أن حـلك
والـسابحات في iiالفلك على مجاري المنسلك
مــا خـاب عـبد iiأمـلك أنــت لـه حـيث iiسـلك
لــولاك يــأرب iiهـلـك كــــل نــبــي ومــلــك
وكــل مــن أهــل iiلـك ســبـح أو لــبـى iiفـلـك
يـا مـخطئا مـا iiأغفلك عـجـل وبــادر iiأجـلك
واخـتـم بـخـير عـملك لـبـيك إن الـمـلك iiلــك
* وكان أبو نواس أبي النفس، يقول معتدا بإبائه، تياها بكبر نفسه :
ومــســتـعـبـد إخـــوانـــه iiبــثــرائــه لـبـست لــه كـبـرا أبــر عـلى الـكبر
إذا ضـمـنـي يــومـا وإيـــاه iiمـحـفل رأى جانبي وعرا يزيد على الوعر
وقـد زادنـي تـيها عـلى الـناس أنني أرانــي أغـنـاهم وإن كـنـت ذا iiفـقر
* وفي وصف الخمر يقول وأذكره هنا لجمال وصفه , وأما حرمة الخمر وأنه من الكبائر فهذا أمر مفروغ منه ):
دع عـنك لـومي فإن اللوم iiإغراء وداونــي بـالتي كـانت هـي iiالـداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها لــو مـسـها حـجـر مـسـته iiســراء
رقـت عـن الماء حتى ما iiيلائمها لـطـافة وجـفـا عـن شـكلها iiالـماء
* وقال يصف كأس الخمر وقد علاها الحبب:
قـامت تـريني , وأمر الليل ii......مجتمع صـبـحا تـولـد بـيـن الـمـاء iiالـعـنب
كـأن صـغرى وكـبرى من فقاقعها حصباء در على أرض من الذهب
* ومن أقواله:
ونـدعو كريما من يجود ii........بماله ومن يبذل النفس النفيسة أكرم
* قيل إنه لما مات وجد تحت فراشه ورقة كتب فيها:
ولـقـد نـزحـت مـع الـرواة ii.......بـدلوهم وأسمت طرف اللحظ حيث أساموا
وبـلـغـت مـــا بـلـغ امــرؤ ii.......بـشـبابه فـــــإذا نــهــايـة كـــــل ذاك أثــــام
( من طرائف أبو نواس )
قال أبو نواس دعاني يوما بعض الحاكة ، وألح علي ليضيفني في منزله ، ولم يزل بي حتى أجبته ، فسار إلى منزله وسرت معه ، فإذا منزل لا بأس به ، وقد احتفل الحائك فلم يقصر ، فأكلنا وشربنا ، ثم قال : يا سيدي ، أشتهي أن تقول في جاريتي شيئا من الشعر وكان مغرما بجارية له قال أبو نواس فقلت : أرنيها حتى أنظم على شكلها ، وحسنها . فكشف عنها الحجاب ، فإذا هي من أسمج خلق الله وأوحشهم ، سوداء شمطاء ديدانية يسيل لعابها على صدرها فقلت لسيدها : ما اسمها ؟ فقال : تسنيم . فأنشأت أقول
أســـهر ليــلي حــب تســنيم ~~ جاريــة فــي الحســن كـالبوم
كأنمــــا نكهتهـــا كـــامخ ~~ أو حزمــة مــن حــزم الثـوم
وضـرطت مـن حـبي لهـا ضرطة ~~ أفــزعت منهــا ملــك الــروم
قال : فقام الحائك يرقص ويصفق سائر يومه ، ويفرح ويقول : شبهها والله بملك الروم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاهد الرشيد أبا نواس , وفي يده زجاجة من الخمر , فسأله : ماذا في يدك يا أبا نواس
فأجاب : زجاجة لبن يأمير المؤمنين .
فقال الخليفة: هل اللبن أحمر اللون
فقال : أحمرت خجلا منك يا أمير المؤمنين .
فأعجب الخليفة من بداهته , وعفا عنه
ــــــــــــــــــــــــــ
قيل: بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده.
دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبي نواس , فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلا.
ثم نظر الى جاسائه وقال : هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبي نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة تخبوئنها في طيات ثيابكم
حتى أذا دخل أبو نواس , يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها , وأقول : يا لكم من ضعاف مثل الفراخ.
تالله أذا لم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم .
فقالوا : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين.
وعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : اذهب فاستحضر ست بيضات , ولا تدع أحدا يراك , خصوصا أبو نواس , فخرج الحاجب .
وعاد منفذا أمر الخليفة وأعطى لكل من الجالسين بيضة, خبأها بين طيات ثيابه , وجلسوا ينتظرون .
ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة , وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه , ونطق أحدهم بكلمة .
فغضب منها الرشيد غضبا شديدا فصاح بهم : ويحكم أيها الجبناء أنكم مثل الدجاج , ولاأجد فرقا بينكم وبينهم والله ان لم يبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم.
فأظهروا الاضطراب والخوف , وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ . وبعد قليل مذ الاول منهم يده الى مؤخرته, فأخرج بيضة وقال: هاهي بيضتي ياأمير المؤمنين
وأعقبه الثاني والثالث الى السادس , وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضه : قد نجوت.
ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع , وصار أمام الخليفة وجها لوجه , ثم صار يقول: كاك , كاك, كاك . كما يفعل
الديك بين زوجاته الدجاج , ثم ضرب ابطيه على بعضهما , وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما , وقال كوكو , كو.
فقال الخليفة: ما هذا يا أبو نواس .
فقال أبو نواس : عجبا يا أمير المؤمنين , هل رأيت دجاجا تبيض من غير ديك
هؤلاء فراخك وانا ديكهم. فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيه , وقال له : يالك من خبيث ماكر, تالله لولم تكن فعلت ذلك لعاقبتك ,
ثم امر له بهدية ومال معجبا بذكائه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة ابي نواس مع احد خلفاء زمانه ، فقد دخل على الخليفة وقتئذ وهو يريد ان ينشده قصيدة طامعاً في بعض المال ولكنه وجد الخليفة مشغولا بمداعبة احدى جواريه ، تسمى خالصة ، وكانت قد وضع على عنقها عقدا نفيساً ،ولم يعر الخليفة اي انتباه لما قاله ابونواس
فخرج ابونواس من عند الخليفة غاضباً صفر اليدين فتكب على باب الخليفة الاتي
لقد ضاع شعري على بابكم 0000000 كما ضاع العقد على صدر خالصة
وانصرف
فرأت الجارية الكلام المكتوب فاردت ان توقع به فاسرعت للخليفة مشتكيةً ،فغضب الخليفة وارسل لابي نواس في الحال
وعندما حضر لبيت الخليفة كان يعلم الامر وما سيجري له ، لكن فطنت وذكاء ابو نواس انقذته فعندوصل الى الباب
مسح الجزء الادنى من حرف العين في كلمت (ضاع) قبل
ان يدخل فانقلب الشعر
لقد ضاء شعري على بابكم 0000000 كما ضاء العقد على صدر خالصة
فبدل ان يعاقبه اكرمه لذكائه وفطنته
ولكم تحياتي.......