هنري
21-05-09, 09:33 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
في إحدى المرات القليلة التي أفتح فيها شاشة التلفاز... هي في ساعات ظهر يوم الخميس,
قادتني أصابعي والتي تضغط بأناملها على جهاز التحكم إلى قناة "العربية" وفي مفاجأة جميلة, محزنة , عاطفية ... وجدت فيلماً وثائقياً عن الحياة الإجتماعية في غزة,
................
راقني الأمر لإنه يبتعد عن نشرات الأخبار التقليدية والتي من الممكن أن تعطينا فكرة عن السياسة والقتل والرُعب... إلخ,
فلقد أردت أن أعرف الحياة في ظل الحصار كيف تكون؟
وأردت أن أعرف ماهي لحظات حياة الناس هناك وكيف يتصلون ببعضهم؟
وكيف يقومون ويسيرون في حياتهم العلمية والعملية والإجتماعية كالزواج وغيره,
.................
إنطلقت رحلة المذيع الميداني بصورة على سور الذل وسور المهانة وسور السياسة المُره!!
سور تحرسه قوات مصرية بمعاهده مع اليهود!!
الذين أخبرنا القرآن الكريم بمدى مصداقية عهودهم!!
ورأيت كيف يجلس الأطفال والشباب تحت السور لينظروا إلى (الأخوة الأعداء) والتي فرضها حُكم السفهاء... !!
وينظرون إلى المشهد المر!!
أن تكون في صحراء قاحلة ومقيداً إلىصخرةه ... وتمكن منك العطش وراحت نفسك ُتنازع بين الحياتين!! ... ومع هذا المشهد يوجد أمامك كأس زجاجيةٌ كبيرة مليئةٌ بالماء البارد !!
تصل يدك في أقصى أمتداد لها إلى ملامسة الكأس!!
فتشعر في روعة مافيها ولكن الفائدة الحقيقية لم تتحقق!
هكذا كان شعور الأطفال والشبان هناك, يرمي عليهم الجنود المصريون بعضاً مما تجود به أنفسهم, وماتحقق ذاك الجود إلا بالإحساس بطعم الأخوة الذي تدحره السياسة ذاتها والهوان العظيم .!!
(والغريب هو رضى الغزيين!!)
.....................
يترك المذيع ذلك المكان ويترك في أنفسنا صورة وجرحاً عميقاً بنفس الوقت ... ليذهب إلى انفاق التواصل, وأنفاق الأمل , وأنفاق الحب المتبقي ... والذي من الممكن أن يُدفن في أي لحظة!!؟؟؟
ويكون تحت الأنقاض كما هو حال البشر هناك!!؟؟
.................
رأيت كيف استطاعوا أن يستخدموا تقنيات بسيطة ليتوائموا مع الحياة وليخدموا أنفسهم!!
بدون الحاجه لأحد,
...............
إنطلق المذيع, ليلقي نظرةً على الأطفال والبسطاء الغزيين,
فرأيت برائة الأطفال كيف أهلكتها طبول الحرب وصور المآسي,
ورأيت كيف أن بريق العين أصبح حاداً مُخيفاً!!
وتأكد تصوري هذا عندما إنهار منزل كان قد صمد من القصف في تلك الأيام ولكن جاء يوم السقوط وسقط ... فقال المذيع (إيش هذا؟)
فتخالفت أصوات الأطفال, البعض يقول: صاروخ, والآخر يقول لغم!!؟؟
رأيت كيف أن المشهد لم يغير من ملامحهم ومن أنفاسهم ومن آرائهم ولم يزحزحهم من مكانهم كما حدث للمصور!!
رأيت كيف نطقوا كلمة صاروخ وقنبلة ورصاصة وحجارة!!
...........................
رأيت كيف يلهون ويلعبون بعنف ويتكلمون بسياساتهم وقادتهم وإنفصالاتهم الإجتماعية الحالية , رأيت حجم ثقافتهم المتدني مقابلة بثقافة الغضب والذي أججناها نحن!!!
ومقابلة أيضاً بتطور الشريك السرطاني!!؟؟
................
رأيت كيف عادوا للغاز, وكيف حل الحمار والعربة بديلاً للسيارة!!
تعجبت من إصرارهم وكفاحهم , وقوة عجائزهم وصبر شبابهم وصلابة أطفالهم , ومع كل ذلك الإبتسامة تخرج!!
لقد كانت حياة مختلفة مُثقلة بالمعاناة والإرهاق والتي حجبتها المكابرة والمصابرة والأمل,
لقد كانت المشاهد مؤثرة , فحتماً إن هذه المشاهد لاتتكرر ولانراها ونحاول عزل أنفسنا عنها!!
.............
بعد ذلك نظرت لحالي وجلستي على مقعدي المتحرك وتحت أجهزة التكييف المُريحة والتي إخترناها بعناية لتكون ذات صوت هادئ!!
خرجت ونظرت وجوم وغضبهم من جراء تعطل آلة صرافة!!
وكيف يتذمرون ويتنحبون من عطل في الجوال أو السيارة أو حتى في سوء حالة شارع !!!
............
مشاهد كثيرة لو تخيلناها في حياتنا مقارنة بهم لوجدنا أننا نسعى وراء تفاهة!!
............
ولكننا نقول دائماً في النهاية,
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل أعدائهم,
وإنا لله وإنا إليه راجعون,,
...................
أيها المُتذمرون المُتبجحون المتخاذلون!! .... آمل أن تعيدوا النظر في صغائر الأمور التي تقفون عندها وتقضون حياتكم في الأخذ والرد فيها.
ليت تجهمكم وحبس إبتساماتكم لأجل ماقلت!!؟؟
...................
تقبلوا مشاركتي الأخيرة هنا على أمل أن نلتقي من جديد,
إلى اللقاء,:)
..................
في إحدى المرات القليلة التي أفتح فيها شاشة التلفاز... هي في ساعات ظهر يوم الخميس,
قادتني أصابعي والتي تضغط بأناملها على جهاز التحكم إلى قناة "العربية" وفي مفاجأة جميلة, محزنة , عاطفية ... وجدت فيلماً وثائقياً عن الحياة الإجتماعية في غزة,
................
راقني الأمر لإنه يبتعد عن نشرات الأخبار التقليدية والتي من الممكن أن تعطينا فكرة عن السياسة والقتل والرُعب... إلخ,
فلقد أردت أن أعرف الحياة في ظل الحصار كيف تكون؟
وأردت أن أعرف ماهي لحظات حياة الناس هناك وكيف يتصلون ببعضهم؟
وكيف يقومون ويسيرون في حياتهم العلمية والعملية والإجتماعية كالزواج وغيره,
.................
إنطلقت رحلة المذيع الميداني بصورة على سور الذل وسور المهانة وسور السياسة المُره!!
سور تحرسه قوات مصرية بمعاهده مع اليهود!!
الذين أخبرنا القرآن الكريم بمدى مصداقية عهودهم!!
ورأيت كيف يجلس الأطفال والشباب تحت السور لينظروا إلى (الأخوة الأعداء) والتي فرضها حُكم السفهاء... !!
وينظرون إلى المشهد المر!!
أن تكون في صحراء قاحلة ومقيداً إلىصخرةه ... وتمكن منك العطش وراحت نفسك ُتنازع بين الحياتين!! ... ومع هذا المشهد يوجد أمامك كأس زجاجيةٌ كبيرة مليئةٌ بالماء البارد !!
تصل يدك في أقصى أمتداد لها إلى ملامسة الكأس!!
فتشعر في روعة مافيها ولكن الفائدة الحقيقية لم تتحقق!
هكذا كان شعور الأطفال والشبان هناك, يرمي عليهم الجنود المصريون بعضاً مما تجود به أنفسهم, وماتحقق ذاك الجود إلا بالإحساس بطعم الأخوة الذي تدحره السياسة ذاتها والهوان العظيم .!!
(والغريب هو رضى الغزيين!!)
.....................
يترك المذيع ذلك المكان ويترك في أنفسنا صورة وجرحاً عميقاً بنفس الوقت ... ليذهب إلى انفاق التواصل, وأنفاق الأمل , وأنفاق الحب المتبقي ... والذي من الممكن أن يُدفن في أي لحظة!!؟؟؟
ويكون تحت الأنقاض كما هو حال البشر هناك!!؟؟
.................
رأيت كيف استطاعوا أن يستخدموا تقنيات بسيطة ليتوائموا مع الحياة وليخدموا أنفسهم!!
بدون الحاجه لأحد,
...............
إنطلق المذيع, ليلقي نظرةً على الأطفال والبسطاء الغزيين,
فرأيت برائة الأطفال كيف أهلكتها طبول الحرب وصور المآسي,
ورأيت كيف أن بريق العين أصبح حاداً مُخيفاً!!
وتأكد تصوري هذا عندما إنهار منزل كان قد صمد من القصف في تلك الأيام ولكن جاء يوم السقوط وسقط ... فقال المذيع (إيش هذا؟)
فتخالفت أصوات الأطفال, البعض يقول: صاروخ, والآخر يقول لغم!!؟؟
رأيت كيف أن المشهد لم يغير من ملامحهم ومن أنفاسهم ومن آرائهم ولم يزحزحهم من مكانهم كما حدث للمصور!!
رأيت كيف نطقوا كلمة صاروخ وقنبلة ورصاصة وحجارة!!
...........................
رأيت كيف يلهون ويلعبون بعنف ويتكلمون بسياساتهم وقادتهم وإنفصالاتهم الإجتماعية الحالية , رأيت حجم ثقافتهم المتدني مقابلة بثقافة الغضب والذي أججناها نحن!!!
ومقابلة أيضاً بتطور الشريك السرطاني!!؟؟
................
رأيت كيف عادوا للغاز, وكيف حل الحمار والعربة بديلاً للسيارة!!
تعجبت من إصرارهم وكفاحهم , وقوة عجائزهم وصبر شبابهم وصلابة أطفالهم , ومع كل ذلك الإبتسامة تخرج!!
لقد كانت حياة مختلفة مُثقلة بالمعاناة والإرهاق والتي حجبتها المكابرة والمصابرة والأمل,
لقد كانت المشاهد مؤثرة , فحتماً إن هذه المشاهد لاتتكرر ولانراها ونحاول عزل أنفسنا عنها!!
.............
بعد ذلك نظرت لحالي وجلستي على مقعدي المتحرك وتحت أجهزة التكييف المُريحة والتي إخترناها بعناية لتكون ذات صوت هادئ!!
خرجت ونظرت وجوم وغضبهم من جراء تعطل آلة صرافة!!
وكيف يتذمرون ويتنحبون من عطل في الجوال أو السيارة أو حتى في سوء حالة شارع !!!
............
مشاهد كثيرة لو تخيلناها في حياتنا مقارنة بهم لوجدنا أننا نسعى وراء تفاهة!!
............
ولكننا نقول دائماً في النهاية,
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل أعدائهم,
وإنا لله وإنا إليه راجعون,,
...................
أيها المُتذمرون المُتبجحون المتخاذلون!! .... آمل أن تعيدوا النظر في صغائر الأمور التي تقفون عندها وتقضون حياتكم في الأخذ والرد فيها.
ليت تجهمكم وحبس إبتساماتكم لأجل ماقلت!!؟؟
...................
تقبلوا مشاركتي الأخيرة هنا على أمل أن نلتقي من جديد,
إلى اللقاء,:)
..................