ماهي الطريقة الصحيحة للمعاملة مع ابني ؟

[ابوعبــــدالله]

الى الاخوة المستشارين
السلام عليكم ورحمة وبركاته
انا لي ابن يبلغ من العمر 15عاماً ولا اقصر في اغلب الاشياءالتي يطلبها من في مثل عمره مثل ( جوال - بلا ستيشن - انترنت ...) مع عدم الموافقة الفورية اوبشروط مثل الاجتهاد في الدراسة الا انه ومع هذا فإذا طلبت منه طلب لاينفذ بالسرعة المطلوبة بل يتعلل بأي شيئ او ينفذ بعد فترة وبعد تكرار الطلب منه ولكن معاملته مع بعض اعمامه واخواله مختلفة تماماً فهو ينفذ الامر من اول ما يطلب منه مع انهم يأمرونه باسلوب شديد وفظ مع انني لا ارغب بمعاملته بهذا الاسلوب بتاتاً .. السؤال
ماهي الطريقة المناسبة للتعامل معه هل بالشدة ام باللين
ارجو ارشادي ولكم جزيل الشكر

[الأستاذ تركـي التركـي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأقر الله عينك أخي أبا عبدالله بصلاح ابنك ورضاك عنه
وعذرا على التأخر في الاجابة على الاستشارة..

وبخصوص ماذكرت.. فإنك تحدثت عن ثلاثة أمور:
الأول : الاستجابة لرغباته وطلباته باشتراط الاجتهاد وتنفيذ ماتطلب منه، وهذا أمر حسن، مع الأخذ بالاعتبار عدم حرمانه من رغباته، بل تلبيتها بطريقة مقننة ومنضبطة، إذ ربما يؤدي حرمانه منها من البحث عنها من طرق أخرى.. والتي ربما تقود لأخطار وعادات أخرى، كما أن الاسهاب في منح الابن كل مايريد دون ضابط أمر خاطئ، إذا يربيه على عدم تحمل المسؤولية، والاستجابه لكل مايطلب ويريد.. وقد ينشأ معها مبذرا غير مهتم بكيفية تدبر المال والحصول عليه.
وجميل أخي الكريم أنك قرنت المنح بعمل ينفذه الابن.. فهذا يدفعه للعمل فيما يرضيك، مع أهمية توسيع دائرة مايمنح له، كبره بأمه وقضائه شؤون اخواته واهتمامه بأمور عباداته في الصلاة مع الجماعة أو غير ذلك..

الثاني: هو ماذكرته عن تفضيله لأعمامه عليك، وأنه ينفذ مايريدونه بسرعة، فأقول أن تصرفاتنا مع من نرتبط بهم بالدرجة الأولى (الأب، الأم، الأبناء) يختلف عن تعاملنا مع من نرتبط بهم في الدرجة الثانية (الأعمام والأخوال)، إذ تكون درجة التعود على القريب ومخالطته المستمرة سببا في سرعة الاستجابة لهم، وذلك يعود للرغبة في إثبات الذات من جهة وتحقيق الرضا عنه، ومثاله ببساطة استعداد الزوجة في اللبس والأكل لمن هم خارج البيت ومقارنته بمن هم داخله، وليس في ذلك ضير أو شيء مزعج، وأنت قلت عن تعامل أعمامه معه بأسلوب فض، وهذا يكشف سر الاستجابة لهم، إذ يرى أن استجابته لهم تعزز من مكانته وتبني له بينهم مكانا، بينما معك أنت هو قد حقق هذه المكانة، وأرى أن الأمر طبيعي في اختلاف التعامل وليس مشكلة كبيرة.

الثالث: حاول أن تكون قراراتك مع ابنك واضحة ومحددة وإن تراجعت فليكن تراجعا منظما وبسبب مقنع، فبعض الأبناء يكثر من الرفض والتعنيف .. ثم في الأخير يرضخ فيلبي الحاجة، وحتى بعد تلبيتها لايشعر الآخر (الابن) بأنه ينفذها وهو راضي، وهو مايفقدها أهميتها عند الابن، بل ربما يتذكر الابن حالات الرفض.. وحالات الزعل بعد التلبية قبل أن يتذكر أنها تحققت بالفعل..

أسأل الله لابنك الصلاح والتوفيق وأن يجعله قرة عين لك ولأمه وأسرته...