مشاهدة النسخة كاملة : ما الطريقة التي اتبعها معه
(المتسائل)
16-05-09, 12:55 pm
السادة المستشارين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي ابن يبلغ من العمر 15عاماً واذا طلبت منه تنفيذ اي امر اقوم بالتكرار عليه اكثر من مره وبرفق ولين ..احياناً ينفذ ما طلبته منه واحياناً يتعلل بأي امر .. مع العلم بأني لست مقصراً بأي شيء معه
لكن اذا طلب منه احد من اعمامه او اخواله بطريقة شديدة ينفذ بسرعة ولا يناقش .. السؤال
1-هل طريقتي خاطئة ام تحتاج الى تعديل
2- هل طريقتهم صحيحة واتبعها
ولكم جزيل الشكر
د عبدالعزيز المقبل
07-06-09, 11:08 pm
أخي الكريم : من المؤكد أنك تدرك أن ابنك يعيش مرحلة ما يسمى بالمراهقة ، وهي مرحلة انتقالية كبيرة ، تنتابه فيها تغيرات ضخمة .. فهو يودع مرحلة الطفولة ، مع تعلقه العاطفي بها ، ويتلبس بمرحلة الرجولة ، مع تملصه من تبعاتها .. ومن ثم يمكن تفسير تنفيذه مطالبك ، في وقت ، وتعلّله وتهربه ، من التنفيذ ، في وقت آخر .
وكلمة ( تعلل ) توحي بأن ابنك لا يريد أن يقطع علاقته بك ، بل يريد أن يبقي على مستوى ( جيد ) من الرضا ، بينك وبينه .. وهو أمر رائع ، حتى ولو لم ينفذ ما طلبته منه .. وأظن أن وراء ( حرصه ) على إبقاء العلاقة ( جيدة ) أسلوبك في التعامل معه ، القائم على الرفق واللين . والمصطفى – صلى الله عليه وسلم – يقول : ( إذا أراد الله بأهل بت خيراً أدخل عليهم الرفق ) . ومفهوم هذا أنه إذا أراد بهم شراً أدخل عليهم العنف !!
أما كون ابنك يسارع إلى تلبية حاجات أقاربه ، من الأخوال والأعمام ، فهو أمر طبيعي ! .. فهو في توقه لامتداح الناس له ، ورسم صورة جميلة له ، يندفع ذلك الاندفاع .. ثم في رأيه أن أولئك لا يحتفظون له ، مثلكم ، بإرشيف يعرفون من خلاله مواطن ضعفه ، ومن ثم قد يذكرونه بها ، خاصة حين تحدث ، بينه وبينكم ، بعض الاحتكاكات !! .. ففي رأيه أن المسارعة في خدمتهم كلها مكاسب ، وأنكم ، باعتباركم أهله ، وهو بينكم بصورة دائمة ، ولذا لن تنقطع طلباتكم ، ولو استطاع تلبية بعضها ، لم يستطع تلبية الأخرى .
وعامة الناس ، بمن فيهم الكبار ، يرون في الناس ما لا يرون في أهليهم .. ويروى عن أبي حنيفة ، رحمه الله ، العالم المشهور ، أن أمه طلبت منه أن يذهب بها لمن تستفيه ، في مسألة فقهية عرضت لها ، فذهب بها إلى طالب من طلابه ، فدهش ، وقال : رحمك الله ، كيف أفتيها ، وأنت موجود ؟! .. لكن أبا حنيفة ألمح لها بالجواب ، ليكون هو من ينطق به لها !!
وإذا كان الناس يرون في أبي حنيفة إماماً ، فهي لا ترى فيه سوى ولدها ، الذي خبرته ، مذ كان صغيراً .. قد ترى من هو أقل منه ، ممن اشتهر عند الناس ، أكبر منه قدراً !!
إننا - نحن الكبار – قد نجامل الغرباء والأقرباء ، ولكننا قد لا نجامل من حولنا ، من أهل بيتنا ، على الأقل ، في كل الأحوال .. والسبب ظاهر .
ولكن مما يمكن أن يدخل السرور عليك أن قيامه على حاجات أقاربه يمثل تراكم خبرات له ، ستفيده في المستقبل .
أما بالنسبة لما ذكرته من أسلوب تعاملك ، وكون ( الرفق واللين ) هو ما يحكم سلوكك معه ، مع اجتهادك في تلبية طلباته ، فهو دليل على توفيقك ، من جهة ، ونضج عقلك ، من جهة أخرى .
كل ما أتمناه أن يحدث بينكما مزيد من الحوارات والتواصل ، العفوي ، الخارج عن إطار الأمر والنهي ، وأن تشاركه مشاعره ، وتراعي مستواه ، وتجعل توجيهك له بلغة إيحائية محفزة ، وألا يدفعك ما ذكرته من تصرفاته إلى الانفعال ، وجلده بسياط اللوم .
شرح الله صدرك ، وأصلح لك ابنك ، وكتب لكما التوفيق ، في الدارين .
vBulletin® v3.8.8 Alpha 1, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba