أحمد المهوس
23-04-09, 10:08 am
بقلم / أحمد المهـوس
لا يزال الشعر مصيبة الأمة العربية , فمن درس نشأته وكيف تعلّق العرب به تعلقًا مهولاً ؛ علم أن الأسباب تعود إلى ثلاثة لا رابع لها :
1 – إن الشعر سلاح الحرب باللسان كما السيف .
2 – إن الشعر للتفاخر وشحذ العصبية القبلية .
3 – إن الشعر ناقل الغزل العذري وغيره , وهو الغزل بالمذكر " الشاذ " .
قد يظن ظان أن الشعر قد تحول وتم تهذيبه منذ العصر الإسلامي , لكنه لو تأمل في قول معاوية – رضي الله عنه - : " تدارسوا الشعر , فإنه حفظ للأنساب وعماد الأجداد . . . " . وقد صدق معاوية حين كان قد نقض نظام الشورى في الخلافة , وجعله وراثيًا في بني أمية .
ونحن اليوم نجد أن الشعر لا يتجاوز هاتيك الأسباب , وقد ينظم شاعر في الحكمة أو الميادين التربوية , ولكنه نظم قليل بإزاء ما نراه من شعراء اليوم على نسق ما كان في الدولة الأموية وما بعدها .
حين يقول النبي – عليه الصلاة والسلام - : " إن من الشعر لحكمة " . فإن " من " هذه تبعيضية , أي أن هناك من الشعر ما هو شر , وهو النصف الآخر .
إن الشعر الشعبي اليوم تكمن مفسدته أنه قلما يخرج عن الأسباب القديمة السابقة , فإما التفاخر والتنابز والهجاء , وإما مدح السلاطين ومن دونهم , وإما أن يتغزل بغزل مفضوح , وقد يروق لأحد الشواذ من الشعراء بأن ينظم متغزلاً بالمذكر , فيصفه بما توصف به الفتاة الحسناء .
إن الشعر الشعبي يؤخر الشبان والشابات ثقافيًّا , ويجعلهم يهتمون به على نسق ما يكون اليوم من الاهتمام بالرياضة , فمن كان يصدّق أن المحاكم أصبحت تتلقى شكاوى من مشجعين أو رؤساء أندية , والشعر ليس بأقل منها .
من عرف شعراء النقائض وما قالوه في العصر الأموي ؛ يُدرك أن عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي أراد إلهاء الشعب فيما قاله جرير والفرزدق والأخطل والراعي النميري , فالشعر يلهيهم ويلهي الشعب عن الدولة وما تقوم به , والرياضة اليوم هي عبارة عن إشغال الشعب بتوافه الأمور حين يتم تصعيد أحداثها كما اليوم , فيكون الجيل ينام ويصحوا على متابعة الرياضة وما يعج فيها .
إن استقبال أمير القصيم ونائبه لابن نحيت - قبل يومين - لهو تجسيد لما تريده الثقافة الشعبية التي تؤخر المجتمع وتلهيه عن نموه الطبيعي وتحضره , فهو لا يقل عن المزاين وما يدور فيها من شعر يصف حيوانًا قد جعله الله للإنسان , فكان أن جعل الإنسان نفسه لهذا الحيوان , فتأمل ! !
لو لم يكن هناك رياضة مبالغ فيها كما اليوم , فلا ينتهي كأس حتى يأتينا آخر , ولو لم يكن هناك شعر ولا استقبال له احتفاءً , ولو لم يكن هنالك مزاين ؛ لكان الشعب – بما فيهم الجيل الجديد – أكثر اهتمامًا بما يبصرهم بأمور حياتهم , ولتقدموا في العلم , ولتطورت الحضارة , لكن سفساف الأمور يعيق هذا النمو حين يتم استقبال شاعر يُخرج لسانه فيصفق له القوم , وتأخذه الأحضان بالسلام عليه إعجابًا, وتفسح له المجالس كأنه قائد ما بعده قائد ! !
لا يزال الشعر مصيبة الأمة العربية , فمن درس نشأته وكيف تعلّق العرب به تعلقًا مهولاً ؛ علم أن الأسباب تعود إلى ثلاثة لا رابع لها :
1 – إن الشعر سلاح الحرب باللسان كما السيف .
2 – إن الشعر للتفاخر وشحذ العصبية القبلية .
3 – إن الشعر ناقل الغزل العذري وغيره , وهو الغزل بالمذكر " الشاذ " .
قد يظن ظان أن الشعر قد تحول وتم تهذيبه منذ العصر الإسلامي , لكنه لو تأمل في قول معاوية – رضي الله عنه - : " تدارسوا الشعر , فإنه حفظ للأنساب وعماد الأجداد . . . " . وقد صدق معاوية حين كان قد نقض نظام الشورى في الخلافة , وجعله وراثيًا في بني أمية .
ونحن اليوم نجد أن الشعر لا يتجاوز هاتيك الأسباب , وقد ينظم شاعر في الحكمة أو الميادين التربوية , ولكنه نظم قليل بإزاء ما نراه من شعراء اليوم على نسق ما كان في الدولة الأموية وما بعدها .
حين يقول النبي – عليه الصلاة والسلام - : " إن من الشعر لحكمة " . فإن " من " هذه تبعيضية , أي أن هناك من الشعر ما هو شر , وهو النصف الآخر .
إن الشعر الشعبي اليوم تكمن مفسدته أنه قلما يخرج عن الأسباب القديمة السابقة , فإما التفاخر والتنابز والهجاء , وإما مدح السلاطين ومن دونهم , وإما أن يتغزل بغزل مفضوح , وقد يروق لأحد الشواذ من الشعراء بأن ينظم متغزلاً بالمذكر , فيصفه بما توصف به الفتاة الحسناء .
إن الشعر الشعبي يؤخر الشبان والشابات ثقافيًّا , ويجعلهم يهتمون به على نسق ما يكون اليوم من الاهتمام بالرياضة , فمن كان يصدّق أن المحاكم أصبحت تتلقى شكاوى من مشجعين أو رؤساء أندية , والشعر ليس بأقل منها .
من عرف شعراء النقائض وما قالوه في العصر الأموي ؛ يُدرك أن عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي أراد إلهاء الشعب فيما قاله جرير والفرزدق والأخطل والراعي النميري , فالشعر يلهيهم ويلهي الشعب عن الدولة وما تقوم به , والرياضة اليوم هي عبارة عن إشغال الشعب بتوافه الأمور حين يتم تصعيد أحداثها كما اليوم , فيكون الجيل ينام ويصحوا على متابعة الرياضة وما يعج فيها .
إن استقبال أمير القصيم ونائبه لابن نحيت - قبل يومين - لهو تجسيد لما تريده الثقافة الشعبية التي تؤخر المجتمع وتلهيه عن نموه الطبيعي وتحضره , فهو لا يقل عن المزاين وما يدور فيها من شعر يصف حيوانًا قد جعله الله للإنسان , فكان أن جعل الإنسان نفسه لهذا الحيوان , فتأمل ! !
لو لم يكن هناك رياضة مبالغ فيها كما اليوم , فلا ينتهي كأس حتى يأتينا آخر , ولو لم يكن هناك شعر ولا استقبال له احتفاءً , ولو لم يكن هنالك مزاين ؛ لكان الشعب – بما فيهم الجيل الجديد – أكثر اهتمامًا بما يبصرهم بأمور حياتهم , ولتقدموا في العلم , ولتطورت الحضارة , لكن سفساف الأمور يعيق هذا النمو حين يتم استقبال شاعر يُخرج لسانه فيصفق له القوم , وتأخذه الأحضان بالسلام عليه إعجابًا, وتفسح له المجالس كأنه قائد ما بعده قائد ! !